لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

وقفات تربوية في قضايا التعليم  Empty وقفات تربوية في قضايا التعليم {الإثنين 21 نوفمبر - 8:56}

د.محمد بن عبد الله الهبدان
وقفات تربوية في قضايا التعليم

بسم الله الرحمن الرحيم

أيها المسلمون : سبحان مغير الزمان ..سبحان مسير الأكوان ..سبحان مدبر الإنسان ..سبحانك اللهم وبحمدك ، بالأمس كنا على حال واليوم تغير المقال فغداً ستنطلق عشرات الألوف من طلابنا وطالباتنا إلى صروح العلم في مختلف مراحله من الحضانة والروضة إلى الدراسات العليا في الجامعات ، ولذا نلحظ أن البيوت قد استنفرت طاقاتها ، واستنهضت استعداداتها ، وتحفزت لبدء العام الدراسي الجديد ، بنشاط وحيوية ، وإرادة فولاذية ، ولاشك أيها الأحبة في الله أن الجميع يتحملون مسئولية هؤلاء النشء تعليما وتربية وبناء ، وإذا كانت الجامعات أو المدارس تتحمل مسئولية واضحة ، فإن مسئولية الأسرة أعظم وأكبر تجاه أبنائها .

وهنا أحبتنا الكرام أحب أن أقف معكم عدة وقفات نراجع فيها حساباتنا ونصحح فيها مسارنا و نتلفى فيها أخطاءنا فإلى متى تساق الأمة إلى حتفها وهي تنظر بأم عينيها وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ "المؤمن لا يلدغ من جحرة مرتين" وقد لدغنا مرات عديدة وكرات مديدة فهل من يقظة تزيل الران الذي على قلوبنا ،

أيها المسلمون : ما هو الهدف من التعليم ؟ تلك هي الوقفة الأولى معكم في مسيرتنا لهذا اليوم ، إننا ونحن نعايش هذا الاهتمام الكبير و الاستعداد المنقطع النظير ، وذلك أمر محمود لا غبار عليه ولكن السؤال الذي ينبغي طرحه وإثارته ، ما هو الهدف من التعليم ؟

إن الذي نلمسه من واقع كثير من الناس أنهم يعلقون آمال أبنائهم في هذه الحياة على نيل الشهادات ،ويغفلون جانب الإخلاص لله تعالى في تعلمهم لهذا العلم ، فتراهم يلقنون أبناءهم منذ الصغر لاستغلال فرص الحياة ، ونيل أفضل المكاسب ، وأعلى المناصب ، إنه باختصار شديد ، شحن نفسي يجعله لا يرى إلا هذه الغايات ( الشهادة والوظيفة ) التي هي في واقع الأمر وسائل وليست غايات ، وحتى تعلم أيها المبارك أننا لا نلقي الكلام جُزافاً ولا ننطلق من عواطف وانفعالات ولكننا ننطلق من واقع ملموس له آثاره وأخطاره على الأمة ، انظر كيف يعتني كثير من الآباء بدراسة أبنائهم ، وكيف يهيئون لهم الوسائل ، ويبذلون لهم الأسباب التي تكفل لهم التفوق والنجاح ، وهذا أمر مطلوب ومقصد نبيل أرشد إليه النبي الكريم بقوله " احرص على ما ينفعك واستعن بالله " رواه مسلم ولكن الأمر الذي يعتصر قلوبنا ويفطر أكبادنا ذلك الاهتمام الكبير بأمر الدنيا والتغافل الأكبر لأمر الدين والقيم والأخلاق الفاضلة ، بماذا نفسر هذا التغافل العجيب عن سلوكيات أبنائنا وتصرفاتهم ؟ هل يسأل عن عباداتهم هل يؤدونها ؟ هل يحاسبهم على التقصير فيها والإهمال لها ؟ كما يفعله عند تقصيرهم في دراستهم ؟ وهل يغرس في نفوسهم المفاهيم الإيمانية ، كمحبة الله ومحبة رسوله ؟ وهل يعمق في ضميرهم تعظيم حرمات الله ، وتعظيم شعائره من صلاة وصيام ومعاداة للكفار وموالاة للمسلمين ، هذا جانب ، وجانب آخر يا مسلمون بماذا نفسر اهتمام الآباء بتسجيل أبنائهم في المدارس النظامية ، وتغافلهم أو رفضهم عن تسجيلهم في مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المساجد ، ألايفسر ذلك بضعف في يقينهم، وإيمانهم بجدوى هذه الشهادات النظامية ، ونسيانهم للأجر المدخر لمن عنى بالقرآن حفظا وتعلما ،

إن تربية الجيل على أن يكون هدفه من التعليم هذه الشهادة تورث خللاً في موازينهم ، وفسادا في تصوراتهم ، فينشأ وكل آماله أن يستحوذ على متاع الدنيا وزخرفها ،

إنه خذلان للأمة ، وإهدار لأعز طاقاتها وهم أبناؤها ، إننا بهذه التربية نخرج للأمة أفرادا ماديين يعبدون الدرهم والدينار ، ولا يرفعون بالدين رأسا ، ولا يجعلونه لمنهج حياتهم نبراسا ، وإذا وجُد في الأمة مثل هؤلاء فعلى أيديهم تدمر معاقل الإسلام والمسلمين ، ومن خلالهم تحطم حصوننا من داخلها ، وعلى أيديهم تفتح المجالات والأبواب لكل عدو فيحقق ما يريد لأنه يجد أناسا تجرهم المادة وتغريهم المناصب ..

أيها المسلمون : إننا لا ننكر أن إخلاص النية في طلب هذا العلم أمره عزيز ويحتاج إلى جهاد ومجاهدة وصبر ومصابرة ، وقد عانى أسلافنا الأوائل من ذلك الشيء الكثير فهذا هشام الدستوائي يقول :( والله ما أستطيع أن أقول إني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أُريد به وجه الله عز وجل )(1) ولكن الذي ننكره ونأباه أن تتمحض النيات ليصبح التعليم هدفا للتكسب فقط ،وعلى هذا ينشأ الصغير ويهرم الكبير ولذا ترى أن التعليم وخاصة التعليم الشرعي ضعيف الأثر في النفوس من الناحية التربوية والسلوكية ، وترى هذا الضرب من الناس لم يستضيئوا بنور العلم ، ولا لهم وقع في النفوس ، ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل .

الوقفة الثانية : ما ثمرة العلم والتعلم ؟إلى متى يا مسلمون يصبح العلم نظريا لا حقيقة له في واقع الحياة ؟ متى تحول نظريات العلم إلى تطبيقات واقعية نلمسها في مجريات حياتنا ونشعر بأثرها في كياننا ؟

أيها الإخوة : قولوا لي بربكم : ما فائدة العلم بلا عمل ، أرأيتم لو إن إنسانا درس الطب وأصبح ماهرا فيه ولم يعالج نفسه ولا غيره فما فائدة علمه وتعبه ؟

إن القلب ليعتصره الألم حينما نرى أفواجا ممن طرقوا أبواب العلم ولكن أخلاقهم على خلاف ما تعلموا ، يتعلم الواحد منهم من الأحكام الشيء الكثير ، ولكن الأثر مفقود ، تجد الواحد منهم يعلم حكم إسبال الثياب ويسبل ثيابه ، ويعلم حكم حلق اللحى ويقترفه ، ويعلم حكم موالاة الكفار ويستقدمهم ، ويعلم حكم الربا ويتعامل به أو يتحايل عليه ، فمن هذا حاله فعلمه وبال عليه نسأل الله السلامة والعافية . إن المنهج الإلهي يشدد على هذه القضية ، و يجعل الغاية من العلم والتعلم هو العمل والتطبيق ، قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ : إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال قد علمت فماذا عملت فيما علمت ، وقال الحسن : الذي يفوق الناس في العلم جدير بأن يفوقهم في العمل .

الوقفة الثالثة : ليعلم الجميع أباءً وأساتذة أن كلا منهم على ثغر من ثغور الإسلام فحذار أن يؤتى الإسلام من قبله ، إن مما لا يخفى على الجميع أن أبناء اليوم هم رجال الغد الجديد ، وهم الذين سيتولون في المستقبل توجيه سفينة المجتمع ، وإدارة شئونه ، فإذا قمنا اليوم بتوجيههم الوجهة الصالحة ، التي أمر بها ديننا الحنيف ، تخلصت مجتمعاتنا تحت إدارة هذه الصفوة من الشباب الطيب من أمراض اجتماعية متفشية في المجتمعات كالنفاق والوساطة وأكل السحت .. وغيرها

وأولياء أمور الطلاب والطالبات والمدرسين والمدرسات يقع عليهم العبء الأكبر لأنهم يقضون معظم أوقاتهم مع الطلاب ، الأب مع أبنائه في البيت ، والمعلم مع طلابه في المدرسة ، فيبقى أن يكون كل منهم متفهما لرسالة الآخر ، ويبلغ التأثير أعلاه حينما يكون الأب والمعلم كل منهما ملتزما بأحكام دينه ، معتزا بإسلامه ، شاعرا بواجبه في الدعوة إلى الله ، إن ذلك الاعتزاز وذاك الشعور سيُفيض على من يقوم بتربيته من نور هذا الإيمان الذي يحمله بين جنبيه ، ويمشي به في الناس ، فليكن شعارك أخي المعلم { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين }[فصلت :33] وليعلم كل من المعلم وولي أمر الطالب والطالبه أنه راع فيهم ومسئول عنهم ومطلوب منه النصح لهم ، وليعلم أنه " مامن عبد يسترعيه لله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة " رواه مسلم ، وليعلم أنه إن ترك هذه البراعم الغضة فإن رياح الشهوات ستعصف بها ، وأن أعداء الإسلام سيجلبون بقضهم وقضيضهم ، حتى يسلخوهم من الدين فيعودوا حربا عليه ،

لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ

وليعلم كل من تقلد وظيفة الأنبياء إن أقل ما ينتظر من المعلم المسلم أن يكون مظهره إسلاميا ، وأن يتفق قوله وفعله وسلوكه مع روح الإسلام ومبادئه العظام .

فإذا دخل على طلابه قابلهم بوجه طلق قال عليه الصلاة والسلام " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق " رواه مسلم وحياهم بتحية الإسلام لا بتحية العوام صباح الخير .. وليبدأ حديثه بحمد الله والصلاة على رسوله إلى غير ذلك من الأمور التي تغرس في نفوس الطلاب الأخلاق الحميدة .

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

الخطبة الثانية

أحبتي الكرام : وتختل الموازين حينما يتولى التعليم من هو متهاون بأوامر الله قد استحوذ عليه الشيطان ، لأن المطلوب منه الإرشاد إلى كل خلق جميل ، والتحذير من كل خلق رذيل، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه ،

فالطالب الذي يرى معلمه في حالة من الميوعة والتسيب كيف يتعلم الرجولة والفضيلة !!

والطالب الذي يسمع من معلمه كلمات السب والشتم كيف يتعلم حلاوة المنطق !!

والطالب الذي يرى معلمه يتعاطى الدخان ، سيسهل عليه فعل ذلك !!

والطالبة التي ترى معلمتها تسير خلف ما يصدره لها الأعداء من أزياء فاضحة وأخلاق سافلة ، كيف تتعلم الستر والعفاف !!والطالبة التي معلمتها متبرجة سافرة كيف تلتزم بالحجاب؟؟ وغيرها من ذلك كثير فقس عليها ؟ ولكن : متى يبلغ البنيانُ يوما تمامَهُ إذا كنت تبنيه وغيرُك يهدمُ

هذا والواقع الذي ذكرته لاينطبق على الجميع ، فهناك أساتذة كرام أكفاء على مستوى من الخلق والدين ، وكذا بالنسبة للآباء ، ويظهر أثر ذلك جلياً على أخلاق الناشئين فيوم أن ترى الشاب ذا دين متين وخلق رزين تعلم أنه قد وفق بمن أحسن توجيهه وتضافرت الجهود من المدرسة والبيت على ذلك ، ويوم أن ترى قطعانا من الشباب يهيمون على وجوههم في كل بقعة أو يجتمعون فيتكلمون في بعض الأحياء وقد علا الشتم مجلسهم واللغط مجمعهم والسخرية بمن يأمرهم بالمعروف ، تعرف أنه قد ترك لهم الحبل على الغارب حتى شبّوا وتفلتوا ، وإذا زال الحياء من الله من عباده فحدث ولا حرج

فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء

الوقفة الرابعة : هل التربية الدينية قسم من أقسام المناهج ؟ بعبارة أخرى هل معلم المقرارت الدينية هو المسئول عن هذا الجانب ؟ وغيره لا يعنيه هذا الأمر ؟

إن الملاحظ وجود هذا المفهوم الخاطئ الذي يفصل بين مواد التعليم ومقرراته ، فهذه دينية ، وكأن الأخرى لا دينية !! وبالتالي فإن هذا الفصل سيؤثر في مهام المعلمين بحيث أن المعلم سيكون منطقه أن هذه مهمة ذاك التخصص وأنا لست مسئولا عن هذا الجانب إطلاقا !!

أيها المسلمون : نحن أمة يهيمن الدين والعقيدة على جميع شئون حياتنا ، ومن ثم فلا تفاصل بين العلوم ، فكلها مطالبة بخدمة هذا الدين والعمل له كل في تخصصه ومجاله وسنعرج على هذه القضية بشيء من التفصيل في خطبة قادمة إن بقي في العمر بقية



(1) السير (7/152)
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى