رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
رياض بن محمد المسيميري
ضرورة تنمية ثروات المسلمين
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) (آل عمران:102). (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) (النساء:1). ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) (الأحزاب:70-71).
أما بعدُ : فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ ص وشرُّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكل محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار .
أما بعدُ أيها المسلمون:
فقد عاشت الأمةُ قروناً طويلَة من الغفلةِ والضياع, والنومِ والسُباتِ العميق, حتى إذا ما أفاقت من غفلتِها وصحتْ من رقدتِها, إذا بها تجدُ نفسَها ممزقة العقائد, مبعثرةَ الأجزاء, منهكة القوى, ممَّا حدا ببعضِ المخلصين إلى محاولةِِ صُنعِ شيءٍ ما, يُُخلِّص أمتَهم من محنتِها, وينتشلُها من تخلفِها وتبعيتِها, فإذا بآمالهمِ وأحلامِهم تصدُم بعقبةٍ كؤود من قلةِِ الإمكاناتِ وشحِّ الموارد، وضُعف التمويل, إنَّ لديهم آمالاً في بناءِ المساجد, وإنشاءِ المدارسِ والمعاهد، لكنَّ المالَ شحيحٌ في أيديهم, إنَّ لديهم آمالاً في طباعةِ الكتبِ وكفالةِ الدعاة، لكنَّ المالَ شحيحٌ في أيديهم. إنَّ لديهم آمالاً في رعايةِ الأيتامِ والأرامل، وتعاهدِ الفقراءِ والمحتاجين، لكنَّّ المالَ شحيحٌ في أيديهم, إنَّ لديهم آمالاً في إطعامِ الجوعى, و إ رواءِ العطشِ وسترِ العُراة، لكنَّ المال شحيح في أيديهم. فما الحلُ يا ترى ؟! هل يكونُ الحلُ باستجداءِ أربابِ الأموال طلباً لإحسانِهم وصدقاتهم؟ أم يكونُ الحلُ باستعطافِ السحابِ أن يُمطرَ ذهباً وفضة ؟!أم يكون الحلُ برفع الرايةِ البيضاء, وإعلانِ الهزيمة والتراجع أمام ضغطِ الواقعِ ومرارتهِ ؟!أم يكونُ الحلُ فيما أرشدَ إليه النبيُ r بقوله (( لأن يغدوَ أحدُكم فيحطُب على ظهرهِ خيرٌ له من أن يسألَ رجلاً أعطاهُ أو منعه ذلك, فإنَّ اليدَ العُليا أفضلُ من اليدِ السفلى, وابدأْ بمنْ تعول)) [1].
فهلْ فقهَ الخير ونَ هذا التوجيهَ النبويَ الكريم، فشمروا عن ساعدِ الجدِ والرجولة, ومشوا في مناكبِ الأرض يبتغونَ من فضل ِالله ويُعفُّون أنفسَهم, ويساهمونَ في مشروعاتِ الخير ِالمعطلة، يومَ بخلَ في تمويلِها عبدةُ الدينارِ والدرهم, هل فكَّر الشباب الخيِّر ون في استثمارِ طاقاتِهم, واستغلالِ إمكاناتِهم, وأصلحوا النيَّة والقَصد, ونزلوا الميدانَ بقوةٍ وذكاء، ليكونَ ما اكتسبوه من الرزقِ الحلال سبباً لنفعِهم, واستغنائِهم من جهة، ورافداً من روافدِ دعمِ الدعوةِ ومشروعاتِ الخيرِ من جهةٍ أخرى, أليس في توجيهِ النبيِ صلى الله عليه وسلم أكبرُ دليلٍ وأوضحهُ إلى ضرورةِ الأخذِ بأسبابِ الكسب، وتنميةِِ الموارد نصرةً للدين و إ عفافاً للنفس, وإحساناً للآخرين. تُرى لو امتلكَ الخير ونَ الثروة مع حسنِ القصدِ وسلامةِ التدبير، كيف ستكونُ عليه أحوالُ المسلمين؟! وكيف ستؤولُ إليه أوضاعُهم؟!وكم من المعاهدِ العلميةِ المنتجة سيرفُعونها ؟!كم من الكتبِ النافِعة المؤثرةِ سيطبعُونها؟! كم من الملاجئِ والمساجدِ سيبنُونها ؟!كم من الآبارِ سيحفُرونها؟ وكم من الأجسادِ العاريةِ سيكسُونها ؟!لو امتلك الخير ون الثروة مع حُسنِ القصدِ وسلامةِ التدبير. كم من أسرةٍ فقيرةٍ سيكفُلونها ؟وكم من أرملةٍ محرومةٍ سيسعدُونها ؟!وكم من فئةٍ مريضةٍ سيعالجُونها ؟!هاك – يرحمك الله – حديثاً صحيحاً تتبينُ من خلالِه كيفَ تكونُ رجاحةُ العقل, وسخاءُ النفس, وسلامةُ التدبير حين تقع الثروةُ في يد رجلٍ صالحٍ يتقي الله ويراقبُه, لم يستولْ الجشعُ عليه, ولم تعرفْ الأنانيةُ طريقاً إليه، فهو يشعُر بالآخرين ويدركُ حاجتَهم, ويحسُ بمعاناتِهم. استمعْ إلى حديثِ أبي هريرةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لترى كيفَ يتصرفُ الخير ونَ بأموالِهم، وكيف يديرونَ ممتلكاتِهم، لتشملَ ببركتها الأقربينَ والأبعدين (( بينما رجلٌ في فلاةٍ من الأرض فسمع صوتاً في سحابة، اسقي حديقةَ فُلان فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءَه في حرة فإذا شرجةٌ من تلك الشِراج قد استوعبتْ الماءَََ كلَّه, فتتبعَ الماء، فإذا رجلٌ قائمٌ في حديقةِ يُحوِّلُ الماءَ بمساحاته, فقال لـه ما اسمك يرحمك الله ؟!قال : فلان فإذا به ذاتُ الاسمِ الذي سمعهُ في السحابِ قبلَ قليل فتعجب، وأردف سائلاً مرة أخرى !!إنِّي سمعتُ صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول أسقي حديقةَ فلان فما تصنعُ فيها ؟!قال : أمَّا إذ قلتَ هذا, فإنِّي أنظُر إلى ما يخرجُ منها فأتصدقُ بثلثهِ, وآكل أنا وعيالي ثلثَه, وأردُّ في الحديقةِ الثلثَ الباقي)) [2]!!
انظرْ – يرحمك الله – كيف يتصرفُ هذا الرجلُ الصالحُ بثروتِه؟ وكيف يقسمُُ مالَه إنَّّه أولاً ؟: رجلٌ حرٌ كريم يعفُ نفسََه وأولادَه, ويستغني عمَّا في أيدي الآخرين. وثانياً : هو جوادٌ سخي طاهرُ القلبِ, كريمُ النفس, يتعاهدُ الفقراءَ والمساكين وذوي الحاجةِ والفاقة، فيخصصُ لهم ثُلثَ أرضِه المباركة.
ثم هو ثالثاً : رجلٌ راجحُ العقل، حسنُ التدبير، يملكُ فكراً استثمارياً حياً, فهو يعيدُ استثمارَ ثُلْثَ نتاج حديقتِه فيها، لمضاعفةِ الإنتاجِ ورفعِ الكفاءة, ثم هو رابعاً : رجلٌ لم يتقوقعْ في صومعة أو يترهبنْ في مغارة, أو جلسَ مع عتباتِ اللئام يستجديْ فُتاتَ موائدِهم، ولكنَّه شمَّر عن ساعده، وأمسكَ بماسحاته, وجدَّ واجتهد، يأكُل من كسبِ يده، ويمسحُ العرقَ بطرفِ ثوبِه, فسُخِّر لـه السحاب يسقي حديقتَه ويروي زروعََه, وهذا البطلُ الشهيد، شهيدُ الإسلام - عُثمان رضي الله عنه - ماذا صنع بثروتهِ ؟ وكيفَ تصرفَ بأملاكهِ ؟!
أليس هو الذي حفَر بئرَ رُومة ؟ وسبَّل ماءَه للمسلمين. وأنفقَ فيه بلا حساب ؟! أليس هو الذي جهَّز جيشَ العُسرة بثلاثمائةِ بعيرٍ بأقتابها وأحلا سها ؟!وجاء بألفِ دينارٍ من ذهب، فصبَّها في حجرِ رسولِ صلى الله عليه وسلم
أيها الأحبةُ في الله : إنَّنا نتساءل أينَ ذهبت ثرواتُ العالم يوم زَهِدَ فيها الخيرون, واغتروا بدعوات الخاملين، التي رفع لوائَها المتصوفةُ وأذنابُهم.ألم يذهبْ شطرٌ كبيرٌ منها في أيدي اليهود؟!فماذا صنع اليهود؟ يوم امتلكوا الثروة, وسيطروا على عوامل الإنتاج, ورؤوسِ الأموال؟! ماذا صنع اليهود ألم يسخِّروا ثرواتِهم في تنفيذِ سياساتِهم التوسعية، وخططِهم الجهنمية؟ ألم يوظفوا ثرواتِهم في تطويعِ السياساتِ العالمية، لخدمة مآرِبهم وأهدافِهم, وتبني قضَاياهم وتوجهاتِهم ؟!
ألم يوظفْ اليهودُ ثروتَهم لبناءِ قوةٍ عسكريةٍ ضاربة، يرعبونَ بها المسلمين ويبتزونهم, ويُذلِّونهم؟ ألم يفرضْ اليهوُد من خلالِِ ثرواتِهم بنوكَ الربا، ويُفسدوا العالم بما أنشأوه من دور الفنِّ والخلاعة، وبيوت السُكر والعربدة ,
وماذا صنعَ النصارى يوم امتلكوا الثروة ؟! ألم يوظفوا ثروتَهم في تنصيرِ العالمِ وإضلالهِ, عبر ما جهزوه من الإرسالياتِ الضخمة، والبعثاتِ التنصيريةِ الهائلة؟! ألم يساوموا فقراءَ المسلمينَ خاصة على عقائدِهم, ويُدنِّسوا فطَرهم مقابل شربة ٍ من ماءٍ ملوث، أو لقمةٍ من طعامٍ فاسد؟
ألم يحملوا أطفالَ المسلمين في بواخرهِم كالقطيع، إلى حيثُ تُمسخُ العقيدة وتُدمرُ الأخلاق ؟! ألم يسخرْ النصارى ثروتَهم في بناءِ الكنائس وطباعةِ الإنجيل, ورفعِ الصليبِ في كلِّ مكان ؟!ويوم فاضتْ حقولهمُ بالمحاصيل، وضاقتْ مزارعهمُ من كثرة الإنتاج، هل أطعموها الفقراءَ والمساكين, والجوعى والمحرومين ؟! أم ألقوا بالفائض في عَرْض المحيط، خشيةَ هبوطِ الأسعار، وتفادياً لغضبِ الزارعينَ والتجار؟ فأين هم رسل الرحمة وملائكة الإحسان؟!ماذا صنعَ الروافض الكفرة يومَ امتلكوا الثروة, وتكدستْ في أيديهِم الأموالُ الطائلة؟! ماذا صنع الروافضُ بالثروة ؟! وبأي شيءٍ وظَّفوها, ولأي شيءٍ سخروها؟! ألم يؤججوا الفتنَ هُنا وهناك ؟!
ألم يمددوا الخلايا التخريبيةَ بالسلاح كما في أفغانستان ولبنان ؟! ألم يعيدُوا طباعةَ خُرافاتِهم التي طواها الزمانُ منذ عشراتِ السنينَ ؟! ألم ينافسوا النصارى الصليبين في غزوِ القارةِ السوداء، مستغلينَ فقرَ المسلمين وجوعَهم وجهلَهم، وغفلة أهل السنة عنهم, فلقنوهم الرفضَ كباراً وصغاراً حتى تشيعتْ قُرى بأكملِها, وارتدتْ قبائلُ عن بكرةِ أبيها ؟!ماذا صنع الروافضُ الأشقياء يوم امتلكوا المالَ والثروة، ألم يسخِّروا أبواقَهم وإذا عاتِهم في الإرجافِ وتأجيجِ الفتن، ونشرِ بدعهِم وخُزعبلاتهم, والكيدِ لأهلِ السُنَّة وحُماة الملة ؟! بل ماذا صَنعَ فُساقُ أهلِ السُنة يوم امتلكَ بعضهم الثروة ؟! أما أفسدوا أبناءَهم وأسرَهم بما هيئوه لهم مِن أسبابِ الشَّر والفتنة ؟!أما بددوا أموالَهم في إرواءِ شهواتِهم وإرضاءِ غرائزهِم ؟! وإشباعِ غرورهم؟! أما علموا أنَّ في أموالهمِ حقاً للسائلِ والمحروم؟ أما علموا أنَّ في أموالهمِ حقاً للأرملةِ واليتم ؟!أما علموا أنَّ في أموالهمِ حقاً للمجاهِدِ وابنِ السبيل؟!
فلماذا تُبعثرُ الأموال ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال؟!ومشروعاتُ الخيرِ معطلةٌ ومجمدة تشكو إلى ربها قسوةَ القلوب، وجفافَ الطباع, وبر ود المشاعر .
فمتى يستيقظُ الخيرون، ويسارعون إلى إعدادِ القوةِ التي أُمروا بإعدادِها يقول الباري جلَّ جلاله ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ..)) (الأنفال:60) .
وقد علموا أنَّ القوةَ الاقتصاديةََ اليوم هي القوةُ القاهرة, ذات الكلمةِ المسموعة, والضربةِ الموجعة !!
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بالذكرِ الحكيم، واستغفر الله لي ولكم إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله يُعطي ويمنع, ويخفضُ ويرفع, ويضرُ وينفع, ألا إلى اللهِ تصيرُ الأمور. وأُصلي وأسلمُ على الرحمةِ المهداة, والنعمةِ المُسداة, وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين .
أما بعد أيها المسلمون :
فمن الوسائل المثمرة والمفيدة في تنمية المال وزيادة بركته:
أولاً : تكوين الشركات بين الخيرين, ولو بروؤس أمول صغيرة, وعلى شكل أسهمٍ ميسورة, استعداداً لدخول الأسواق وميادين المنافسة المشروعة.
ثانياً : دراسةُ أحوال السوق، وتلمس حاجات الناس, ومحاولة تلبية المتطلبات المفقودة بأسعار معقولة.
ثالثاً : محاولةَ أيجادَ بدائل ذات جودةٍ عالية للسلع المعروضة, بأسعار مغرية لتحقيق النجاحات المأمولة .
رابعاً : محاولةُ فتحُ أسواقٍ جديدة لترويج البضائع في المدن الصغيرة، وتلبية احتياجاتها.
خامساً : حوضُ غمار المنافسات العقارية, عبر شراء المخططات الحديثة وتسويقها بأسعار منافسة.
سادساً : الاستثمار الصحي, بفتح المصحات وفق ضوابط شرعية, وتلافي المحاذير الموجودة الآن, من اختلاط وخلافه .
سابعاَ : الاستثمار الصناعي والإنتاجي, والزراعي بطرق مدروسة ومتأنية .
أيها المسلمون : إنَّ الإسلام دين الجهاد, والعبادة، ودين الاقتصاد والسياسة, ودين الاجتماع و الإدارة وغيرها. ومنابر الجمع والجماعات، لا ينفي بمعزل عن طرق كلّ هذه المصالح العظيمة, على أساس متين من العلم النافع والمنهج السديد.
اللهمَّ إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،
اللهمَّ زينا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مهتدين,لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين، يا ربَّ العالمين, ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه، إمام المتقين، وقائد الغرِّ المحجلين وعلى ألهِ وصحابته أجمعين.
اللهمَّ آمنا في الأوطانِ والدُور، وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
[1] رواه مسلم (1042) من حديث أبي هريرة t .
[2] رواه مسلم (2984) من حديث أبي هريرة t .
ضرورة تنمية ثروات المسلمين
إنَّ الحمدَ لِله نحمدهُ ونستعينهُ, ونستغفرهُ, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا, ومن سيِّئاتِ أعمالِنا, منْ يَهدهِ اللهُ فلا مُضلَ لـهُ, ومنْ يُضلل فلا هاديَ لـه. وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ لـه, وأشهدُ أنَّ محمداً عبدهُ ورسوله. (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) (آل عمران:102). (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)) (النساء:1). ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)) (الأحزاب:70-71).
أما بعدُ : فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله, وخيرُ الهدي هديُ محمدٍ ص وشرُّ الأمورِ مـُحدثاتُها, وكل محدثةٍ بدعة, وكلَّ بدعةٍ ضلالة, وكلَّ ضلالةٍ في النار .
أما بعدُ أيها المسلمون:
فقد عاشت الأمةُ قروناً طويلَة من الغفلةِ والضياع, والنومِ والسُباتِ العميق, حتى إذا ما أفاقت من غفلتِها وصحتْ من رقدتِها, إذا بها تجدُ نفسَها ممزقة العقائد, مبعثرةَ الأجزاء, منهكة القوى, ممَّا حدا ببعضِ المخلصين إلى محاولةِِ صُنعِ شيءٍ ما, يُُخلِّص أمتَهم من محنتِها, وينتشلُها من تخلفِها وتبعيتِها, فإذا بآمالهمِ وأحلامِهم تصدُم بعقبةٍ كؤود من قلةِِ الإمكاناتِ وشحِّ الموارد، وضُعف التمويل, إنَّ لديهم آمالاً في بناءِ المساجد, وإنشاءِ المدارسِ والمعاهد، لكنَّ المالَ شحيحٌ في أيديهم, إنَّ لديهم آمالاً في طباعةِ الكتبِ وكفالةِ الدعاة، لكنَّ المالَ شحيحٌ في أيديهم. إنَّ لديهم آمالاً في رعايةِ الأيتامِ والأرامل، وتعاهدِ الفقراءِ والمحتاجين، لكنَّّ المالَ شحيحٌ في أيديهم, إنَّ لديهم آمالاً في إطعامِ الجوعى, و إ رواءِ العطشِ وسترِ العُراة، لكنَّ المال شحيح في أيديهم. فما الحلُ يا ترى ؟! هل يكونُ الحلُ باستجداءِ أربابِ الأموال طلباً لإحسانِهم وصدقاتهم؟ أم يكونُ الحلُ باستعطافِ السحابِ أن يُمطرَ ذهباً وفضة ؟!أم يكون الحلُ برفع الرايةِ البيضاء, وإعلانِ الهزيمة والتراجع أمام ضغطِ الواقعِ ومرارتهِ ؟!أم يكونُ الحلُ فيما أرشدَ إليه النبيُ r بقوله (( لأن يغدوَ أحدُكم فيحطُب على ظهرهِ خيرٌ له من أن يسألَ رجلاً أعطاهُ أو منعه ذلك, فإنَّ اليدَ العُليا أفضلُ من اليدِ السفلى, وابدأْ بمنْ تعول)) [1].
فهلْ فقهَ الخير ونَ هذا التوجيهَ النبويَ الكريم، فشمروا عن ساعدِ الجدِ والرجولة, ومشوا في مناكبِ الأرض يبتغونَ من فضل ِالله ويُعفُّون أنفسَهم, ويساهمونَ في مشروعاتِ الخير ِالمعطلة، يومَ بخلَ في تمويلِها عبدةُ الدينارِ والدرهم, هل فكَّر الشباب الخيِّر ون في استثمارِ طاقاتِهم, واستغلالِ إمكاناتِهم, وأصلحوا النيَّة والقَصد, ونزلوا الميدانَ بقوةٍ وذكاء، ليكونَ ما اكتسبوه من الرزقِ الحلال سبباً لنفعِهم, واستغنائِهم من جهة، ورافداً من روافدِ دعمِ الدعوةِ ومشروعاتِ الخيرِ من جهةٍ أخرى, أليس في توجيهِ النبيِ صلى الله عليه وسلم أكبرُ دليلٍ وأوضحهُ إلى ضرورةِ الأخذِ بأسبابِ الكسب، وتنميةِِ الموارد نصرةً للدين و إ عفافاً للنفس, وإحساناً للآخرين. تُرى لو امتلكَ الخير ونَ الثروة مع حسنِ القصدِ وسلامةِ التدبير، كيف ستكونُ عليه أحوالُ المسلمين؟! وكيف ستؤولُ إليه أوضاعُهم؟!وكم من المعاهدِ العلميةِ المنتجة سيرفُعونها ؟!كم من الكتبِ النافِعة المؤثرةِ سيطبعُونها؟! كم من الملاجئِ والمساجدِ سيبنُونها ؟!كم من الآبارِ سيحفُرونها؟ وكم من الأجسادِ العاريةِ سيكسُونها ؟!لو امتلك الخير ون الثروة مع حُسنِ القصدِ وسلامةِ التدبير. كم من أسرةٍ فقيرةٍ سيكفُلونها ؟وكم من أرملةٍ محرومةٍ سيسعدُونها ؟!وكم من فئةٍ مريضةٍ سيعالجُونها ؟!هاك – يرحمك الله – حديثاً صحيحاً تتبينُ من خلالِه كيفَ تكونُ رجاحةُ العقل, وسخاءُ النفس, وسلامةُ التدبير حين تقع الثروةُ في يد رجلٍ صالحٍ يتقي الله ويراقبُه, لم يستولْ الجشعُ عليه, ولم تعرفْ الأنانيةُ طريقاً إليه، فهو يشعُر بالآخرين ويدركُ حاجتَهم, ويحسُ بمعاناتِهم. استمعْ إلى حديثِ أبي هريرةَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لترى كيفَ يتصرفُ الخير ونَ بأموالِهم، وكيف يديرونَ ممتلكاتِهم، لتشملَ ببركتها الأقربينَ والأبعدين (( بينما رجلٌ في فلاةٍ من الأرض فسمع صوتاً في سحابة، اسقي حديقةَ فُلان فتنحى ذلك السحاب، فأفرغ ماءَه في حرة فإذا شرجةٌ من تلك الشِراج قد استوعبتْ الماءَََ كلَّه, فتتبعَ الماء، فإذا رجلٌ قائمٌ في حديقةِ يُحوِّلُ الماءَ بمساحاته, فقال لـه ما اسمك يرحمك الله ؟!قال : فلان فإذا به ذاتُ الاسمِ الذي سمعهُ في السحابِ قبلَ قليل فتعجب، وأردف سائلاً مرة أخرى !!إنِّي سمعتُ صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول أسقي حديقةَ فلان فما تصنعُ فيها ؟!قال : أمَّا إذ قلتَ هذا, فإنِّي أنظُر إلى ما يخرجُ منها فأتصدقُ بثلثهِ, وآكل أنا وعيالي ثلثَه, وأردُّ في الحديقةِ الثلثَ الباقي)) [2]!!
انظرْ – يرحمك الله – كيف يتصرفُ هذا الرجلُ الصالحُ بثروتِه؟ وكيف يقسمُُ مالَه إنَّّه أولاً ؟: رجلٌ حرٌ كريم يعفُ نفسََه وأولادَه, ويستغني عمَّا في أيدي الآخرين. وثانياً : هو جوادٌ سخي طاهرُ القلبِ, كريمُ النفس, يتعاهدُ الفقراءَ والمساكين وذوي الحاجةِ والفاقة، فيخصصُ لهم ثُلثَ أرضِه المباركة.
ثم هو ثالثاً : رجلٌ راجحُ العقل، حسنُ التدبير، يملكُ فكراً استثمارياً حياً, فهو يعيدُ استثمارَ ثُلْثَ نتاج حديقتِه فيها، لمضاعفةِ الإنتاجِ ورفعِ الكفاءة, ثم هو رابعاً : رجلٌ لم يتقوقعْ في صومعة أو يترهبنْ في مغارة, أو جلسَ مع عتباتِ اللئام يستجديْ فُتاتَ موائدِهم، ولكنَّه شمَّر عن ساعده، وأمسكَ بماسحاته, وجدَّ واجتهد، يأكُل من كسبِ يده، ويمسحُ العرقَ بطرفِ ثوبِه, فسُخِّر لـه السحاب يسقي حديقتَه ويروي زروعََه, وهذا البطلُ الشهيد، شهيدُ الإسلام - عُثمان رضي الله عنه - ماذا صنع بثروتهِ ؟ وكيفَ تصرفَ بأملاكهِ ؟!
أليس هو الذي حفَر بئرَ رُومة ؟ وسبَّل ماءَه للمسلمين. وأنفقَ فيه بلا حساب ؟! أليس هو الذي جهَّز جيشَ العُسرة بثلاثمائةِ بعيرٍ بأقتابها وأحلا سها ؟!وجاء بألفِ دينارٍ من ذهب، فصبَّها في حجرِ رسولِ صلى الله عليه وسلم
أيها الأحبةُ في الله : إنَّنا نتساءل أينَ ذهبت ثرواتُ العالم يوم زَهِدَ فيها الخيرون, واغتروا بدعوات الخاملين، التي رفع لوائَها المتصوفةُ وأذنابُهم.ألم يذهبْ شطرٌ كبيرٌ منها في أيدي اليهود؟!فماذا صنع اليهود؟ يوم امتلكوا الثروة, وسيطروا على عوامل الإنتاج, ورؤوسِ الأموال؟! ماذا صنع اليهود ألم يسخِّروا ثرواتِهم في تنفيذِ سياساتِهم التوسعية، وخططِهم الجهنمية؟ ألم يوظفوا ثرواتِهم في تطويعِ السياساتِ العالمية، لخدمة مآرِبهم وأهدافِهم, وتبني قضَاياهم وتوجهاتِهم ؟!
ألم يوظفْ اليهودُ ثروتَهم لبناءِ قوةٍ عسكريةٍ ضاربة، يرعبونَ بها المسلمين ويبتزونهم, ويُذلِّونهم؟ ألم يفرضْ اليهوُد من خلالِِ ثرواتِهم بنوكَ الربا، ويُفسدوا العالم بما أنشأوه من دور الفنِّ والخلاعة، وبيوت السُكر والعربدة ,
وماذا صنعَ النصارى يوم امتلكوا الثروة ؟! ألم يوظفوا ثروتَهم في تنصيرِ العالمِ وإضلالهِ, عبر ما جهزوه من الإرسالياتِ الضخمة، والبعثاتِ التنصيريةِ الهائلة؟! ألم يساوموا فقراءَ المسلمينَ خاصة على عقائدِهم, ويُدنِّسوا فطَرهم مقابل شربة ٍ من ماءٍ ملوث، أو لقمةٍ من طعامٍ فاسد؟
ألم يحملوا أطفالَ المسلمين في بواخرهِم كالقطيع، إلى حيثُ تُمسخُ العقيدة وتُدمرُ الأخلاق ؟! ألم يسخرْ النصارى ثروتَهم في بناءِ الكنائس وطباعةِ الإنجيل, ورفعِ الصليبِ في كلِّ مكان ؟!ويوم فاضتْ حقولهمُ بالمحاصيل، وضاقتْ مزارعهمُ من كثرة الإنتاج، هل أطعموها الفقراءَ والمساكين, والجوعى والمحرومين ؟! أم ألقوا بالفائض في عَرْض المحيط، خشيةَ هبوطِ الأسعار، وتفادياً لغضبِ الزارعينَ والتجار؟ فأين هم رسل الرحمة وملائكة الإحسان؟!ماذا صنعَ الروافض الكفرة يومَ امتلكوا الثروة, وتكدستْ في أيديهِم الأموالُ الطائلة؟! ماذا صنع الروافضُ بالثروة ؟! وبأي شيءٍ وظَّفوها, ولأي شيءٍ سخروها؟! ألم يؤججوا الفتنَ هُنا وهناك ؟!
ألم يمددوا الخلايا التخريبيةَ بالسلاح كما في أفغانستان ولبنان ؟! ألم يعيدُوا طباعةَ خُرافاتِهم التي طواها الزمانُ منذ عشراتِ السنينَ ؟! ألم ينافسوا النصارى الصليبين في غزوِ القارةِ السوداء، مستغلينَ فقرَ المسلمين وجوعَهم وجهلَهم، وغفلة أهل السنة عنهم, فلقنوهم الرفضَ كباراً وصغاراً حتى تشيعتْ قُرى بأكملِها, وارتدتْ قبائلُ عن بكرةِ أبيها ؟!ماذا صنع الروافضُ الأشقياء يوم امتلكوا المالَ والثروة، ألم يسخِّروا أبواقَهم وإذا عاتِهم في الإرجافِ وتأجيجِ الفتن، ونشرِ بدعهِم وخُزعبلاتهم, والكيدِ لأهلِ السُنَّة وحُماة الملة ؟! بل ماذا صَنعَ فُساقُ أهلِ السُنة يوم امتلكَ بعضهم الثروة ؟! أما أفسدوا أبناءَهم وأسرَهم بما هيئوه لهم مِن أسبابِ الشَّر والفتنة ؟!أما بددوا أموالَهم في إرواءِ شهواتِهم وإرضاءِ غرائزهِم ؟! وإشباعِ غرورهم؟! أما علموا أنَّ في أموالهمِ حقاً للسائلِ والمحروم؟ أما علموا أنَّ في أموالهمِ حقاً للأرملةِ واليتم ؟!أما علموا أنَّ في أموالهمِ حقاً للمجاهِدِ وابنِ السبيل؟!
فلماذا تُبعثرُ الأموال ذاتَ اليمين وذاتَ الشمال؟!ومشروعاتُ الخيرِ معطلةٌ ومجمدة تشكو إلى ربها قسوةَ القلوب، وجفافَ الطباع, وبر ود المشاعر .
فمتى يستيقظُ الخيرون، ويسارعون إلى إعدادِ القوةِ التي أُمروا بإعدادِها يقول الباري جلَّ جلاله ((وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ..)) (الأنفال:60) .
وقد علموا أنَّ القوةَ الاقتصاديةََ اليوم هي القوةُ القاهرة, ذات الكلمةِ المسموعة, والضربةِ الموجعة !!
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وأيَّا كم بالذكرِ الحكيم، واستغفر الله لي ولكم إنَّهُ هو الغفورُ الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله يُعطي ويمنع, ويخفضُ ويرفع, ويضرُ وينفع, ألا إلى اللهِ تصيرُ الأمور. وأُصلي وأسلمُ على الرحمةِ المهداة, والنعمةِ المُسداة, وعلى آلهِ وأصحابه والتابعين .
أما بعد أيها المسلمون :
فمن الوسائل المثمرة والمفيدة في تنمية المال وزيادة بركته:
أولاً : تكوين الشركات بين الخيرين, ولو بروؤس أمول صغيرة, وعلى شكل أسهمٍ ميسورة, استعداداً لدخول الأسواق وميادين المنافسة المشروعة.
ثانياً : دراسةُ أحوال السوق، وتلمس حاجات الناس, ومحاولة تلبية المتطلبات المفقودة بأسعار معقولة.
ثالثاً : محاولةَ أيجادَ بدائل ذات جودةٍ عالية للسلع المعروضة, بأسعار مغرية لتحقيق النجاحات المأمولة .
رابعاً : محاولةُ فتحُ أسواقٍ جديدة لترويج البضائع في المدن الصغيرة، وتلبية احتياجاتها.
خامساً : حوضُ غمار المنافسات العقارية, عبر شراء المخططات الحديثة وتسويقها بأسعار منافسة.
سادساً : الاستثمار الصحي, بفتح المصحات وفق ضوابط شرعية, وتلافي المحاذير الموجودة الآن, من اختلاط وخلافه .
سابعاَ : الاستثمار الصناعي والإنتاجي, والزراعي بطرق مدروسة ومتأنية .
أيها المسلمون : إنَّ الإسلام دين الجهاد, والعبادة، ودين الاقتصاد والسياسة, ودين الاجتماع و الإدارة وغيرها. ومنابر الجمع والجماعات، لا ينفي بمعزل عن طرق كلّ هذه المصالح العظيمة, على أساس متين من العلم النافع والمنهج السديد.
اللهمَّ إنَّا نسألُك إيماناً يُباشرُ قلوبنا، ويقيناً صادقاً، وتوبةً قبلَ الموتِ، وراحةً بعد الموتِ، ونسألُكَ لذةَ النظرِ إلى وجهكَ الكريمِ, والشوق إلى لقائِكَ في غيِر ضراءَ مُضرة، ولا فتنةً مضلة،
اللهمَّ زينا بزينةِ الإيمانِ، واجعلنا هُداةً مهتدين,لا ضاليَن ولا مُضلين, بالمعروف آمرين, وعن المنكر ناهين، يا ربَّ العالمين, ألا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه، إمام المتقين، وقائد الغرِّ المحجلين وعلى ألهِ وصحابته أجمعين.
اللهمَّ آمنا في الأوطانِ والدُور، وأصلحِ الأئمةَ وولاةِ الأمورِ, يا عزيزُ يا غفور, سبحان ربك رب العزة عما يصفون.
[1] رواه مسلم (1042) من حديث أبي هريرة t .
[2] رواه مسلم (2984) من حديث أبي هريرة t .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى