رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
د . سليمان بن حمد العودة
فرض الحج ومنافعه
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه, ونستغفره.
اخوة الإسلام: في هذه الأيام تتوق نفوس المؤمنين إلى زيارة البلد الحرام، وتتطلع الأفئدة لأداء مناسك الحج, أحد فرائض الإسلام. وهناك من يقدر له ذلك, ويشاء الله أن يبلغه إتمام المناسك وقضاء النسك، وهناك أخرون تقعد بهم الحاجة، أو تنعدم لديهم الوسيلة، أو يشغلهم ما هم فيه من فتن ومحنٍ عن مجرد التفكير في الحج، فضلا عن الاستعداد له أو بلوغه.
وعلى الذين يعيشون حالة الأمن والرخاء, أن يشكروا الله على هذه النعمة, وأن يستثمروا أعمارهم وصحتهم في المسارعة للخيرات، وعدم التسويف في عمل الصالحات, وعليهم أن يشاركوا إخوانهم محنتهم بالدعاء والدعم, والمساندة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وفي مواطن الحج ومواقفه فرصة للدعاء، وهي حرية بالإجابة والقبول، فلا تحرموا أنفسكم وإخوانكم المسلمين من الدعاء, فهو سلاح نافذ، وهو طريق لتفريج الكر بات بإذن الله.
أيها المسلمون: لقد أنزل الله فيما أنزل في كنابه الكريم على رسوله الأمين قوله تعالى: (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)(آل عمران: من الآية97)) ([1])
قال أهل التفسير: هذه آية وجوب الحج عند الجمهور. وقيل: بل هي قوله تعالى : ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )) والقول الأول أظهر([2]).
وقد وردت الأحاديث المتعددة, بأنه أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضرورياً, وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع.
وقد روى الإمام أحمد في مسنده، والإمام مسلم في صحيحه بسندهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس: قد فُرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال: ذر وني ما تركتم، إنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم, واختلافهم على أنبيائهم، وإذا أمرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شىء فدعوه "([3]).
وقد اختلفت عبارات السلف في المقصود بمعنى قوله تعالى : (( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)) ويجمعها: الزاد والراحلة والصحة، ويؤكدها قول الرسول صلى الله عليه وسلم وقد سئل: من الحاج يا رسول الله ؟ قال: ( الشعث التفل"، فقام آخر فقال: أي الحج أفضل يا رسول الله؟ قال:"العج والثج "، فقام آخر (وهنا موضع الشاهد) فقال: ما السبيل يا رسول الله ؟ قال: الزاد والراحلة ) ([4]).
والمقصود بالشعث التفل: الذي لم يحلق رأسه، وقد اغبر من عدم الغسل، وتفرق من عدم المشط: أي تارك الزينة، و التفل: الذي ترك استعمال الطيب.
أما العج فالمقصود به: رفع الصوت بالتلبية، والثج سيلان دم الهدي والأضاحي (المصادر السابقة).
اخوة الإسلام ويا من قدرتم على الحج وتيسرت لكم سبله ولم تحجوا بعد، الله الله بالمبادرة تأدية لفرض الله، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم, وهو يحثكم على الاستعجال في ذلك ويقول: "تعجلوا إلى الحج- يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له" ([5]) .
وفي الحديث الآخر, يؤكد صلى الله عليه وسلم على الاستعجال في أداء الفريضة، ويبين العوارض التي قد تصد الإنسان، فيقول صلى الله عليه وسلم: "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة, وتعرض الحاجة"([6]).
وحذاري- أخي المسلم- من التفريط في أداء الواجبات بشكل عام، وتأمل عقوبة من أطاق الحج فلم يحج- بشكل خاص- يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا" قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إلى عمر([7]) ، وروى سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة- أي مالا وقادرا على الحج- فلم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين" ([8]).
أيها المسلمون.. وفضلا عن كون الحج أحد أركان الإسلام التي لاقيام له بدونه، وقد قال الله تعالى في نهاية آية الحج السابقة : (( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) قال ابن عباس وغيره رضي الله عنهما في تأويلها : أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه ([9]) .
فضلا عن وجوبه وعظم جريرة من جحده وأنكره.. فإن للحج سواء كان فريضة أو نفلا منافع جمة، وفضائل كثيرة، جمعها الله تعالى في قوله : (( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ )) وجاء بيانها في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فمن منافع الحج وثماره: أنه وسيلة لمغفرة الذنوب، وهل يوجد شخص خلوا من الذنوب والمعاصي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) ([10]) .
ويروى عن أبي هريرة أنه قال: "حجة مبرورة تكفر خطايا سنة" ([11]) .
وقد ثبت أن الحج يهدم ما قبله من الذنوب، كما ورد في قصة إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبسط يمينك لأبايعك، فبسط الرسول صلى الله عليه وسلم يده، فقبضها عمرو، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مالك يا عمرو؟ قال: أردت أن أشترط، قال: تشترط ماذا؟ قال: أن يغفر لي، قال: "أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ماكان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ماكان قبله ([12]) وياله من فضل عظيم لمن وفقه الله.
ومن منافع الحج أن المتابعة فيه والاستمرار على العمرة معه سببان مانعان بإذن الله دون الفقر والذنوب، يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة"([13]) .
والحج المبرور طريق إلى الجنة.. وهي مبتغى كل مسلم- وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) ([14]) .
وفي الحديث الآخر "وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة"([15]) والحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم "([16]) . وفي لفظ: ( الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم ) ([17])
ومن منافع الحج أنه جهاد لكل ضعيف، وفي الحديث الصحيح يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم: ( الحج جهاد كل ضعيف ) ([18]) .
هذا فضلا عن كونه يعفي النساء عن الجهاد، ففي الحديث المتفق على صحته تقول عائشة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم : في الجهاد، فقال: (جهادكن الحج) ([19]) .
وفي الحديث الآخر: قالت عائشة رضي الله عنها : قلت يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: ( نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة) ([20])
والحج معاشر المسلمين- وسيلة بر للأرحام والأقربين، فمن حج عن أبيه أو عن أمه أو عن أحد أقاربه فهو من البر الذي تصدق لهم، لكن لابد أن يكون قد أدى الفريضة عن نفسه، ففي الحديث الصحيح عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن، قال:"حج عن أبيك واعتمر) ([21]) .
ويالها من فرصة يبر فيها الأحياء للأموات أو لمن لا يستطيعون الحج وإن كانوا أحياء، وخاصة إذا كانت فريضة الإسلام، فانفعوا أنفسكم معاشر المسلمين، وبروا غيركم، واستبقوا الخيرات، وبادروا بالطاعات، واعلموا أن ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا، واستغفر الله إن الله غفور رحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين يستحق الحمد والثناء، أشكره تعالى على نعمه وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى إخوانه وآله.
إخوة الإسلام لا تقف منافع الحج وآثاره عند هذا الحد، إذ أن الحج معبر وسبب لكثير من العبادات، ففيه ذكر الله دائما وأبدا : (( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ)) , (( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ))..وفيه الاستغفار : (( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا ))
وفيه يلهج الحجيج بالتهليل والتكبير، كلما طافوا أو سعوا، وكلما رموا الجمار أو ذبحوا، بل وكلما أقاموا في مكان أو ارتحلوا، أو هبطوا ثنية أو صعدوا. ويكفي الحجيج أن يتلبسوا بالتوحيد، ويجعلوه شعارهم، وألسنتهم تردد لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ويالها من كلمات عظمى لو عقلها والتزم بها المسلمون في حلهم وإحرامهم، وفي كل لحظة من لحظات حياتهم.
والحج فرصة لنحر الهدي والتقرب إلى الله بسفك الدماء، قال الله تعالى
(( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)) (الحج:32)
قال مجاهد- رحمه الله- يريد استعظام البدن واستسمانها([22]) .
والحج فرصة كذلك لإطعام الطعام وإفشاء السلام وطيب الكلام. وقد جاء في الحديث: ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، قيل: ومابره ؟ قال: "إطعام الطعام، وطيب الكلام ) ([23])
فأنت مدعو أخي الحاج لإطعام الطعام وإفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف، والكلمة الطيبة تشيع المحبة بين المسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للخير، كل ذلك من سمات المسلمين في كل زمان ومكان، ولاسيما في هذه الأزمان والأماكن الفاضلة، وحيث يجتمع المسلمون من كل حدب وصوب.
وأنت مدعو أخي الحاج لحفظ لسانك وسمعك وبصرك، وجميع جوارحك عن الحرام في كل منزل من منازل الحج، ولاسيما في المواطن التي ينبغي الاشتغال فيها بذكر الله كيوم عرفة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان فلان ردف النبي صلى الله عليه وسلم (وفي رواية كان الفضل بن عباس) يوم عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أي أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له ) ([24]) فهل يقدر المسلمون عامة والحجاج خاصة هذا اليوم حق قدره، فيشتغلوا بذكر الله ودعائه، أم تراهم يجتمعون للأحاديث العابرة، والحكايات النادرة التي تستجيب لها النفوس.. وكان يوما كسائر الأيام ؟!
والحج وسيلة للكسب الحلال لمن هو محتاج إلى ذلك، قال الله تعالى : (( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ)) (البقرة: من الآية198) ([25]) .
روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواق الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في الموسم فنزلت هذه الآية. وروى أبو داود وغيره عن ابن عباس قال: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج، يقولون: أيام ذكر. فأنزل الله : (( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ))([26]) . وبالجملة فالحج معدود في فضائل الأعمال بعد الإيمان والجهاد، ففي الحديث المتفق على صحته " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور"([27]) .
حجاج بيت الله الحرام أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومراقبته فيما تعملون أو تدعون، وأنصحكم ونفسي بالإخلاص لله في العمل، والمتابعه لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو القائل: ( خذو عني مناسككم ) وليس يسوغ لك أخي الحاج أن تذهب إلى المشاعر وأنت لا تدري ما تصنع وترى أنه يكفيك أن تذهب مع الناس حيث ذهبوا، وتتحرك معهم حيث تحركوا، بل عليك أن تعرف أحكام الحج، وأركانه وواجباته وسننه، فإن كنت قارئا فاقرأ مناسك الحج لأصحاب الفضيلة العلماء، وان كنت لا تستطيع القراءة فاستمع إلى هذه الأحكام مسجلة على أشرطة- الكاسيت، وهي منتشرة والحمد لله.
وان لم يتيسر لك هذا ولا ذاك فاسأل عن الأحكام الهامة وصفة الحج والعمرة
قبل السفر، فليس يسوغ لك الجهل في هذا الزمان.. ولا تعذر بالتقصير بكل حال- حتى عند المشاعر يتوفر علماء ودعاة يستقبلون السائلين ويوجهون الغرباء، واحرص على الرفقة الصالحة فهم خير معين لك على معرفة ما تجهل، أو تذكيرك حين تغفل، وسأتعرض في الخطبة القادمة إن شاء الله لبعض أحكام الحج التي تدعو الحاجة لبيانها، وبعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الحجاج، هدانا الله وإياهم للحق وثبتنا عليه، ورزقنا البصيرة في ديننا والفقه في عبادتنا.
أيها المسلمون من غير الحجاج أمامكم فرصة هذه الأيام لا تعوض ألا وهي عشر ذي الحجة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم بشأنها ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) ([28]) .
فاجتهدوا بكل طاعة من صيام وصدقة وذكر وصلاة ونحوها.. واعلموا أن على من أراد الأضحية منكم ألا يأخذ من شعره ولا ظفره شيء حتى يضحي.
[1] آل عمران: 97
[2] تفسير ابن كثير 2/67
[3] مسند أحمد 2/508، ومسلم كتاب الحج 2/102، تفسير ابن كثير2/67
[4] الحديث رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي حاتم وغيرهم بإسناد حسن، مشكاة المصابيح2/776، انظر كلام ابن كثير في تصحيحه 2/68 التفسير.
[5] الحديث رواه أحمد بسند صحيح، صحيح الجامع3/43، تفسير ابن كثير2/ 69
[6] تفسير ابن كثير2/70
[7] تفسير ابن كثير2/70
[8] تفسير ابن كثير2/70، آل عمران 97
[9] تفسبر ابن كثير2/69
[10] الحديث رواه أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، صحيح الجامع 5/281،قال الحافظ ابن حجر: أي بغير ذنب، وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات، وهو من أقوى الشواهد لحديث العباس بن مردا س المصرح بذلك (الفتح 3/382، 383).
[11] رواه ابن حبان، المتجر الرابح ص 286
[12] رواه ابن خزيمة، وهو في مسلم أطول من هذا، المتجر الرابح ص 285
[13] رواه الترمذي والنسائي بإسناد حسن، مشكاة المصابيح2/775
[14] رواه أحمد وغيره بإسناد حسن، صحيح الجامع3/97
[15] تكملة السابق
[16] حديث صحيح رواه البزار بسند حسن، صحيح الجامع 3
[17] حديث صحيح رواه البزار بسند حسن، صحيح الجامع 3
[18] رواه ابن ماجة بسند حسن، صحيح الجامع 3/97
[19] رواه ابن ماجة بسند حسن، صحيح الجامع 3/97
[20] رواه ابن ماجة وأحمد بسند صحيح، المشكاة 2/777
[21] الحديث رواه الترمذي، وأبو داود والنسائي، وقال الترمذي حسن صحيح، صحيح الجامع 3/88، المشكاة 2/776
[22] المتجر الرابح ص 315
[23] رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن، وابن خزيمة والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وفي رواية لأحمد قال: "إطعام الطعام، وإفشاء السلام، المتجر الرابح/287.
[24] رواه أحمد بإسناد صحيح، وابن خزيمة، المتجر الرابح ص 313
[25] البقرة: 198
[26] تفسير ابن كثير 1/349
[27] رواه البخاري ومسلم، المتجر الرابح: 284، الفتح3/381
[28] رواه البخاري وغيره
فرض الحج ومنافعه
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه, ونستغفره.
اخوة الإسلام: في هذه الأيام تتوق نفوس المؤمنين إلى زيارة البلد الحرام، وتتطلع الأفئدة لأداء مناسك الحج, أحد فرائض الإسلام. وهناك من يقدر له ذلك, ويشاء الله أن يبلغه إتمام المناسك وقضاء النسك، وهناك أخرون تقعد بهم الحاجة، أو تنعدم لديهم الوسيلة، أو يشغلهم ما هم فيه من فتن ومحنٍ عن مجرد التفكير في الحج، فضلا عن الاستعداد له أو بلوغه.
وعلى الذين يعيشون حالة الأمن والرخاء, أن يشكروا الله على هذه النعمة, وأن يستثمروا أعمارهم وصحتهم في المسارعة للخيرات، وعدم التسويف في عمل الصالحات, وعليهم أن يشاركوا إخوانهم محنتهم بالدعاء والدعم, والمساندة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وفي مواطن الحج ومواقفه فرصة للدعاء، وهي حرية بالإجابة والقبول، فلا تحرموا أنفسكم وإخوانكم المسلمين من الدعاء, فهو سلاح نافذ، وهو طريق لتفريج الكر بات بإذن الله.
أيها المسلمون: لقد أنزل الله فيما أنزل في كنابه الكريم على رسوله الأمين قوله تعالى: (( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)(آل عمران: من الآية97)) ([1])
قال أهل التفسير: هذه آية وجوب الحج عند الجمهور. وقيل: بل هي قوله تعالى : ((وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ )) والقول الأول أظهر([2]).
وقد وردت الأحاديث المتعددة, بأنه أحد أركان الإسلام ودعائمه وقواعده، وأجمع المسلمون على ذلك إجماعا ضرورياً, وإنما يجب على المكلف في العمر مرة واحدة بالنص والإجماع.
وقد روى الإمام أحمد في مسنده، والإمام مسلم في صحيحه بسندهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس: قد فُرض عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال: ذر وني ما تركتم، إنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم, واختلافهم على أنبيائهم، وإذا أمرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شىء فدعوه "([3]).
وقد اختلفت عبارات السلف في المقصود بمعنى قوله تعالى : (( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)) ويجمعها: الزاد والراحلة والصحة، ويؤكدها قول الرسول صلى الله عليه وسلم وقد سئل: من الحاج يا رسول الله ؟ قال: ( الشعث التفل"، فقام آخر فقال: أي الحج أفضل يا رسول الله؟ قال:"العج والثج "، فقام آخر (وهنا موضع الشاهد) فقال: ما السبيل يا رسول الله ؟ قال: الزاد والراحلة ) ([4]).
والمقصود بالشعث التفل: الذي لم يحلق رأسه، وقد اغبر من عدم الغسل، وتفرق من عدم المشط: أي تارك الزينة، و التفل: الذي ترك استعمال الطيب.
أما العج فالمقصود به: رفع الصوت بالتلبية، والثج سيلان دم الهدي والأضاحي (المصادر السابقة).
اخوة الإسلام ويا من قدرتم على الحج وتيسرت لكم سبله ولم تحجوا بعد، الله الله بالمبادرة تأدية لفرض الله، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم, وهو يحثكم على الاستعجال في ذلك ويقول: "تعجلوا إلى الحج- يعني الفريضة- فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له" ([5]) .
وفي الحديث الآخر, يؤكد صلى الله عليه وسلم على الاستعجال في أداء الفريضة، ويبين العوارض التي قد تصد الإنسان، فيقول صلى الله عليه وسلم: "من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة, وتعرض الحاجة"([6]).
وحذاري- أخي المسلم- من التفريط في أداء الواجبات بشكل عام، وتأمل عقوبة من أطاق الحج فلم يحج- بشكل خاص- يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "من أطاق الحج فلم يحج، فسواء عليه يهوديا مات أو نصرانيا" قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح إلى عمر([7]) ، وروى سعيد بن منصور في سننه عن الحسن البصري قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "لقد هممت أن أبعث رجالا إلى هذه الأمصار فينظروا كل من كان له جدة- أي مالا وقادرا على الحج- فلم يحج فيضربوا عليهم الجزية ما هم بمسلمين، ما هم بمسلمين" ([8]).
أيها المسلمون.. وفضلا عن كون الحج أحد أركان الإسلام التي لاقيام له بدونه، وقد قال الله تعالى في نهاية آية الحج السابقة : (( وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)) قال ابن عباس وغيره رضي الله عنهما في تأويلها : أي ومن جحد فريضة الحج فقد كفر والله غني عنه ([9]) .
فضلا عن وجوبه وعظم جريرة من جحده وأنكره.. فإن للحج سواء كان فريضة أو نفلا منافع جمة، وفضائل كثيرة، جمعها الله تعالى في قوله : (( لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ )) وجاء بيانها في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فمن منافع الحج وثماره: أنه وسيلة لمغفرة الذنوب، وهل يوجد شخص خلوا من الذنوب والمعاصي، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( من حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) ([10]) .
ويروى عن أبي هريرة أنه قال: "حجة مبرورة تكفر خطايا سنة" ([11]) .
وقد ثبت أن الحج يهدم ما قبله من الذنوب، كما ورد في قصة إسلام عمرو بن العاص رضي الله عنه وقد جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أبسط يمينك لأبايعك، فبسط الرسول صلى الله عليه وسلم يده، فقبضها عمرو، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مالك يا عمرو؟ قال: أردت أن أشترط، قال: تشترط ماذا؟ قال: أن يغفر لي، قال: "أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ماكان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ماكان قبله ([12]) وياله من فضل عظيم لمن وفقه الله.
ومن منافع الحج أن المتابعة فيه والاستمرار على العمرة معه سببان مانعان بإذن الله دون الفقر والذنوب، يقول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة"([13]) .
والحج المبرور طريق إلى الجنة.. وهي مبتغى كل مسلم- وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) ([14]) .
وفي الحديث الآخر "وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة"([15]) والحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم "([16]) . وفي لفظ: ( الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم ) ([17])
ومن منافع الحج أنه جهاد لكل ضعيف، وفي الحديث الصحيح يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم: ( الحج جهاد كل ضعيف ) ([18]) .
هذا فضلا عن كونه يعفي النساء عن الجهاد، ففي الحديث المتفق على صحته تقول عائشة رضي الله عنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم : في الجهاد، فقال: (جهادكن الحج) ([19]) .
وفي الحديث الآخر: قالت عائشة رضي الله عنها : قلت يا رسول الله على النساء جهاد؟ قال: ( نعم، عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة) ([20])
والحج معاشر المسلمين- وسيلة بر للأرحام والأقربين، فمن حج عن أبيه أو عن أمه أو عن أحد أقاربه فهو من البر الذي تصدق لهم، لكن لابد أن يكون قد أدى الفريضة عن نفسه، ففي الحديث الصحيح عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة ولا الظعن، قال:"حج عن أبيك واعتمر) ([21]) .
ويالها من فرصة يبر فيها الأحياء للأموات أو لمن لا يستطيعون الحج وإن كانوا أحياء، وخاصة إذا كانت فريضة الإسلام، فانفعوا أنفسكم معاشر المسلمين، وبروا غيركم، واستبقوا الخيرات، وبادروا بالطاعات، واعلموا أن ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا، واستغفر الله إن الله غفور رحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين يستحق الحمد والثناء، أشكره تعالى على نعمه وأستغفره من جميع الذنوب وأتوب إليه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى إخوانه وآله.
إخوة الإسلام لا تقف منافع الحج وآثاره عند هذا الحد، إذ أن الحج معبر وسبب لكثير من العبادات، ففيه ذكر الله دائما وأبدا : (( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ)) , (( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ))..وفيه الاستغفار : (( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا ))
وفيه يلهج الحجيج بالتهليل والتكبير، كلما طافوا أو سعوا، وكلما رموا الجمار أو ذبحوا، بل وكلما أقاموا في مكان أو ارتحلوا، أو هبطوا ثنية أو صعدوا. ويكفي الحجيج أن يتلبسوا بالتوحيد، ويجعلوه شعارهم، وألسنتهم تردد لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ويالها من كلمات عظمى لو عقلها والتزم بها المسلمون في حلهم وإحرامهم، وفي كل لحظة من لحظات حياتهم.
والحج فرصة لنحر الهدي والتقرب إلى الله بسفك الدماء، قال الله تعالى
(( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)) (الحج:32)
قال مجاهد- رحمه الله- يريد استعظام البدن واستسمانها([22]) .
والحج فرصة كذلك لإطعام الطعام وإفشاء السلام وطيب الكلام. وقد جاء في الحديث: ( الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"، قيل: ومابره ؟ قال: "إطعام الطعام، وطيب الكلام ) ([23])
فأنت مدعو أخي الحاج لإطعام الطعام وإفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف، والكلمة الطيبة تشيع المحبة بين المسلمين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة للخير، كل ذلك من سمات المسلمين في كل زمان ومكان، ولاسيما في هذه الأزمان والأماكن الفاضلة، وحيث يجتمع المسلمون من كل حدب وصوب.
وأنت مدعو أخي الحاج لحفظ لسانك وسمعك وبصرك، وجميع جوارحك عن الحرام في كل منزل من منازل الحج، ولاسيما في المواطن التي ينبغي الاشتغال فيها بذكر الله كيوم عرفة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان فلان ردف النبي صلى الله عليه وسلم (وفي رواية كان الفضل بن عباس) يوم عرفة، فجعل الفتى يلاحظ النساء وينظر إليهن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أي أخي إن هذا يوم من ملك فيه سمعه وبصره ولسانه غفر له ) ([24]) فهل يقدر المسلمون عامة والحجاج خاصة هذا اليوم حق قدره، فيشتغلوا بذكر الله ودعائه، أم تراهم يجتمعون للأحاديث العابرة، والحكايات النادرة التي تستجيب لها النفوس.. وكان يوما كسائر الأيام ؟!
والحج وسيلة للكسب الحلال لمن هو محتاج إلى ذلك، قال الله تعالى : (( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ)) (البقرة: من الآية198) ([25]) .
روى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواق الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في الموسم فنزلت هذه الآية. وروى أبو داود وغيره عن ابن عباس قال: كانوا يتقون البيوع والتجارة في الموسم والحج، يقولون: أيام ذكر. فأنزل الله : (( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ))([26]) . وبالجملة فالحج معدود في فضائل الأعمال بعد الإيمان والجهاد، ففي الحديث المتفق على صحته " سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور"([27]) .
حجاج بيت الله الحرام أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومراقبته فيما تعملون أو تدعون، وأنصحكم ونفسي بالإخلاص لله في العمل، والمتابعه لرسوله صلى الله عليه وسلم وهو القائل: ( خذو عني مناسككم ) وليس يسوغ لك أخي الحاج أن تذهب إلى المشاعر وأنت لا تدري ما تصنع وترى أنه يكفيك أن تذهب مع الناس حيث ذهبوا، وتتحرك معهم حيث تحركوا، بل عليك أن تعرف أحكام الحج، وأركانه وواجباته وسننه، فإن كنت قارئا فاقرأ مناسك الحج لأصحاب الفضيلة العلماء، وان كنت لا تستطيع القراءة فاستمع إلى هذه الأحكام مسجلة على أشرطة- الكاسيت، وهي منتشرة والحمد لله.
وان لم يتيسر لك هذا ولا ذاك فاسأل عن الأحكام الهامة وصفة الحج والعمرة
قبل السفر، فليس يسوغ لك الجهل في هذا الزمان.. ولا تعذر بالتقصير بكل حال- حتى عند المشاعر يتوفر علماء ودعاة يستقبلون السائلين ويوجهون الغرباء، واحرص على الرفقة الصالحة فهم خير معين لك على معرفة ما تجهل، أو تذكيرك حين تغفل، وسأتعرض في الخطبة القادمة إن شاء الله لبعض أحكام الحج التي تدعو الحاجة لبيانها، وبعض الأخطاء التي يقع فيها بعض الحجاج، هدانا الله وإياهم للحق وثبتنا عليه، ورزقنا البصيرة في ديننا والفقه في عبادتنا.
أيها المسلمون من غير الحجاج أمامكم فرصة هذه الأيام لا تعوض ألا وهي عشر ذي الحجة التي قال النبي صلى الله عليه وسلم بشأنها ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من هذه الأيام يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله، قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) ([28]) .
فاجتهدوا بكل طاعة من صيام وصدقة وذكر وصلاة ونحوها.. واعلموا أن على من أراد الأضحية منكم ألا يأخذ من شعره ولا ظفره شيء حتى يضحي.
[1] آل عمران: 97
[2] تفسير ابن كثير 2/67
[3] مسند أحمد 2/508، ومسلم كتاب الحج 2/102، تفسير ابن كثير2/67
[4] الحديث رواه الترمذي وابن ماجه وابن أبي حاتم وغيرهم بإسناد حسن، مشكاة المصابيح2/776، انظر كلام ابن كثير في تصحيحه 2/68 التفسير.
[5] الحديث رواه أحمد بسند صحيح، صحيح الجامع3/43، تفسير ابن كثير2/ 69
[6] تفسير ابن كثير2/70
[7] تفسير ابن كثير2/70
[8] تفسير ابن كثير2/70، آل عمران 97
[9] تفسبر ابن كثير2/69
[10] الحديث رواه أحمد والبخاري والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، صحيح الجامع 5/281،قال الحافظ ابن حجر: أي بغير ذنب، وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات، وهو من أقوى الشواهد لحديث العباس بن مردا س المصرح بذلك (الفتح 3/382، 383).
[11] رواه ابن حبان، المتجر الرابح ص 286
[12] رواه ابن خزيمة، وهو في مسلم أطول من هذا، المتجر الرابح ص 285
[13] رواه الترمذي والنسائي بإسناد حسن، مشكاة المصابيح2/775
[14] رواه أحمد وغيره بإسناد حسن، صحيح الجامع3/97
[15] تكملة السابق
[16] حديث صحيح رواه البزار بسند حسن، صحيح الجامع 3
[17] حديث صحيح رواه البزار بسند حسن، صحيح الجامع 3
[18] رواه ابن ماجة بسند حسن، صحيح الجامع 3/97
[19] رواه ابن ماجة بسند حسن، صحيح الجامع 3/97
[20] رواه ابن ماجة وأحمد بسند صحيح، المشكاة 2/777
[21] الحديث رواه الترمذي، وأبو داود والنسائي، وقال الترمذي حسن صحيح، صحيح الجامع 3/88، المشكاة 2/776
[22] المتجر الرابح ص 315
[23] رواه أحمد والطبراني بإسناد حسن، وابن خزيمة والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وفي رواية لأحمد قال: "إطعام الطعام، وإفشاء السلام، المتجر الرابح/287.
[24] رواه أحمد بإسناد صحيح، وابن خزيمة، المتجر الرابح ص 313
[25] البقرة: 198
[26] تفسير ابن كثير 1/349
[27] رواه البخاري ومسلم، المتجر الرابح: 284، الفتح3/381
[28] رواه البخاري وغيره
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى