لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

    كرامة العلاء بن الحضرمي1 Empty كرامة العلاء بن الحضرمي1 {الأربعاء 7 ديسمبر - 11:20}

كرامة العلاء بن الحضرمي1
كان العلاء بن الحضرمي مجاب الدعوة فلما صلى الجيش صلاة الصبح جثا العلاء لركبتيه وجثا الناس فنصب في الدعاء ونصبوا معه فلمع لهم سراب الشمس فالتفت إلى الصف . فقال رائد ينظر ما هذا ففعل ثم رجع فقال: سراب فأقبل على الدعاء ثم لمع لهم آخر فكذلك ثم لمع لهم آخر . فقال: ماء فقام وقام الناس فمشوا إليه حتى نزلوا إليه فشربوا واغتسلوا فما ارتفع النهار حتى أقبلت الإبل من كل وجه فأناخت وشربت ولم يكن بهذا المكان غدير ولا ماء قبل اليوم ثم ساروا فنزلوا بهجر وأرسل العلاء إلى الجارود يأمره أن ينزل بعبد القيس على الحطم مما يليه وسار هو فيمن معه حتى نزل عليه فيما بلى هجر.
تجمع المشركون كلهم إلى الحطم بن ربيعة إلا أهل دارين وتجمع المسلمون كلهم إلى العلاء بن الحضرمي2.
حرب الخنادق
كان كل فريق متخوفا من الآخر فخندق المسلمون والمشركون ولبثوا يتراوحون القتال ويراجعون إلى خنادقهم شهرا.
جيش العدو يلهو ويسكر
- طال مكث الجيشين في الخندق ففي ذات ليلة سمع المسلمون في عسكر المشركين ضوضاء شديدة فأرسل العلاء عبد الله بن حذف ليأتيهم بخبر القوم فعاد وأخبرهم أن القوم سكارى فخرج المسلمون عليهم واقتحموا الخندق ووضعوا السيوف فيهم واستولى المسلمون على ما في العسكر وقتل الحطم قتله قيس ابن قيس بن عاصم بعد أن قطع عفيف بن المنذر التيمي ساقه وقسم العلاء الأنفال ونفل رجالا من أهل البلاء ثيابا . فأعطى ثمامة بن أثال الحنفي خميصة ذات أعلام كانت للحكم يباهي بها وهي التي كانت سببا في قتله3.
المسير إلى دارين وكرامة أخرى للعلاء4
ثم قصد معظم الجيش إلى دارين وهي فرضة بالبحرين وإن ما بين الساحل ودارين مسيرة يوم وليلة لسفر البحر في بعض الحالات . فركبوا إليها السفن ولحق باقي الجيش ببلاد قومهم فكتب

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- حلية الأولياء: 1/7 شذرات الذهب: 1/32 تاريخ الخلفاء: ص76 سير أعلام النبلاء: 1/262 تاريخ الطبري: 2/285.
2- سير أعلام النبلاء: 1/265 تاريخ الطبري: 2/288 الطبقات الكرى : 4/362
3- تاريخ الطبري: 2/290.
4- حلية الأولياء 1/8 تاريخ الطبري: 2/285 البداية والنهاية: 6/329



ص -57- العلاء إلى من ثبت على إسلامه من بكر وائل يأمرهم بالقعود للمنهزمين والمرتدين بكل طريق ففعلوا وجاءت رسلهم إلى العلاء بذلك فأمر أن يؤتى من وراء ظهره فندب الناس إلى دارين وقال لهم :
قد أراكم الله من آياته في البر لتعتبروا بها في البحر فانهضوا إلى عدوكم واستعرضوا البحر.
وبعد ذلك ارتحلوا واقتحموا البحر على الخيل والإبل وغير ذلك وفيهم الماشي على قدميه ودعا ودعوا وهذا دعاؤهم :
يا أرحم الراحمين يا كريم يا حليم يا أحد يا صمد يا حي يا محيي الموتى يا حي يا قيوم . لا إله إلا أنت يا ربنا .
فاجتازوا ذلك الخليج بإذن الله يمشون على رمل فوقه ماء يغمر أخفاف الإبل1.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تاريخ الطبري: 2/289



ص -58- انتصار المسلمين وهزيمة المشركين
التقى المسلمون والمشركون واقتتلوا قتالا شديدا فانتصر المشركون وانهزم المشركون . وأكثر المسلمون القتل فيهم وغنموا وسبوا فبلغ نفل الفارس ستة آلاف والراجل ألفين وقال في ذلك عفيف بن المنذر :

ألم تر أن الله ذلل بحره وأنزل بالكفار إحدى الجلائل

دعونا الذي شق البحار فجاءنا بأعجب من فلق البحار الأوائل1

وجاء في أسد الغابة أن العلاء بن الحضرمي هو من حضرموت حليف حرب بن أمية وقد خاض البحر بكلمات قالها ودعا بها.
إسلام راهب
كان مع المسلمين راهب من أهل هجر فأسلم فقيل له : ما حملك على الإسلام ؟ قال : ثلاثة أشياء خشيت أن يمسخني الله بعدها:
1- فيض في الرمال.
2- تمهيد أثباج البحر2.
3- دعاء سمعته في عسكرهم في الهواء سحرا:
اللهم أنت الرحمن الرحيم لا إله غيرك والبديع فليس قبلك شئ والدائم غير الغافل الحي الذي لا يموت وخالق ما يرى وما لا يرى وكل يوم أنت في شأن علمت كل شئ بغير تعلم.
فعلمت أن القوم لم يعاونوا بالملائكة إلا وهم على حق فكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسمعون هذا منه بعد3 ولم يرو لنا التاريخ اسم هذا الراهب الذي أسلم.
كتاب العلاء لأبي بكر
كتب العلاء إلى أبي بكر بهزيمة أهل الخندق وقتل الحطم وهذا نص الكتاب :
أما بعد فإن الله تبارك اسمه سلب عدونا عقولهم وأذهب ريحهم بشراب أصابوه من النهار، فاقتحمنا عليهم خندقهم فوجدناهم سكارى فقتلناهم إلا الشريد وقد قتل الله الحطم4.
فكتب إليه أبو بكر: أما بعد فإن بلغك عن بني شيبان بن ثعلبة تمام على ما بلغك وخاض فيه

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تاريخ الطبري: 2/290 البداية والنهاية: 6/329.
2- أثباج البحر: أي: أعاليه أو معظمه.
3- المنتظم: 4/84.
4- البداية والنهاية: 4/722 تاريخ الطبري: 2/291 البداية والنهاية: 6/329.



ص -59- المرجفون فابعث إليهم جندا فأوطئهم وشرد بهم من خلفهم فلم يجتمعوا ولم يصر ذلك من إرجافهم إلى شيء.
ردة أهل عمان ومهرة1
عمان اسم كورة عربية على ساحل بحر اليمن والهند تشتمل على بلدان كثيرة ذات نخل وزروع إلا أن حرها يضرب به المثل . قال الزجاجي سميت عمان بعمان بن إبراهيم الخليل وعمان أرض جبلية يكتنفها الجبل الأخضر وسلسلة جبال أخرى صغيرة بالقرب من ساحل البحر وعاصمتها الآن مسقط على الخليج الفارسي.
ومهرة . قال صاحب معجم البلدان: بالفتح والسكون هكذا يرويه عامة الناس والصحيح مهرة بالتحريك وجدته بخطوط جماعة من أئمة العلم القدماء لا يختلفون فيه2 هذا ما أثبته ياقوت في معجمه غير أن دائرة المعارف الإسلامية كتبتها بالكون هكذا Mahra وكتاب القرون الوسطى لجامعة كامبردج الجزء الثاني وكان الواجب أن تصحح بالتحريك، Mahara كذلك وقع في نفس هذا الخطأ مستر موير في كتاب الخلافة . وتقع مهرة في الجنوب الشرقي من شبه جزيرة العرب على المحيط الهندي بين حضرموت وعمان.
نبغ بعمان ذو التاج لقيط بن مالك الأزدي وكان يسامى في الجاهلية الجلندي وادعى النبوة وغلب على عمان مرتدا والتجأ جيفر بن الجلندي رئيس أهل عمان وعباد إلى الجبل والبحر ثم بعث جيفر إلى أبي بكر يطلب منه النجدة فأرسل إليه حذيفة بن محصن الغلفاني من حمير وأرسل عرفجة البارقي من الأزد إلى مهرة فإذا قربا من عمان كاتبا جيفرا فمضيا إلى ما أمرا به وكان أبو بكر بعث عكرمة إلى مسيلمة باليمامة واتبعه شرحبيل بن حسنة وأمرهما بما أمر به حذيفة وعرفجة فإذا فرغا منه سارا إلى اليمن فلحقهما عكرمة قبل عمان فلما وصلوا رجاما وهي قريب من عمان كاتبوا جيفرا وعبادا وبلغ لقيطا مجئ الجيش فجمع جموعه وعسكر بدبا وخرج جيفر وعباد من موضعهما الذي كانا فيه فعسكرا بصحار وأرسلا إلى حذيفة وعكرمة وعرفجة فقدموا عليهما وكاتبوا رؤساء مع لقيط وانفضوا عنه ثم التقوا على دبا فاقتتلوا قتالا شديدا كانت الغلبة فيه للقيط ورأى المسلمون الخلل والمشركون الظفر وبينما هم كذلك جاءت المسلمين النجدات من بني ناجية وعليهم الخريت بن راشد ومن عبد القيس وعليهم سيحان بن صوحان وغيرهم فقوى الله المسلمين فولى المشركون الأدبار وقتل منهم في المعركة نحو "10.000 " وسبوا الذراري وقسموا الأموال وبعثوا بالخمس إلى أبي بكر مع عرفجة وكان الخمس 800 رأس، وبقي حذيفة يسكن الناس ويحفظ النظام3.
أما مهرة فإن عكرمة بن أبي جهل سار إليهم بعد أن فرغ من عمان ومعه جيوش من ناجية وعبد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تاريخ الطبري: 2/291
2 معجم البلدان: 5/234
3- تاريخ الطبري: 2/292، البداية والنهاية:5/234 الإصابة:



ص -60- القيس وراسب وسعد فاقتحم بلادهم فوجد جمعين من مهرة أحدهما مع رجل منهم يقال له شخريت والآخر مع مصبح أحد بني محارب ومعظم الناس معه غير أنهما كانا مختلفين فكاتب عكرمة شخريتا قبل أن يحاربه فأجابه وأسلم وانضم اليه ثم كاتب المصبح الذي كان معه معظم الناس فلم يجب اغترارا بكثرة جيشه فسار إليه مع شخريت وحاربه فانهزم المرتدون وقتل رئيسهم وأصاب المسلمون كثيرا من الغنائم ومما أصابوا "2000 " نجيبة وأرسل عكرمة خمس الغنائم إلى أبي بكر مع شخريت واشتدت شوكة عكرمة وأسلم المرتدون1.
ردة اليمن2
اتد قيس بن عبد يغوث بن مكشوح باليمن ثانية لما بلغه وفاة رسول الله مع أنه كان اشترك هو وفيروز وداذويه في قتل الأسود العنسي كما تقدم ذكره فلما ارتد أراد التخلص من فيروز وداذويه فخدعهما ودعاهما إلى طعام صنعه لهما فدخل عليه داذويه فقتله وأما فيروز فلما هم بالدخول سمع امرأتين على سطحين تتحدثان فقالت إحداهما: هذا مقتول كما قتل داذويه ففر إلى جبل خولان وهم أخوال فيروز فامتنع بهم وكتب إلى أبي بكر يخبره وعمد قيس إلى تفريق الأنباء فلما علم فيروز جد في حربه وأرسل إلى بني عقيل بن ربيعة وإلى عك يستمدهم فمدوه بالرجال فخرج بهم وبمن اجتمع عنده فلقوا قيسا بالقرب من صنعاء فاقتتلوا قتالا شديدا انهزم قيس وأصحابه . وبينما هم كذلك قدم عكرمة بن أبي جهل من مهرة مع جيشه وقدم أيضا المهاجر بي أبي أمية في جمع من مكة والطائف وبجيلة مع جرير إلى نجران فانضم إليه فروة بن مسيك المرادي فأقبل عمرو بن معدي كرب الذي كان قد ارتد حتى دخل على المهاجر من غير أمان فأوثقه المهاجر وأخذ قيسا أيضا فأوثقه وسيرهما إلى أبي بكر فقال لقيس :
يا قيس قتلت عباد الله واتخذت المرتدين وليجة3 من دون المؤمنين فانتفى قيس من أن يكون قارف من داذويه شيئا وكان قتله سرا فتجافى له عن دمه.
وقال لعمرو بن معدي كرب :
أما تستحي أنك كل يوم مهزوم أو مأسور . لو نصرت هذا الدين لرفعك الله 4.
فقال: لا جرم لأقبلن ولا أعود فخلى أبو بكر سبيله.
ورجعا إلى عشائرهما فسار المهاجر من نجران والتقت الخيول على أصحاب العنسي فاستأمنوا فلم يؤمنهم وقتلهم بكل سبيل ثم سار إلى صنعاء فدخلها وكتب إلى أبي بكر بذلك.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تاريخ الطبري: 2/293 البداية والنهاية: 6/331.
2- المنتظم: 4/86.
3- الوليجة: البطانة والخاصة.
4- تاريخ الطبري: 2/299



ص -61- ردة حضرموت وكندة1
حضرموت صقع ببلاد العرب قيل: سمي بحضرموت بن قحطان لأنه أول من نزله وكان اسم هذا الرجل عامرا فكان إذا حضر حربا أكثر من القتل فصاروا يقولون عند حضوره حضرموت ثم جرى ذلك عليه لقبا وسكنوا الضاد للتخفيف وجعلوا الاسم مركبا مزجيا على الأشهر ثم صاروا يقولون للأرض التي كانت بها هذه القبيلة حضرموت ثم أطلق على البلاد نفسها.
تحد حضرموت غربا باليمن وشرقا بعمان وشمالا بالدهناء وقال ياقوت وهي ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر وحولها رمال كثيرة تعرف بالأحقاف2.
كان الأشعث بن قيس قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد كندة من حضرموت فأسلموا وسألوا أن يبعث عليهم رجلا يعلمهم السنن ويجبي صدقاتهم فأنفذ معهم زياد بن لبيد البياضي عاملا للنبي صلى الله عليه وسلم يجبيهم فلما مات رسول الله نكص الأشعث عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه ونهاه ابن امرئ القيس بن عابس فلم ينته فكتب زيا د إلى أبي بكر بذلك فكتب أبو بكر إلى المهاجر بن أبي أمية وكان على صنعاء بعد قتل العنسي أن يمد زيادا بنفسه ويعينه على المرتدين بمن عنده من المسلمين . فجمع زياد جموعه وأوقع بمخاليفه فنصره الله عليهم حتى تحصنوا بالنجير3 بعد أن رموه فحصرهم فيه ثم قدم إليه عكرمة بجيشه فأعيوا عن المقام في الحصن فاجتمعوا إلى الأشعث وسألوه أن يأخذ لهم الأمان فأرسل إلى زياد بن لبيد يسأله الأمان حتى يلقاه ويخاطبه فأمنه فلما اجتمع به سأله أن يؤمن أهل النجير ويصالحهم فامتنع عليه وراده حتى آمن سبعين رجلا منهم وفيهم أخو قيس وبنو عمه وأهله ونسى نفسه وأن يكون حكمه في الباقي نافذا فخرج سبعون فأراد قتل الأشعث وقال له : أخرجت نفسك من الأمان بتكملة عدد السبعين فسأله أن يحمله إلى أبي بكر ليرى فيه رأيه وفتحوا له حصن النجير وكان فيه كثير فعمد إلى أشرافهم نحو 700 رجل فضرب أعناقهم ولام القوم الأشعث وقالوا لزياد: إن الأشعث غدر بنا، أخذ الأمان لنفسه وأهله وماله ولم يأخذ لنا وإنما نزل على أن يأخذ لنا جميعا . وأبى زياد أن يوارى جثث من قتل وتركهم للسباع وكان هذا أشد على من بقي من القتل وبعث السبي مع نهيك بن أوس بن خزيمة وكتب إلى أبي بكر: إنا لم نؤمنه إلا على حكمك وبعث الأشعث في وثاق وماله معه ليرى فيه رأيه فأخذ أبو بكر يقرع الأشعث ويقول له : فعلت فعلت . فقال الأشعث : استبقني لحربك وسأله أن يرد عليه زوجته وقد كان خطب أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر لما قدم على رسول الله فزوجه وأخرها إلى أن يقدم الثانية . فحقن أبو بكر دمه بعد أن أسلم أمامه ورد عليه أهله وقال له انطلق فليبلغني عنك خير 4.
ولما تزوج الأشعث أم فروة اخترط5 سيفه ودخل سوق الإبل فجعل لا يرى جملا ولا ناقة إلا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تاريخ اليعقوبي: 1/195 البداية والنهاية: 5/352.
2- معجم البلدان: 2/270.
3- الطبقات الكبرى: 6/22 الكامل: 4/220
4- تاريخ الطبري: 2/304.
5- اخترط السيف: سله من غمده.



ص -62- عرقبه وصاح الناس كفر الأشعث فلما فرغ طرح سيفه وقال: إني والله ما كفرت ولكن زوجني هذا الرجل أخته ولو كان ببلادنا لكانت لنا وليمة غير هذه . يا أهل المدينة انحروا وكلوا . ويا أصحاب الإبل تعالوا خذوا أثمانها . فما رؤيت وليمة مثلها1.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سير أعلام النبلاء:2/39. الإصابة 1/88



ص -63- مسير خالد إلى العراق وصلح الحيرة1 سنة 12هـ - 633 م
كان المثنى بن حارثة الشيباني ممن حارب وانتصر في البحرين فاستأذن أبا بكر أن يغزو العراق فأذن له فكان يغزوهم قبل قدوم خالد فتقدم نحو الخليج الفارسي وأخضع القطيف ثم قاد جيشه إلى دلتا الفرات وبلغ عد جيشه 8000 مقاتل لكنه وجد مقاومة من جيش العدو فأرسل أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة يأمره بالمسير إلى العراق . وقد أخمدت الثورة في جميع العرب في أوائل السنة الثانية عشرة الهجرية فاهتم أبو بكر بتوجيه الجنود إلى جهات أخرى فأرسل جيشين إلى الشمال وأمر على أحدهما خالدا ومعه المثنى للزحف نحو الأبلة ثم الزحف نحو الحيرة وأمر على الجيش الثاني عياضا ووجهه إلى دومة بين الخليج الفارسي وخليج العقبة ثم بالمسير إلى الحيرة أيضا فإذا سبق أحدهما الآخر كان أميرا على صاحبه . أما عياض الذي كانت وجهته دومة فقد عوقه العدو مدة طويلة وأما خالد فإنه لم يلق مقاومة في طريقه إلى العراق كما لقي عياض وانضم إليه عدد كبير من البدو فتقوى بهم وكثر جيشه حتى صار عدده 10.000مقاتل عدا جيش المثنى البالغ عدده 80.000 وكان الجميع تحت قيادة خالد2، فكان أول من لاقاه هرمز وكان العرب يبغضونه لظلمه ويضربونه مثلا فيقولون: أكفر من هرمز فكتب إليه خالد قبل خروجه :
أما بعد فأسلم تسلم أو أعقد لنفسك وقومك الذمة وأقرر بالجزية وإلا فلا تلومن إلا نفسك فقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة.
وقد جعل هرمز على مقدمته قباذ وأنو شجان وكانا من أولاد أردشير الأكبر فسمع بهم خالد فمال بالناس إلى كاظمة فسبقه هرمز إليها فقدم خالد فنزل على غير ماء . فقال له أصحابه في ذلك : ما نفعل ؟ فقال لهم : لعمري ليصيرن الماء لأصبر الفريقين وأكرم الجندين وتقدم خالد إلى الفرس وأرسل الله سحابة فأغدرت وراء صف المسلمين فقويت قلوبهم.
موقعة ذات السلاسل3
خرج هرمز ودعا خالدا إلى البراز وأوطأ أصحابه على الغدر بخالد فبرز إليه خالد ومشى نحوه راجلا ونزل هرمز أيضا وتضاربا فاحتضنه خالد وحمل أصحاب هرمز فما شغله ذلك عن قتله وانهزم الفرس بعد أن قتل منهم عدد عظيم وسميت الموقعة ذات السلاسل لأن فريقا من جند الفرس قد قرنهم هرمز بالسلاسل خوفا من فرارهم . ونجا قباذ وأنوشجان وأخذ خالد سلب هرمز وكانت

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- البداية والنهاية: 4/736 تاريخ الطبري: 1/332.
2- تاريخ الطبري: 2/309.
3- تاريخ الطبري: 2/310 البداية والنهاية: 6/344



ص -64- قلنسوته بمئة ألف لأنه كان قد تم شرفه في الفرس وكانت هذه عاداتهم إذا تم شرف الإنسان تكون قلنسوته بمائة ألف وكانت القلنسوة مفصصة بالجواهر وبعث خالد بالفتح والأخماس إلى أبي بكر ومما غنمه المسلمون في ميدان القتال فيل فأرسل إلى المدينة مع الغنائم . فلما طيف به ليراه الناس جعل ضعيفات النساء يقلن أمن خلق الله هذا؟ فرده أبو بكر.
حصن المرأة وحصن الرجل1
ثم صار خالد حتى نزل بموضع الجسر الأعظم بالبصرة وخرج المثنى بن حارثة حتى انتهى إلى حصن المرأة فخلف المثنى بن حارثة عليه أخاه فحاصرها ومضى المثنى إلى زوجها وهو في حصنه المسمى حصن الرجل فحاصره واستنزلهم عنوة2 فقتلهم وغنم أموالهم . ولما بلغ المرأة ذلك صالحت المثنى وأسلمت فتزوجها المثنى وكان هذا الحصن قصرا واسم المرأة كما جاء في البلاذري كامور زاد بنت نرسي لأن أبا موسى الأشعري قد نزل بها فزودته خبيصا فجعل يكثر أن يقول أطعمونا من خبيص المرأة فغلب على اسمها.
وقد نال كل فارس في يوم ذات السلاسل 1000 درهم والراجل الثلث.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- تاريخ الطبري: 2/311 البداية والنهاية: 6/345 البدء والتاريخ: 5/166 تاريخ اليعقوبي: 2/133
2- عنوة: قهرا وقسرا



الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى