ابو يوسف
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
لمَّا رأيتُ بني صهيون يرتكبون جرائمهم - مثلَ اغتيال الشيخ أحمد ياسين، والاعتداء على قافلة أسطول الحرية - مع ساعات الفجر الأولى، كتبت إلى الفجر معاتِباً:
يا فجرُ، أنت عندي رمزُ الضياءِ والبهاء، والغدِ المشرقِ الوَضَّاء..
هكذا عهدي بكَ، وخَبَري عنك، وتصويري لك..
منذ صِغَري وأنا أَرقُبُ قُدومَكَ بشوق، وأعشقُ لحظاتِك بِنَهم، وأُزيلُ بك وجهَ الليلِ الكالح، وصورةَ الظلامِ الدامس، وصوتَ الوساوسِ والمخاوف..
أنتظر بك قطراتِ النَّدى الشفَّافة، ونسماتِ الصباحِ الرَّقْرَاقة، لتردَّ إليَّ نفْسي ودفْئِي، وأعُبَّ من رَوحك ورَيْحانك..
لَطالَما راقبتُك، وأحببتُك، وعانقتُك، حتى قيلَ عني: "عاشقُ الفجر".
رتَّلْتُ فيك القرآن، وتأهَّبتُ لك بالصلاة، وملأتكَ بالذكرِ والتسابيح..
كنتُ إذا فاتني نورُ بهائِك، وحُرِمتُ رَوعةَ لقائِك، ظَلِلتُ متحسِّراً، لا يعوِّضُني عن فَقْدِك إلا لُقياك..
فما الذي جرى لك؟! وما الذي تغيَّر فيك؟!
هل أصابكَ ما أصابَنا؟! وهل جرى عليكَ ما جرى علينا؟!
لا يا فجرُ..
كنتُ أظنُّ أنْ لو تغيرَّ الناسُ وتخلَّى الأحبابُ، فإنك على العهدِ ثابتٌ، لا تُهادِن، لا تخادع، لا تصالح..
كيف تُمكِنُ الحياةُ إذا تغيرْت؟! وبأيِّ وجهٍ يحلو البقاءُ إذا صالحْت؟!
أتُراكَ رغبتَ عنَّا، فذهبتَ - حين لم نَعْرِفْ قَدْركَ- إلى مَنْ نَكْرَه؟!
أتراكَ زَهِدتَ فينا - حين لم نَرَ نورَك - فأصابتك ظُلمة؟!
كيف رضيتَ أن يغتال اليهودُ مع تباشِيرِكَ، شيخَنا المجاهدَ أحمد ياسين؟!
وكيف سمحتَ لهم أن يهاجِموا، مع نسماتِكَ، حريتَنا.. وقوافلَنا.. وأساطيلَنا؟!
هل رضيتَ بظلمهم؟! هل أعجبك غدرُهم؟!
هل خوَّفوك؟! هل هدَّدوك؟!
هل رهَّبوك؟! هل رغَّبوك؟!
كنتُ أظنكَ لا ترضى أن يُفَزَّعَ الآمنون في رحابِك، أو يُقتَّلَ المتضامنون مع نسماتِك..
إذا كنتَ - يا فجرُ - قد هادنتَ فلن أهادِن..
أو صالحتَ، فلن أُصالح..
أو أصابكَ الخوفُ، فلستُ بخائف..
سأظلُّ في انتظارِ أَوْبتِك.. سأرقبُ دومًا نورَك وعودتَك..
سأحيا بالأمل لأراك، ولو من بعيد، لأشرقَ بك على العالَمِ – بإسلامنا - من جديد..
أجابني الفجرُ تَخنُقه العَبَرات: لا.. لم أصالح، لم أهادن..
أظننتَنِي هادنتُ من لطَّخوا أيديَهم بدماءِ الأنبياء..
من أحلُّوا ببرودٍ سَفْكَ دماءِ الأبرياء..
إنني ما فرَّطتُ يومًا بدماءِ الشهداء
إنني أحببتُ أن ألقاهُمْ.. لا فِراق ولا عَناء
... إنني لم أنسَ يومًا حبَّهم، دمعَهم، ورجاء..
أن يكونوا ساجدِين.. شاهدِين.. بحقٍّ وإِباء.
السنوسى محمد السنوسى
يا فجرُ، أنت عندي رمزُ الضياءِ والبهاء، والغدِ المشرقِ الوَضَّاء..
هكذا عهدي بكَ، وخَبَري عنك، وتصويري لك..
منذ صِغَري وأنا أَرقُبُ قُدومَكَ بشوق، وأعشقُ لحظاتِك بِنَهم، وأُزيلُ بك وجهَ الليلِ الكالح، وصورةَ الظلامِ الدامس، وصوتَ الوساوسِ والمخاوف..
أنتظر بك قطراتِ النَّدى الشفَّافة، ونسماتِ الصباحِ الرَّقْرَاقة، لتردَّ إليَّ نفْسي ودفْئِي، وأعُبَّ من رَوحك ورَيْحانك..
لَطالَما راقبتُك، وأحببتُك، وعانقتُك، حتى قيلَ عني: "عاشقُ الفجر".
رتَّلْتُ فيك القرآن، وتأهَّبتُ لك بالصلاة، وملأتكَ بالذكرِ والتسابيح..
كنتُ إذا فاتني نورُ بهائِك، وحُرِمتُ رَوعةَ لقائِك، ظَلِلتُ متحسِّراً، لا يعوِّضُني عن فَقْدِك إلا لُقياك..
فما الذي جرى لك؟! وما الذي تغيَّر فيك؟!
هل أصابكَ ما أصابَنا؟! وهل جرى عليكَ ما جرى علينا؟!
لا يا فجرُ..
كنتُ أظنُّ أنْ لو تغيرَّ الناسُ وتخلَّى الأحبابُ، فإنك على العهدِ ثابتٌ، لا تُهادِن، لا تخادع، لا تصالح..
كيف تُمكِنُ الحياةُ إذا تغيرْت؟! وبأيِّ وجهٍ يحلو البقاءُ إذا صالحْت؟!
أتُراكَ رغبتَ عنَّا، فذهبتَ - حين لم نَعْرِفْ قَدْركَ- إلى مَنْ نَكْرَه؟!
أتراكَ زَهِدتَ فينا - حين لم نَرَ نورَك - فأصابتك ظُلمة؟!
كيف رضيتَ أن يغتال اليهودُ مع تباشِيرِكَ، شيخَنا المجاهدَ أحمد ياسين؟!
وكيف سمحتَ لهم أن يهاجِموا، مع نسماتِكَ، حريتَنا.. وقوافلَنا.. وأساطيلَنا؟!
هل رضيتَ بظلمهم؟! هل أعجبك غدرُهم؟!
هل خوَّفوك؟! هل هدَّدوك؟!
هل رهَّبوك؟! هل رغَّبوك؟!
كنتُ أظنكَ لا ترضى أن يُفَزَّعَ الآمنون في رحابِك، أو يُقتَّلَ المتضامنون مع نسماتِك..
إذا كنتَ - يا فجرُ - قد هادنتَ فلن أهادِن..
أو صالحتَ، فلن أُصالح..
أو أصابكَ الخوفُ، فلستُ بخائف..
سأظلُّ في انتظارِ أَوْبتِك.. سأرقبُ دومًا نورَك وعودتَك..
سأحيا بالأمل لأراك، ولو من بعيد، لأشرقَ بك على العالَمِ – بإسلامنا - من جديد..
أجابني الفجرُ تَخنُقه العَبَرات: لا.. لم أصالح، لم أهادن..
أظننتَنِي هادنتُ من لطَّخوا أيديَهم بدماءِ الأنبياء..
من أحلُّوا ببرودٍ سَفْكَ دماءِ الأبرياء..
إنني ما فرَّطتُ يومًا بدماءِ الشهداء
إنني أحببتُ أن ألقاهُمْ.. لا فِراق ولا عَناء
... إنني لم أنسَ يومًا حبَّهم، دمعَهم، ورجاء..
أن يكونوا ساجدِين.. شاهدِين.. بحقٍّ وإِباء.
السنوسى محمد السنوسى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى