رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الشيخ / علي بن مصطفى الطنطاوي
ويظفر باللذات كل مغامر
وهذا حادث أعجب :
كان في الرباح في منطقة القنطرة , مجموعة من المجاهدين , مهمتها ضرب السكة الحديدية , وأنابيب المياه , وأسلاك الهاتف , باستمرار ومنع إصلاحها , فسير الإنكليز دوريات مصفحة من الدبابات الخفيفة لحمايتها , فقرر المجاهدون ضرب هذه الدبابات .
وكلف بذلك المدرس عبد الرحيم , واثنا عشر من الشباب , فخرجوا ليلاً مسلحين بالقنابل اليدوية والرشاشات , ومشوا على الأقدام مسافة طويلة حتى وصلوا إلى بيت مهجور بجوار الطريق , فاختبئوا فيه , وجعلوا يرتادون المنطقة ليلاً ويدرسونها , ثم اختاروا بقعة فيها أنهار وسواق وأشجار عالية , فنصبوا فيها كميناً وانتظروا الليل , والليل بارد والدنيا في الشتاء , فلما اقترب الفجر جاءت ثلاث دبابات تمشي على مهل , وكانت الخطة لضربها , خطة جنونية لا يقدم عليها إلا من باع نفسه في سبيل الله , هي أن يتربص أحد الشباب في الشجرة , فإذا وصلت الدبابات وثب إليها ورمى القنبلة على برجها , وأطلق رشاشه على من فيها , وكانت الدبابات تمشي آمنة في هذا الليل الساكن , قد اعتصم من فيها بالحديد , وما دروا أن من الهمم ما يخرق الحديد , فما راعهم إلا الرصاص ينزل عليهم , وتفجرت الدبابة الأولى من القنبلة , وهوجمت الثانية وكانت على مسافة منها وسط المفاجأة بالقنبلة اليدوية وزجاجات مولوتوف , التي تشتعل عند ملامسة الهواء , فأخذت قبل أن تطلق طلقة واحدة , أما الثالثة فقاومت وبعثت تستغيث باللاسلكي , وبرغم أن النجدات وصلت من البلاح وبور سعيد ومعها طائرات الاستكشاف خلال خمس وعشرين دقيقة لكثرة القوى الإنكليزية المنتشرة في تلك المنطقة , وتنظيم الحركات , فإن المعركة انتهت قبل ذلك , وقضي على الثلاثة قبل وصول النجدة , ورجع الشباب سالمين بعد أن أخذوا معهم أسلحة المنهزمين .
وفتشوا المنطقة فلم يجدوا أحداً , ووصف البلاغ الحربي الإنكليزي هذه الوقعة بأنها آية في النظام , وأنها تدل على أن الذين قادوها من العسكريين الأجانب , ورجحت أنهم من الألمان .
[ هتاف المجد / 113 ]
ويظفر باللذات كل مغامر
وهذا حادث أعجب :
كان في الرباح في منطقة القنطرة , مجموعة من المجاهدين , مهمتها ضرب السكة الحديدية , وأنابيب المياه , وأسلاك الهاتف , باستمرار ومنع إصلاحها , فسير الإنكليز دوريات مصفحة من الدبابات الخفيفة لحمايتها , فقرر المجاهدون ضرب هذه الدبابات .
وكلف بذلك المدرس عبد الرحيم , واثنا عشر من الشباب , فخرجوا ليلاً مسلحين بالقنابل اليدوية والرشاشات , ومشوا على الأقدام مسافة طويلة حتى وصلوا إلى بيت مهجور بجوار الطريق , فاختبئوا فيه , وجعلوا يرتادون المنطقة ليلاً ويدرسونها , ثم اختاروا بقعة فيها أنهار وسواق وأشجار عالية , فنصبوا فيها كميناً وانتظروا الليل , والليل بارد والدنيا في الشتاء , فلما اقترب الفجر جاءت ثلاث دبابات تمشي على مهل , وكانت الخطة لضربها , خطة جنونية لا يقدم عليها إلا من باع نفسه في سبيل الله , هي أن يتربص أحد الشباب في الشجرة , فإذا وصلت الدبابات وثب إليها ورمى القنبلة على برجها , وأطلق رشاشه على من فيها , وكانت الدبابات تمشي آمنة في هذا الليل الساكن , قد اعتصم من فيها بالحديد , وما دروا أن من الهمم ما يخرق الحديد , فما راعهم إلا الرصاص ينزل عليهم , وتفجرت الدبابة الأولى من القنبلة , وهوجمت الثانية وكانت على مسافة منها وسط المفاجأة بالقنبلة اليدوية وزجاجات مولوتوف , التي تشتعل عند ملامسة الهواء , فأخذت قبل أن تطلق طلقة واحدة , أما الثالثة فقاومت وبعثت تستغيث باللاسلكي , وبرغم أن النجدات وصلت من البلاح وبور سعيد ومعها طائرات الاستكشاف خلال خمس وعشرين دقيقة لكثرة القوى الإنكليزية المنتشرة في تلك المنطقة , وتنظيم الحركات , فإن المعركة انتهت قبل ذلك , وقضي على الثلاثة قبل وصول النجدة , ورجع الشباب سالمين بعد أن أخذوا معهم أسلحة المنهزمين .
وفتشوا المنطقة فلم يجدوا أحداً , ووصف البلاغ الحربي الإنكليزي هذه الوقعة بأنها آية في النظام , وأنها تدل على أن الذين قادوها من العسكريين الأجانب , ورجحت أنهم من الألمان .
[ هتاف المجد / 113 ]
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى