لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أدب الطريق  Empty أدب الطريق {الخميس 17 نوفمبر - 22:59}

الشيخ/ جماز بن عبدالرحمن الجماز
أدب الطريق

الخطبة الأولى:

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الحمد في الآخرة والأولى , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله , النبي المصطفى والرسول المجتبى , بعثه الله بالحق والهدى , صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه , والتابعين ومن سار على هديهم واقتفى , أما بعد فاتقوا الله أيها الناس وعظموا أمره , واشكروا نعمه , واعلموا أن شرائع الإسلام استوعبت شتى جوانب الحياة وشؤونها , وإن مما يظهر فيه شمول هذا الدين وجلاء حكمه وأحكامه , ما أوضحه الكتاب والسنة وآثار الأئمة , من آداب الطريق , ومجالس الأسواق , وحقوق المارة , وأدب الجماعة , في مظهر حضاري , وسلوك متحضر , وأدب عال , وخلق سام , جاء ليرقى بالمسلمين , ويهذب مسالكهم , آداب ديننا في هذا عالية , والأخلاق في الإسلام فاضلة , قال تعالى : { وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً } الفرقان63 , لا تصنع ولا تكلف , ولا كبر ولا خيلاء , مشية متزنة , ونفس سوية , وقار وسكينة , جد وقوة , من غير تماوت أو مذلة , لا خفق بالنعال , ولا ضرب بالأقدام , لا يقصد إلى مزاحمة , ولا سوء أدب في الممازحة , لا يتقدم من أجل أن يسير الناس خلفه , ولا يركب ليمشي غيره راجلاً , صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( إياكم والجلوس في الطرقات : قالوا : يا رسول الله : ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإذا أبيتم إلا المجلس , فأعطوا الطريق حقه , قالوا : وما حقه , قال " غض البصر, وكف الأذى , ورد السلام , والأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر )) . وقال تعالى : { وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ{19} } لقمان , إن غض الصوت وخفضه , من سيما أصحاب الخلق الرفيع , وغض البصر عن المارة والجالسين , حق لهم , وبه تحفظ حرماتهم وعوراتهم , إذ النظر بريد الخطايا , وإن تعجب , فعجب ممن يرسل بصره محملاً ببواعث الفتنة , ودواعي الشهوة , ثم يتبع ذلك بكلمات وإشارات قاتلة للدين والحياء , مسقطة للمروءة والعفاف . أما كف الأذى عن الطريق , فمن أبرز الحقوق , صح في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق , كانت تؤذي الناس )) وصح أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم : (( مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق , فقال : والله لأنحين هذا عن المسلين لا يؤذيهم , فأدخل الجنة )) إن هذا الأدب الجم , لا ترى له في واقع بعض الأقطار التزاماً , بل ترى في كثير من المواقع إهمالاً وتقصيراً , فمدن المسلمين وقراهم , وطرقهم ومسالكهم ـ مع الأسف ـ تزخر بالمعوقات وتمتلئ بالمؤذيات والمزعجات , من مركبات عاطلة , وأتربة متراكمة , وبقايا ومخلفات , مع حفر مهملة , وأحجار ملقاة , لا يكلف المسلم نفسه أن يضع الشيء في موضعه , ويبعد الأذى عن طريق إخوانه , قياماً بالمسؤولية , وابتغاء الثواب العظيم في الرب الكريم , وتأملوا قول الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله " لو عثرت دابة بشاطئ الفرات لظننت أني مسؤول عنها , لم لم أعبد لها الطريق " هذا في تعبيد الطريق للدواب والحيوانات فما بالكم في تعبيد الطريق لبني الإنسان . وإذا كان هذا الثواب العظيم لمن يكف الأذى , فكيف تكون العقوبة لمن يعتمد إيذاء الناس في طرقاتهم ومجالسهم , ويجلب المستقذرات , وينشر المخلفات في منتزهاتهم , وأماكن استغلالهم , صح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليهم لعنتهم )) وأما إفشاء السلام , ابتداءً ورداً فأدب كريم يغرس المحبة , ويزرع الألفة ويغسل الأحقاد , ويزيل الإحن ويستجلب به رضا الرحمن صح أن صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال (( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتهم ؟ أفشوا السلام بينكم )) وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيدخل في ذلك الكثير من مكارم الأخلاق والآداب والمروءات فلا تقول هجراً ولا تنطق فحشاً تفض النزاع بين المتخاصمين , وتصلح ذات البين , وتحفظ اللقطة , وتدل على الضالة , تذبُ عن أعراض المسلمين , وتأخذ على أيدي الظالمين , وتنصر المظلومين , وتعين على رد الحقوق لأصحابها . اهدِ الضال في الطريق , بأدب ولطف , وتبسّم في وجه أخيك , أعِن صاحب المتاع ، احمل متاعه وارفعه وضعه ، فقد يكون صغيراً أو كبيراً , لا تتعرض لأحد بمكروه , ولو كان عاملاً , لا تذكر أحداً بسوء ، ولا تهزأ بالمارَة , ولا تسخر من ذي عاهة , لا تُشر ببنان , لا تستطلْ بلسان ، لا تحتقر صغيراً ، ولا تُهن كبيراً . إياك والجلوس في مضايق الطريق , وملتقى الأبواب , ومواطن الزحام , وخاصة عند قيادة المركبات احفظ حقوق المشاة والراكبين والقاعدين , واعلم ، أن إهمال ذلك يصيب المسلمين بفساد عريض , أمة الأدب والخلق: إن من الناس من يتخذون من الطرقِ وأماكنِ البيع ، مقاعد وأندية ، ينشرون الأرائك والفُرشَ ، ليتتبعوا العورات ، ويمزقوا الأعراض ، ويحرجوا أهل الأدب والمروءة , فضوليون يدوسُون أنوفهم فيما لا يعنيهم , يتناولون السابلة غمزاً بالأبصار , وهمزاً بالأيدي , ولمزاً باللسان ، وطعناً بالبنان ، إنه لا يحل لهؤلاء أن يجعلوا أماكنهم ، أوكاراً تمتدُ منها النظراتُ المحرَمة , وطريقاً إلى الرذيلة , وسبيلاً إلى المقابلات المريبة , إن هذه المواطنْ , يجبُ فيها مراعاةُ آداب الإسلام ، حتى تكون مجالسنا حلالاً .

وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه , ولطف بنا فيما قدَره وقضاه , وجعلني وإياكم ممن يخافه ويخشاه , ونستغفر الله جميعاً من كل ذنب اقترفناه إنه تعالى جواد كريم ، ملك بر رؤوف رحيم.

الخطبة الثانية

الحمد الله الذي بيده ملكوت كلِ شيء وإليه ترجعون , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، بديع السموات والأرض كل له قانتون , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الأمين المأمون ، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ، فيا أيها المسلمون , فالأمرُ في الإسلام لا يقتصر على إماطة الأذى وإزالة العوائق , ولكنه يرى في المطالبة بالإصلاح وتحسين المرافق , وهو مطلوب من كل قادر عليه , من ولاة أمر المسلمين ومن دونهم من الأثرياء والموسرين القادرين ، فالدعوة في الإسلام عالية في إنشاء المرافق وبنائها , ورعايتها وصيانتها وتحسينها , ولقد قرر أهل العلم أن من الصدقة الجارية , حفر الآبار، وشق الأنهار ، وغرس الأشجار , وتوسيع الطرق , وبناء الجسور والقناطر وإنشاء المظلات , وإقامة دور العلاج والمشافي وكل ما تدعو إليه الحاجة وظروف الحياة ومتغيراتها ومستجداتها مما يوافق الشرع وينفع الناس . ومما ينبغي معرفته في أدب الطريق ضرورة صيانة الطرق والمركبات ، وتفقد المركبة بأجهزتها وآلاتها وأجزائها , وزيادة أحمالها وأوزانها , وتجنب قيادتها في حالات التعب والإعياء والظروف النفسية والعصبية ، وبذل المزيد من الحذر ، وتوقع المفاجئات ، والسير في الجانب المخصص ، من أرصفة للمارة ، وجسور للمشاة , ورعاية مسارات السرعة , والاهتمام بوسائل السلامة . هذا وصلوا وسلموا على..

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى