لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

مساومة الداعية  Empty مساومة الداعية {الإثنين 21 نوفمبر - 9:03}

د. رياض بن محمد المسيميري
مساومة الداعية

الخطبة الأولى

الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب .... شديد العقاب ذي الطول .. لا اله لا هو إليه المصير .. كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم إليه ترجعون .. واصلي واسلم على الهادي البشير .. والسراج الوضاء المنير نبينا .. وإمامنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين .. واشهد إلا اله إلا الله وحده لا شريك له .. واشهد أن محمداً عبده ورسوله ... بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة أما بعد أيها المسلمون فان من السهولة بمكان .. أن يختار الإنسان طريقة الاستقامة والهداية .

لاسيما إذا كان مقتنعا باختياره ذلك الطريق . وارتضاءه ذلك المنهج بيد أن الاستمرار فيه إلى أمد بعيد ... يجعل الإنسان في محك صعب وامتحان شاق .. وذلك لما يواجهه من التحديات وما يجب أن يلتزم به ... من المبادئ والقيم لكن الأمر يبدو أكثر صعوبة في حق من يتبنى قضية الإصلاح ويتصدى لمهمة التغير وذلك لما يعترضه من التحديثات الكثيرة المتعددة والمساومات ممن يخالفونه في الطريقة والمنهج وفي القناعات والمبادئ !!

خصوصا حين يمتلك أولئك المخالفون وسائل ضغط وإكراه !!

وقد يزداد الضغط وتتنوع وسائله بمقدار النجاح الذي يحققه ذلك الصلح في استقطاب الناس من حوله .. واقتناعهم برسالته ودعوته وقبولهم لأسلوبه وطرحه ومن ثم تحاك المؤامرات تلو المؤامرات لكتم ذلك الصوت المتقد حيوية ونشاطا الراغب في صنع شيء ما يحرر الأمة من قيد التبعية لغيرها وينهض بها من انحطاطها الكئيب ويأخذ بيدها في درب العزة والكرامة . لكن الجهلة المتآمرين بسبب ما يعانون من ضيق في الأفق وتبلد في الحس وارتجالية في التصرف ... يتوهمون أن ذلك الناصح الأمين... إنما يريد سحب البساط من تحت أقدامهم وانتزاع العرض الزائل من بين أيديهم فينقضون بكل شراسة ووحشية للدفاع عن مكاسبهم والذب عن سلطانهم وقد يسبق ذلك الانقضاض المتخلف وذلك الهجوم البشع قد يسبقه مساومات مشبوهة ومحاولة عقد صفقة بيع وشراء تكون السلعة فيها هي ضمير المصلح ودينه وقيمة وأخلاقه ولم يسلم من تلك المساومات حتى أكرم الخلق وسيدهم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم . الذي حاول خصوم دعوته ي مكة أن يحولوا بينه وبين المتعطشين لدعوته المتلهفين لرسالته « وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذاً لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً»

انه حديث القرآن الكريم يصف تلك المحاولة البائسة التي سعى من خلالها المشركون الأولون إلى توهين عزيمة المصطفى عليه السلام وصده عن دعوته .. مقابل عرض زائل ومتاع

عرضوا عليه الزوجة الحسناء .. والمال وعرضوا عليه أن يعبدوا إلهه سنة ويعبد أوثانهم وخرافاتهم سنة أخرى ..

لكن الله سبحانه يثبته على الحق ويعصمه من الفتنة ... وهذه المحاولات التي عصم الله منها رسوله هي محاولات الطواغيت دائماً مع أصحاب الدعوات محاولة إغرائهم لينحرفوا ولو قليلاً ... عن استقامة الدعوة وصلابتها .. ويرضوا بالحلول الوسط في مقابل مغانم كثيرة ، من المال والشهرة والمنصب !!

ومن حملة الدعوات .. من يفتن بهذا عن دعوته لأنه يرى الأمر هيناً منهم قد لا يطلبون منه البراءة من دعوته مطلقاً والتخلي عن رسالته بالكلية لكنهم يطلبون تنازلات قليلة وتعديلات طفيفة ليلتقي الطرفان في منتصف الطريق !!

وقد يدخل الشيطان على حامل الدعوة من هذه الثغرة فيصور له أن من المصلحة إرضاءهم ولو بالتنازل عن جانب يسير من المبادئ والثوابت !! لكن الانحراف الطفيف في أول الطريق ينتهي إلى الانحراف الكامل في نهاية المطاف !! والذي يقبل التسليم في القليل ...

يهون عليه التسليم في أكثر منه فاستعدوه للتنازل يزداد كلما تراجع خطوة إلى الوراء !! والمسألة أيها المسلمون هي مسألة إيمان بالدعوة كلها !! فالذي يتنازل عن جزء منها مها صغر!! والذي يسكت عن طرفٍ منها ضؤل !! لا يمكن أن يكون مؤمناً بدعوته حق الإيمان . إذ أن كل جانب من جوانب الدعوة مهم كالجانب الآخر .. وليس فيها لب وقشور .. وضروري وكمالي !! فالدعوة والرسالة ... كل متكامل .. يفقد خصائصه كلها .. حين يفقد احد أجزائه وخصوم الدعوة .. يستدرجون أصحاب الدعوات .. فإذا سلموا في الجزء ، فقدوا هيبتهم وحصانتهم !! وعرف الماكرون أن استمرار المساومة يفضي إلى تسليم الصفقة كلها لو بعد حين !! والتنازل الطفيف لإرضاء الخصم وكسبه هو هزيمة روحية حين يكون الاعتماد على المخلوق الضعيف من اجل النصر والتأييد !!

والذي يضع يده في يد الطاغوت .. ويركن إلى زهرة الحياة الدنيا .. فانه يكون قد حكم على نفسه بردة إلى الجاهلية حيث يتخذ الناس فيها أربابا من دون الله سبحانه والذي يرتد على عقبيه ويتخلى عن دعوته رغبة أو رهبة إنما يؤدي شهادة كاذبة على الله سبحانه شهادة مؤداها !! انه لم يجد في مله الله خيراً .. فتركها وعاد إلى ملة الطاغوت . !!

إن تكاليف العبودية لله وحده مها عظمت وشقت .. أهون بكثير من تكاليف العبودية للطواغيت مها لاح فيها من السلامة والأمن .. والطمأنينة على الحياة والمقام والرزق ... إنها تكاليف بطيئة طويلة المدى إنها تكاليف في إنسانية الإنسان ذاته فهذه الإنسانية لا وجود لها ... ما دام الإنسان عبداً لإنسان آخر !!

وأي عبودية شر من خضوع الإنسان لما يشرعه إنسان مثله ... ورضاه أو غضبه عليه وأي مهانة أقبح من أن يكون للإنسان خطام ، أو لجام كالبعير يقوده من خلاله إنسان آخر !! على أن الأمر لا يقف عن هذا الحد !!

انه يزداد ويزداد سوء حتى يكلف الخاضعين المتراجعين ... أموالهم وأملاكهم التي لا يحميها شرع ، ولا يحوطها سياج !!

ويكلفهم أولادهم .. حين ينشأون تنشئة البهائم ، وينكسون في أخلاقهم وقيهم ... وفي تصوراتهم ومفاهيمهم . كما يكلف المتراجعين .. تحكم الطاغوت في أرواحهم وفي حياتهم ذاتها.. فيذبحهم على مذبح هواه .. ويقيم من جماجمهم وأشلائهم إعلام المجد لذاته ومناه !!

وقد يكلفهم أعراضهم في أنيابه حيث لا يملك أب أن يمنع فتاته من الدعارة التي يريدها المضللون سواء في صورة الغضب المباشر !!

حين تؤمن العقوبة أو في صورة تنشئيهن على تصورات ومفاهيم ، تجعلهن نهباً مباحاً للشهوات تحت أي شعار .. وتمهد لهن الدعارة والفجور ، تحت أي ستار والذي يتصور انه ينجو بماله وعرضه وحياته ..وحياة أبناءه في ظل حك الطواغيت .. إنما يعيش في وهم . أو يفقد الإحساس بالواقع ...

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...

الحمد لله يعطي ويمنع ويخفض ويرفع ويضر وينفع إلا إلى الله تصير الأمور !!

الخطبة الثانية

أما بعد :

أيها المسلمون : فان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أمرنا أن نتخذه أسوة وقدوة في أمورنا كلها كان هينا سموا حين يتعلق الأمر بحق الشخصي أو بعرض من أعراض الدنيا لكن لم يكن ليحيد قدر أنملة أو يتنازل مثقال ذرة حين يتعلق الأمر بالدين والرسالة ، ذلك أن الدين ... دين الله .. والشرع شرع الله فلا يملل بشر .. أن يضيف إليه شيئا .. أو يضع منه شيئاً ... مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ... يوماً على مسيلمة .. كذاب اليمامة .. ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم عود ينكت به الأرض !!

فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيلمة إلى الإسلام !!

فقال مسيلمة .... أن جعلت لي الأمر من بعدك .. آمنت بك !! أي أن جعلت لي النبوة من بعدك آمنت بك !!

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لو طلبت مني قدر هذا .. وأشار إلى العود الذي بيده ، لما أعطيتك إياه !! مع إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن وراء مسيلمة ... أهل اليمامة كلهم .. انه بأشد الحاجة إلى سيوفهم في مواجهة أعدائه ، المتربصبين به في كل مكان !!

لكن القضية ... قضية عقيدة و مبدأ .. وأصول وثوابت ..وقضية توكل على الله وحده ... وتفريض الأمر له سبحانه دون غيره .

اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا ....
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى