رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الشيخ/ جماز بن عبدالرحمن الجماز
حصاد الأرواح
الخطبة الأولى
الحمد الله على ما منح من الإنعام وأسدى , أحمده سبحانه وأشكره , وأتوب إليه وأستغفره , من خطايا وذنوب لا تحصى عدا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة أرجوها عنده ذخراً , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله , أعظم به رسولاً , وأكرم به عبداً صلى الله وسلم وبارك عليه , وعلى آله وأصحابه , كانوا أمثل طريقة وأقوم وأهدى , والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد أيها المسلمون : يقول ربنا تبارك وتعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } الأنعام82 , بالأمن على الأنفس , والأمن في الأوطان , تتفتح دروب الإنتاج وتتفتق مهارات الإبداع , ويتحقق بإذن الله النماء , الأمن : هو الركيزة التي يقوم عليها استقرار المجتمعات ورخاء الشعوب { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ{3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ{4} } قريش , وفي نظرة فاحصة , يدرك المتأمل , أن الأمم تتعرض في حياتها لمتاعب ومشقات , بعضها هين يسير , وبعضها ثقيل عسير , ولكن الكيان يتزلزل , والرشاد يتخلخل , حين تسترخص الدماء وتزهق الأرواح , معاشر المسلمين : الحفاظ على المنهج , من أغلى المطالب إن لم يكن أغلاها , والإنسان أكرم المخلوقات على الله , خلقه وكرمه وفضله { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } الإسراء70 , والنفس الإنسانية , ليست ملكاً لصاحبها وليست ملكاً لأحد من الناس , وإنما هي ملك لله وحده , ومن أجل ذلك , حرم سبحانه الاعتداء عليها , حتى من قبل صاحبها { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } النساء29 , ومع وضوح ذلك وجلائه في أصول الديانة , وثباته ورسوخه في فقه الشريعة , إلا أنه مع الأسف وفي خضم الغفلة والإهمال , وقلة المبالاة من المرء نفسه , وممن حوله من أهله, ومن له سلطان عليه , ترى من يجازف ثم يمارس أفعالاً وسلوكيات تلقي بالنفس إلى التهلكة , وتوقع الغير في الهلكة , ترى أرواحاً تزهق, ونساء تترمل , وأسرا تفنى , وأطفالاً تيتم , وأمراضاً مزمنة , وإعاقات مستديمة , ترى منشآت تهدم , ومنجزات تتلف , والآن الملايين من الريالات والدراهم تهدر , فواجع تصل إلى حد الهلع , وخسائر تصل إلى حد الإفلاس , أطفال في مستقبل الحياة , وشباب في نفرة العمر , ترى! ما حال البيت وقد فقد عائلة ؟
ما حال المرأة وقد فقدت من يرعاها وأطفالها ؟ ما حال الوالدين وقد زهقت روح شابهما اليافع , وصبيهما الأمل ؟ ما حال الأسرة وقد حل بها معاق , علاجه مكلف , والكد عليه مرهق , أصبح مقعداً عاجزاً , عالة على أهله ومجتمعه ودولته , حسرة في القلوب , وعبء على الكاهل , بسبب ماذا كل هذا ؟ ومن أجل ماذا كل هذه المعاناة ؟ إنه بسبب فعل متهور , وتصرف طائش , وعمل غير مسئول , ماذا يبقى إذا هانت الأرواح واسترخصت الدماء ؟ إلى أي هاوية هؤلاء ينحدرون ؟ لقد فاضت نفوس زكية , ودماء برية , فمتى تفيض دوافع العقلانية ؟ متى تستيقظ مشاعر لإحساس بالمسؤولية ؟ متى يهتدي الضالون ؟ متى يستفيق الغافلون ؟ كل هذه المصائب , وجل هذه المآسي , راجعة إلى الإخلال بحق الطريق , والتفريط في آداب المسير , والإهمال في قواعد المرور. يخيل لفئة من الناس , عن رعونة وجهل واستهتار وإهمال : أن الطريق , هو المكان الذي يتحرر فيه من الضوابط وقواعد التعامل , يتحلل من الآداب والمسؤوليات , ليعطي نفسه حق التصرف كما يريد , والفعل كما يشاء , متجاوزاً الخلق الحسن ومبتعداً عن الذوق الرفيع .
الطرق : هي مسلك الناس إلى شؤونهم , ومعابرهم إلى قضاء حوائجهم, وهي دروبهم في حركاتهم وفي تحركاتهم وتحصيل منافعهم, هي سبيلهم إلى أسواق التجارة وكسب المعاش , وهي منافذهم إلى المعاهد والمدارس ودور العلم والمساجد والمنتزهات في الأسفار والرحلات , وكل أنواع الحركة والتنقلات , فواجب على كل مسلم , أن يرعى الطريق , ويؤدي حقه , ويلتزم بأدبه , معاشر المسلمين : حوادث الطرق , حرب مدمرة , بمعدات ثقيلة تنزف فيها الدماء وتستنزف فيها الثروات , حرب معلنة , ليس فيها إلا كاسب واحد , هو الإهمال وضعف التربية ونقص الوعي والتخلي عن المسؤولية , ما تستقبله المستشفيات والمقابر, وما تحتضنه مراكز التأهيل وملاجئ الأيتام ودور الرعاية الاجتماعية ، كل ذلك أو جله ، ضحايا التهور وعدم المسؤلية ، مركبات متنوعة ، ووسائل نقل متعددة ، يُساء استخدامها ، ويقودها من لا يقدرها حق قدرها ، فتُحصد الأرواح ، وتهدر الممتلكات ، نتاجها : قطع للأيدي وبتر للأرجل وكسر للعظام , هلكى ومعاقون , عجزة ومقعدون , موتى ومشلولون , في صور مأساوية , يصحبها دموع وآهات , وتقلبات وأنات , يهلكون أنفسهم , ويبكون أهاليهم , ويرهقون اقتصادهم , ويبقون عالة على مجتمعهم ودولتهم , يا أيها المؤمنون : لا بد من التربية والتوجيه , من أجل بناء إرادة قوية , ومسلك صحيح لوقف النزوات الطائشة , يمتزج فيه الرفق مع الصرامة , والعقاب مع التوجيه والتربية مع المحاسبة , جدية من خلال احترام النظام والدقة في تطبيقه , والعدالة في تنفيذه والقدوة في التزامه , لا بد من معالجة السلوكيات الخاطئة, والمفاهيم المغلوطة , والممارسات المتهورة , يقول تعالى { وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً } الإسراء 37 , أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه , إنه تعالى جواد كريم .ملك بر رؤوف رحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر , وأشكره على إنعامه وإفضاله , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , تعظيماً لشأنه , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , الشافع المشفع في المحشر, صلى الله وسلم وبارك عليه , وعلى آله وأصحابه والتابعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد فاتقوا الله أيها المسلمون , واعلموا أن الحفاظ على الأرواح وأمن الجماعة وصيانة الممتلكات , مسؤولية مشتركة , كل مطالب بالقيام بمسؤوليته , الأمن غاية الجميع , السلامة هدف الجميع , ولن يتم ذلك على وجهه , إلا بالتعاون بين كل فئات المجتمع وطبقاته , ولم يكن الخلل , ولم تحدث المآسي المفجعة إلا بسبب الإهمال والإتكالية وعدم المبالاة , فهذا قد قصر في تبليغ الجهات المسؤلة, ومسؤول قد قصر في التفاعل مع البلاغ , ومبلغ يخشى من تبعات التبليغ , والروتين يصدق ذلك أو يكذبه , ومما لا يمكن إغفاله , رعاية الأنظمة وتطبيقها بصرامة وعدالة , عقوبات و زواجر لمن يخالف , وردعا لمن يريد أن يجازف , لا بد من الحزم في تنفيذ الجزاءات الرادعة , ولا سيما في حق المتهورين وغير المبالين , وأصحاب السوابق , لا بد من التزام الناس بالقيادة الحسنة وفقه الأنظمة , وإدراك التعليمات , وحسن تطبيقها ,ودقة الالتزام بها, والله جل وعلا يقول : { وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{18} وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ{19} } لقمان , فالسير الآمن , مقصد من مقاصد الشريعة , وأدب رفيع من أدب القرآن الكريم ، حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وهدانا صراطه المستقيم , هذا وصلوا وسلموا على من بلغ البلاغ المبين .. محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين .. اللهم أذل الشرك والمشركين , اللهم انصر المجاهدين في سبيلك.
حصاد الأرواح
الخطبة الأولى
الحمد الله على ما منح من الإنعام وأسدى , أحمده سبحانه وأشكره , وأتوب إليه وأستغفره , من خطايا وذنوب لا تحصى عدا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , شهادة أرجوها عنده ذخراً , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله , أعظم به رسولاً , وأكرم به عبداً صلى الله وسلم وبارك عليه , وعلى آله وأصحابه , كانوا أمثل طريقة وأقوم وأهدى , والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد أيها المسلمون : يقول ربنا تبارك وتعالى : { الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } الأنعام82 , بالأمن على الأنفس , والأمن في الأوطان , تتفتح دروب الإنتاج وتتفتق مهارات الإبداع , ويتحقق بإذن الله النماء , الأمن : هو الركيزة التي يقوم عليها استقرار المجتمعات ورخاء الشعوب { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ{3} الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ{4} } قريش , وفي نظرة فاحصة , يدرك المتأمل , أن الأمم تتعرض في حياتها لمتاعب ومشقات , بعضها هين يسير , وبعضها ثقيل عسير , ولكن الكيان يتزلزل , والرشاد يتخلخل , حين تسترخص الدماء وتزهق الأرواح , معاشر المسلمين : الحفاظ على المنهج , من أغلى المطالب إن لم يكن أغلاها , والإنسان أكرم المخلوقات على الله , خلقه وكرمه وفضله { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً } الإسراء70 , والنفس الإنسانية , ليست ملكاً لصاحبها وليست ملكاً لأحد من الناس , وإنما هي ملك لله وحده , ومن أجل ذلك , حرم سبحانه الاعتداء عليها , حتى من قبل صاحبها { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } النساء29 , ومع وضوح ذلك وجلائه في أصول الديانة , وثباته ورسوخه في فقه الشريعة , إلا أنه مع الأسف وفي خضم الغفلة والإهمال , وقلة المبالاة من المرء نفسه , وممن حوله من أهله, ومن له سلطان عليه , ترى من يجازف ثم يمارس أفعالاً وسلوكيات تلقي بالنفس إلى التهلكة , وتوقع الغير في الهلكة , ترى أرواحاً تزهق, ونساء تترمل , وأسرا تفنى , وأطفالاً تيتم , وأمراضاً مزمنة , وإعاقات مستديمة , ترى منشآت تهدم , ومنجزات تتلف , والآن الملايين من الريالات والدراهم تهدر , فواجع تصل إلى حد الهلع , وخسائر تصل إلى حد الإفلاس , أطفال في مستقبل الحياة , وشباب في نفرة العمر , ترى! ما حال البيت وقد فقد عائلة ؟
ما حال المرأة وقد فقدت من يرعاها وأطفالها ؟ ما حال الوالدين وقد زهقت روح شابهما اليافع , وصبيهما الأمل ؟ ما حال الأسرة وقد حل بها معاق , علاجه مكلف , والكد عليه مرهق , أصبح مقعداً عاجزاً , عالة على أهله ومجتمعه ودولته , حسرة في القلوب , وعبء على الكاهل , بسبب ماذا كل هذا ؟ ومن أجل ماذا كل هذه المعاناة ؟ إنه بسبب فعل متهور , وتصرف طائش , وعمل غير مسئول , ماذا يبقى إذا هانت الأرواح واسترخصت الدماء ؟ إلى أي هاوية هؤلاء ينحدرون ؟ لقد فاضت نفوس زكية , ودماء برية , فمتى تفيض دوافع العقلانية ؟ متى تستيقظ مشاعر لإحساس بالمسؤولية ؟ متى يهتدي الضالون ؟ متى يستفيق الغافلون ؟ كل هذه المصائب , وجل هذه المآسي , راجعة إلى الإخلال بحق الطريق , والتفريط في آداب المسير , والإهمال في قواعد المرور. يخيل لفئة من الناس , عن رعونة وجهل واستهتار وإهمال : أن الطريق , هو المكان الذي يتحرر فيه من الضوابط وقواعد التعامل , يتحلل من الآداب والمسؤوليات , ليعطي نفسه حق التصرف كما يريد , والفعل كما يشاء , متجاوزاً الخلق الحسن ومبتعداً عن الذوق الرفيع .
الطرق : هي مسلك الناس إلى شؤونهم , ومعابرهم إلى قضاء حوائجهم, وهي دروبهم في حركاتهم وفي تحركاتهم وتحصيل منافعهم, هي سبيلهم إلى أسواق التجارة وكسب المعاش , وهي منافذهم إلى المعاهد والمدارس ودور العلم والمساجد والمنتزهات في الأسفار والرحلات , وكل أنواع الحركة والتنقلات , فواجب على كل مسلم , أن يرعى الطريق , ويؤدي حقه , ويلتزم بأدبه , معاشر المسلمين : حوادث الطرق , حرب مدمرة , بمعدات ثقيلة تنزف فيها الدماء وتستنزف فيها الثروات , حرب معلنة , ليس فيها إلا كاسب واحد , هو الإهمال وضعف التربية ونقص الوعي والتخلي عن المسؤولية , ما تستقبله المستشفيات والمقابر, وما تحتضنه مراكز التأهيل وملاجئ الأيتام ودور الرعاية الاجتماعية ، كل ذلك أو جله ، ضحايا التهور وعدم المسؤلية ، مركبات متنوعة ، ووسائل نقل متعددة ، يُساء استخدامها ، ويقودها من لا يقدرها حق قدرها ، فتُحصد الأرواح ، وتهدر الممتلكات ، نتاجها : قطع للأيدي وبتر للأرجل وكسر للعظام , هلكى ومعاقون , عجزة ومقعدون , موتى ومشلولون , في صور مأساوية , يصحبها دموع وآهات , وتقلبات وأنات , يهلكون أنفسهم , ويبكون أهاليهم , ويرهقون اقتصادهم , ويبقون عالة على مجتمعهم ودولتهم , يا أيها المؤمنون : لا بد من التربية والتوجيه , من أجل بناء إرادة قوية , ومسلك صحيح لوقف النزوات الطائشة , يمتزج فيه الرفق مع الصرامة , والعقاب مع التوجيه والتربية مع المحاسبة , جدية من خلال احترام النظام والدقة في تطبيقه , والعدالة في تنفيذه والقدوة في التزامه , لا بد من معالجة السلوكيات الخاطئة, والمفاهيم المغلوطة , والممارسات المتهورة , يقول تعالى { وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً } الإسراء 37 , أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه , إنه تعالى جواد كريم .ملك بر رؤوف رحيم
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر , وأشكره على إنعامه وإفضاله , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , تعظيماً لشأنه , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , الشافع المشفع في المحشر, صلى الله وسلم وبارك عليه , وعلى آله وأصحابه والتابعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين , أما بعد فاتقوا الله أيها المسلمون , واعلموا أن الحفاظ على الأرواح وأمن الجماعة وصيانة الممتلكات , مسؤولية مشتركة , كل مطالب بالقيام بمسؤوليته , الأمن غاية الجميع , السلامة هدف الجميع , ولن يتم ذلك على وجهه , إلا بالتعاون بين كل فئات المجتمع وطبقاته , ولم يكن الخلل , ولم تحدث المآسي المفجعة إلا بسبب الإهمال والإتكالية وعدم المبالاة , فهذا قد قصر في تبليغ الجهات المسؤلة, ومسؤول قد قصر في التفاعل مع البلاغ , ومبلغ يخشى من تبعات التبليغ , والروتين يصدق ذلك أو يكذبه , ومما لا يمكن إغفاله , رعاية الأنظمة وتطبيقها بصرامة وعدالة , عقوبات و زواجر لمن يخالف , وردعا لمن يريد أن يجازف , لا بد من الحزم في تنفيذ الجزاءات الرادعة , ولا سيما في حق المتهورين وغير المبالين , وأصحاب السوابق , لا بد من التزام الناس بالقيادة الحسنة وفقه الأنظمة , وإدراك التعليمات , وحسن تطبيقها ,ودقة الالتزام بها, والله جل وعلا يقول : { وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ{18} وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ{19} } لقمان , فالسير الآمن , مقصد من مقاصد الشريعة , وأدب رفيع من أدب القرآن الكريم ، حمى الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وهدانا صراطه المستقيم , هذا وصلوا وسلموا على من بلغ البلاغ المبين .. محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين .. اللهم أذل الشرك والمشركين , اللهم انصر المجاهدين في سبيلك.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى