لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الإختلاط بوابة الشرور  Empty الإختلاط بوابة الشرور {الأربعاء 23 نوفمبر - 10:07}

د.محمد بن عبد الله الهبدان
الإختلاط بوابة الشرور

الخطبة الأولى

أيها الأخوة في الله :
سأحلق بكم في هذه اللحظات ..خارج هذه البلاد ..في رحلة سياحية حول العالم ..لنرى من آيات الله تعالى ..ما يكون لنا عبرة ومدكرا..وآية ومعتبرا .. يقول الله تعالى {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ } دولاً غربية ..وأخرى إسلامية ..زرناها ..حتى يكون الحكم في قضيتنا واضحا ..كوضوح الشمس في رابعة النهار ..إنها قضية يستميت دعاة التغريب في بلادنا للمطالبة بها ، وفرضها علينا ..بكل الأساليب ، ومختلف الوسائل ، إنها قضية خطيرة بدأت تنتشر في المجتمع ..كانتشار النار في الهشيم ، إنها قضية الاختلاط بين الرجال والنساء .. وحتى لا يحصل اللباس في الموضوع لابد ندرك جميعاً أن اللقاء الذي يحصل بين الجنسين لقضاء حاجة سريعة كسؤال عابر عن متاع أو استفتاء أو بيع و شراء ، فهذا غير داخل في حديثنا اليوم ..إذا توفرت الشروط الشرعية في لقاء المرأة مع الرجل الأجنبي عنها . إذن سيكون الحديث عن الاختلاط المباشر بين الرجال والنساء غير المحارم مع إمكان التحرز منه وعدم الوقوع فيه ،كالذي يحصل في قاعات الدراسة والعمل في الشركات والمؤسسات والمؤتمرات والندوات .
أيها الأخوة في الله :
قد كنا نتساءل ..هل يمكن أن يكون هناك اختلاط برئ ؟ وهل التجربة التي مرت بها تلك الدول الغربية والإسلامية كانت ناجحة ؟ تقول الصحفية الأمريكية " هِيليان ستانبري" في كشف تجربة المجتمع الغربي للاختلاط بين الرجال والنساء ( .. امنعوا الاختلاط ، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير ، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعـًا مليئـًا بكل صور الإباحية والخلاعة ، إن ضحايا الاختلاط يملئون السجون ، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي ، قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق " .. نعم أيها المسلمون إن للاختلاط آثاره المدمرة ..وأخطاره الموجعة ..ولعلي أعرض لكم نماذج يسيرة من آثاره .. واترك المجال للحقائق و الأرقام هي التي تتكلم ..وتُدلي بدلوها ..وأنت الذي تحكم..
أولاً : للاختلاط آثاره الخطيرة على التعليم ..فقد نشرت مجلة ( المصور) بتاريخ 30مارس 1956 استفتاء أجرته بين طلبة الجامعات المصرية وطالباتها ..جاءت نتيجته أن خمسة وستين % منهم قرروا أن تفكيرهم في الجنس الآخر أثناء الاختلاط يؤثر على دراستهم ، إذ أن ثلاثة أرباع وقت فراغهم يضيع بحثاً عن الحب واللهو ، لذلك يرون إنشاء جامعات خاصة بالبنات ) وتقول ( أسماء فهمي ) من مصر على إثر رجوعها من أمريكا ..: ( إن الأمريكيين يرون الآن أن الاختلاط يشغل الفتيات عن الجد والنشاط العلمي بالملابس والزينة وما إلى ذلك ، مما لا يفكرون فيه عندما يفتقدون الفتيان) وهذا رد منطقي لأولئك الأقوام الذين يطالبون أن نسير مع الغرب حذو القذة بالقذة ، فها هو الشعب الأمريكي المتقدم في نظرهم يبدي رأيه في الاختلاط ..فهل يا ترى يقبلونه أم أنه الهوى يعمي ويُصم ؟!!
أيها المسلمون :
هذه بعض المواقف التي تحكي واقع الطلاب والطالبات في المدارس المختلطة : تقول طالبة بكلية الحقوق : إن زميلها الفتى يقضي هذه المرحلة من التعليم مفكراً في جد واهتمام في أقرب طريق لعقد صفقات تعارف مع الطالبات تبرأ منها الزمالة العلمية الحقة ..وقد طلب أحدهم مرة كراسة محاضراتها بدعوى حاجته لنقل ما فاته من الدروس ، ففوجئت به وهو يعيدها إليها وقد دس بين أوراقها رسالة غرام عابث رخيص ..وقالت طالبة أخرى في كلية الآداب :إن بعض زملائها في الكلية لم يأتوا لطلب العلم ، وإنما أتوا ليطلبوا القرب من الطالبات فهم يتأنقون إلى حد مبتذل ويمضغون اللبان ويستعرضون أمام زميلاتهم لغزو قلوبهن !! و أناحت طالبتان أخريان باللائمة على زميلاتهن اللاتي يلطخن وجوههن بمواد الزينة ، وهن في طريقهن إلى الجامعة ، ويرتدين من الملابس الضيقة والخفيفة ما لا يتناسب مع قدسية العلم ، ويحرصن على إحاطة أنفسهن بأكبر مجموعة من الزملاء المعجبين المغرمين ، وقالت السادسة : إنه مما يؤسف لـه أن بيننا زملاء ما يزالون ـ رغم أنهم في الجامعة ـ أطفالاً فهم يطاردون زميلاتهم إلى بيوتهن ، وينشدون من قصائد الحب والغزل ما لا يرضاه الذوق والخلق !! وهذه المواقف إنما هي إجابة واقعية للذين يقولون الاختلاط يزيل الشعور بعدم الثقة بين الرجل والمرأة ، أو الذين يقولون إن عزل الطلاب عن الطالبات تزمت ورجعية ..يقول محمد الوسمي رحمه الله : ( ذات يوم شاهدت رتلاً من السيارات يواصل سيره إلى مكان معين ، فسألت عن هذه السيارات وهدفها ، فعرفت أنها رحلة جامعية مختلطة ، ركبت سيارتي وتبعت القافلة ،ومازلت أتابعها حتى وصلت إلى نويصيب ، وهنا شاهدت شيئا مؤسفاً ومحزنا ، فقد رأيت الطلبة والطالبات مثنى مثنى ، أي أن كل طالبة وطالب يبتعدان عن محط القافلة ، وينفردان ببعضهما في مكان ناء ..سألت السائق فقال : هذا شيء عادي ويحدث كل مرة ) فأين الذين يقولون : إن التعليم من شأنه أن يرتفع بعقل المرأة والرجل عن مستوى عبث الغرائز ولهو العواطف !! ها هي التجربة تحكي واقعاً مريراً ليس من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية ، بل المرحلة الجامعية بل وما بعد الجامعة من أساتذة الجامعات ومثقفي المجتمع ورموزه !!!
ثانياً : أما آثار الاختلاط على الأعراض ..فقد تسبب في كثرة الفواحش والتحرشات الجنسية ..وتزايد حالات الإجهاض ..وكثرة أولاد الزنى .. وبالتالي انتشار الأمراض الفتاكة .. والتي فتكت بحياة وصحة الكثير من الفتيان والفتيات ..يقول "جورج رائيلي" : ( والسبب الآخر الخطير الذي عمت لأجله الفوضى الجنسية في المجتمع أن النساء لا يزلن يتهافتن على الأشغال التجارية ووظائف المكاتب والحرف المختلفة ، حيث تسنح لهن فرص الاختلاط بالرجال صباح مساء ، وقد حط ذلك من المستوى الخلقي في الرجال والنساء ) وقد حذرت الكاتبة الإنجليزية " الليدي كوك " من أخطاره وأضراره .. حيث كتبت محذرة في جريدة (ألايكو ): ( على قدر كثرة الاختلاط تكون كثرة أولاد الزنى ، وهاهنا البلاء العظيم على المرأة ..لقد دلنا الإحصاء على البلاء الناتج من حمل الزنى يتعاظم ويتفاقم حيث يكثر اختلاط النساء بالرجال ..) .
ثالثاً : ومن آثار الاختلاط على الأسرة ..ضياع الأبناء ، وكثرة العوانس ، وفقدان الثقة بين الأزواج ، وانتشار الطلاق : وقد بيَّن الدكتور "سوليفان "هذا بقوله : ( إن السبب الحقيقي في جميع مفاسد أوروبا وفي انحلالها بهذه السرعة هو إهمال النساء للشؤون العائلية المنـزلية ، ومزاولتهن الوظائف والأعمال اللائقة بالرجال في المصانع والمعامل والمكاتب جنبا إلى جنب ) .ومن القصص التي حصلت ما ذكره أحدهم قائلاً : ( بعد عامين من زواجي ألحّت علي زوجــتي بأن تعمل من أجل حياة أفضل ، رفضت في بادئ الأمر وعملت مربية في أحد معاهد دمشق براتب بسيط جداً ، وبعد عام ركب الغرور رأسها ، طالبت أن تعمل في الوزارات أو في المؤسسات ، قنعت بذلك لثقتي بأخلاقها وشدة حرصها على سمعتها وكرامتها ولأنها أم لطفل صغير . ولم تمض بضعة أشهر على عملها في مؤسسة ما حتى حدثت المأساة الخطيرة التي لم تكن في حسباني .. ماذا حدث ؟ حدث أن طارت الزوجة مع زميل لها في العمل عندما زين لها فكرة الهرب وسلب رشدها بمعسول الكلام فكان له ما أراد ) فهل أدركتم خطورة الاختلاط ..وأثره في هدم الحب والوئام بين الزوجين ؟!!
رابعاً : ومن آثار الاختلاط كذلك : فقدان الراحة النفسية ، والسعادة القلبية : وفي المقابل تنتشر الأمراض النفسية بين الفتيان والفتيات ..وبين الفتيات أكثر خاصة إذا كانت الفتاة غير جميلة ..تقول فتاة أمريكية تبلغ من العمر خمسة عشر عاماً : إنها تحب مدرسة الفتيات فقط التي تدرس فيها. وتضيف قائلة : كنا نشعر بالخوف عندما كان معنا أولاد... كان علينا أن نرتدي ملابس جميلة ونظهر أنيقات... إننا نشعر بالراحة أكثر الآن بوجودنا في محيط كله بنات..ونشرت مجلة الأحد اللبنانية رسالة من أنثى افتتحتها واختتمتها بهذه العبارة : ( ليتني لم أكن أنثى ) وقالت خلال سطورها : ..إنني مضطرة لمسايرة بنات جنسي ، ولأكسب إعجاب الرجال ، أن أطلي وجهي بالأحمر والأبيض والأسود ، وإذا ما كنت في مجتمع رجالي حاولت أن أتقمص الشخصية التي تروقهم ،فأنا حينا رصينة هادئة ، وطوراً لعوب مغناج ، وآونة أخرى ساذجة غريرة ، وفي أحيان كثيرة أتصنع الهبل كل ذلك في سبيل أن أحوز إعجاب كل طائفة من الرجال.ولذا أعجز عن تخطيط شخصيتي أو فهم نفسيتي ، ليتني لم أكن أنثى ..إذن لانطلقت في هذا العالم الواسع أمشي على هواي وألبس على هواي وأتحدث على هواي ) أفليس هذا الذي تعترف به هذه الفتاة العصرية من حيرة وضياع هو نتيجة طبيعية لخروج المرأة عن فطرتها وانصرافها عن وظيفتها ، واهتمامها بغشيان مجتمعات الرجال ، وإنشاء صداقات معهم للظفر بإعجاب كل واحد منهم ، على اختلاف الأهواء والأمزجة في نفوس الرجال ؟!! هذه أيها الأخوة بعض آثار الاختلاط ..والسؤال بعد هذا العرض ..هل يحتاج العقلاء إلى أدلة لتحريم الاختلاط بعد أن عرفوا بعض آثاره الفتاكة ..لقد زرنا في جولتنا هذه .. دولاً غربية ..وأخرى إسلامية ..ووجدنا أن الاختلاط سبب لهم هذه الآثار القاتلة ..ولم يحصدوا منه سوى الضياع والانحلال .. فهل نحتاج الآن إلى الاستدلال بحرمة الاختلاط من الأدلة الشرعية ..فضلاً أن نظن أن الشريعة لن تحرم أمراً هذه بعض أضراره وأخطاره ..بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم


الخطبة الثانية

أيها المسلمون :
لقد توافرت النصوص الشرعية في الحرص على تباعد الرجال عن النساء درءً للفتنة ..فقد جاءت الأدلة الشرعية بالأمر بقرار المرأة في بيتها وألا تخرج إلا لحاجة ولو كانت الشريعة ترغب في كثرة لقاء الرجال بالنساء لما جاء الأمر بقرارها في بيتها ..كما جاءت الشريعة بالنهي عن الدخول على النساء كقوله صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والدخول على النساء ) ولو كانت الشريعة ترغب في كثرة اللقاء بينهما لما جاء النهي عن الدخول على النساء ..ولماذا لم تُلزم الشريعةُ المرأةَ ما يلزم الرجل من الواجبات الاجتماعية ،فعلى سبيل المثال : أجمع العلماء على أن صلاة الجمعة لا تجب على المرأة ، ولا يجب عليها الجهاد في سبيل الله ، وأسقط عنها الشرع النفقة ..وكل هذه الأعمال تحتاج إلى الخروج من المنزل وكثرة احتكاكها بالرجال ..وهذا يبين حرص الشريعة على بعد الجنسين عن بعضهما وقد جاء أيها المسلمون الأمر بتخصيص باب خاص للنساء في المسجد ، فيا ترى لماذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ، فلو كان صلى الله عليه وسلم يرغب في كثرة احتكاك الطرفين بعضهما ببعض لما أمر بذلك ولجعلهما يخرجان من باب واحد ..ثم أيها المؤمنون لماذا جاءت الأدلة بالأمر بغض البصر ..فيا ترى.. كيف يغض بصره من كان يعمل في مكتب فيه موظفة ؟ أو في مستشفى فيه طبيبة أو ممرضة ؟ ولماذا فضلت الشريعة صلاة المرأة في بيتها على صلاة الجماعة بل تفضيل صلاتها في بيتها على صلاتها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن الصلاة فيه مضاعفة !! وكيف نجمع بين نفسين تميل بعضهما إلى بعض ؟!! والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) . ويا ترى ما الداعي لأن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتريث الرجال في الانصراف من المسجد حتى تخرج النساء ..و لو كان الأمر مستويا في الشريعة هل كان يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتريث الرجال لتنصرف النساء ؟!! ولو كان الاختلاط سائغاً ..لماذا جعل خير صفوف النساء آخرها وشرها أولها وخير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ..ألا يدل ذلك على تأكيد الشريعة انفصال الرجال عن النساء ؟!! يقول الإمام النووي رحمه الله : ( وإنما فضل آخر صفوف النساء الحاضرات مع الرجال لبعدهن من مخالطة الرجال ورؤيتهم وتعلق القلب بهم ثم رؤية حركاتهم وسماع كلامهم ونحو ذلك وذم أول صفوفهن لعكس ذلك والله أعلم ) .
أيها المؤمنون :

لقد تتابعت أقوال العلماء في بيان حرمة الاختلاط وضرره العظيم على المجتمع يقول الحسن البصري رحمه الله : ( إن اجتماع الرجال والنساء لبدعة ) ويقول الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد ـ حفظه الله وشفاه ـ : (حُرِّم الاختلاط، سواء في التعليم، أم العمل، والمؤتمرات، والندوات، والاجتماعات العامة والخاصة، وغيرها؛ لما يترتب عليه من هتك الأعراض ومرض القلوب، وخطرات النفس، وخنوثة الرجال، واسترجال النساء، وزوال الحياء، وتقلص العفة والحشمة، وانعدام الغيرة.).ومن هنا يتبين أن هناك صورا كثيرة من صور الاختلاط أفتى العلماء بحرمتها فمن تلك الصور : الاختلاط في دور التعليم كالمدارس والجامعات والمعاهد والدروس الخصوصية في البيوت ، واختلاط الخدم بالنساء في البيوت ، أو اختلاط الخادمات بأهل البيت ـ أعني الذكور ..و الاختلاط في الوظائف وأماكن العمل ..كالمستشفيات والمصانع والمؤسسات ونحوها ..والاختلاط في المحاضرات الطبيبة أو المؤتمرات أو المنتديات الاقتصادية ونحوها ..والاختلاط في المناسبات والزيارات بين الجيران والأعراس والحفلات ..ويتساهل أقوام بهذه الصورة مع أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قيل له : أفرأيت الحمو يا رسول الله ؟ قال : الحمو الموت ) والاختلاط في أماكن الترفيه والمتنزهات والمطاعم والتي تسمى اليوم بالأماكن العائلية وأخيرا اختلاط الأولاد الذكور والإناث ـ ولو كانوا إخوة ـ بعد التمييز في المضاجع ، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم في المضاجع .
أيها المسلمون :
لم يسكت دعاة التغريب في محاولة مستميتة للتلبيس على الأمة في جواز الاختلاط ..وأخذوا يثيرون الشبه تلو الشبه لمحاولة إقناع الناس بأن الاختلاط أمر لا غضاضة فيه ..ويتلبسون بالدين أحيانا لتحقيق مصالحهم الإبليسية ..فمما قالوه : إن واقع المسلمين منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يؤدون الصلاة في مسجد واحد.. الرجل والمرأة.. ولذلك فإن التعليم لابد أن يكون في مكان واحد. ونقول رداً عليهم ..لقد أجمع العلماء على أن ما كان سبباً للفتنة وانتشار الفساد فإنه يكون محرماً شرعاً ، وقد شهد الواقع والعقل على أن اجتماع الطلاب والطالبات في المدارس من أكبر أسباب الفتنة ولذلك فهو محرم وقد حكى الإجماع شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره . ومن الشبه ثانياً : الحديث الذي جاء فيه أن رجلاً من الأنصار ضيف ضيفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأدخلت المرأة الطعام عليهما وقال لها : تعالي فأطفئي السراج ..فيفهم من الحديث أن المرأة دخلت على الضيف وجلست معه وأكلت وهذا هو الاختلاط ولو كان حراماً لنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بما جرى كما أخبره عن إيثارهما وكرمهما مما يدل على جواز الاختلاط . والجواب : أن هذه القصة حدثت قبل نزول الحجاب و تحريم الاختلاط ، وذلك أن هذه القصة كانت سبباً لنزول قوله تعالى {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}وهي آية من سورة الحشر ، وسورة الحشر نزلت في بني النضير ، وقد أجلاهم النبي صلى الله عليه وسلم على أكثر الأقوال في سنة أربع ، وآيات الحجاب نزلت في السنة الخامسة ..فيكون أمر هذه القصة كله قبل نزول أحكام الحجاب . ومن الشبه أيضا : قالوا لو كان الاختلاط ممنوعاً لما سمح النبي صلى الله عليه وسلم بالاختلاط بالطواف بالبيت الحرام . والجواب : من قال إن الاختلاط في الطواف جائز أصلا ..إن ما يفعله الناس اليوم خطأ واضح وقد قدمت حلول ومقترحات ، ولذا كانت عائشة رضي الله عنها تطوف في ناحية من الرجال لا تخالطهم كما في صحيح البخاري ..وكانت النساء تطوف بالليل وقبل الطواف يُخرج الرجال ثم يبدأن الطواف ..( ) قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( روى الفاكهي من طريق زائدة عن إبراهيم النخعي قال : نهى عمر أن يطوف الرجال مع النساء ، قال : فرأى رجلاً معهن فضربه بالدرة" ..أرأيتم كيف كان السلف الصالح يحرصون على عدم الاختلاط حتى في أماكن العبادة والتي هي من أبعد الأماكن ريبة فكيف بغيرها ؟!!
أيها المسلمون :
إنني ومن على منبر محمد صلى الله عليه وسلم أناشد كل مسلم غيور أن يسعى قدر المستطاع لإزالة ظاهرة الاختلاط من المجتمع ..ويمنع من استفحالها ..سواء كان ذلك في المستشفيات أو المؤسسات أو المطاعم أو المدارس العالمية أو إدارات البنوك أو غيرها ..فالشرع ونظام البلد يمنع من ذلك ولله الحمد والمنة ..فنحن نعيش في سفينة واحدة والاختلاط سبب من أسباب غرقها ..فليجتهد كل واحد منكم في إنقاذ السفينة من الغرق ..
اللهم جنب المسلمين فتنة الاختلاط بما تشاء يا سميع الدعاء ..
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى