لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
مسلم
مسلم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

حقيقة التقوى  Empty حقيقة التقوى {الثلاثاء 22 نوفمبر - 9:23}

د. رياض بن محمد المسيميري
حقيقة التقوى

الخطبة الأولى

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمَّداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان،

أمَّا بعدُ:
فان الناظر في واقع المسلمين اليوم يجد مرارة وحسرة، مما آل إليه حال الناس شعوباً وأفراداً.
فلا تكاد تمرّ بشارع من شوارعهم، أو سوق من أسواقهم، أو مؤسسة من مؤسساتهم، إلا وتجد المنكرات ظاهرة معلنة، والموبقات واضحة مشاهدة. فقد فسدت أخلاق كثير من الناس فانتشر في حياتهم الغش والخداع، والكذب والنفاق، وضيعت الأمانة أو كادت.
وهان المسلمون على أعدائهم فتسلط عليهم رعاع الناس، يسومونهم سوء العذاب يذبحون أبناءهم، ويهتكون أعراضهم، وينتهبون ثرواتهم، ويبيعون مقدساتهم بأنجس الأثمان.
وإذا قلبت النظر، وأمعنت الفكر والتأمل، وقرأت السنن التي لا تتغير ولا تتبدل بحثاً عن السبب في كل ما حصل ويحصل وجدت السبب واضحاً، لا لبس فيه ولا غموض، فهو يتلخص في كلمتين لا ثالث لهما.

أيها المسلمون:
إن السبب في كل ذلك كله: غياب التقوى!.
وهي التي أبدى القرآن الكريم الحديث حولها وأعاد، مراراً وتكراراً حتى بلغت آيات التقوى أكثر من مائتين وخمسين آية، وما ذلك إلا لعظم شأنها وجلالة قدرها وكبير أثرها في النفس والمجتمع.
ومما يؤسف له، ويُتحسر عليه: أن مفهوم التقوى لا يزال مجهولاً عند الكثيرين، غامضاً عند آخرين، ومائعاً عند الباقين، إلا ما رحم رب العالمين.
فما معنى التقوى، وما حقيقتها يا ترى؟!.
سأل أمير المؤمنين، عمر رضي الله عنه الصحابي الجليل أُبَي بن كعب رضي الله عنه عن معنى التقوى ومفهومها؟! فقال: يا أمير المؤمنين، أما سلكت طريقا ذا شوك؟! قال: بلى قال :فما صنعت؟!
قال: شمرت واجتهدت أي اجتهدت توقي الشوك والابتعاد عنه أُبَي بن كعب: فذلك التقوى!.
إذا فالتقوى: حساسية في الضمير، وشفافية في الشعور، وخشية مستمرة, حذر دائم، وتوقٍ لأشواك طريق الحياة الذي تتجاذبه أشواك الرغائب والشهوات، وأشواك المخاوف والهواجس، وأشواك الفتن والموبقات، وأشواك الرجاء الكاذب. فيمن لا يملك إجابته الرجاء، وأشواك الخوف الكاذب ممن لا يملك نفعاً ولا ضراً، وعشرات غيرها من الأشواك.
خـل الذنوب صغيـرها وكبيـرها ذاك التـقى
واصنع كماشي فوق ارض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقـرنّ صغيـرةً إنّ الجبـال من الحصى

هذا هو مفهوم التقوى، فإذا لم يتضح لك بعد فاسمع إلى علي رضي الله عنه وهو يعبر عن التقوى بقوله:
هي "الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
فهل نخاف من الجليل الذي يقول: (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ) ويقول: (ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ)؟!.
وهل يخاف من الجليل من يضيع فرائضه ويخل بواجباته، ويغش الموبقات الواضحات فضلا عن المشتبهات؟!.
وهل عمل المسلمون بالتنزيل قرآناً وسنة؟! أم تراهم استبدلوها، وأخذوا بدلاً عنها قوانين البشر وأنظمتهم الهزيلة القاصرة وجعلوها دساتير مقدسة ولوائح معظمة لا تقبل مناقشة ولا مراجعة ولا نقداً ولا تصحيحاً؟!.
ثم هل قنعنا بالكثير فضلاً أن نقنع بالقليل ونرضى بالستر والكفاف.!.
هذه حقيقة التقوى وهذه مفهومها! فأين واقع المسلمين اليوم من هذه المعاني المشرقة الوضيئة والمضيئة؟!.
لقد كان المجتمع الإسلامي الأول مضرب المثل في نزاهته وعظمة أخلاقه وتسابق أفراده إلى مرضاة ربهم جل جلاله وتقدست أسماؤه.
وكانت التقوى سمة بارزة في محيا ذلك الجيل العظيم، الذي ساد الدنيا بشجاعته وجهاده، وسارت بأخلاقه وفضائله الركبان مشرقاً ومغرباً.
فقد كان إمام المتقين عليه الصلاة والسلام قمة في تقواه وورعه، وشدة خوفه من ربه العظيم الجليل، فكان يقوم الليل يصلي ويتهجد، حتى تفطرت قدماه الشريفتان، وكان يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل من النشيج والبكاء، وهو الذي غُفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر.
وأما صاحبه المبجل وخليفته العظيم أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، فكان يقول: "يا لتيني كنت شجرة تعضد ثم تؤكل"!.
وكان له خادم يأتيه بالطعام، وكان من عادة الصديق، أن يسأله في كل مرة، عن مصدر الطعام، تحرزاً من الحرام!، فجاءه خادمه مرة بطعامه، فنسي أن يسأله كعادته! فلما أكل منه لقمة، قال له خادمه لمَ لمْ تسألني يا خليفة رسول الله، كسؤالك في كل مرة؟!.
قال أبو بكر: فمن أين الطعام يا غلام؟!.
قال: دفعه إلى أناس كنت أحسنت إليهم في الجاهلية، بكهانة لهم.
وهنا ارتعدت فرائض الصديق. وادخل يده في فمه، وقاء كل ما في بطنه وقال، والله لو لم تخرج تلك اللقمة إلا مع نفسي لأخرجتها!.
كل ذلك من شدة خوفه وتقواه، وتورّعه عن الحرام فهل يعي ذلك، أقوام لا يتورعون عن أكل الحرام، واغتصاب أموال الناس وممتلكاتهم، وحقوقهم ومكتسباتهم.
وأما خوف عمر رضي الله عنه وشدة تقواه، فعجب من العجب!
سمع قارئاً يقرأ قوله تعالى: (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعّاً) فمرض ثلاثاً يعوده الناس!.
بل أنه قرأ مرة قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ). فمرض شهراً يعوده الناس مريضاً!.
وأما علي، رضي الله عنه، فكان يقبض لحيته في ظلمة الليل ويقول: "يا دنيا غري غيري، لي تزينت أم لي تشوقت، طلقتك ثلاثاً لا رجعة فيهن، زادك قليل وعمرك قصير"!.
وخرج ابن مسعود مرة في جماعة، فقال لهم: "ألكم حاجة؟! قالوا: لا، ولكن حب المسير معك! قال اذهبوا: فإنه ذلٌّ للتابع وفتنة للمتبوع".

أيها الإخوة الكرام:
دعونا من الخلفاء الراشدين والصحابة المكرمين، ولنتجاوز الزمن سنيناً عدداً، فها هو هارون الرشيد الخليفة العباسي العظيم، الذي أذلّ القياصرة، وكسّر الأكاسرة، والذي بلغت مملكته أقاصي البلاد شرقاً وغرباً، ها هو يخرج يوماً في موكبه وأبهته، فيقول له يهودي، يا أمير المؤمنين اتق الله! فينزل هارون من مركبه ويسجد على الأرض لله رب العالمين، في تواضع وخشوع، ثم يأمر باليهودي، فيقضى له حاجته، فلما قيل له في ذلك! قال: "لما سمعت مقولته تذكرت قوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ). فخشيت أن أكون ذلك الرجل!".
وكم من الناس اليوم من إذا قيل له: اتق الله، احمرت عيناه، وانتفخت أوداجه، غضباً لنفسه، وغروراً بشأنه؟!.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "كفى بالمرء إثماً أن يقال له: اتق الله، فيقول: عليك نفسك! مثلك ينصحني؟!".
إذاً فيوم غمرت قلوب السلف بالتقوى. جمعهم الله بعد فرقه، وأعزهم بعد ذلة، وفتحت لهم البلاد ومصرت لهم الأمصار، وكل ذلك تحقيقا لموعود الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ).
أما حين تغيب التقوى كما هو واقعنا اليوم: تعود البلاد جرداء، والأرض صحراء، وتقل الموارد، وتتبخر الأرصدة، ولا يبارك في مد ولا صاع، ولا ملبوس ولا مركوب، ويكثر العاطلون، ويتجرأ السُرّاق، وينعدم الأمن، ويقل الحياء وتتوارى الفضيلة.
وأما على نطاق المواجهة مع الأعداء: فتتحول الجموع الحاشدة، والملايين الغاضبة إلى نمور من ورق، ينتفخون انتفاخة الهر، ويهربون هروب الخائف الملهوف، وصدق فيهم خبر رسولنا صلى الله عليه وسلم: "تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها! قالوا أمن قلة نحن يومئذٍ يا رسول الله؟! قال: لا أنتم، يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل"!.
وكأني به عليه السلام، يخاطبنا نحن، ويقصدنا نحن الذين بلغنا ألف مليون لكننا متناحرون، ممزقون، تكالبت علينا الأمم، فأثخنت جراحنا وأراقت دماءنا، وأذاقتنا الذل والصغار، ونحن الذين اُصطفينا لنكون خير امة أخرجت للناس!.
فماذا فعل اليهود بفلسطين؟!.
وماذا فعل الهندوس في كشمير؟!.
وماذا فعل الصرب في البوسنة والهرسك؟!.
وماذا فعل النصارى في الصومال والفلبين؟!.
إلا أنه لا مخرج لنا، ولا نجاة إلا بتحقيق التقوى في الصدور، وتصحيح أصل الإيمان في القلوب!.
ويومها سيسود الأمن، وتحفظ الأمانة، وتعم الفضيلة، وتخضع لنا الأعداء.
بارك الله لي ولكم في القرءان العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول ما تسمعون، واستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا اله إلا الله ولي الصالحين، وأن محمداً إمام النبيين، وأشرف المرسلين، صلى الله عليه، وآله وصحبه والتابعين، ومن سلك طريقه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين،

ما بعد:
فان للمتقين صفات، وللتقوى ثمرات.
فمن صفات المتقين: ما أخبر به سبحانه:
(الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
إذاً فمن صفاتهم الإيمان بالغيب، ومنه الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والإيمان بالقضاء والقدر، والجنة والنار، والحشر والجزاء والحساب والصراط والميزان.
ومن صفاتهم أنّهم يقيمون الصلاة، أي: يقيمونها بخشوعها وخضوعها وأركانها وواجباتها، ويؤدونها في أوقاتها من غير مماطلة أو تثاقل أو تأخير أو تسويف.
فهم مواظبون على أدائها مع جماعة المسلمين في المساجد، استجابة لله ولرسوله، وخوفاً من أليم عقابه تعالى.
ومن صفاتهم: الإنفاق في مرضاة لله، فهم مزكون لأموالهم، متصدقون على الفقراء والمساكين والمحتاجين.
ومن صفاتهم: الإيمان بما أنزله الله تعالى على رسوله، وهو القرآن العظيم، إيماناً يدفعهم إلى الوقوف عند حدوده، والتزام شرائعه وتحكيمه والتحاكم إليه.
وأما ثمرات التقوى وفوائدها، فيصعب حصرها، فمنها:
• نيل رضوان الله تعالى في جنات النعيم: قال الله تعالى: (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ).
• معية الله تعالى، بالحفظ والتأييد، والنصرة والتمكين: ومن كان الله معه فلن تنتكس له راية، ولن تخيب له دعوة، ولن يُهزم له جند، قال الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ).
• ومن ثمرات التقوى، الانتفاع بالقرآن العظيم، وبما فيه من الآيات والذكر الحكيم: قال الله تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).
• ومن ثمرات التقوى: الحفظ والصون من كيد الشيطان ووسوسته، ومكره وخبثه: قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ).
• ومن ثمرات التقوى كذلك: قبول العمل الصالح، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ).
• ومن ثمراتها كذلك: انتفاء الخوف والحزن في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد قال الله تعالى: (فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ).
• ومن ثمرات التقوى: حسن العاقبة في الدارين، ففي الدنيا أمن ونصر وتمكين، وفي الآخرة جنة ونعيم، قال الله تعالى: (فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ).
• ومن ثمرات التقوى كذلك: النجاة من نار جهنم المخيفة المرعبة، قال الله تعالى: (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً).
هذا قليل من كثير، وغيض من فيض، فما أنت فاعل أيها الأخ الكريم؟!.
إلا ترى أنّ الوقت قد حان لتنضم لرحاب المتقين، ومواكب الصالحين؟!.
لا أظن أنّ أحدا في قلبه بقية من إيمان يسمع آيات الله، وأحاديث رسوله في الوعد والوعيد إلا ويسارع إلى ربه ومولاه متضرعاً لقبول توبته، مردداً بخشوع وخضوع: رب إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني انك أنت الغفور الرحيم.

أخي في الله:
تدارك نفسك قبل أن يقال: رحم الله فلاناً، فقد مات فجأة، أو: صلّوا على فلان واكسبوا أجره.
اللهم إنا نسألك رحمة تهدي بها قلوبنا، وتلم بها شعثنا، وتذهب بها الفتن عنا،
اللهم لا تفرق هذا الجمع، إلا بذنب مغفور، وعمل متقبل مبرور، إنك أنت الرحيم الغفور.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى