رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قالوا : إن أرجى آية قوله تعالى في سورة الزمر الآية 53 " قل يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم : لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب
جميعاً ، إنه هو الغفور الرحيم " واستدلوا على ذلك من الآية نفسها بما يلي :
1-" قل ": بما بعدها من الرحمة والتلطف تفيد البشرى من الله تعالى .
2- " يا عبادي " نداء يدل على التحبب فـ " العباد " غير " العبيد " وقد
وردت العباد- في القرآن - للتكريم ، والعبيد للتهديد . فهي إبتداء أمن
وأمان وداعية للغفران
3- " الذين أسرفوا على أنفسهم " ولو قال :
أحسنوا لأنفسهم قلنا هم يستحقون اللطف والبشرى لما قدّموا من عبادة لربهم
وتفان في الإخلاص له سبحانه . لكن الخطاب لمن أساء وأخطأ وازداد عصياناً ،
وانغمس في الفواحش والمفاسد . ثم حين انتبهوا لما قدّموا تحسّروا على ما
فاتهم ، وأحسوا أن زمن التوبة تجاوزهم فأصابهم الغم والهم ، ويئسوا من رحمة
الله ، وظنوا أن مأواهم النار وغضب الله لا محالة . وأن ما مضى من عظيم
ذنوبهم لا يؤهلهم للتوبة والإنابة . فازدادوا غماً على غم وهما على هم .
وربما زين الشيطان لهم – ما داموا قد سقطوا ولا نجاء لهم – أن يسرفوا في
المعاصي وأن يجترئوا عليها أكثر مما اجترءوا . وعلى هذا يطمئن الشيطان أن
مصيرهم ارتبط به، وأنهم مثله من أهل النار خالدين فيها .
4- " لا
تقنطوا من رحمة الله " فتنتعش نفوسهم ، ويحيا الأمل فيها ، وينتبهون إلى أن
القطار لم يفتهم ما لم يغرغروا . فيتوبون إلى الله ويستغفرونه ، ويسألونه
العفو والمغفرة عما مضى من ذنوبهم ، وأن يعينهم على استدراك ما فات من عظيم
أخطائهم ... ولكنها أمثال الجبال فهل يتجاوز الله تعالى عن كل ذلك ؟!
فيجيبهم غفار الذنوب وستار العيوب والمنعم المتفضل سبحانه :
5- "
إن الله يغفر الذنوب جميعاً " يغفرها كلها صغيرها وكبيرها ، خطيرها وحقيرها
، دِقَّها وجليلها حين يقبل المرء عليه معترفاً بتقصيره ، مقراً بجريرته ،
عازماً على التوبة ، نادماً على مافرّط . فكَرَمُ الجليل جليل ، وغفران
الكبير كبير ، وعفو العظيم عظيم . ولكنهم كانوا في الغي سادرين ، وفي
الضلالة سائرين ! فيجيب الرب الكريم منبهاً عن صفتين من صفاته واسمين من
أسمائه يدلان على جميل نعمائه وحسن عطائه :
هذا ما قاله
العلماء وأحسِنْ بما قالوا . إلا أنني أجد آية سبقت أختها في السورة نفسها –
الزمر – الآية 35 أكثر رجاء – والله أعلم – يقول المولى تعالى فيها :
" ليكفر الله عنهم أسوأ ما عملوا ، ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون "
6- " إنه هو الغفور
الرحيم " فهو يغفر لأنه رحيم ، ويرحم لأنه غفور . ولا يسد خللَ عباده وضعفَ
حيلتهم ونقصَ خليقتهم إلا كمالُ صفاته وجليلُ معروفه .
وتصور معي – أخي الحبيب – أنني وإياك اجترحنا سيئات صغيرة وكبيرة ، وعملنا
حسنات كبيرة وصغيرة أيضاً . ونحن بشر نصيب ونخطئ ويقوى إيماننا ويضعف .
وما منا إلا مرّ بمثل هذا " كل ابن آدم خطّاء " ثم نتوب حين نعود إلى
أنفسنا وينجلي غشاء النسيان ووسوسة الشيطان فنحاسبها " إن الذين اتقوا إذا
مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " الأعراف 210 . فنحسن العمل
خائفين راجين ، راهبين راغبين . فماذ يفعل الإله العظيم سبحانه حين يرانا
عليه مقبلين ، وعن أخطائنا راغبين ؟ .. عد إلى الآية واقرأها متمعناً
متيقنا بما فيها ترَ الله تعالى - جلّ من كريم مفضال- يكرمُنا بخصلتين
رائعتين رائعتين :
الأولى : أنه يمسح الذنوب العظيمة الثقيلة ، وكأنها
لم تكن . فأين الذنوب الصغيرة ؟ " اللمم" إنه يمسحها من باب أولى ، فإذا
غفر الكبائرَ فانتهى أمرُها ، أتراه يحاسبنا على الصغائر؟ ! بل إنها
ممحُوّةٌ سلفاً قبل الموت بإذن الله ، بل في اللحظة والتو . لقول النبي صلى
الله عليه وسلم " الصلوات الخمس . والجمعة إلى الجمعة . ورمضان إلى رمضان .
مكفرات ما بينهن . إذا اجتنب الكبائر "
الثانية : أنه سبحانه حين
يجزينا الثواب - وهناك حسنات صغيرة وأخرى كبيرة ، والعادة عند البشر أن لكل
عمل ثواباً بما يناسب العمل نفسه – يجعلها كلها بأجر أفضل الأعمال . نعم
يجزينا أعمالنا الحسنة بأفضل الثواب وخير الجزاء .
فما أعظم لقاء الله ! وما أكرم فضله وأعظم خيره !
اللهم إننا نحبك ، ونحب لقاءك ، ونرجو الخير في ذلك اليوم العظيم .. اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك
قالوا : إن أرجى آية قوله تعالى في سورة الزمر الآية 53 " قل يا عبادي
الذين أسرفوا على أنفسهم : لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب
جميعاً ، إنه هو الغفور الرحيم " واستدلوا على ذلك من الآية نفسها بما يلي :
1-" قل ": بما بعدها من الرحمة والتلطف تفيد البشرى من الله تعالى .
2- " يا عبادي " نداء يدل على التحبب فـ " العباد " غير " العبيد " وقد
وردت العباد- في القرآن - للتكريم ، والعبيد للتهديد . فهي إبتداء أمن
وأمان وداعية للغفران
3- " الذين أسرفوا على أنفسهم " ولو قال :
أحسنوا لأنفسهم قلنا هم يستحقون اللطف والبشرى لما قدّموا من عبادة لربهم
وتفان في الإخلاص له سبحانه . لكن الخطاب لمن أساء وأخطأ وازداد عصياناً ،
وانغمس في الفواحش والمفاسد . ثم حين انتبهوا لما قدّموا تحسّروا على ما
فاتهم ، وأحسوا أن زمن التوبة تجاوزهم فأصابهم الغم والهم ، ويئسوا من رحمة
الله ، وظنوا أن مأواهم النار وغضب الله لا محالة . وأن ما مضى من عظيم
ذنوبهم لا يؤهلهم للتوبة والإنابة . فازدادوا غماً على غم وهما على هم .
وربما زين الشيطان لهم – ما داموا قد سقطوا ولا نجاء لهم – أن يسرفوا في
المعاصي وأن يجترئوا عليها أكثر مما اجترءوا . وعلى هذا يطمئن الشيطان أن
مصيرهم ارتبط به، وأنهم مثله من أهل النار خالدين فيها .
4- " لا
تقنطوا من رحمة الله " فتنتعش نفوسهم ، ويحيا الأمل فيها ، وينتبهون إلى أن
القطار لم يفتهم ما لم يغرغروا . فيتوبون إلى الله ويستغفرونه ، ويسألونه
العفو والمغفرة عما مضى من ذنوبهم ، وأن يعينهم على استدراك ما فات من عظيم
أخطائهم ... ولكنها أمثال الجبال فهل يتجاوز الله تعالى عن كل ذلك ؟!
فيجيبهم غفار الذنوب وستار العيوب والمنعم المتفضل سبحانه :
5- "
إن الله يغفر الذنوب جميعاً " يغفرها كلها صغيرها وكبيرها ، خطيرها وحقيرها
، دِقَّها وجليلها حين يقبل المرء عليه معترفاً بتقصيره ، مقراً بجريرته ،
عازماً على التوبة ، نادماً على مافرّط . فكَرَمُ الجليل جليل ، وغفران
الكبير كبير ، وعفو العظيم عظيم . ولكنهم كانوا في الغي سادرين ، وفي
الضلالة سائرين ! فيجيب الرب الكريم منبهاً عن صفتين من صفاته واسمين من
أسمائه يدلان على جميل نعمائه وحسن عطائه :
هذا ما قاله
العلماء وأحسِنْ بما قالوا . إلا أنني أجد آية سبقت أختها في السورة نفسها –
الزمر – الآية 35 أكثر رجاء – والله أعلم – يقول المولى تعالى فيها :
" ليكفر الله عنهم أسوأ ما عملوا ، ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون "
6- " إنه هو الغفور
الرحيم " فهو يغفر لأنه رحيم ، ويرحم لأنه غفور . ولا يسد خللَ عباده وضعفَ
حيلتهم ونقصَ خليقتهم إلا كمالُ صفاته وجليلُ معروفه .
وتصور معي – أخي الحبيب – أنني وإياك اجترحنا سيئات صغيرة وكبيرة ، وعملنا
حسنات كبيرة وصغيرة أيضاً . ونحن بشر نصيب ونخطئ ويقوى إيماننا ويضعف .
وما منا إلا مرّ بمثل هذا " كل ابن آدم خطّاء " ثم نتوب حين نعود إلى
أنفسنا وينجلي غشاء النسيان ووسوسة الشيطان فنحاسبها " إن الذين اتقوا إذا
مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " الأعراف 210 . فنحسن العمل
خائفين راجين ، راهبين راغبين . فماذ يفعل الإله العظيم سبحانه حين يرانا
عليه مقبلين ، وعن أخطائنا راغبين ؟ .. عد إلى الآية واقرأها متمعناً
متيقنا بما فيها ترَ الله تعالى - جلّ من كريم مفضال- يكرمُنا بخصلتين
رائعتين رائعتين :
الأولى : أنه يمسح الذنوب العظيمة الثقيلة ، وكأنها
لم تكن . فأين الذنوب الصغيرة ؟ " اللمم" إنه يمسحها من باب أولى ، فإذا
غفر الكبائرَ فانتهى أمرُها ، أتراه يحاسبنا على الصغائر؟ ! بل إنها
ممحُوّةٌ سلفاً قبل الموت بإذن الله ، بل في اللحظة والتو . لقول النبي صلى
الله عليه وسلم " الصلوات الخمس . والجمعة إلى الجمعة . ورمضان إلى رمضان .
مكفرات ما بينهن . إذا اجتنب الكبائر "
الثانية : أنه سبحانه حين
يجزينا الثواب - وهناك حسنات صغيرة وأخرى كبيرة ، والعادة عند البشر أن لكل
عمل ثواباً بما يناسب العمل نفسه – يجعلها كلها بأجر أفضل الأعمال . نعم
يجزينا أعمالنا الحسنة بأفضل الثواب وخير الجزاء .
فما أعظم لقاء الله ! وما أكرم فضله وأعظم خيره !
اللهم إننا نحبك ، ونحب لقاءك ، ونرجو الخير في ذلك اليوم العظيم .. اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها ، وخير أيامنا يوم لقائك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى