حبيبه الرحمن
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا أحسن الله إليك:
أصدر أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل قراراً بغلق حلقات تحفيظ القرآن الكريم بحجة السعودة، وقد شكل الأمير على إثر ذلك لجنة من الجوازات والإمارة وغيرهما لملاحقة الحلقات والتأكد من خلوها من غير السعوديين وتسفير من يثبت بحقه القيام بتحفيظ القرآن الكريم؟.
وبسبب هذا القرار تم حرمان 28 ألف طالب من حفظ القرآن الكريم في حلقاتهم بجدة وهي واحدة من تسع محافظات بمنطقة مكة المكرمة، وتبع ذلك أيضاً غلق قدر كبير من حلقات التحفيظ النسائية بحجة أن المعلمين والمعلمات غير سعوديين، وبعد ذلك بأسبوع نفذ القرار في مكة المكرمة وانطفأ دوي الحلقات في المسجد الحرام، وسائر المساجد، وحرم على إثر ذلك أكثر من 25 ألف طالب من حفظ القرآن الكريم، ثم بعد ذلك لحق القرار مدينة الطائف وبقية المحافظات.
علماً بأن عدد المعلمين في حلقات التحفيظ من السعوديين قليل جداً، وذلك بسبب ضعف الأجور؛ حيث إن الراتب الشهري للمدرس في حلقة التحفيظ لا يتجاوز 500 ريال شهرياً، والغالب في السعوديين عدم أخذها لأنهم يعلمون أنها من الصدقات والزكوات.
وقد نشرت هذه الأخبار عددٌ من الصحف ومنها المدينة والوطن، وأفادت صحيفة الوطن نقلاً عن وزارة الشؤون الإسلامية أن عدد معلمي الحلقات من غير السعوديين يبلغ 8500 معلماً، ويدرِّس كلُ معلمٍ 25 طالباً، وهذا يعني أنه لو طبق هذا القرار في جميع مناطق المملكة لمنع 212500 طالب من حفظ كتاب الله تعالى.
فما رأي فضيلتكم في هذا القرار وما الواجب الشرعي تجاهه؟
الجواب
الجواب: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن غلق حلقات تحفيظ القرآن الكريم هو من الصد عن سبيل الله، وظلم أبناء المسلمين، ومنع الخير عنهم، قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه" أخرجه البخاري من حديث عثمان رضي الله عنه، وقال أيضاً:" وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أما الاحتجاج بالسعودة فهي حجة مكشوفة، وأوهى من أن يرد عليها، ولا أراها إلا ضمن سلسلة التحولات الخطيرة في منطقة مكة المكرمة والتي بدأت بجلب الحفلات الغنائية، ومنع المخيمات الدعوية، وإحياء سوق عكاظ الجاهلي، وإشاعة الاختلاط المحرم وتطبيعة بين الناس، ونمر الآن بمنع الحلقات ولا ندري ما الذي سيأتي بعدها، وقد استمعت بنفسي إلى كلام الأمير خالد الفيصل في إحدى القنوات الفضائية العربية الذي أظهر فيه موقفه العدائي من المناشط الدعوية في المخيمات والمدارس والمستشفيات، مع أنها مقرة رسمياً من وزارة الشؤون الإسلامية.
وإن كنا صادقين في سعودة وظائف تحفيظ القرآن فلتكن وظائف رسمية لا تقل رواتبها عن أربعة آلاف ريال شهرياً، وحينها ستتم السعودة في أقل من يوم واحد، ويتم توظيف أكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة بدلاً من استغلال فقر المرأة السعودية في وظائف جذب الزبائن (كاشير) الذي أشغلوا بها البلاد والعباد مع أنها وظائف محدودة. والدولة لا يضرها تعيين هذا العدد من معلمي كتاب الله تعالى، فهي أغنى دولة في العالم بالنفط، وفائض الميزانية سنوياً بمئات المليرات ولله الحمد والمنة والفضل من قبل ومن بعد.
ولا أعد غلق الحلقات باسم السعودة إلا الكارثة الثانية في منطقة مكة بعد سيول جدة، وقد شاهدنا بعده احتقان الناس ضد الدولة، وتغليب سوء الظن في المسؤولين، ولذا فإني أناشد خادم الحرمين الشريفين وفقه الله أن يتدخل عاجلاً في هذه الكارثة كما تدخل في كارثة سيول جدة برفع هذا الظلم العظيم عن أبناء شعبه.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا وأن يحفظ بلادنا بالإسلام، والحمد لله رب العالمين.
قاله وكتبه:
د.يوسف بن عبدالله الأحمد
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام
الأربعاء19/11/1431هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
شيخنا أحسن الله إليك:
أصدر أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل قراراً بغلق حلقات تحفيظ القرآن الكريم بحجة السعودة، وقد شكل الأمير على إثر ذلك لجنة من الجوازات والإمارة وغيرهما لملاحقة الحلقات والتأكد من خلوها من غير السعوديين وتسفير من يثبت بحقه القيام بتحفيظ القرآن الكريم؟.
وبسبب هذا القرار تم حرمان 28 ألف طالب من حفظ القرآن الكريم في حلقاتهم بجدة وهي واحدة من تسع محافظات بمنطقة مكة المكرمة، وتبع ذلك أيضاً غلق قدر كبير من حلقات التحفيظ النسائية بحجة أن المعلمين والمعلمات غير سعوديين، وبعد ذلك بأسبوع نفذ القرار في مكة المكرمة وانطفأ دوي الحلقات في المسجد الحرام، وسائر المساجد، وحرم على إثر ذلك أكثر من 25 ألف طالب من حفظ القرآن الكريم، ثم بعد ذلك لحق القرار مدينة الطائف وبقية المحافظات.
علماً بأن عدد المعلمين في حلقات التحفيظ من السعوديين قليل جداً، وذلك بسبب ضعف الأجور؛ حيث إن الراتب الشهري للمدرس في حلقة التحفيظ لا يتجاوز 500 ريال شهرياً، والغالب في السعوديين عدم أخذها لأنهم يعلمون أنها من الصدقات والزكوات.
وقد نشرت هذه الأخبار عددٌ من الصحف ومنها المدينة والوطن، وأفادت صحيفة الوطن نقلاً عن وزارة الشؤون الإسلامية أن عدد معلمي الحلقات من غير السعوديين يبلغ 8500 معلماً، ويدرِّس كلُ معلمٍ 25 طالباً، وهذا يعني أنه لو طبق هذا القرار في جميع مناطق المملكة لمنع 212500 طالب من حفظ كتاب الله تعالى.
فما رأي فضيلتكم في هذا القرار وما الواجب الشرعي تجاهه؟
الجواب
الجواب: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد.
فإن غلق حلقات تحفيظ القرآن الكريم هو من الصد عن سبيل الله، وظلم أبناء المسلمين، ومنع الخير عنهم، قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:" خيركم من تعلم القرآن وعلمه" أخرجه البخاري من حديث عثمان رضي الله عنه، وقال أيضاً:" وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
أما الاحتجاج بالسعودة فهي حجة مكشوفة، وأوهى من أن يرد عليها، ولا أراها إلا ضمن سلسلة التحولات الخطيرة في منطقة مكة المكرمة والتي بدأت بجلب الحفلات الغنائية، ومنع المخيمات الدعوية، وإحياء سوق عكاظ الجاهلي، وإشاعة الاختلاط المحرم وتطبيعة بين الناس، ونمر الآن بمنع الحلقات ولا ندري ما الذي سيأتي بعدها، وقد استمعت بنفسي إلى كلام الأمير خالد الفيصل في إحدى القنوات الفضائية العربية الذي أظهر فيه موقفه العدائي من المناشط الدعوية في المخيمات والمدارس والمستشفيات، مع أنها مقرة رسمياً من وزارة الشؤون الإسلامية.
وإن كنا صادقين في سعودة وظائف تحفيظ القرآن فلتكن وظائف رسمية لا تقل رواتبها عن أربعة آلاف ريال شهرياً، وحينها ستتم السعودة في أقل من يوم واحد، ويتم توظيف أكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة بدلاً من استغلال فقر المرأة السعودية في وظائف جذب الزبائن (كاشير) الذي أشغلوا بها البلاد والعباد مع أنها وظائف محدودة. والدولة لا يضرها تعيين هذا العدد من معلمي كتاب الله تعالى، فهي أغنى دولة في العالم بالنفط، وفائض الميزانية سنوياً بمئات المليرات ولله الحمد والمنة والفضل من قبل ومن بعد.
ولا أعد غلق الحلقات باسم السعودة إلا الكارثة الثانية في منطقة مكة بعد سيول جدة، وقد شاهدنا بعده احتقان الناس ضد الدولة، وتغليب سوء الظن في المسؤولين، ولذا فإني أناشد خادم الحرمين الشريفين وفقه الله أن يتدخل عاجلاً في هذه الكارثة كما تدخل في كارثة سيول جدة برفع هذا الظلم العظيم عن أبناء شعبه.
أسأل الله تعالى أن يحفظنا وأن يحفظ بلادنا بالإسلام، والحمد لله رب العالمين.
قاله وكتبه:
د.يوسف بن عبدالله الأحمد
عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة الإمام
الأربعاء19/11/1431هـ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى