رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الشيخ / عبد العزيز بن علي العسكر
جبر مصابي سوق الأسهم
الخطبة الأولى
الحمد لله قدّر الأمورَ وقضاها، وعلى ما سبَق علمه بها أمضاها، وكما قدَّر مبدأها قدّر منتهاها، أحمده سبحانه عزّ ربًّا وجلَّ إلهًا. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك لها، وأشهد أن نبيّنا محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فأوصيكم ونفسي أيها النَّاسُ بتقوى الله، فاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوهُ وَلاَ تَعْصُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ، فَمَجْزِيُّونَ عَلَى إِحْسَانِكُمْ، وَمُحَاسَبُونَ عَلَى تَفْرِيطِكُمْ.
أيها المسلمون، المصائب أمر لا بد منها، فهذه الدنيا مليئة بالحوادث والفواجع والأمراض والخسائر، فبينما الإنسان يسعد بقرب عزيز أو حبيب إذا هو يفجع ويفاجأ بخبر وفاته، وبينا الآخرُ في صحة وعافية وسلامة إلا يفاجأ بمرض يصيبه. وبينما الثالثُ في غني وذا سعة ورزق إذا هو يُفجع بخسارة ماله وهبوط قيمة أسهمه.في هذه الدنيا منح ومحن وأفراح وأتراح وآمال وآلام، فدوام الحال من المحال، والصفو يعقبه الكدر، والفرح فيها مشوب بترح وحذر. وهيهات أنْ يضحك من لا يبكي، وأنْ يتنعّم من لم يتنغَّصْ، أو يسعدَ من لم يحزنْ!.تلكم هي الدنيا التي اغتر بها كثير من الناس فجعلها منتهى أمله، و أكبر همه.. وصفها ربها بقوله {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت64 وقال سبحانه {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185وبين خلـيله rحاله معها بقوله[ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها [ رواه الترمذي ذلك أنه عرف منزلتها؟ وتبين له دنوها وحقارتها..قال r[ لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافراً منها شربة ماء] رواه الترمذي، وهي مع ذلك لا يدوم لها حال، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً و إن سرت يوماً أبكت أياماً ودهوراً.. لا يسلم العبد فيها من سقم يكدر صفو حياته، أو مرض يوهن قوته ويعكر مباهاته..ولذلك كانت وصية من عرف قدرها r [كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل] رواه البخاري . وهكذا.. من عرف حقيقة الدنيا زهد فيها.. ومن زهد فيها هانت عليه أكدارها ومصائبها.هكذا هي الدنيا وهذه أحوالها، وليس للمؤمنِ الصادق فيها إلا الصبر، والرضا بما قضى الله وقدر، فذلكم دواء أدوائها. قال الحسن رحمه الله: "جرَّبْنا وجرَّب المجرِّبون فلم نر شيئًا أنفع من الصبر، به تداوى الأمور، وهو لا يُداوى بغيره".
أيها المسلمون، أمرنا الله بالصبر وجعله من أسباب العون والمعيّة الإلهية، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة153. فالصبر سبب بقاء العزيمة ودوام البذل والعمل، وما فات لأحد كمال إلا لضعف في قدرته على الصبر والاحتمال، وبمفتاح عزيمة الصبر تُعالج مغاليق الأمور، وأفضل العُدَّة الصبر على الشدَّة.
أيها المسلمون, ونظرًا لحاجة الناس هذه الأيام للتذكير بالصبر على المصائب وافتقارهم الشديد إليها، نظراً لانخفاض قيمة الأسهم. لعلنا نذكّر بثمان قواعد ووصايا تعين المسلم في الصبر على المصائب، وهي:
أولاً: إعداد النفس: فعلى المسلم أن يهيِّئ نفسه للمصائب قبل وقوعها، وأنْ يدرِّبها عليها قبل حدوثها، عليه أنْ يتذكّر دومًا وأبدًا زوال الدنيا وسرعة الفناء، وأنْ ليس لمخلوق فيها بقاء، وأنّ لها آجالاً منصرمة ومُددًا منقضية، فلا تؤمِّلْ أنْ تبقى الدنيا على حال أو تخلوَ من تقلُّب وإصابة واستحالة، فإنّ من عرف الدنيا وخبر أحوالها هان عليه بؤسها ونعيمها، ومن أحبَّ البقاء والسعادة فليُعِدَّ للمصائب قلبًا صبورًا.
ثانيًا: مما يعين على الصبر على المصائب الإيمان بالقضاء والقدر: من آمن بالقضاء والقدر وعلم أنّ الدنيا دار ابتلاء وخطر وأنّ القدر لا يُردّ ولا يؤجَّل اطمأنت نفسه وهان أمره. ومن المشاهَد المعلوم أنّ المؤمنين صادقي الإيمان هم أقلّ الناس تأثُّرًا بمصائب الدنيا، وأقلُّهم جزعًا وارتباكًا. إنَّ الإيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصابك من خسارة أو هبوط قيمة أسهمك إنما هو بقدر الله، لم يأت من عدو ولا حاسد، وإنما هو من أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين، قال تعالى {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }التوبة51 وقال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }التغابن11وقال عليه الصلاة والسلام [كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة [رواه مسلم
ثالثًا: مما يعين على الصبر على المصائب : تذكر حال الرسول r والسلف الصالح:
الرسول الله r أسوة لكل مسلم ، وفي تأمُّل حاله عليه الصلاة والسلام عظة وسلوى وعزاء، فقد كانت حياته كلها صبرًا ومصابرةً وجهادًا. ومن أعظم ما يخفف مصيبة المصاب، تذكره لمصيبته بموت الحبيب r .
ومن تأمَّل أحوال السلف الصالح وجدهم رضي الله عنهم قد حازوا الصبر على خير وجوهه.
رابعًا: مما يعين على الصبر عند المصائب استحضار سعة رحمة الله وواسع فضله:
المؤمن الصادق في إيمانه يُحْسِن ظنَّه بربه، وقد قال الله كما أخبر الحبيب r : [أنا عند ظن عبدي بي]. فثقوا بسعة رحمة الله بكم، وأنّ أقداره خير في حقيقة أمرها وإنْ كانت في ظاهرها مصائبَ مكروهةً وموجعةً، وقد قال الله: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ، وقال رسول الله r : [عجبًا للمؤمن! لا يقضي الله له شيئًا إلا كان خيرًا له] رواه الإمام أحمد. ثمَّ تأمَّلوا فيما حباكم به الله من النعم والمنن لتعلموا أنّ ما أنتم فيه من البلاء كقطرة صغيرة في بحر النعماء، وتذكَّروا أنّ الله لو شاء لجعل المصيبة أعظم والحادثة أجل وأفدح، واعلموا أنّكم وإن وُقيتم الخسائر المادية، فقد كُفيتم من الحوادث ما هو أعظم مما أُصبتم به.
خامسًا: التأسي بغيره من أهل المصائب: تسلوا بصبر غيركم وتذكَّروا مصائبهم، وانظروا إلى من هو أشدّ مصيبة منكم، فإنّ في ذلك ما يُذهب الأسى ويخفف الألم ويقلِّل الهلع والجزع. واسألوا الله له التفريج، والعوض، وتذكَّروا أنّ مَن يتصبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله.
سادسًا: تذكّر أنّ المصائب من دلائل الفضل: المصائب ـ عباد الله ـ دليل فضل المصاب، وكيف لا يكون ذلك وقد سأل سعد بن أبي وقاص t رسول الله r فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أشد بلاء؟ قال: [الأنبياءُ، ثم الأمثل فالأمثل] رواه الترمذي، وقال r : [مَن يرد الله به خيرًا يُصِبْ منه]رواه البخاري.
سابعًا: تذكّر حُسن الجزاء: ليتذكر كل منا حُسن الجزاء ليخف حمل البلاء عليه، فإنّ الأجر على قدر المشقة والصبر عليها، والنعيم لا يُدرك بالنعيم، والصبر على مرارة العاجل يفضي إلى حلاوة الآجل، وإنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، والصبر عليه ، وحصول الصلوات والرحمة من الله والهداية مترتب على الصبر على المصائب. قال تعالى{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة 157 وفي صحيح مسلم ـ رحمه الله ـ عن النبي r قال [عجباً لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له [ ويقول سبحانه {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10
فاتقوا الله ـ رحمكم الله ـ واصبروا وأمِّلوا يثبتكم الله، ولا تطغينكم الصحة والثراء والرخاء، ولا تضعفنكم الأحداث والشدائد والمصيبات والبليات؛ فإن فرج الله آت ورحمته قريب من المحسنين، وما عند الله لا ينال إلا بطاعة، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }فاطر2 بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الهدى والبيان. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه يحب التوابين وهو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِِهِ وَامْتِنَانِِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ ورَسُولُهُ الدَّاعِِي إِلَى رِضْوَانِهِِِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِِ وَعَلَى آلهِِِ وَأَصْحَابهِِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى، فَإِنَّ تَقْوَاهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَبَبُ للفرج من الشدائد والمصائب، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3
أيها المسلمون، ثامنا: و مما يعين أيضًا على الصبر عند المصائب ترك الجزع والتشكي:
إيّاكم عند المصائب والجزعَ وكثرةَ الشكوى، فإنّ من غفل عن أسباب العزاء ودواعي السلوى تضاعفت عليه شدّة الأسى والحسرة، وهو بهذا كمن سعى في حتفه وأعان على تلفه، فلا يطيق على مصابه صبرًا، فضلاً قال الشيخ عبدالله القصير حفظه الله (إن شكوى الله على الخلق من أمارات وموجبات ضعف الإيمان، ومن مظاهر اليأس من روح الملك الديان، ومن دواعي القنوط من رحمة الله الرحيم الرحمن، وتلكم من خصال شر البرية الذين يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية؛ ولهذا تجدون بعض هؤلاء إذا نزلت بأحدهم النازلة أو حلت به الكارثة ضاقت عليه المسالك، وترقب أفجع المهالك، فضاق صدره، ونفد صبره، واضطربت نفسه، وساء ظنه، وكثرت همومه، وتوالت غمومه) أ هـ وإياكم والتحسر والتأسف، فلا يقولن أحد .. لو أني فعل كذا لكان كذا وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان..كما صح عن الحبيب r .
وتذكَّروا أنّ الجزع لا يردّ الفائت، ولكنه يُحزن الصديق ويسرّ الشامت، ولا تقرنوا بحزن الحادثة قنوط الإياس، فإنهما لا يبقى معهما صبر ولا يتّسع لهما صدر.
وأخيرًا: فإنّ الصبر على المصائب يُعقب الصابرَ الراحة منها، ويُكسبه المثوبة عنها، فإنْ صبر طائعًا وإلا احتمل همًّا لازمًا، وصبر كارهًا آثمًا. قال علي بن أبي طالب t : (إنّك إنْ صبرت جرى عليك القلم وأنت مأجور، وإنْ جزعت جرى عليك القلم وأنت مأزور)، وقال عمر بن الخطاب t : ( إنا وجدنا خير عيشنا الصبر)، وروي عن علي t قوله: (اعلموا أنّ الصبر من الإيمان بمنْزلة الرأس من الجسد، ألا وإنه لا إيمان لمن لا صبر له). جعلنا الله جميعًا من الصابرين الشاكرين، وهو حسبنا ونعم الوكيل. اللهم أجبر مصاب المصابين ، واخلف اللهم لهم بخير مما فاتهم يا سميع يا قريب.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيهِ . فاللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وأرضى عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين، وعن والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم نسألك الأمن في الأوطان. اللهم نسألك الأمن والإيمان. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم ممن خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم أرهم الحق حقاً، وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وأرزقهم اجتنابه. وارزقهم البطانة الصالحة وأبعد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين. {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10 اللهم فرج كربات المكروبين من المسلمين، ونفس هم المهمومين، واقضي شالدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم أكرم نزلهم وأوسع مدخلهم، واحشرهم في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم أنت لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء ، أنزل على الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم لا تحرمنا ما عندك بشر ما عندنا، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا فضلك. آمين اللهم استجب. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله.. {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون.
جبر مصابي سوق الأسهم
الخطبة الأولى
الحمد لله قدّر الأمورَ وقضاها، وعلى ما سبَق علمه بها أمضاها، وكما قدَّر مبدأها قدّر منتهاها، أحمده سبحانه عزّ ربًّا وجلَّ إلهًا. وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك لها، وأشهد أن نبيّنا محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أَمَّا بَعْدُ: فأوصيكم ونفسي أيها النَّاسُ بتقوى الله، فاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوهُ وَلاَ تَعْصُوهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاَقُوهُ، فَمَجْزِيُّونَ عَلَى إِحْسَانِكُمْ، وَمُحَاسَبُونَ عَلَى تَفْرِيطِكُمْ.
أيها المسلمون، المصائب أمر لا بد منها، فهذه الدنيا مليئة بالحوادث والفواجع والأمراض والخسائر، فبينما الإنسان يسعد بقرب عزيز أو حبيب إذا هو يفجع ويفاجأ بخبر وفاته، وبينا الآخرُ في صحة وعافية وسلامة إلا يفاجأ بمرض يصيبه. وبينما الثالثُ في غني وذا سعة ورزق إذا هو يُفجع بخسارة ماله وهبوط قيمة أسهمه.في هذه الدنيا منح ومحن وأفراح وأتراح وآمال وآلام، فدوام الحال من المحال، والصفو يعقبه الكدر، والفرح فيها مشوب بترح وحذر. وهيهات أنْ يضحك من لا يبكي، وأنْ يتنعّم من لم يتنغَّصْ، أو يسعدَ من لم يحزنْ!.تلكم هي الدنيا التي اغتر بها كثير من الناس فجعلها منتهى أمله، و أكبر همه.. وصفها ربها بقوله {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت64 وقال سبحانه {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران185وبين خلـيله rحاله معها بقوله[ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها [ رواه الترمذي ذلك أنه عرف منزلتها؟ وتبين له دنوها وحقارتها..قال r[ لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافراً منها شربة ماء] رواه الترمذي، وهي مع ذلك لا يدوم لها حال، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً و إن سرت يوماً أبكت أياماً ودهوراً.. لا يسلم العبد فيها من سقم يكدر صفو حياته، أو مرض يوهن قوته ويعكر مباهاته..ولذلك كانت وصية من عرف قدرها r [كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل] رواه البخاري . وهكذا.. من عرف حقيقة الدنيا زهد فيها.. ومن زهد فيها هانت عليه أكدارها ومصائبها.هكذا هي الدنيا وهذه أحوالها، وليس للمؤمنِ الصادق فيها إلا الصبر، والرضا بما قضى الله وقدر، فذلكم دواء أدوائها. قال الحسن رحمه الله: "جرَّبْنا وجرَّب المجرِّبون فلم نر شيئًا أنفع من الصبر، به تداوى الأمور، وهو لا يُداوى بغيره".
أيها المسلمون، أمرنا الله بالصبر وجعله من أسباب العون والمعيّة الإلهية، فقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }البقرة153. فالصبر سبب بقاء العزيمة ودوام البذل والعمل، وما فات لأحد كمال إلا لضعف في قدرته على الصبر والاحتمال، وبمفتاح عزيمة الصبر تُعالج مغاليق الأمور، وأفضل العُدَّة الصبر على الشدَّة.
أيها المسلمون, ونظرًا لحاجة الناس هذه الأيام للتذكير بالصبر على المصائب وافتقارهم الشديد إليها، نظراً لانخفاض قيمة الأسهم. لعلنا نذكّر بثمان قواعد ووصايا تعين المسلم في الصبر على المصائب، وهي:
أولاً: إعداد النفس: فعلى المسلم أن يهيِّئ نفسه للمصائب قبل وقوعها، وأنْ يدرِّبها عليها قبل حدوثها، عليه أنْ يتذكّر دومًا وأبدًا زوال الدنيا وسرعة الفناء، وأنْ ليس لمخلوق فيها بقاء، وأنّ لها آجالاً منصرمة ومُددًا منقضية، فلا تؤمِّلْ أنْ تبقى الدنيا على حال أو تخلوَ من تقلُّب وإصابة واستحالة، فإنّ من عرف الدنيا وخبر أحوالها هان عليه بؤسها ونعيمها، ومن أحبَّ البقاء والسعادة فليُعِدَّ للمصائب قلبًا صبورًا.
ثانيًا: مما يعين على الصبر على المصائب الإيمان بالقضاء والقدر: من آمن بالقضاء والقدر وعلم أنّ الدنيا دار ابتلاء وخطر وأنّ القدر لا يُردّ ولا يؤجَّل اطمأنت نفسه وهان أمره. ومن المشاهَد المعلوم أنّ المؤمنين صادقي الإيمان هم أقلّ الناس تأثُّرًا بمصائب الدنيا، وأقلُّهم جزعًا وارتباكًا. إنَّ الإيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصابك من خسارة أو هبوط قيمة أسهمك إنما هو بقدر الله، لم يأت من عدو ولا حاسد، وإنما هو من أرحم الراحمين، وأحكم الحاكمين، قال تعالى {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ }التوبة51 وقال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }التغابن11وقال عليه الصلاة والسلام [كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة [رواه مسلم
ثالثًا: مما يعين على الصبر على المصائب : تذكر حال الرسول r والسلف الصالح:
الرسول الله r أسوة لكل مسلم ، وفي تأمُّل حاله عليه الصلاة والسلام عظة وسلوى وعزاء، فقد كانت حياته كلها صبرًا ومصابرةً وجهادًا. ومن أعظم ما يخفف مصيبة المصاب، تذكره لمصيبته بموت الحبيب r .
ومن تأمَّل أحوال السلف الصالح وجدهم رضي الله عنهم قد حازوا الصبر على خير وجوهه.
رابعًا: مما يعين على الصبر عند المصائب استحضار سعة رحمة الله وواسع فضله:
المؤمن الصادق في إيمانه يُحْسِن ظنَّه بربه، وقد قال الله كما أخبر الحبيب r : [أنا عند ظن عبدي بي]. فثقوا بسعة رحمة الله بكم، وأنّ أقداره خير في حقيقة أمرها وإنْ كانت في ظاهرها مصائبَ مكروهةً وموجعةً، وقد قال الله: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ، وقال رسول الله r : [عجبًا للمؤمن! لا يقضي الله له شيئًا إلا كان خيرًا له] رواه الإمام أحمد. ثمَّ تأمَّلوا فيما حباكم به الله من النعم والمنن لتعلموا أنّ ما أنتم فيه من البلاء كقطرة صغيرة في بحر النعماء، وتذكَّروا أنّ الله لو شاء لجعل المصيبة أعظم والحادثة أجل وأفدح، واعلموا أنّكم وإن وُقيتم الخسائر المادية، فقد كُفيتم من الحوادث ما هو أعظم مما أُصبتم به.
خامسًا: التأسي بغيره من أهل المصائب: تسلوا بصبر غيركم وتذكَّروا مصائبهم، وانظروا إلى من هو أشدّ مصيبة منكم، فإنّ في ذلك ما يُذهب الأسى ويخفف الألم ويقلِّل الهلع والجزع. واسألوا الله له التفريج، والعوض، وتذكَّروا أنّ مَن يتصبَّرْ يُصَبِّرْهُ الله.
سادسًا: تذكّر أنّ المصائب من دلائل الفضل: المصائب ـ عباد الله ـ دليل فضل المصاب، وكيف لا يكون ذلك وقد سأل سعد بن أبي وقاص t رسول الله r فقال: يا رسول الله، أيُّ الناس أشد بلاء؟ قال: [الأنبياءُ، ثم الأمثل فالأمثل] رواه الترمذي، وقال r : [مَن يرد الله به خيرًا يُصِبْ منه]رواه البخاري.
سابعًا: تذكّر حُسن الجزاء: ليتذكر كل منا حُسن الجزاء ليخف حمل البلاء عليه، فإنّ الأجر على قدر المشقة والصبر عليها، والنعيم لا يُدرك بالنعيم، والصبر على مرارة العاجل يفضي إلى حلاوة الآجل، وإنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، والصبر عليه ، وحصول الصلوات والرحمة من الله والهداية مترتب على الصبر على المصائب. قال تعالى{وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ }البقرة 157 وفي صحيح مسلم ـ رحمه الله ـ عن النبي r قال [عجباً لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له [ ويقول سبحانه {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10
فاتقوا الله ـ رحمكم الله ـ واصبروا وأمِّلوا يثبتكم الله، ولا تطغينكم الصحة والثراء والرخاء، ولا تضعفنكم الأحداث والشدائد والمصيبات والبليات؛ فإن فرج الله آت ورحمته قريب من المحسنين، وما عند الله لا ينال إلا بطاعة، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }فاطر2 بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الهدى والبيان. أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمؤمنين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه يحب التوابين وهو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِِهِ وَامْتِنَانِِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ ورَسُولُهُ الدَّاعِِي إِلَى رِضْوَانِهِِِ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِِ وَعَلَى آلهِِِ وَأَصْحَابهِِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ.
أَمَّا بَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَقَّ التَّقْوَى، فَإِنَّ تَقْوَاهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَبَبُ للفرج من الشدائد والمصائب، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3
أيها المسلمون، ثامنا: و مما يعين أيضًا على الصبر عند المصائب ترك الجزع والتشكي:
إيّاكم عند المصائب والجزعَ وكثرةَ الشكوى، فإنّ من غفل عن أسباب العزاء ودواعي السلوى تضاعفت عليه شدّة الأسى والحسرة، وهو بهذا كمن سعى في حتفه وأعان على تلفه، فلا يطيق على مصابه صبرًا، فضلاً قال الشيخ عبدالله القصير حفظه الله (إن شكوى الله على الخلق من أمارات وموجبات ضعف الإيمان، ومن مظاهر اليأس من روح الملك الديان، ومن دواعي القنوط من رحمة الله الرحيم الرحمن، وتلكم من خصال شر البرية الذين يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية؛ ولهذا تجدون بعض هؤلاء إذا نزلت بأحدهم النازلة أو حلت به الكارثة ضاقت عليه المسالك، وترقب أفجع المهالك، فضاق صدره، ونفد صبره، واضطربت نفسه، وساء ظنه، وكثرت همومه، وتوالت غمومه) أ هـ وإياكم والتحسر والتأسف، فلا يقولن أحد .. لو أني فعل كذا لكان كذا وكذا فإن لو تفتح عمل الشيطان..كما صح عن الحبيب r .
وتذكَّروا أنّ الجزع لا يردّ الفائت، ولكنه يُحزن الصديق ويسرّ الشامت، ولا تقرنوا بحزن الحادثة قنوط الإياس، فإنهما لا يبقى معهما صبر ولا يتّسع لهما صدر.
وأخيرًا: فإنّ الصبر على المصائب يُعقب الصابرَ الراحة منها، ويُكسبه المثوبة عنها، فإنْ صبر طائعًا وإلا احتمل همًّا لازمًا، وصبر كارهًا آثمًا. قال علي بن أبي طالب t : (إنّك إنْ صبرت جرى عليك القلم وأنت مأجور، وإنْ جزعت جرى عليك القلم وأنت مأزور)، وقال عمر بن الخطاب t : ( إنا وجدنا خير عيشنا الصبر)، وروي عن علي t قوله: (اعلموا أنّ الصبر من الإيمان بمنْزلة الرأس من الجسد، ألا وإنه لا إيمان لمن لا صبر له). جعلنا الله جميعًا من الصابرين الشاكرين، وهو حسبنا ونعم الوكيل. اللهم أجبر مصاب المصابين ، واخلف اللهم لهم بخير مما فاتهم يا سميع يا قريب.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيهِ . فاللهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم وأرضى عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين، وعن والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم نسألك الأمن في الأوطان. اللهم نسألك الأمن والإيمان. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم ممن خافك واتقاك واتبع رضاك، اللهم أرهم الحق حقاً، وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وأرزقهم اجتنابه. وارزقهم البطانة الصالحة وأبعد عنهم بطانة السوء يا رب العالمين. {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }الحشر10 اللهم فرج كربات المكروبين من المسلمين، ونفس هم المهمومين، واقضي شالدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين. اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين اللهم أكرم نزلهم وأوسع مدخلهم، واحشرهم في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
اللهم أنت لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء ، أنزل على الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم لا تحرمنا ما عندك بشر ما عندنا، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم إنا خلق من خلقك، فلا تمنع عنا فضلك. آمين اللهم استجب. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله.. {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النحل90. فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ماتصنعون.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى