حبيبه الرحمن
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السؤال
تنقسم (أل) التعريفية إلى عهدية وجنسية، وتحت كل منهما أقسام مشهورة عند أهل العلم، ففي أي قسم تندرج (أل) الداخلة على أسماء الله الحسنى، كالرحيم والغفور؟
الجواب
الحمد لله؛ أما بعد: فالأظهر عندي أن (أل) في أكثر أسماء الله هي للعهد الذهني، ولا بد في الأسماء الحسنى من اعتبار المقام وسياق الكلام لتعيين أن المراد بهذا الاسم هو ربُّ العالمين، لأن أكثر الأسماء الحسنى يطلق لفظُها على بعض العباد؛ كالملِك والعزيز والعليم والسميع والبصير، فلا يتميز هذا من هذا إلا في الكلام المركب، ومن الأسماء الحسنى ما لا يكاد يطلق لفظه في الاستعمال على المخلوق؛ كالقدوس والرحمن، وأما الاسم الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى (الله) فلا يطلق إلا على الله ربِّ العالمين، وقد اختلف الناس في نوع (أل) في هذا الاسم العظيم على أقوال؛ فقيل إنها للتعظيم، وقيل: إنها بدل من الهمزة، وقيل: إنها للعهد([1]). والأقرب عندي أنها للعهد الذهني، كسائر الأسماء الحسنى، وهذا يجري على القول الصحيح بأن هذا الاسم العظيم لفظُه مشتق، وأصله الإله، فحذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام مع التفخيم، في حال ذكر الاسم مفردا، أو كان مسبوقا بفتحة أو ضمة، (قل هو الله أحد) [الإخلاص: 1] (وإذ قالوا اللهم) [المائدة: ]، وبدون تفخيم بعد الكسرة، كقوله تعالى: (قالوا آمنا بالله وحده) [غافر]، وقوله سبحانه: (لله ملك السماوات والأرض) [المائدة]، ومما يدل على أن هذا الاسم مشتق ـ ورجحه ابن القيم ـ ما صح عن ابن عباس عند ابن جرير وغيره، قال رضي الله عنه: "(الله) ذو الألوهية والمَعْبودية على خلقه أجمعين"([2])، فصار هذا الاسم علما على رب العالمين، وحينئذ فيشبه أن يكون من قبيل ما يسمى عند النحاة علما بالغلبة، وفائدة القول بأنه مشتق أنه يدل على صفة الإلهية، فيكون علما وصفة، كغيره من الأسماء الحسنى، فإن كل اسم من أسماء الله تعالى دالٌّ على ذات الرب وعلى صفة من صفاته، فأسماء الله أعلام وصفات، فلهذا وُصِفت بالحسنى لدلالتها على أحسن الصفات، وعلى أعظمِ موصوف وأكمله، ولله المثل الأعلى، سبحانه وتعالى.
----------------------
([1]) تنظر هذا الأقوال منسوبة إلى أهلها في رسالة لفظ الجلالة الله (ص: 61) لمحمد إبراهيم محمد عبد الله.
([2]) تفسير الطبري جامع البيان (1/123).
تنقسم (أل) التعريفية إلى عهدية وجنسية، وتحت كل منهما أقسام مشهورة عند أهل العلم، ففي أي قسم تندرج (أل) الداخلة على أسماء الله الحسنى، كالرحيم والغفور؟
الجواب
الحمد لله؛ أما بعد: فالأظهر عندي أن (أل) في أكثر أسماء الله هي للعهد الذهني، ولا بد في الأسماء الحسنى من اعتبار المقام وسياق الكلام لتعيين أن المراد بهذا الاسم هو ربُّ العالمين، لأن أكثر الأسماء الحسنى يطلق لفظُها على بعض العباد؛ كالملِك والعزيز والعليم والسميع والبصير، فلا يتميز هذا من هذا إلا في الكلام المركب، ومن الأسماء الحسنى ما لا يكاد يطلق لفظه في الاستعمال على المخلوق؛ كالقدوس والرحمن، وأما الاسم الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى (الله) فلا يطلق إلا على الله ربِّ العالمين، وقد اختلف الناس في نوع (أل) في هذا الاسم العظيم على أقوال؛ فقيل إنها للتعظيم، وقيل: إنها بدل من الهمزة، وقيل: إنها للعهد([1]). والأقرب عندي أنها للعهد الذهني، كسائر الأسماء الحسنى، وهذا يجري على القول الصحيح بأن هذا الاسم العظيم لفظُه مشتق، وأصله الإله، فحذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام مع التفخيم، في حال ذكر الاسم مفردا، أو كان مسبوقا بفتحة أو ضمة، (قل هو الله أحد) [الإخلاص: 1] (وإذ قالوا اللهم) [المائدة: ]، وبدون تفخيم بعد الكسرة، كقوله تعالى: (قالوا آمنا بالله وحده) [غافر]، وقوله سبحانه: (لله ملك السماوات والأرض) [المائدة]، ومما يدل على أن هذا الاسم مشتق ـ ورجحه ابن القيم ـ ما صح عن ابن عباس عند ابن جرير وغيره، قال رضي الله عنه: "(الله) ذو الألوهية والمَعْبودية على خلقه أجمعين"([2])، فصار هذا الاسم علما على رب العالمين، وحينئذ فيشبه أن يكون من قبيل ما يسمى عند النحاة علما بالغلبة، وفائدة القول بأنه مشتق أنه يدل على صفة الإلهية، فيكون علما وصفة، كغيره من الأسماء الحسنى، فإن كل اسم من أسماء الله تعالى دالٌّ على ذات الرب وعلى صفة من صفاته، فأسماء الله أعلام وصفات، فلهذا وُصِفت بالحسنى لدلالتها على أحسن الصفات، وعلى أعظمِ موصوف وأكمله، ولله المثل الأعلى، سبحانه وتعالى.
----------------------
([1]) تنظر هذا الأقوال منسوبة إلى أهلها في رسالة لفظ الجلالة الله (ص: 61) لمحمد إبراهيم محمد عبد الله.
([2]) تفسير الطبري جامع البيان (1/123).
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى