بنت الاسلام
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
إن الأولوية الكبرى التي يضعها المصلحون نُصب أعينهم هي صلاح الفرد، وهم أولى الناس بهذا الصلاح؛ لأن فاقد الشيء لا يُعطيه.
لهذا فإن المولى سبحانه وتعالى إذا أراد صلاح قرية أرسل إليها رسولاً أو
نبياً صالحاً يتحلى بكل الصفات الطيبة التي يدعو الناس إليها، فيروها
واقعاً ملموساً وحياة مشاهدة في رجل منهم فيزدادوا إيماناً بما يقول،
ويتأثروا بما يشاهدون.
وهذه هي الخطوة الأساسية في عملية الإصلاح، وإلا لا قيمةَ لدعوة إصلاح تدعو
الناس إلى المبادئ السامية، والأخلاق الفاضلة، والقيم النبيلة والحياة
الطيبة، وليس لها واقع مرئي، ولا نموذج مشاهد بين الناس: (﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ
مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ (الصف: 2-3،
)﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا
التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (المائدة: 68.
ومن هنا فإن الإصلاح الذي ننشده هو إصلاح الفرد أولاً، ثم صلاح المجتمع
معه، وكل منهما يتأثر بالآخر ويؤثر فيه، فالفرد كما نعلم أشبه باللبنة في
البنيان ولا صلاح لبنيان إذا كانت لبناته هشة ضعيفة، (﴿أَفَمَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ
مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي
نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾( التوبة: 109.
لذلك كان الإيمان بالله يفتق الطاقات، ويفجر المواهب، ويتقن العمل مع إنكار
الذات؛ لأن الإيمان يمنح الإنسان أولاً ما يمنح الحرية التي تجعل من
الإنسان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتحرره من رِقِّ العبودية
التي تستبد به، ولا ينال حريته إلا بكمال العبودية لله التي لا تتحقق إلا
بكمال الحب وكمال الذل له سبحانه؛ فيشعر بالعزة والكرامة والأمن والأمان،
وفي هذا الجو الآمن ينمو الابتكار والإبداع وينطلق العقل من عقاله، ويتسع
الأفق، فيؤدي الإنسان ما عليه أولاً، ثم يسأل الله ما له ويختفي التكاسل
والتواكل والتراخي في أداء الواجبات، ويسود المجتمع الأخلاق العملية
والاجتماعية، فكلما ازداد خلقاً وعملاً ووعياً بما يُحاك له منحه المولى
البصيرة فيتعلم كيف يتعامل مع مؤامرات القوم، وكيف ينجو مما يدبرون
ويمكرون، ﴿(وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (الزمر:61 .
وبهذا الإيمان الذي صلحت به النفس يؤدي الأعمال بإتقان وإحساس، ودقة وقوة،
إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فمَن لهذا الإحسان غير المؤمن الصادق،
ومَن للإتقان غيره، وهو يسمه رسوله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
إن الدعوة والحركة اللتان تنطلقان من الإيمان الحي اليقظ يسري فيهما سر
رباني وروح لطيفة تجعل فيهما الأثر والثمرة والبركة على مستوى الفرد
والمجتمع والواقع، فإذا تحقق ذلك في الفرد كان بداية صلاح المجتمع؛ بل كان
هو الصلاح بعينه الذي يؤتي ثمرته في المجتمع كله، ﴿(وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ
مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ (الأعراف: 96.
وبهذا الصلاح للفرد تتحقق الأهداف البعيدة والمرحلية، والغايات الكبرى ولا يعرف المجتمع المستحيل طالما قال المؤمن فيه: ﴿(وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا﴾( إبراهيم: 12.
فيا مَن تقومون بمبادرات للإصلاح:
(﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾
(الرعد: 11، فقبل أن يفكر العقل في الإصلاح ويرسم خطته له لابد أن يرتب
ترتيباً إسلامياً يحق الحق ويبطل الباطل، وقبل أن يخطط المصلح بيده نظرية
علمية أو مبادرة مرحلية عليه أن يتوضأ ليطهر اليد قبل أن يخط خطاً أو يقدم
تصوراً، وقبل أن يدعو لوحدة الصف عليه أن يطهر القلب؛ لأن وحدة القلب سابقة
على وحدة الصفوف.
وإلا فهل نتصور منحرفاً يدعو إلى الاستقامة أو لصاً يدعو إلى رد الحقوق
لأصحابها، أو خائناً يدعو إلى الأمانة، أو طاغياً يدعو إلى الرحمة، أو
قاتلاً يدعو إلى الإخوة، أو ظالماً يدعو إلى العدل والإحسان، أو مفسداً
يدعو للصلاح.
هذا ما لا يتصوره عقل سليم أو نفس سوية؛ لأنها لا تنتظر من هؤلاء إصلاحاً لأنهم فقدوا الصلاح.
ومن هذا الفهم ننطلق إلى الصلاح، ومن هذا الفهم لا نتصور أن بوش وصحبه
يدعون إلى إصلاح أحوالنا وحل مشاكلنا وإقامة العدل بيننا، وهو الذي فعل ما
فعل في العراق وأفغانستان، وما زال يهدد سوريا والسودان، والمضحك أنه يفعل
ما يفعل وهو يخرج على الناس ويصدق فيه قول الشاعر: خرج الثعلب يوماً في
ثياب الواعظين، فما بالك بشارون وبلير وكل من سار على دربه وأيد نهجه
وخطاه؟!
فهلا عدنا إلى منهج ربنا الذي فيه سعادتنا وأمننا وقوتنا وعزتنا، وصدق الله القائل: ﴿(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ (الرعد: 19.
لهذا فإن المولى سبحانه وتعالى إذا أراد صلاح قرية أرسل إليها رسولاً أو
نبياً صالحاً يتحلى بكل الصفات الطيبة التي يدعو الناس إليها، فيروها
واقعاً ملموساً وحياة مشاهدة في رجل منهم فيزدادوا إيماناً بما يقول،
ويتأثروا بما يشاهدون.
وهذه هي الخطوة الأساسية في عملية الإصلاح، وإلا لا قيمةَ لدعوة إصلاح تدعو
الناس إلى المبادئ السامية، والأخلاق الفاضلة، والقيم النبيلة والحياة
الطيبة، وليس لها واقع مرئي، ولا نموذج مشاهد بين الناس: (﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ
مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ﴾ (الصف: 2-3،
)﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا
التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ﴾ (المائدة: 68.
ومن هنا فإن الإصلاح الذي ننشده هو إصلاح الفرد أولاً، ثم صلاح المجتمع
معه، وكل منهما يتأثر بالآخر ويؤثر فيه، فالفرد كما نعلم أشبه باللبنة في
البنيان ولا صلاح لبنيان إذا كانت لبناته هشة ضعيفة، (﴿أَفَمَنْ
أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ
مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي
نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾( التوبة: 109.
لذلك كان الإيمان بالله يفتق الطاقات، ويفجر المواهب، ويتقن العمل مع إنكار
الذات؛ لأن الإيمان يمنح الإنسان أولاً ما يمنح الحرية التي تجعل من
الإنسان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتحرره من رِقِّ العبودية
التي تستبد به، ولا ينال حريته إلا بكمال العبودية لله التي لا تتحقق إلا
بكمال الحب وكمال الذل له سبحانه؛ فيشعر بالعزة والكرامة والأمن والأمان،
وفي هذا الجو الآمن ينمو الابتكار والإبداع وينطلق العقل من عقاله، ويتسع
الأفق، فيؤدي الإنسان ما عليه أولاً، ثم يسأل الله ما له ويختفي التكاسل
والتواكل والتراخي في أداء الواجبات، ويسود المجتمع الأخلاق العملية
والاجتماعية، فكلما ازداد خلقاً وعملاً ووعياً بما يُحاك له منحه المولى
البصيرة فيتعلم كيف يتعامل مع مؤامرات القوم، وكيف ينجو مما يدبرون
ويمكرون، ﴿(وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ (الزمر:61 .
وبهذا الإيمان الذي صلحت به النفس يؤدي الأعمال بإتقان وإحساس، ودقة وقوة،
إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فمَن لهذا الإحسان غير المؤمن الصادق،
ومَن للإتقان غيره، وهو يسمه رسوله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
إن الدعوة والحركة اللتان تنطلقان من الإيمان الحي اليقظ يسري فيهما سر
رباني وروح لطيفة تجعل فيهما الأثر والثمرة والبركة على مستوى الفرد
والمجتمع والواقع، فإذا تحقق ذلك في الفرد كان بداية صلاح المجتمع؛ بل كان
هو الصلاح بعينه الذي يؤتي ثمرته في المجتمع كله، ﴿(وَلَوْ
أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ
بَرَكَاتٍ مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ
مِنْ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ﴾ (الأعراف: 96.
وبهذا الصلاح للفرد تتحقق الأهداف البعيدة والمرحلية، والغايات الكبرى ولا يعرف المجتمع المستحيل طالما قال المؤمن فيه: ﴿(وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا﴾( إبراهيم: 12.
فيا مَن تقومون بمبادرات للإصلاح:
(﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾
(الرعد: 11، فقبل أن يفكر العقل في الإصلاح ويرسم خطته له لابد أن يرتب
ترتيباً إسلامياً يحق الحق ويبطل الباطل، وقبل أن يخطط المصلح بيده نظرية
علمية أو مبادرة مرحلية عليه أن يتوضأ ليطهر اليد قبل أن يخط خطاً أو يقدم
تصوراً، وقبل أن يدعو لوحدة الصف عليه أن يطهر القلب؛ لأن وحدة القلب سابقة
على وحدة الصفوف.
وإلا فهل نتصور منحرفاً يدعو إلى الاستقامة أو لصاً يدعو إلى رد الحقوق
لأصحابها، أو خائناً يدعو إلى الأمانة، أو طاغياً يدعو إلى الرحمة، أو
قاتلاً يدعو إلى الإخوة، أو ظالماً يدعو إلى العدل والإحسان، أو مفسداً
يدعو للصلاح.
هذا ما لا يتصوره عقل سليم أو نفس سوية؛ لأنها لا تنتظر من هؤلاء إصلاحاً لأنهم فقدوا الصلاح.
ومن هذا الفهم ننطلق إلى الصلاح، ومن هذا الفهم لا نتصور أن بوش وصحبه
يدعون إلى إصلاح أحوالنا وحل مشاكلنا وإقامة العدل بيننا، وهو الذي فعل ما
فعل في العراق وأفغانستان، وما زال يهدد سوريا والسودان، والمضحك أنه يفعل
ما يفعل وهو يخرج على الناس ويصدق فيه قول الشاعر: خرج الثعلب يوماً في
ثياب الواعظين، فما بالك بشارون وبلير وكل من سار على دربه وأيد نهجه
وخطاه؟!
فهلا عدنا إلى منهج ربنا الذي فيه سعادتنا وأمننا وقوتنا وعزتنا، وصدق الله القائل: ﴿(أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ (الرعد: 19.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى