لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

وقفات مع الإجازة الصيفية  Empty وقفات مع الإجازة الصيفية {الإثنين 21 نوفمبر - 9:01}

عبدالله بن باتل الباتل
وقفات مع الإجازة الصيفية

الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ( ومن سيئات أعمالنا ) . من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ( وحده لاشريك له ) . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً }النساء1 . {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }الأحزاب71

أما بعد:

أيها المسلمون : إن مرجع كثير من المشكلات الدينية أو الاجتماعية أو الأخلاقية والسلوكية في فترات الإجازات الصيفية ذلك الفراغ الهائل الذي يخيم على أكثر الناس في هذه الفترة فما الإجازة عند أكثر الناس إلا كمٌ كبيرٌ من الوقت الفارغ الذي لا يحسن استعماله ولا تصريفه فهي أوقات سائبة وطاقات معطلة من خير الدنيا أو الآخرة ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))(1).

أيها المؤمنون: إنما كان الفراغ نعمة لأن استغلاله في الطاعة والبر يرفع درجة العبد عند ربه ويحصل له بذلك سعادة الدنيا ونعيم الآخرة فإن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر كسبها وربحها يوم يقوم الناس لرب العالمين، ولذلك وجّه الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والأمة بعده إلى استثمار الفراغ بالاجتهاد في الطاعة والنصب والتعب فيما يقرب إلى الله تعالى فقال جل وعلا: ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾(الشرح: 7-8). وسر هذا التوجيه أيها المؤمنون أن العبد إنما خلق لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له في كل وقت وحين فقال جل وعلا: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾(آل عمران: من الآية41) وقال سبحانه: ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ﴾(الروم: 18) وقال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾(الحجر: 99) فإذا فرغ الإنسان مما لا بد له منه من أشغال الدنيا فليعد إلى غاية وجوده وهي عبادة الله تعالى.

أيها المؤمنون : إن الفراغ نعمة مهدرة مضيعة عند كثير من الناس بل هو سبب كثير من المفاسد والشرور الدينية والدنيوية فمن ذلك:

أن الفراغ المهدر سبب لتسلط الشيطان بالوساوس الفاسدة التي ينشأ عنها كثير من الانحرافات والمعاصي فنفسك إن لم تشغلها بالحق والخير شغلتك بالباطل والشر.

أيها المؤمنون : إن الفراغ السائب سبب لكثير من الأمراض الجسمية والنفسية الحسية والمعنوية فحق على كل مؤمن أن يأخذ بما أمر الله تعالى به وبما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم : ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك، صحتك، فراغك، غناك، حياتك))(2).

أيها المؤمنون : إن كيفية قضاء الإجازة الصيفية أمر يحتاج إلى أن نقف معه عدداً من الوقفات.

الوقفة الأولى مع شيء من خصائص الوقت إن معرفتك بخصائص الوقت سبب في استغلاله أولا هو أغلى ما يملكه الإنسان أغلى من الذهب والفضة والوقت أنفس ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع ثانيا ما مضى منه لايمكن أن يعود فما مضى من يومنا هذا لو اجتمعت الدنيا كلها على إرجاع لحظة منه لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا ثالثا أنه مصدر سعادة العبد أو مصدر شقاوته

الوقفة الثانية

تذكر أخي المبارك أن الفراغ في الإسلام فرصة للعمل الصالح والتزود من الخير قال تعالى وتزودوا فإن خير الزاد التقوى وقال تعالى فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب عن ابن مسعود رضي الله عنه : \" إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل

وعن ابن عباس رضي الله عنهما إذا فرغت من الصلاة المكتوبة فانصب إلى ربك في الدعاء

وقال القاسمي رحمه الله إذا فرغت من عمل من أعمالك النافعة لك ولأمتك فانصب إلى عمل وخذ في عمل آخر واتعب فيه ؛ فإن الراحة إنما تكون بعد التعب والنصب

الوقفة الثالثة سؤال وجواب ستسأل أخي الموفق عن وقتك فيما قضيته

أيها المسلمون: صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسمه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به)).

فما بالنا نستثقل الوقت الذي يفيدنا، ونستخف الوقت الذي لا ينفعنا.

ماذا تقول أيها العبد المسكين، إذا سألك مولاك عن عمرك فيم أفنيته، سيسألك عن الساعات والدقائق من عمرك، أتراك تجيبه بأنك أفنيته بطاعة الله فتفوز بالنعيم المقيم أم تجيبه بأنك أفنيته بالسهر على ما حرّم الله.

الوقفة الرابعة أحرص على ما ينفعك في أمر دينك ودنياك وبادر الفرصة واحذر فوتها فإن الأعمار تنقضي ويبقى ما أودع فيها من خير أو شر وهناك يفرح المجتهدون فأما من أتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقروا كتابيه أني ظننت أني ملاق حسابيه إلى قوله كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية

ويحزن المفرطون ولات ساعة مندم قال تعالى يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه

الوقفة الخامسة مع الشباب ذكوراً وإناثاً: أيها الشباب أنتم عماد الأمة ورصيدها وذخرها وسر نهضتها وبناة مجدها ومستقبلها فبصلاحكم واستقامتكم تصلح الأمة وتستقيم ومن أهم عوامل تحقيق صلاحكم واستقامتكم وعيكم بواجبكم وملؤكم أوقاتكم بالنافع المفيد وها أنتم أيها الشباب تستقبلون إجازتكم السنوية فإياكم وإياكم إياكم والفراغ والبطالة فإنهما أصل كثير من الانحراف ومصدر أكثر الضلال كما قال الأول:

إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسده

فملؤوا أوقاتكم في هذه الإجازة بالنافع والمفيد في دين أو دنيا ولا تتركوها نهباً لشياطين الإنس والجن وقد يسر الله تعالى لكم في هذه الأزمان قنوات عديدة تستغلون من خلالها أوقاتكم وتنمون قدراتكم وعلومكم ومعارفكم بل وإيمانكم فمنها حلق القرآن الكريم المنتشرة في المساجد فإنها من رياض الجنة وفيها خير عظيم.

ومن هذه القنوات التي تحفظون بها أوقاتكم تلك الدروس العلمية والدورات التي تقام هنا وهناك وفيها يتعلم الشاب ما يجب عليه معرفته من علوم الشريعة والدين ومن هذه القنوات أيضاً المراكز الصيفية التي يشرف عليها أساتذة فضلاء ومربون نجباء يعملون على إشغال أوقات الشباب بما يفيدهم وينفعهم ففيها الأنشطة الترويحية والمهنية وفيها الدورات العلمية والثقافية فاحرصوا أيها الشباب على الانضمام إليها والاستفادة منها فإن فيها خيراً كثيراً وغالب المشتركين فيها هم أهل الخير والصلاح من الشباب:

شباباً كما الإسلام يرضى خلائقاً وديناً ووعياً في اسوداد المفارق

أقاموا لواء الدين من بعد صدعه وأعلوا لواء الحق فوق الخلائق

فإن أبيت هذا فاحرص على شغل وقتك بتجارة أو زراعة أو صناعة تملأ وقتك وتحفظك من شرور الفراغ وأهله فإن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ولابد. وإياك يا أخي الحبيب ورفقة السوء وقرناء الشر الذين يزينون لك المنكر ويدعونك إليه ففر منهم فرارك من الأسد.

الوقفة السادسة السهر مخالفة للفطرة ومخالفة للسنة وضرر عليك في العاجل والآجل وقد كان حبيبك صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها هذا إذا كان السهر مجردا عن المحرمات والغفلات أما إذا أشتمل على المحرمات أوترتب عليه إضاعة الصلاة والتفريط في الواجبات فإن السهر يصير محرما وكم هم الذين يضيعون صلاة الفجر بسبب السهر

الوقفة السابعة القراءة تنمية للفكر وحفظ للوقت وزيادة في العلم إن من أفضل الوسائل لقضاء الإجازة الصيفية القراءة المركزة والتي يتبعها تقييد للفوائد والشوارد فاجعل لنفسك من الآن وقتاً مخصصاً للقراءة واجعلي لنفسك أيتها الأخت وقتاً مخصصاً للقراءة، وليختر كل منكم من الآن الكتب التي ترغب أو ترغبين بقراءتها، واعلم أن هناك فرقاً كبيراً بين القراءة المركزة وبين الإطلاع العابر، كما أنه لابد لحفظ المتون والقصائد من تخصيص وقت لها

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وإتباع سنة وسيرة سيد الأولين والآخرين أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم



الخطبة الثانية



الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمد عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما مزيدا

أما بعد :

الوقفة الثامنة من وقفاتنا مع الإجازة وقفة مع أولياء الأمور من الآباء والأمهات فأقول لهم: أيها الأفاضل إن الله تعالى منّ عليكم بالولد ذكوراً وإناثاً وتلك من مننه الكبار. .

منن الإله على العباد كثيرة وأجلّهنّ نجابة الأولاد

وحملكم الله تعالى مسؤولية تربيتهم وحفظهم وتنشئـتهم على العبادة والطاعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه))(3) فما تقومون به اليوم من حسن التربية والرعاية والحفظ والصيانة لفلذات أكبادكم تجنونه ثواباً وأجراً عند الله في الآخرة وبراً وإحساناً في الدنيا وقد كلفكم الله وأمركم بحفظهم ووقايتهم قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾(التحريم: 6) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها))(4) رواه الشيخان. فمحافظتك على أولادك ورعايتك لهم والاجتهاد في إصلاحهم وإبعادهم عن الفساد وأهله مقدمة ضرورية لاستقامتهم وصلاحهم. .

وينشأ ناشئ الفتيان منا على ماكان عوده أبوه

فالأب الذي أدار ظهره لأولاده وبيته فلم يجلس فيه إلا ساعات قصاراً في نوم أو أكل وقد أخذت مشاغله بتلابيب قلبه وشغلت لبه وقلبه فلم يلتفت لأولاده ولا لتربيتهم وإصلاحهم هل قام بما أوجب الله عليه؟

والأب الذي ترك الحبل على الغارب لأولاده ذكوراً وإناثاً يخرجون متى يشاؤون ومع من يريدون، يسهرون إلى الفجر وينامون أكثر النهار ويصاحبون أهل السوء ويهاتفون أهل الشر هل قام بحفظهم ورعايتهم؟

والأب الذي أدخل إلى بيته وسائل الإفساد والدمار هل قام بتنشئة أولاده على البر والتقوى؟!!

إن الجواب على هذه الأسئلة ما ترونه من أحوال أبناء هؤلاء لا ما تسمعون. . فيا أولياء الأمور اتقوا الله فيمن استرعاكم الله إياهم مروا أولادكم بالمعروف ورغبوهم فيه وانهوهم عن المنكر ونفروهم منه احفظوهم عن قرناء السوء وأصحاب الشر أبعدوهم عن وسائل الإعلام الفاسد أشغلوا أوقاتهم في هذه الإجازة بما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم وبادروا بذلك كله في أوائل أعمارهم فإن الأمر كما قيل:

إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا تلين إذا قومتها الخشب

الوقفة التاسعة لأئمة المساجد رعاهم الله

أيها الأئمة: ماذا أعددتم لمساجدكم في هذه الإجازات الصيفية؟ ماذا أعددت أنت أيها الإمام للرجال الذين يلتقون خمس مرات في اليوم والليلة؟ وماذا أعددت لنساء الحي اللاتي يقضين وقت فراغ طويل في مثل هذه الأيام؟ ماذا أعددت-أيها الإمام-لصغار الحي وأنت تراهم كل وقت في الشوراع وعلى الأرصفة؟ ماذا أعددت للعمالة المسلمة وهم يصلون معك كل وقت؟ ماذا قدمت لهؤلاء وغيرهم من أهل الحي الذين هم أمانة في عنقك وستسأل عنهم أمام الله يوم القيامة؟! إنك تعلم أن المسجد ملتقى للجميع الصغير والكبير، الغني والفقير، الرجل والمرأة. ألا تعلم-أيها الإمام-أنك أول من يتحمل المسؤولية ومن ورائك المؤذن؛ فأنت مؤتمن!! ماذا قدمتما تجاه هذه المسؤولية العظيمة؟!

إنك مطالب بالاتصال بمراكز الدعوة، والهيئات، وبطلاب العلم، والمشائخ، للتنسيق والترتيب والتعاون لما فيه صلاح للجميع. إنك مطالب بالتوجيه والإرشاد ومواساة الفقراء والأرامل في حيِّك. إنك مطالب بأن تجعل مسجدك خلية نحل للبرامج والأنشطة يشارك فيها الجميع. تصور لو أن كل إمام قام بدوره كيف سيكون الحال؟

الوقفة العاشرة للهيئات:

هل فكرت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إقامة دورات صيفية لإفادة الناس في هذه الإجازة؟ كإقامة دورة في الحسبة وصفات المحتسب، وكيف يتعامل مع المنكرات بالرفق واللين؟

وكإقامة لقاء للآباء والتحدث معهم عن الأخطار التي تواجه أبناءهم، وطرح الأفكار والآراء والخروج بنتائج ومكاسب، وغيرها الكثير من الدورات المثمرة.

وفي هذا إبراز للدور الكبير للهيئات وواجبها تجاه المجتمع

وأخيراً:

أيها الأخ الحبيب ويا أيتها الأخت إن الإجازة الصيفية فرصة لا تعوض وهي أيام من العمر فاحرص على اغتنام الفرص، واللحظات فيها، وحاول جاهداً أن تخرج من إجازة هذه السنة بمكاسب ونتائج طيبة.

فيا شباب ‍أنتم في مقتبل العمر وبحاجة إلى بناء الشخصية وقدراتها ومواهبها. وشتان بين شاب أو فتاة ذي مواهب متعددة يعرف الكثير ويتقن الكثير فهو ذو علم وثقافة واسعة يحفظ القرآن، وبعض الأحاديث، ويجيد التعامل مع الحاسب الآلي، يتكلم الإنجليزية لحاجته إليها، فهو مفتاح خير في كل شيء، وبين شاب_أو فتاة_لايُتقن صنع شيء ولا يعلم شيئاً إلا التسكع في الشوارع ومشاهدة الأفلام وغيرها.

لماذا؟وما الفرق بينهما؟

لا لشيء إلا أن الأول استغل أوقات فراغه بما ينفع، والآخر ذهبت عليه الأيام والليالي في نوم وسهر وتسكع وجلسات وضحكات.

وتذكر آخر الإجازة وكلٌ قد رجع بمكاسب ونتائج وأنت أيها المسكين تجر أذيال الخيبة والخمول والكسل.

فإن لم تكن مفتاحاً لأبواب الخير التي ذكرنا بعضاً منها فما أن تحب الخير وأهله وتبذل دعوات صادقة تخرج من قلبك لإخوانك بالتوفيق والتيسير، فإن الدعاء سلاح المؤمن فانصر إخوانك وكن معيناً لهم ولو بدعوات صادقة، أو بكلمات طيبة، فإن تشجيعٌ منك لإخوانك الناشطين العاملين، لك أنت أجر وثواب هذه الكلمات والدعوات، فإن لم تستطع الدعاء أو الكلمة الطيبة فكف عنهم لسانك فإنها صدقة منك أيضاً على نفسك.

نسأل الله عز وجل أن يبارك في أعمارنا وأوقاتنا، وأن يوفقنا للعمل الصالح فيها ثم صلّو وسلموا على الرحمة المهداة والنعمة المعطاة محمد بن عبد الله فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال قولا كريما إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم أعز الإسلام والمسلمين واحمي حوزة الدين اللهم انصر دينك وسنة نبيك وعبادك الصالحين المصلحين اللهم اهد ضال المسلمين اللهم فرج كرب المكروبين من المسلمين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرضى المسلمين اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح اللهم ولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك يا رب العالمين عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكر والله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى