رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
د . سليمان بن حمد العودة
وسائل وطرائق لتعظيم السنة النبوية
الخطبة الأولى
إنَّ الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره,ونعوذ بالله من شُرور أنفُسنا,ومن سيِّئات أعمالِنا,من يهدِه الله فلا مُضل له ,ومن يُضلل فلا هاديَ له,وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ,واشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
أمَّا بعد :- إخوةَ الإيمان سَبق حديث عنِ السُنَّة ومكانتها في التَّشريع, وكَونها مصدراً للتلقِّي عند المُسلمين ,و لا يشذ عن ذلك إلاَّ صاحب هوى أو بِدعهٍ أو شُبههٍ, وانحِراف عن الصِّراط المُستقيم.
وكما كان الحديث عن القرآن والآيات والطَّرائق والأساليب التي يعظم بها كتاب الله,فالحديث اليوم عن طرائق وأساليب لتعظيم السنَّة النَّبوية في النُّفوس والواقع,ومن ذالك ما يلي:
1ـ العناية العلميَّة بالسنَّة وذلك بالعُكوف على أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم قراءةً وفهماً وتأمُّلاً,وتأليفاً وشرحاً وبيان الصَّحيح منها,وما ضعف سنداً أو متناً,حتَّى لا يُضاف إلى السُنَّة ما ليس منها, وحتَّى يتعبَّد النَّاس لربِّهم بسنةٍ صحيحةٍ لا مطعن فيها ولا مدخل لأحدٍ عليها, أجل لقد كانت هذه المُهمة محل عناية العلماء قديماً وحديثاً,ومجالاً لبُحوث ودِراسات أبناء الإسلام في شرقِ الأرضِ ومغربها.
لقد أُلَّفت كُتب في السنَّة النَّبوية ساقها مُؤلفُوها بِدمُوعهم خشْية من الله,أنْ ينسبوا إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ,والإمام البُخاري ومُسلم وأحمد وغيرهم -رحمهم الله- نماذج لهذه العناية بأحاديث المُصطفى صلى الله عليه وسلم, حتى بقيت هذه المُؤلفات كنزاً للأمَّة تستقي منها هدي النبوَّة وقبس الرِّسالة المُحمديَّة.
بلْ تجاوزت العِناية بكُتب الحديث إلى شُروحها وبيان ما فيها وكشف المُبهم فيها ,فكانت شُروح الحديث مِثل فتحِ الباري لشَرح صحيح البخاري ,وشَرح النووي لصحيح مسلم وغيرها فواتح لكُتب السنَّة ,وزادت العِناية العِلميَّة بالسنَّة فتخصَّص علماء في التَّأليف في عِلم الرجال لبَيان الثِّقة مِنهم والضَّعيف, حتَّى يُحكم على الحديث من خِلال رجال إسناده, وكُتب أخرى في مُصطلح الحديث لِيعلم النَّاس ما هو الحديث الصحيح وما هو الضَّعيف, وليتعرَّفوا على طرائِق نقد المتون كما يتعرَِّفوا على نقد الإسناد,إلى غيرِ ذلك من جهود عِلميَّة بذلت في سبيل السنَّة النَّبويَّة ,وهي واحدة من كِبريات وسائل تعظيم السُّنة .
والسُّؤال... ما مدى استفادة المُسلمين من هذه الجُهود المبذُولة في خدمةِ السنَّة النَّبوية؟
وما هي الإضافات الجديدة للمُعاصرين؟
حيث تستحق سنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم كل عناية, ويُستنفذ فيها كُل جُهد.
وفي سابق (العناية العلمية) خاصة بالعلماء وطلب العِلم والباحثين ,فهذه الوسيلة عامَّهٌ للنَّاس يستطيعها كُل من يقرأ ويكتب,وكُل من أحبَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم وقرأ في سُنته واستفاد من سيرته ,وإذا كان النَّاس قد اعتادوا على قراءة الصُّحف أو المجلاَّت أو كُتُب الأدب والتَّاريخ أو نحوها,فلأن يقرئوا في كُتب السُنَّة وهديِ محمد صلى الله عليه وسلم أولى وأحرى , وكم هو جميل أن يقرأَ الإنسان بنفسه أو مع زملائه أو على أهله وأولاده كتاباً من كُتب الحديث تفقُّهاً في دين الله واستثماراً للوقت بما ينفع, والعاقل الفطن يرى الفرق جليا بين قراءة مالا يعدوا أن يكون ( كلام جرائد ) وبين كلام من لا ينطق عن الهوى ,إنها دعوة لقراءة كتب السنة وفهم ما فيها , وربط المسلمين بمصدر من مصادر التشريع والإسلام .
حين تعد أنعم الله علينا في قراءة السنة فلا بد أن نشير إلى قراءات مكثفة في كتب الحديث بلغت حد حفظها كما يحفظ القران , ولا شك أن ذلك عناية بالسنة وتعظيم لها , وأجزل الله المثوبة لكل من عظم سنة محمد صلى الله عليه وسلم ووعي بها .
2- ومن الوسائل المهمة لتعظيم السنة العناية العلمية بها وذلك بتحري هدى النبي صلى الله عليه وسلم في شؤون الحياة كلها وتمثل ذلك الهدى فالله يقول لنا : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (سورة الأحزاب- 21 ) وإذا ذهب عنَّا محمد صلى الله عليه وسلم بشخصه فسنَّته وسِيرته باقية لنا ومحفوظة , إنَّ هدىَ محمد صلى الله عليه وسلم شامل لأمور الحياة الشَّخصية ولتنظِيم الحياة البشريَّة , إنَّها مطلوبة في هيئة الإنسان وملبسه ومطعمه ومشربه وفي سفره وحضره وبيعه وشرائه وعياداته وتعاملاته ,وكيف تكون علاقته بربِّه وبالنَّاس من حوله , ومن أراد أن يكشِف حبه وتعظيمه للنَّبي صلَّى الله عليه وسلم فلينظر في تطبيقاته لهذه الأمُور كلها , ومن وجد خلاف ذلك فليعد إلى السنَّة فهي الهدى والرشد والكَمال , ومن خفيت عليه السنَّة في أمر من الأمور فليسأل أهل الذِّكر حيث لا يعلم , إن حب محمدٍ صلى الله عليه وسلم ليس مجرد كلام يقال , ولا أماني يحلم بها الناس , بل برهان ذلك تطبيق سنته والوقوف عند هدية , ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً (النساء-115 ) إن أكمَل المؤمنين إيماناً أقربهم إلى سنَّة محمد صلى الله عليه وسلم إتباعا, وأصدقُ المسلمين وأنقاهم من لزم السنة وتعبد الله بها ,ألا فامنحوا محبَّتكم للنَّبي صلى الله عليه وسلم ( معشر المسلمين ) بصدق المتابعة والتأني ولا تغرنَّكم الدعاوى ,أو تقعوا في شراك البدع فإن كل بدعةٍ ظلاله وكل ظلالهٍ في النار.
3- ومن وسائل تعظيم السنة الدعوة للسنة فهماً وتطبيقاً وإحياءً للسنن ودعوة الناس للعمل بها, قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجرِ مثل أجورِ من تبعةُ لا ينقصٌ ذلك من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ظلالهٍ كان عليه من الإثم مثل آثامِ من تبعةٌ لا ينقصٌ ذلك من آثامهم شيئاً) رواة أحمد ومسلم وغيرهم ( صحيح الجامع 89أ-5 ) , إنَّك تعظم محمد صلى الله عليه وسلم حين تدعوا إلى سنته, وأنت مأجور حين تُذكِر نفسك أو تدعو غيرك لأتباع السنة كم يحتاج الناس أن يُذكروا إن في السنة النبوية بياناً ودعوةً وترغيباً لعمل الصالحات, وفي السنة كذلك هُدىً وتذكيراً وطريقاً للمغفرة لمن وقع في الخطايا ويريد تكفير السيئات.
وفي السنة بيان لما ينبغي إن تكون عليه النفس في حال شرها وقوتها, وفيها بيان وهدى كذلك للنفوس في حال ضعفها وفتورها, فهل ندعو أنفسنا وغيرنا لهدى السنة في الأحوال كلها؟ فالكلمة الطيبة صدقة ولئن يهديَ الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم.
4- وكما تعظم السنة بالدعوة إليها , تعظيم السنة كذلك بالتحذير من مخالفتها قولاً أو عملاً, وكلما كثر الجهل وانتشرت البدع كانت الحاجة ماسة لبيان السنة ومحاربة البدعة و أن ثمة من يسخرون بالنبي وسنته , وثمة من يغالون في دعوى محبته , ومن تعظيم السنة أن يؤدب الساخر , ويعلم الجاهل ويردع المبتدع , وإذا أجمع عوام أهل العلم على أن حد سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل فهم مجمعون كذلك على أن خطر البدعة عظيم وأن أثر المبتدعة سيئ وسقيم.( كما حكاه ابن المنذر - محمد صلى الله علية وسلم بين الجافي والغالي - وردود لسماحة الشيخ ابن باز )
5- أيها المسلمون من وسائل تعظيم السنة والدفاع عنها, رد شبهات المفترين, وبيان تطاول الحاقدين , فلسنته خصوم ومنكرون في القديم والحديث,في القديم رد المعتزلة كثيراً من السنة لمخالفتها للعقل( بزعمهم), وتطاولوا على الصحابة وهم رواة السنة, والخوارج اعترضوا مبكرين على النبي صلى الله عليه وسلم واتهموا عدله حين قال زعيمهم (اعدل فإنك لم تعدل ) وهم يُعدِلون الصحابة قبل الجمل وصفين, ثم يكفرون أو يُفسّقون بعضهم, ولذا ردوا أحاديث جمهور الصحابة بعد الفتنة .(خطب المحمود - 89)
والرافضة وضعوا أحاديث مكذوبة, وأنكروا طائفة كبيرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة بل اتَّهموا عدداً من الصحابة الذين رووا لنا السنة وأحدثوا لهم رواة آخرين يتناقلون إسنادهم, وحين لم يأبهوا بكتب السنة المعتبرة عند المسلمين كصحيح البخاري فقد أحدثوا لهم كتب بديلة مثل (الكافي للكليني) وهو مليء بالمغالطات والمنكرات ومما جاء في هذا الكتاب ما رواه الكليني (الرافضي) بسند إلى ابن جعفر أنة قال ارتدَّ الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة : المقداد وسلمان وأبو ذر- هكذا يحكمون على الصحابة بالرِّدة في مصدر من أشهر مصادرهم وأوثقها عندهم وإذا حكم على الصحابة بالرِّدة وهم رُواة السنة كان ذلك طعناً فاحشاً في السنة وبهتاناً عظيماً على الصحابة رضي الله عنهم. (أنظر خطب المحمود - 90) والزنادقة كذلك وضعوا أحاديث من عند أنفسهم وتطاولوا على النبي صلى الله عليه وسلم وشوَّهوا سنته .
وإذا كانت تلك أبرز طوائف خصوم السنة في القديم, فلسنته خصوم في الحديث ومن أبرز المستشرقين الذين تلاعبوا بنصوص السنة وحرفوها عن مقاصدها, واتهموا أكبر رواتها ( أبو هريرة) رضي الله عنه ظناً منهم أنهم حين يسقطونه ستسقط معه السنة التي حفظها ورواها, كما طعنوا في (الإمام الزهري) من التابعين واتهموه بوضع الأحاديث إرضائاً لبني أميه ,هكذا زعموا وروّجوا وما زاد اتهامهم لأبي هريرة والزهري إلا علوا وأنّى لهم أن يصيبوا من السنة شيء, ومن الطاعنين في السنة حديثا العقلانيون وهم على خطى المعتزلة قديما,وأولئك خاضوا وماجوا ولم تكن نتائج أحاديثهم ومؤلفاتهم إلا لغواً من القول, وتخبطاً في الرؤى, وتخرصاً في النتائج, ثم جاء الحداثيون وطعنوا في الدين وسخروا بثوابته , ولم تكن السنة بمعزل من هذه الطعون والإستهزاء, وعليه الأمر من قبل ومن بعد , وفي زماننا هذا فئات باتت تطعن في السنة كلن بأساليب خادعة, وحيل مكشوفة فهم يدّعون التعالم وينصبون أنفسهم للفتيا وربما حللوا أو حرموا بغير علم, إنهم رموز للفتنة,وأدعياء للإصلاح وما سلمت السنة ولا المتمسكون بها من إذاهم وسخريتهم, إن من تعظيم السنة وحماية جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يدفع المسلم هذه الطعون ويكشف هذه الإنحرافات وتعرى أصحابها, لئن من لم يحترم جناب الرسول وسنته فليس بأهل أن يحترم ويستر, ومن تاب تاب الله عليه ومن عاند فالله يكشفه ويفضحه على رؤوس الأشهاد,والويل لمن عادى أولياء الله فهو يخوض حرباً مع الله,ومسألة الذين يسخرون بسنته محمد صلى الله عليه وسلم وقد زكاه ربه وأدبه وشهد له وأبقى خلقه شهودا {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم ـ 4)
الخطبة الثانية
إنَّ الحمد لله ,نحمده ونستعينه ونستغفره,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ,ومن يُضلل فلا هاديَ له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد :-
6- يُعظم السنة من تُرى عليه أثار السنة في حال العسر واليسر والغضب والرضا والاجتماع والخلوة لا يُعظمها إذا ذكرت, ويغضب لها إذا انتهت أو يأخذ بغيرها ولو كان المأخوذ عنه أمثال أبو بكر وعمر, وفي هذا قال ابن عباس رضي الله عنة يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء, أقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر؟
7- وتعظم السنة حين تُجعل فيصلاً عند التنازع, وحكماً في الإختلاف وسيدةً للموقف في كل تصرف, إنها السنة تُعطر بها مجالسنا وتهيمن على مناهجنا التعليمية,وتكون سائدة ًلنا في حياتنا الإجتماعية وتعاملاتنا الإقتصادية, وطرائقنا التربوية،وحاضرةً ومعتبرةً في سياستنا كلها, فمن رغب عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم فليس منه - كما أخبر- .
8- تُعظم السنة حين نربي عليها أطفالنا,ونأمُر بها شبابنا, ونعلمُها لأهلنا وأقاربنا وجيراننا, ونعظمها حين نقدمها صحيحة للمسلمين عامة, ونبين حكمتها ومفادها لغير المسلمين, فيتعلموا من هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه ورحمته وإحسانه ما يدعوهم للدخول في الإسلام و الإيمان بنبوة محمد علية الصلاة والسلام .
9- نُعظم السنة حين نصوغ منها مسابقات يتنافس في معرفتها الفتيان والفتيات, ونقرر منها مطويات ونشرات تصل إلى كل بيت وتهدي إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر يحتاج الناس فيه إلى البيان .
10- يُعظم السنة من يدافع عن شخص النبي صلى الله عليه وسلم في زمن السخرية الإعلامية, والتطاول العالمي على السراج المنير, ويُعظم السنة من يكشف عمق وتاريخ وأهداف هذا العدوان على سيد الأنام.
11- ويعظم السنة من يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فمن صلى عليه صلاةً صلى الله عليه بها عشراً, (ومن ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فخطئ الصلاة عليه خطئ طريق الجنة) (رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع 5-291) .
وقال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ( سورة الأحزاب-56)
12- أيها المسلم والمسلمة وكما ينبغي أن يكون لك ورد من القران الكريم تحافظ عليه وتحتسب أجرة,فكذلك ينبغي أن يكون لك ورد يومي من السنة تحافظ عليه في الصباح والمساء يُوهب لك أجره وتحفظ به بإذن الله من طوارق الليل وطوارق النهار,فثمة أذكار نبوية تقال في الصباح والمساء هي سياج للمسلم بإذن الله,وهي كفارات للخطايا ورافعات للدرجات ، وعلى سبيل المثال من فضل هذه الأوراد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قال حين يصبح أو حين يمسى اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ماأستطعت,أعوذ بك من شر ماصنعت,وأبوء لك بنعمتك علي وأبو بذنبي فأغفر لي,فأنة لا يغفر الذنوب إلا أنت,فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة) -رواة أحمد وأبو داود وغيرهما بإسناد صحيح- (صحيح الجامع5-329) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ((من قال إذا أصبح لا اله إلا الله وحدة لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير,كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل,وكتبت له بها عشرة حسنات, وحُط عنه بها عشرُ سيئات ,ورفع لربه عشرُ حسنات, وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح)) - رواة احمد وأبو داود وغيرهما بسند صحيح- (صحيح الجامع5-328).
ولا تنس أخي المسلم وأختي المسلمة إنَّ من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائه مره خطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر,والى غير ذلك من أوراد وأذكار وسنن حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها وعظم الله أجرها وهي بحمد الله مطبوعة في مطويات صغيرة يستطيع المسلم أن يحتفظ بها في جيبه ليقرئها حتى يحفظها ثم يعود نفسه المداومة عليها.
13- يا أيها المسلم ومن علائم تعظيمك للسنة محافظتك على السنن الرواتب,والوتر وركعتي الضحى,وصيام النفل,وصدقة التطوع والتبكير للصلوات المكتوبة مما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم وحث أمته عليه- وكذلك تعليم المسلمون وبرهانهم على محبة نبيهم وحرصهم على سنته, لاسيما في أوقات الشدائد والفتن,فهي مسليات ومثبتات وعاصمات -بإذن الله- فليكن شعارنا جميعاً حب المصطفى صلى الله عليه وسلم,والإلتزام بسنته,والنهي عن البدع والمحدثات في الدين,فما خاب من كان محمد صلى الله عليه وسلم دليله ومستشاره {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران-31 ) وباختصار فإنَّ طاعة محمد ومتابعته طريقاً آمن لمحبه الله ومغفرة الذنوب.
وسائل وطرائق لتعظيم السنة النبوية
الخطبة الأولى
إنَّ الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره,ونعوذ بالله من شُرور أنفُسنا,ومن سيِّئات أعمالِنا,من يهدِه الله فلا مُضل له ,ومن يُضلل فلا هاديَ له,وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ,واشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
أمَّا بعد :- إخوةَ الإيمان سَبق حديث عنِ السُنَّة ومكانتها في التَّشريع, وكَونها مصدراً للتلقِّي عند المُسلمين ,و لا يشذ عن ذلك إلاَّ صاحب هوى أو بِدعهٍ أو شُبههٍ, وانحِراف عن الصِّراط المُستقيم.
وكما كان الحديث عن القرآن والآيات والطَّرائق والأساليب التي يعظم بها كتاب الله,فالحديث اليوم عن طرائق وأساليب لتعظيم السنَّة النَّبوية في النُّفوس والواقع,ومن ذالك ما يلي:
1ـ العناية العلميَّة بالسنَّة وذلك بالعُكوف على أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم قراءةً وفهماً وتأمُّلاً,وتأليفاً وشرحاً وبيان الصَّحيح منها,وما ضعف سنداً أو متناً,حتَّى لا يُضاف إلى السُنَّة ما ليس منها, وحتَّى يتعبَّد النَّاس لربِّهم بسنةٍ صحيحةٍ لا مطعن فيها ولا مدخل لأحدٍ عليها, أجل لقد كانت هذه المُهمة محل عناية العلماء قديماً وحديثاً,ومجالاً لبُحوث ودِراسات أبناء الإسلام في شرقِ الأرضِ ومغربها.
لقد أُلَّفت كُتب في السنَّة النَّبوية ساقها مُؤلفُوها بِدمُوعهم خشْية من الله,أنْ ينسبوا إلى الرَّسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ,والإمام البُخاري ومُسلم وأحمد وغيرهم -رحمهم الله- نماذج لهذه العناية بأحاديث المُصطفى صلى الله عليه وسلم, حتى بقيت هذه المُؤلفات كنزاً للأمَّة تستقي منها هدي النبوَّة وقبس الرِّسالة المُحمديَّة.
بلْ تجاوزت العِناية بكُتب الحديث إلى شُروحها وبيان ما فيها وكشف المُبهم فيها ,فكانت شُروح الحديث مِثل فتحِ الباري لشَرح صحيح البخاري ,وشَرح النووي لصحيح مسلم وغيرها فواتح لكُتب السنَّة ,وزادت العِناية العِلميَّة بالسنَّة فتخصَّص علماء في التَّأليف في عِلم الرجال لبَيان الثِّقة مِنهم والضَّعيف, حتَّى يُحكم على الحديث من خِلال رجال إسناده, وكُتب أخرى في مُصطلح الحديث لِيعلم النَّاس ما هو الحديث الصحيح وما هو الضَّعيف, وليتعرَّفوا على طرائِق نقد المتون كما يتعرَِّفوا على نقد الإسناد,إلى غيرِ ذلك من جهود عِلميَّة بذلت في سبيل السنَّة النَّبويَّة ,وهي واحدة من كِبريات وسائل تعظيم السُّنة .
والسُّؤال... ما مدى استفادة المُسلمين من هذه الجُهود المبذُولة في خدمةِ السنَّة النَّبوية؟
وما هي الإضافات الجديدة للمُعاصرين؟
حيث تستحق سنَّة المصطفى صلى الله عليه وسلم كل عناية, ويُستنفذ فيها كُل جُهد.
وفي سابق (العناية العلمية) خاصة بالعلماء وطلب العِلم والباحثين ,فهذه الوسيلة عامَّهٌ للنَّاس يستطيعها كُل من يقرأ ويكتب,وكُل من أحبَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم وقرأ في سُنته واستفاد من سيرته ,وإذا كان النَّاس قد اعتادوا على قراءة الصُّحف أو المجلاَّت أو كُتُب الأدب والتَّاريخ أو نحوها,فلأن يقرئوا في كُتب السُنَّة وهديِ محمد صلى الله عليه وسلم أولى وأحرى , وكم هو جميل أن يقرأَ الإنسان بنفسه أو مع زملائه أو على أهله وأولاده كتاباً من كُتب الحديث تفقُّهاً في دين الله واستثماراً للوقت بما ينفع, والعاقل الفطن يرى الفرق جليا بين قراءة مالا يعدوا أن يكون ( كلام جرائد ) وبين كلام من لا ينطق عن الهوى ,إنها دعوة لقراءة كتب السنة وفهم ما فيها , وربط المسلمين بمصدر من مصادر التشريع والإسلام .
حين تعد أنعم الله علينا في قراءة السنة فلا بد أن نشير إلى قراءات مكثفة في كتب الحديث بلغت حد حفظها كما يحفظ القران , ولا شك أن ذلك عناية بالسنة وتعظيم لها , وأجزل الله المثوبة لكل من عظم سنة محمد صلى الله عليه وسلم ووعي بها .
2- ومن الوسائل المهمة لتعظيم السنة العناية العلمية بها وذلك بتحري هدى النبي صلى الله عليه وسلم في شؤون الحياة كلها وتمثل ذلك الهدى فالله يقول لنا : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } (سورة الأحزاب- 21 ) وإذا ذهب عنَّا محمد صلى الله عليه وسلم بشخصه فسنَّته وسِيرته باقية لنا ومحفوظة , إنَّ هدىَ محمد صلى الله عليه وسلم شامل لأمور الحياة الشَّخصية ولتنظِيم الحياة البشريَّة , إنَّها مطلوبة في هيئة الإنسان وملبسه ومطعمه ومشربه وفي سفره وحضره وبيعه وشرائه وعياداته وتعاملاته ,وكيف تكون علاقته بربِّه وبالنَّاس من حوله , ومن أراد أن يكشِف حبه وتعظيمه للنَّبي صلَّى الله عليه وسلم فلينظر في تطبيقاته لهذه الأمُور كلها , ومن وجد خلاف ذلك فليعد إلى السنَّة فهي الهدى والرشد والكَمال , ومن خفيت عليه السنَّة في أمر من الأمور فليسأل أهل الذِّكر حيث لا يعلم , إن حب محمدٍ صلى الله عليه وسلم ليس مجرد كلام يقال , ولا أماني يحلم بها الناس , بل برهان ذلك تطبيق سنته والوقوف عند هدية , ومن أطاع الرسول فقد أطاع الله {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً (النساء-115 ) إن أكمَل المؤمنين إيماناً أقربهم إلى سنَّة محمد صلى الله عليه وسلم إتباعا, وأصدقُ المسلمين وأنقاهم من لزم السنة وتعبد الله بها ,ألا فامنحوا محبَّتكم للنَّبي صلى الله عليه وسلم ( معشر المسلمين ) بصدق المتابعة والتأني ولا تغرنَّكم الدعاوى ,أو تقعوا في شراك البدع فإن كل بدعةٍ ظلاله وكل ظلالهٍ في النار.
3- ومن وسائل تعظيم السنة الدعوة للسنة فهماً وتطبيقاً وإحياءً للسنن ودعوة الناس للعمل بها, قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجرِ مثل أجورِ من تبعةُ لا ينقصٌ ذلك من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ظلالهٍ كان عليه من الإثم مثل آثامِ من تبعةٌ لا ينقصٌ ذلك من آثامهم شيئاً) رواة أحمد ومسلم وغيرهم ( صحيح الجامع 89أ-5 ) , إنَّك تعظم محمد صلى الله عليه وسلم حين تدعوا إلى سنته, وأنت مأجور حين تُذكِر نفسك أو تدعو غيرك لأتباع السنة كم يحتاج الناس أن يُذكروا إن في السنة النبوية بياناً ودعوةً وترغيباً لعمل الصالحات, وفي السنة كذلك هُدىً وتذكيراً وطريقاً للمغفرة لمن وقع في الخطايا ويريد تكفير السيئات.
وفي السنة بيان لما ينبغي إن تكون عليه النفس في حال شرها وقوتها, وفيها بيان وهدى كذلك للنفوس في حال ضعفها وفتورها, فهل ندعو أنفسنا وغيرنا لهدى السنة في الأحوال كلها؟ فالكلمة الطيبة صدقة ولئن يهديَ الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حمر النعم.
4- وكما تعظم السنة بالدعوة إليها , تعظيم السنة كذلك بالتحذير من مخالفتها قولاً أو عملاً, وكلما كثر الجهل وانتشرت البدع كانت الحاجة ماسة لبيان السنة ومحاربة البدعة و أن ثمة من يسخرون بالنبي وسنته , وثمة من يغالون في دعوى محبته , ومن تعظيم السنة أن يؤدب الساخر , ويعلم الجاهل ويردع المبتدع , وإذا أجمع عوام أهل العلم على أن حد سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل فهم مجمعون كذلك على أن خطر البدعة عظيم وأن أثر المبتدعة سيئ وسقيم.( كما حكاه ابن المنذر - محمد صلى الله علية وسلم بين الجافي والغالي - وردود لسماحة الشيخ ابن باز )
5- أيها المسلمون من وسائل تعظيم السنة والدفاع عنها, رد شبهات المفترين, وبيان تطاول الحاقدين , فلسنته خصوم ومنكرون في القديم والحديث,في القديم رد المعتزلة كثيراً من السنة لمخالفتها للعقل( بزعمهم), وتطاولوا على الصحابة وهم رواة السنة, والخوارج اعترضوا مبكرين على النبي صلى الله عليه وسلم واتهموا عدله حين قال زعيمهم (اعدل فإنك لم تعدل ) وهم يُعدِلون الصحابة قبل الجمل وصفين, ثم يكفرون أو يُفسّقون بعضهم, ولذا ردوا أحاديث جمهور الصحابة بعد الفتنة .(خطب المحمود - 89)
والرافضة وضعوا أحاديث مكذوبة, وأنكروا طائفة كبيرة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة بل اتَّهموا عدداً من الصحابة الذين رووا لنا السنة وأحدثوا لهم رواة آخرين يتناقلون إسنادهم, وحين لم يأبهوا بكتب السنة المعتبرة عند المسلمين كصحيح البخاري فقد أحدثوا لهم كتب بديلة مثل (الكافي للكليني) وهو مليء بالمغالطات والمنكرات ومما جاء في هذا الكتاب ما رواه الكليني (الرافضي) بسند إلى ابن جعفر أنة قال ارتدَّ الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة : المقداد وسلمان وأبو ذر- هكذا يحكمون على الصحابة بالرِّدة في مصدر من أشهر مصادرهم وأوثقها عندهم وإذا حكم على الصحابة بالرِّدة وهم رُواة السنة كان ذلك طعناً فاحشاً في السنة وبهتاناً عظيماً على الصحابة رضي الله عنهم. (أنظر خطب المحمود - 90) والزنادقة كذلك وضعوا أحاديث من عند أنفسهم وتطاولوا على النبي صلى الله عليه وسلم وشوَّهوا سنته .
وإذا كانت تلك أبرز طوائف خصوم السنة في القديم, فلسنته خصوم في الحديث ومن أبرز المستشرقين الذين تلاعبوا بنصوص السنة وحرفوها عن مقاصدها, واتهموا أكبر رواتها ( أبو هريرة) رضي الله عنه ظناً منهم أنهم حين يسقطونه ستسقط معه السنة التي حفظها ورواها, كما طعنوا في (الإمام الزهري) من التابعين واتهموه بوضع الأحاديث إرضائاً لبني أميه ,هكذا زعموا وروّجوا وما زاد اتهامهم لأبي هريرة والزهري إلا علوا وأنّى لهم أن يصيبوا من السنة شيء, ومن الطاعنين في السنة حديثا العقلانيون وهم على خطى المعتزلة قديما,وأولئك خاضوا وماجوا ولم تكن نتائج أحاديثهم ومؤلفاتهم إلا لغواً من القول, وتخبطاً في الرؤى, وتخرصاً في النتائج, ثم جاء الحداثيون وطعنوا في الدين وسخروا بثوابته , ولم تكن السنة بمعزل من هذه الطعون والإستهزاء, وعليه الأمر من قبل ومن بعد , وفي زماننا هذا فئات باتت تطعن في السنة كلن بأساليب خادعة, وحيل مكشوفة فهم يدّعون التعالم وينصبون أنفسهم للفتيا وربما حللوا أو حرموا بغير علم, إنهم رموز للفتنة,وأدعياء للإصلاح وما سلمت السنة ولا المتمسكون بها من إذاهم وسخريتهم, إن من تعظيم السنة وحماية جناب المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يدفع المسلم هذه الطعون ويكشف هذه الإنحرافات وتعرى أصحابها, لئن من لم يحترم جناب الرسول وسنته فليس بأهل أن يحترم ويستر, ومن تاب تاب الله عليه ومن عاند فالله يكشفه ويفضحه على رؤوس الأشهاد,والويل لمن عادى أولياء الله فهو يخوض حرباً مع الله,ومسألة الذين يسخرون بسنته محمد صلى الله عليه وسلم وقد زكاه ربه وأدبه وشهد له وأبقى خلقه شهودا {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } (القلم ـ 4)
الخطبة الثانية
إنَّ الحمد لله ,نحمده ونستعينه ونستغفره,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ,ومن يُضلل فلا هاديَ له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد :-
6- يُعظم السنة من تُرى عليه أثار السنة في حال العسر واليسر والغضب والرضا والاجتماع والخلوة لا يُعظمها إذا ذكرت, ويغضب لها إذا انتهت أو يأخذ بغيرها ولو كان المأخوذ عنه أمثال أبو بكر وعمر, وفي هذا قال ابن عباس رضي الله عنة يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء, أقول قال الرسول صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر؟
7- وتعظم السنة حين تُجعل فيصلاً عند التنازع, وحكماً في الإختلاف وسيدةً للموقف في كل تصرف, إنها السنة تُعطر بها مجالسنا وتهيمن على مناهجنا التعليمية,وتكون سائدة ًلنا في حياتنا الإجتماعية وتعاملاتنا الإقتصادية, وطرائقنا التربوية،وحاضرةً ومعتبرةً في سياستنا كلها, فمن رغب عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم فليس منه - كما أخبر- .
8- تُعظم السنة حين نربي عليها أطفالنا,ونأمُر بها شبابنا, ونعلمُها لأهلنا وأقاربنا وجيراننا, ونعظمها حين نقدمها صحيحة للمسلمين عامة, ونبين حكمتها ومفادها لغير المسلمين, فيتعلموا من هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه ورحمته وإحسانه ما يدعوهم للدخول في الإسلام و الإيمان بنبوة محمد علية الصلاة والسلام .
9- نُعظم السنة حين نصوغ منها مسابقات يتنافس في معرفتها الفتيان والفتيات, ونقرر منها مطويات ونشرات تصل إلى كل بيت وتهدي إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل أمر يحتاج الناس فيه إلى البيان .
10- يُعظم السنة من يدافع عن شخص النبي صلى الله عليه وسلم في زمن السخرية الإعلامية, والتطاول العالمي على السراج المنير, ويُعظم السنة من يكشف عمق وتاريخ وأهداف هذا العدوان على سيد الأنام.
11- ويعظم السنة من يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فمن صلى عليه صلاةً صلى الله عليه بها عشراً, (ومن ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فخطئ الصلاة عليه خطئ طريق الجنة) (رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع 5-291) .
وقال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ( سورة الأحزاب-56)
12- أيها المسلم والمسلمة وكما ينبغي أن يكون لك ورد من القران الكريم تحافظ عليه وتحتسب أجرة,فكذلك ينبغي أن يكون لك ورد يومي من السنة تحافظ عليه في الصباح والمساء يُوهب لك أجره وتحفظ به بإذن الله من طوارق الليل وطوارق النهار,فثمة أذكار نبوية تقال في الصباح والمساء هي سياج للمسلم بإذن الله,وهي كفارات للخطايا ورافعات للدرجات ، وعلى سبيل المثال من فضل هذه الأوراد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من قال حين يصبح أو حين يمسى اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ماأستطعت,أعوذ بك من شر ماصنعت,وأبوء لك بنعمتك علي وأبو بذنبي فأغفر لي,فأنة لا يغفر الذنوب إلا أنت,فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة) -رواة أحمد وأبو داود وغيرهما بإسناد صحيح- (صحيح الجامع5-329) .
وقال صلى الله عليه وسلم : ((من قال إذا أصبح لا اله إلا الله وحدة لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير,كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل,وكتبت له بها عشرة حسنات, وحُط عنه بها عشرُ سيئات ,ورفع لربه عشرُ حسنات, وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي وإذا قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح)) - رواة احمد وأبو داود وغيرهما بسند صحيح- (صحيح الجامع5-328).
ولا تنس أخي المسلم وأختي المسلمة إنَّ من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائه مره خطت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر,والى غير ذلك من أوراد وأذكار وسنن حث النبي صلى الله عليه وسلم عليها وعظم الله أجرها وهي بحمد الله مطبوعة في مطويات صغيرة يستطيع المسلم أن يحتفظ بها في جيبه ليقرئها حتى يحفظها ثم يعود نفسه المداومة عليها.
13- يا أيها المسلم ومن علائم تعظيمك للسنة محافظتك على السنن الرواتب,والوتر وركعتي الضحى,وصيام النفل,وصدقة التطوع والتبكير للصلوات المكتوبة مما أخبر عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم وحث أمته عليه- وكذلك تعليم المسلمون وبرهانهم على محبة نبيهم وحرصهم على سنته, لاسيما في أوقات الشدائد والفتن,فهي مسليات ومثبتات وعاصمات -بإذن الله- فليكن شعارنا جميعاً حب المصطفى صلى الله عليه وسلم,والإلتزام بسنته,والنهي عن البدع والمحدثات في الدين,فما خاب من كان محمد صلى الله عليه وسلم دليله ومستشاره {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (آل عمران-31 ) وباختصار فإنَّ طاعة محمد ومتابعته طريقاً آمن لمحبه الله ومغفرة الذنوب.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى