رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
منصور السعد
مكانة العلماء وخطر تنقصهم
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله! وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ [البقرة:281] واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
أيها الإخوة في الله! إن تقدير مكانة العلماء أحياءً وأمواتاً إنما ينبع من تعظيم الشريعة التي احتفت بهم، والدين الذي كرمهم وحفل بهم: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ] ومن أعلى قدر الشريعة أعلى قدر حملتها، ولقد أشهد الله سبحانه وتعالى أهل العلم فعظمهم ورفع قدرهم وقرنهم بنفسه وملائكته، فقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] أشهدهم على أجل مشهود وهو توحيده سبحانه وتعالى، وهذا يدل على فضلهم، ونفى المساواة بينهم وبين غيرهم، فقال: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ]، وأخبر أنه رفعهم درجات، فقال: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))، وأخبر أنهم أهل الفهم عنه، فقال: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ]، وأخبر أنهم أهل خشيته، فقال: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ].. جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ]. لماذا كانوا أخشى الأمة لله؟ لكمال علمهم بربهم سبحانه وتعالى، وما أعد لأوليائه أو لأعدائه.. علمهم النافع دلهم على معرفة الرب، والمعرفة بما يحبه ويرضاه وبما يكرهه ويسخطه سبحانه وتعالى، فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية وهم أهل العلم، أبصر الناس بالشر ومداخل الشر، قال عز وجل: قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ] هؤلاء العلماء الربانيون الذين فهموا أن العذاب يحيق بأهل العذاب. وكذلك قال سبحانه وتعالى عنهم في قصة قارون : وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْر]، وكذلك فإنهم ينهون الناس عن الشر لمعرفتهم به: لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
العلماء هم منائر الأرض ومنابرها، وهم نجومها وزينتها.. نجوم إذا انطمست ضل السائرون طريقهم، وكواكب إذا تهاوت التبست على الحيارى مسالكهم.
صح عند أحمد وغيره من حديث أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة }.
يقول الإمام أبو بكر الآجري رحمه الله: \"فما ظنكم بطريقٍ فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت فئامٌ من الناس لا بُدَّ لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ أطفئت المصابيح فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟ فهكذا العلماء في الناس\".
خصهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالفضل الأسنى في أحاديث شتى، في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) يقول ابن القيم رحمه الله: هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والماء، وطاعتهم أفرض من طاعة الأمهات والآباء، بنص الكتاب العزيز كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] وأولوا الأمر: هم الأمراء والعلماء. قال ابن عباس رضي الله عنه عن هذه الآية: [ يعني أهل الفقه والدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني القرآن في دينهم ودنياهم ] هؤلاء العلماء طاعتهم طاعة لله عز وجل
وكذلك فإنه عز وجل قد أوجب الرجوع إليهم وسؤالهم عمّا أشكل، فقال: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب).. (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
أيها الأحبة إن نجاة الناس والعالم والأمة منوطة بوجود العلماء، فإن يقبض العلماء يهلك الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).
أيها المسلمون لقد تميزت بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله، بتعانق سلطان العلم مع سلطان الحكم، في نسيجٍ مترابط، وانسجامٍ متكامل، لم يشهد التاريخ المعاصر له مثيلاً، ففتحت الأمة قلوبها ولاءً لولاتها وعلمائها، وقام ولاة الأمر فيها بتشجيع علمائها وطلاب العلم فيها، مما يمثل شاهداً من شواهد الثوابت الراسخة التي قامت عليها منهجية هذه البلاد نصرها الله ما نصر الدين.
فارتقت -بحمد لله- إلى سلم التميز الفريد في عالم يموج بالفوضى والاضطرابات، وتلك نعمة نسأل الله أن يحفظها ويرزقنا شكرها، تعاوناً وتلاحماً بين الرعاة والرعية، والعلماء والعامة، والشباب والشيوخ، وأن تتواصل حلقات العطاء، وسلاسل الوفاء، أداءً لحق من سبقنا من العلماء، وربطاً للأجيال والناشئة بعلمائهم الذين تميزوا بفضل الله بالمرجعية العالمية في العلم والفتوى، لما تحلوا به من اعتقاد صحيح ومنهج سليم.
أيها الإخوة الأفاضل إنه ليسوؤنا ويسوؤ كل مسلم غيور تواصل الحملات التغريبية عبر تلك الأصوات النشاز وهؤلاء الأقزام الذين يتطاولون جهاراً نهاراً متمالئين متواصين بينهم يصدرون من قوس واحدة بتحريش رخيص , وتحريض سافر , ضدَّ علمائنا وإنك لتعجب من هؤلاء المهرجين من الإعلاميين ممن أصمّوا آذاننا عن أهمية الحوار والتعبير عن حرية الرأي والنقد الموضوعي ثم تراهم من أشرس الناس ضد مخالفيهم (لايرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون) تمرسوا وتعاهدوا منذ فترة ولا زالوا على كثير من ثوابت الأمة ومحكماتها، في الولاء والبراء، والجهاد، وتحكيم الشريعة، وأحكام الردة، والحجاب، والاختلاط، والربا، والقضاء، وغير ذلك كلها تنطلق من وراء أجندة معينة تريد الوصول إلى هدف مرتب فالسعي للحط من محكم الشريعة وعلمائها ونزع المكانة من القلوب هو انقلاب على الشريعة بألفاظ منمقة تظهر في ظاهرها الرحمة والشفقة على هذه الأمة وحب الخير لها، فأصبحت الشريعة أرضاً مستباحة لكل من شاء أن يخوض فيها ويكتب حولها دون أن تدركه عين الرقيب البشري أو تنال منه ، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ )(الصف: من الآية8) ،فتشتت رميهم وتكسرت نصالهم، فعاودوا الكرة ولكن بصورة أخرى هجوماً على أعلام الأمة وأئمتها فأخذ شيخ الإسلام حقه ثم إمام الدعوة، فجملة من العلماء والدعاة المعاصرين نالهم من النقيق ما نالهم ولما رأوا أن كتابتهم بالنسبة لأولئك الأعلام كطنين الذباب تجرؤوا على من هو أكبر من السابقين في العلم والفضل كما هو الحال في هذه الأيام.
أيها المسلمون إن الهجوم على الشريعة سواء كان على ثوابتها أو على أعلامها الهدف منه هو إقصاء الشريعة عن الحياة وأن تكون الحياة غير محكومة بحاكم الشريعة وأن تستبدل بشريعة الأهواء والشهوات فمثلهم كمثل الرافضة وموقفهم من أبي هريرة – رضي الله عنه – وعدائهم له لأنه حافظ الأمة وكذلك المستشرقين حاولوا الطعن فيه، ومن بعده الإمام البخاري رحمه الله وما ذاك إلا أنهم حفاظ الأمة فإذا سقط حفاظها سقطت شريعتنا فإذا نالوا من أعلامنا وشوهوا صورتهم بالباطل سقط قبولهم عند الناس فتحول الناس إلى الجهل والعمل بلا بصيرة كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) .
إن من يحاول الانقلاب على الشريعة لابد أن يحدث في مجتمعها شيئاً من الفوضى قبل انقلابه وهذه الفوضى لايمكن أن تكون مصحوبة بشغب وعنف حسي بل تكون كما يسمونها فوضى خلاقة وهي عبثية فكرية تتوزع الأدوار فيها لإحداث ضجيج حول الثوابت التي يراد زعزعتها وتغييرها ونشر الكتابات والندوات والمؤتمرات الشعبية في حملة تشكيكية قوية كل هذا يؤدي إلى فوضى ولكنها سلمية لا اصطدام فيها ولا عنف إلا أن آثارها أشد فتكاً وأعظم أثراً نرى صورها في بقاع شتى من العالم ، وإن من أعظم الآثار المترتبة على ذلك عزل الأمة عن علمائها وإقصاء الناس عنهم.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه بارك الله لي ولكم في القرآن...
الخطبة الثانية:
الحمد لله نواصينا بيده، ماضٍ فينا حكمه، عدلٌ فينا قضاؤه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الدائم عطاؤه، العظيمة آلاؤه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، المتألق نوره وبهاؤه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، ما ليلٌ سجى، وما صبح بدا، وسلم تسليماً أبدياً سرمداً.
أيها المسلمون ـ حري بنا أن نعرف من هم العلماء ، وأن نحفظ حقوقهم علينا ،وأن نحذر من الوقيعةِ بهم أو تنقصِهم ،خصوصاً في هذا الزمن الذي كثر فيه المساسُ بحرمتهم ،والتنقصُ منهم ـ والعياذ بالله ـ والذي أخذ مظاهر شتى ،يُذكرُ بعضُها لنحذر من الانسياق وراء أولئك المروجين لها إما خبثاً أو جهلاً بخطورة الوقيعة فيهم ،الذين لم يعلموا أنهم بفعلهم هذا ينفذون ـ وبدون مقابل ـ مخططاً من مخططات اليهود الذين نصوا في أحد بروتوكولاتهم ما نصه ( وقد عُنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأميين \" غير اليهود \" في أعين الناس ، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كئود في طريقنا ، وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوماً فيوماً .سنقصر رجال الدين وتعاليمهم له ، على جانب صغير جداً من الحياة وسيكون تأثيرهم وبيلاً سيئاً على الناس ، حتى أن تعاليمهم سيكون لها أثر مناقض للأثر الذي جرت العادة بأن يكون لها ) ، وللأسف الشديد أقول : لقد حققوا كثيراً من مقصدهم هذا ،فصرتَ لا تستغرب أن ترى العالم َ في بعض وسائل الإعلام بصورة الرجل الساذج المغفل ،إما بملابسه ،أو كلامه ، إذا تقرر هذا ،فإن من مظاهر تنقص العلماء :
1- رميهم بالجهل وعدم علمهم بالواقع وفقههم به : والعجيب أن هذه الفرية أصولها عن أهل البدع القدماء ،فهذا أحد رؤوس البدعة في زمانه ـ وهو عمرو بن عبيد ـ يقول عن الحسن البصري وابن سيرين ،وهما من أئمة التابعين : ألا تسمعون ؟ ما كلامُ الحسن وابن سيرين عندما تسمعون إلا خرقة حيض ملقاة ، وهاهم اليوم ، أذناب هؤلاء يقولون : علماؤنا علماء حيض ونفاس ،وبئس القدوة هم ،وما الغرض من ذلك ـ والله ـ إلا إسقاط قيمتهم عند الأمة حتى لا تنتفع بعلمهم وتوجيههم ،هذا فضلاً عن الواقع يكذب ما يقولون ،ففي الأمة من يعلم من أمور الواقع وفقهها أكثر من بعض أولئك الذين أفنوا أعمارهم في دراستها تخصصاً في إحدى الجامعات.
2- محاكاة أصواتهم ،أو هيئاتهم الخلْقية أو الخُلُقية بغرض السخرية والاستهزاء ،وغيبتهم والطعن فيهم : وهذا ـ عياذاً بالله ـ من الكبائر وهم يحاكون المنافقين الذين قالوا عن علماء الصحابة :
ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ـ أي علمائنا ـ أرغب بطوناً ،ولا أكذب ألسنا ،ولا أجبن عند اللقاء . وإذا كانت الغيبة والسخرية بآحاد الناس محرمة ،فما بالك بالعلماء ؟! ويخشى على فاعل ذلك من العقوبة الدنيوية والأخروية ،يقول ابن عساكر رحمه الله : (اعلم ـ وفقني الله وإياك لمرضاته ـ وجعلني وإياك ممن يتقيه حق تقاته ،أن لحوم العلماء مسمومة ،وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، وقَلَّ من اشتغل في العلماء بالثلب،إلا عوقب قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم[ ا هـ .
3- تتبع أخطائهم وزلاتهم ،ونشرها في كل مجلس ،وعند كل أحد : إننا ـ معاشر الإخوة ـ لا ندعي العصمة لأحد غير الأنبياء ،ولكن لا يجوز أن يُعاملَ ورثة الأنبياء بمثل هذا ،وليس كل أحد يتكلم عليهم ويرد عليهم ،بل الرد عليهم يكون من أهل العلم ،وبالعدل والعلم لا بالظلم والجهل ،اللذان هما سبب ضياع الأمانة التي حملها الإنسان ،على أن العالم إذا اجتهد واتقى الله ما استطاع فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجرٌ واحد .
4- ومن مظاهر تنقصهم : الجرأة على تخطئة فتاواهم عند سماعها أو قراءتها : ويتضح ذلك إن كانت الفتوى تخالف شهوة أو شبهة في نفس المتكلم !! والعجب أن هؤلاء المخطئين ليسوا ممن عرف بطلب العلم عند أهله ،بل لو فتشت في علم أولئك لوجدتهم يجهلون أحكاماً لا تبرأ الذمة بجهلها ، مع أنها مما يتقنه صبيان المدارس ! وأعجب من ذلك : أن أولئك لو أراد أحدُهم أن يبني بيتاً له،أو يصلح سيارته لسارع إلى أهل الخبرة في ذلك الشأن ،أما في أمور دينه فيجعل كلام أهل العلم معروضا على ما تهواه نفسه ،أو ترضاه شهوته،إن هذا لشيء عجاب وختاما إننا لا ندعو إلى تقديس الأشخاص أو التغاضي عن الأخطاء، أو السكوت عن الحق، بل ندعو إلى المنهج الصحيح في بيان الحق، بدون انتهاك لأعراض العلماء، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا جفاء.
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
أيها المسلمون لا تنسوا على الدوام الصلاة والسلام على رسول الأنام فقد قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى علي....)
اللهم تقبل منا صيام رمضان وقيامه واجعلنا وأعد علينا أعواما عديدة وأزمنة مديدة في صحة وعافية وأمن وأمان.
اللهم إنك عفو تحب ..
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات
مكانة العلماء وخطر تنقصهم
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله! وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ [البقرة:281] واعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
أيها الإخوة في الله! إن تقدير مكانة العلماء أحياءً وأمواتاً إنما ينبع من تعظيم الشريعة التي احتفت بهم، والدين الذي كرمهم وحفل بهم: بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ] ومن أعلى قدر الشريعة أعلى قدر حملتها، ولقد أشهد الله سبحانه وتعالى أهل العلم فعظمهم ورفع قدرهم وقرنهم بنفسه وملائكته، فقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ] أشهدهم على أجل مشهود وهو توحيده سبحانه وتعالى، وهذا يدل على فضلهم، ونفى المساواة بينهم وبين غيرهم، فقال: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ]، وأخبر أنه رفعهم درجات، فقال: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ))، وأخبر أنهم أهل الفهم عنه، فقال: وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ]، وأخبر أنهم أهل خشيته، فقال: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ].. جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ]. لماذا كانوا أخشى الأمة لله؟ لكمال علمهم بربهم سبحانه وتعالى، وما أعد لأوليائه أو لأعدائه.. علمهم النافع دلهم على معرفة الرب، والمعرفة بما يحبه ويرضاه وبما يكرهه ويسخطه سبحانه وتعالى، فكل من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية وهم أهل العلم، أبصر الناس بالشر ومداخل الشر، قال عز وجل: قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ] هؤلاء العلماء الربانيون الذين فهموا أن العذاب يحيق بأهل العذاب. وكذلك قال سبحانه وتعالى عنهم في قصة قارون : وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْر]، وكذلك فإنهم ينهون الناس عن الشر لمعرفتهم به: لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ
العلماء هم منائر الأرض ومنابرها، وهم نجومها وزينتها.. نجوم إذا انطمست ضل السائرون طريقهم، وكواكب إذا تهاوت التبست على الحيارى مسالكهم.
صح عند أحمد وغيره من حديث أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إنما مثل العلماء كمثل النجوم يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة }.
يقول الإمام أبو بكر الآجري رحمه الله: \"فما ظنكم بطريقٍ فيه آفات كثيرة، ويحتاج الناس إلى سلوكه في ليلة ظلماء، فقيض الله لهم فيه مصابيح تضيء لهم، فسلكوه على السلامة والعافية، ثم جاءت فئامٌ من الناس لا بُدَّ لهم من السلوك فيه فسلكوا، فبينما هم كذلك إذ أطفئت المصابيح فبقوا في الظلمة، فما ظنكم بهم؟ فهكذا العلماء في الناس\".
خصهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بالفضل الأسنى في أحاديث شتى، في مثل قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير) يقول ابن القيم رحمه الله: هم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيران في الظلماء وحاجة الناس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والماء، وطاعتهم أفرض من طاعة الأمهات والآباء، بنص الكتاب العزيز كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] وأولوا الأمر: هم الأمراء والعلماء. قال ابن عباس رضي الله عنه عن هذه الآية: [ يعني أهل الفقه والدين وأهل طاعة الله الذين يعلمون الناس معاني القرآن في دينهم ودنياهم ] هؤلاء العلماء طاعتهم طاعة لله عز وجل
وكذلك فإنه عز وجل قد أوجب الرجوع إليهم وسؤالهم عمّا أشكل، فقال: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب).. (إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً؛ ولكنهم ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر).
أيها الأحبة إن نجاة الناس والعالم والأمة منوطة بوجود العلماء، فإن يقبض العلماء يهلك الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رءوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).
أيها المسلمون لقد تميزت بلاد الحرمين الشريفين حرسها الله، بتعانق سلطان العلم مع سلطان الحكم، في نسيجٍ مترابط، وانسجامٍ متكامل، لم يشهد التاريخ المعاصر له مثيلاً، ففتحت الأمة قلوبها ولاءً لولاتها وعلمائها، وقام ولاة الأمر فيها بتشجيع علمائها وطلاب العلم فيها، مما يمثل شاهداً من شواهد الثوابت الراسخة التي قامت عليها منهجية هذه البلاد نصرها الله ما نصر الدين.
فارتقت -بحمد لله- إلى سلم التميز الفريد في عالم يموج بالفوضى والاضطرابات، وتلك نعمة نسأل الله أن يحفظها ويرزقنا شكرها، تعاوناً وتلاحماً بين الرعاة والرعية، والعلماء والعامة، والشباب والشيوخ، وأن تتواصل حلقات العطاء، وسلاسل الوفاء، أداءً لحق من سبقنا من العلماء، وربطاً للأجيال والناشئة بعلمائهم الذين تميزوا بفضل الله بالمرجعية العالمية في العلم والفتوى، لما تحلوا به من اعتقاد صحيح ومنهج سليم.
أيها الإخوة الأفاضل إنه ليسوؤنا ويسوؤ كل مسلم غيور تواصل الحملات التغريبية عبر تلك الأصوات النشاز وهؤلاء الأقزام الذين يتطاولون جهاراً نهاراً متمالئين متواصين بينهم يصدرون من قوس واحدة بتحريش رخيص , وتحريض سافر , ضدَّ علمائنا وإنك لتعجب من هؤلاء المهرجين من الإعلاميين ممن أصمّوا آذاننا عن أهمية الحوار والتعبير عن حرية الرأي والنقد الموضوعي ثم تراهم من أشرس الناس ضد مخالفيهم (لايرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون) تمرسوا وتعاهدوا منذ فترة ولا زالوا على كثير من ثوابت الأمة ومحكماتها، في الولاء والبراء، والجهاد، وتحكيم الشريعة، وأحكام الردة، والحجاب، والاختلاط، والربا، والقضاء، وغير ذلك كلها تنطلق من وراء أجندة معينة تريد الوصول إلى هدف مرتب فالسعي للحط من محكم الشريعة وعلمائها ونزع المكانة من القلوب هو انقلاب على الشريعة بألفاظ منمقة تظهر في ظاهرها الرحمة والشفقة على هذه الأمة وحب الخير لها، فأصبحت الشريعة أرضاً مستباحة لكل من شاء أن يخوض فيها ويكتب حولها دون أن تدركه عين الرقيب البشري أو تنال منه ، (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ )(الصف: من الآية8) ،فتشتت رميهم وتكسرت نصالهم، فعاودوا الكرة ولكن بصورة أخرى هجوماً على أعلام الأمة وأئمتها فأخذ شيخ الإسلام حقه ثم إمام الدعوة، فجملة من العلماء والدعاة المعاصرين نالهم من النقيق ما نالهم ولما رأوا أن كتابتهم بالنسبة لأولئك الأعلام كطنين الذباب تجرؤوا على من هو أكبر من السابقين في العلم والفضل كما هو الحال في هذه الأيام.
أيها المسلمون إن الهجوم على الشريعة سواء كان على ثوابتها أو على أعلامها الهدف منه هو إقصاء الشريعة عن الحياة وأن تكون الحياة غير محكومة بحاكم الشريعة وأن تستبدل بشريعة الأهواء والشهوات فمثلهم كمثل الرافضة وموقفهم من أبي هريرة – رضي الله عنه – وعدائهم له لأنه حافظ الأمة وكذلك المستشرقين حاولوا الطعن فيه، ومن بعده الإمام البخاري رحمه الله وما ذاك إلا أنهم حفاظ الأمة فإذا سقط حفاظها سقطت شريعتنا فإذا نالوا من أعلامنا وشوهوا صورتهم بالباطل سقط قبولهم عند الناس فتحول الناس إلى الجهل والعمل بلا بصيرة كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – (( حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤساء جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا)) .
إن من يحاول الانقلاب على الشريعة لابد أن يحدث في مجتمعها شيئاً من الفوضى قبل انقلابه وهذه الفوضى لايمكن أن تكون مصحوبة بشغب وعنف حسي بل تكون كما يسمونها فوضى خلاقة وهي عبثية فكرية تتوزع الأدوار فيها لإحداث ضجيج حول الثوابت التي يراد زعزعتها وتغييرها ونشر الكتابات والندوات والمؤتمرات الشعبية في حملة تشكيكية قوية كل هذا يؤدي إلى فوضى ولكنها سلمية لا اصطدام فيها ولا عنف إلا أن آثارها أشد فتكاً وأعظم أثراً نرى صورها في بقاع شتى من العالم ، وإن من أعظم الآثار المترتبة على ذلك عزل الأمة عن علمائها وإقصاء الناس عنهم.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه بارك الله لي ولكم في القرآن...
الخطبة الثانية:
الحمد لله نواصينا بيده، ماضٍ فينا حكمه، عدلٌ فينا قضاؤه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الدائم عطاؤه، العظيمة آلاؤه، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، المتألق نوره وبهاؤه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، ما ليلٌ سجى، وما صبح بدا، وسلم تسليماً أبدياً سرمداً.
أيها المسلمون ـ حري بنا أن نعرف من هم العلماء ، وأن نحفظ حقوقهم علينا ،وأن نحذر من الوقيعةِ بهم أو تنقصِهم ،خصوصاً في هذا الزمن الذي كثر فيه المساسُ بحرمتهم ،والتنقصُ منهم ـ والعياذ بالله ـ والذي أخذ مظاهر شتى ،يُذكرُ بعضُها لنحذر من الانسياق وراء أولئك المروجين لها إما خبثاً أو جهلاً بخطورة الوقيعة فيهم ،الذين لم يعلموا أنهم بفعلهم هذا ينفذون ـ وبدون مقابل ـ مخططاً من مخططات اليهود الذين نصوا في أحد بروتوكولاتهم ما نصه ( وقد عُنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين من الأميين \" غير اليهود \" في أعين الناس ، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كئود في طريقنا ، وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوماً فيوماً .سنقصر رجال الدين وتعاليمهم له ، على جانب صغير جداً من الحياة وسيكون تأثيرهم وبيلاً سيئاً على الناس ، حتى أن تعاليمهم سيكون لها أثر مناقض للأثر الذي جرت العادة بأن يكون لها ) ، وللأسف الشديد أقول : لقد حققوا كثيراً من مقصدهم هذا ،فصرتَ لا تستغرب أن ترى العالم َ في بعض وسائل الإعلام بصورة الرجل الساذج المغفل ،إما بملابسه ،أو كلامه ، إذا تقرر هذا ،فإن من مظاهر تنقص العلماء :
1- رميهم بالجهل وعدم علمهم بالواقع وفقههم به : والعجيب أن هذه الفرية أصولها عن أهل البدع القدماء ،فهذا أحد رؤوس البدعة في زمانه ـ وهو عمرو بن عبيد ـ يقول عن الحسن البصري وابن سيرين ،وهما من أئمة التابعين : ألا تسمعون ؟ ما كلامُ الحسن وابن سيرين عندما تسمعون إلا خرقة حيض ملقاة ، وهاهم اليوم ، أذناب هؤلاء يقولون : علماؤنا علماء حيض ونفاس ،وبئس القدوة هم ،وما الغرض من ذلك ـ والله ـ إلا إسقاط قيمتهم عند الأمة حتى لا تنتفع بعلمهم وتوجيههم ،هذا فضلاً عن الواقع يكذب ما يقولون ،ففي الأمة من يعلم من أمور الواقع وفقهها أكثر من بعض أولئك الذين أفنوا أعمارهم في دراستها تخصصاً في إحدى الجامعات.
2- محاكاة أصواتهم ،أو هيئاتهم الخلْقية أو الخُلُقية بغرض السخرية والاستهزاء ،وغيبتهم والطعن فيهم : وهذا ـ عياذاً بالله ـ من الكبائر وهم يحاكون المنافقين الذين قالوا عن علماء الصحابة :
ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ـ أي علمائنا ـ أرغب بطوناً ،ولا أكذب ألسنا ،ولا أجبن عند اللقاء . وإذا كانت الغيبة والسخرية بآحاد الناس محرمة ،فما بالك بالعلماء ؟! ويخشى على فاعل ذلك من العقوبة الدنيوية والأخروية ،يقول ابن عساكر رحمه الله : (اعلم ـ وفقني الله وإياك لمرضاته ـ وجعلني وإياك ممن يتقيه حق تقاته ،أن لحوم العلماء مسمومة ،وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، وقَلَّ من اشتغل في العلماء بالثلب،إلا عوقب قبل موته بموت القلب فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم[ ا هـ .
3- تتبع أخطائهم وزلاتهم ،ونشرها في كل مجلس ،وعند كل أحد : إننا ـ معاشر الإخوة ـ لا ندعي العصمة لأحد غير الأنبياء ،ولكن لا يجوز أن يُعاملَ ورثة الأنبياء بمثل هذا ،وليس كل أحد يتكلم عليهم ويرد عليهم ،بل الرد عليهم يكون من أهل العلم ،وبالعدل والعلم لا بالظلم والجهل ،اللذان هما سبب ضياع الأمانة التي حملها الإنسان ،على أن العالم إذا اجتهد واتقى الله ما استطاع فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجرٌ واحد .
4- ومن مظاهر تنقصهم : الجرأة على تخطئة فتاواهم عند سماعها أو قراءتها : ويتضح ذلك إن كانت الفتوى تخالف شهوة أو شبهة في نفس المتكلم !! والعجب أن هؤلاء المخطئين ليسوا ممن عرف بطلب العلم عند أهله ،بل لو فتشت في علم أولئك لوجدتهم يجهلون أحكاماً لا تبرأ الذمة بجهلها ، مع أنها مما يتقنه صبيان المدارس ! وأعجب من ذلك : أن أولئك لو أراد أحدُهم أن يبني بيتاً له،أو يصلح سيارته لسارع إلى أهل الخبرة في ذلك الشأن ،أما في أمور دينه فيجعل كلام أهل العلم معروضا على ما تهواه نفسه ،أو ترضاه شهوته،إن هذا لشيء عجاب وختاما إننا لا ندعو إلى تقديس الأشخاص أو التغاضي عن الأخطاء، أو السكوت عن الحق، بل ندعو إلى المنهج الصحيح في بيان الحق، بدون انتهاك لأعراض العلماء، فلا إفراط ولا تفريط، ولا غلو ولا جفاء.
اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين
اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
أيها المسلمون لا تنسوا على الدوام الصلاة والسلام على رسول الأنام فقد قال عليه الصلاة والسلام ( من صلى علي....)
اللهم تقبل منا صيام رمضان وقيامه واجعلنا وأعد علينا أعواما عديدة وأزمنة مديدة في صحة وعافية وأمن وأمان.
اللهم إنك عفو تحب ..
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى