عبد الرحمن
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سأكون ممتناً إذا أرشدتني بالفتوى الصحيحة . أنا طالب في
التاسعة عشرة من عمري ، أقمت علاقة مع فتاة ، وسارت هذه العلاقة بطريقة خاطئة ، ولا
بد أن أعترف ، طريقة خاطئة جداً جداً ، و تبنا إلى الله حتى يسامحنا ، و لا أريد أن
أرجع إلى هذا الطريق مرة أخرى ، وأود أن أقيم علاقة شرعية بالزواج ، ولكن ربما يكون
مستحيلا بالنسبة لآبائنا ، لأنهم سوف يقولون لنا : إنكما ما زلتما صغيرين جدا ، دون
أن يعرفوا ما حدث بيننا من خطأ . أمي تحب الفتاة ، وتقول لي : لك أن تحافظ على
الكلام معها ، وسوف نرتب أمور الزواج عندما تكون أنت جاهزا لهذا الأمر . ولكن لأننا
نريد أن نكون مؤمنين بحق بالله ، فكيف لنا أن نتكلم بهذه الطريقة ، ثم إن العواقب
سوف تكون وخيمة ، لأن الفتاة صارت تأتي لبيتنا للتحدث مع والدتي دون علم والديها ،
وهذا بسبب الذي حدث ، اضطررت لتقديمها إلى والدتي . أستطيع أن أدبر موافقة والدتي ،
إلا أن أبويها يستحيل أن يقبلا . والآن أريد أن أعرف : إذا استطعت تدبير أي عمل في
غضون شهور قليلة ، هل يمكنني أن أتزوجها أم لا ؟ هي بالطبع سوف تطلب إذن والديها ،
ولكن إذا رفضوا ، فهل يمكننا اللجوء إلى المأذون لإتمام النكاح ؛ نريد أن نفعل ذلك
لإرضاء الله عما قد اقترفناه من الخطيئة . أمي تسمح لي بأن أتكلم ( أمي على ديانة
آخرى و تجهل أحكام الإسلام ) ، وهي تحب الفتاة وسوف يكون من الواجب علينا دعوة أمي
للدخول في الإسلام ، ولا نريد أن نرتكب خطايا أكثر من ذلك ، علاوة على أن كلينا
موافق على الزواج . يمكنني تدبير وظيفة ، بل يمكننا أنا وهي أن نتدبر العمل . فهل
لو وافق والدي يمكنني أن أحضرها إلى البيت ، فهل يجوز أن أفعل ذلك ؟ أعتقد أن هذا
سوف يكون أفضل حتى لا نرتكب خطايا أكثر ، لا أنا ولا والدتي ولا الفتاة ، وما رأيك
لو وافق أبواها بعد ذلك ، بمساعدة بعض الشخصيات المتدينة ، بعد سنة أو سنتين ؟!
سأكون ممتناً إذا أرشدتني بالفتوى الصحيحة . أنا طالب في
التاسعة عشرة من عمري ، أقمت علاقة مع فتاة ، وسارت هذه العلاقة بطريقة خاطئة ، ولا
بد أن أعترف ، طريقة خاطئة جداً جداً ، و تبنا إلى الله حتى يسامحنا ، و لا أريد أن
أرجع إلى هذا الطريق مرة أخرى ، وأود أن أقيم علاقة شرعية بالزواج ، ولكن ربما يكون
مستحيلا بالنسبة لآبائنا ، لأنهم سوف يقولون لنا : إنكما ما زلتما صغيرين جدا ، دون
أن يعرفوا ما حدث بيننا من خطأ . أمي تحب الفتاة ، وتقول لي : لك أن تحافظ على
الكلام معها ، وسوف نرتب أمور الزواج عندما تكون أنت جاهزا لهذا الأمر . ولكن لأننا
نريد أن نكون مؤمنين بحق بالله ، فكيف لنا أن نتكلم بهذه الطريقة ، ثم إن العواقب
سوف تكون وخيمة ، لأن الفتاة صارت تأتي لبيتنا للتحدث مع والدتي دون علم والديها ،
وهذا بسبب الذي حدث ، اضطررت لتقديمها إلى والدتي . أستطيع أن أدبر موافقة والدتي ،
إلا أن أبويها يستحيل أن يقبلا . والآن أريد أن أعرف : إذا استطعت تدبير أي عمل في
غضون شهور قليلة ، هل يمكنني أن أتزوجها أم لا ؟ هي بالطبع سوف تطلب إذن والديها ،
ولكن إذا رفضوا ، فهل يمكننا اللجوء إلى المأذون لإتمام النكاح ؛ نريد أن نفعل ذلك
لإرضاء الله عما قد اقترفناه من الخطيئة . أمي تسمح لي بأن أتكلم ( أمي على ديانة
آخرى و تجهل أحكام الإسلام ) ، وهي تحب الفتاة وسوف يكون من الواجب علينا دعوة أمي
للدخول في الإسلام ، ولا نريد أن نرتكب خطايا أكثر من ذلك ، علاوة على أن كلينا
موافق على الزواج . يمكنني تدبير وظيفة ، بل يمكننا أنا وهي أن نتدبر العمل . فهل
لو وافق والدي يمكنني أن أحضرها إلى البيت ، فهل يجوز أن أفعل ذلك ؟ أعتقد أن هذا
سوف يكون أفضل حتى لا نرتكب خطايا أكثر ، لا أنا ولا والدتي ولا الفتاة ، وما رأيك
لو وافق أبواها بعد ذلك ، بمساعدة بعض الشخصيات المتدينة ، بعد سنة أو سنتين ؟!
الجواب :
الحمد لله
أولا
:
ليس
من شك في أن ما فعلته ـ أنت وهذه الفتاة ـ خطيئة عظيمة ، قد كنتما في غنى عنها ،
لولا ما فتحتما على أنفسكما من أبواب الشر ، والعلاقات المحرمة ، والتي انتهت بما
ذكرت في سؤالك : نهاية خاطئة جدا جدا .
ومن
فضل الله أن يمن عليكما بالتوبة النصوح من تلك الخطيئة ، ومن سائر الذنوب والخطايا
،ولكن ليس من الشرع ولا العقل في شيء أن تترك النار بجوار الحطب ، ثم تبكي على
الحريق الذي تسببت فيه من قبل ؛ إنك بالاستمرار في هذه العلاقة تتيح نفس الفرصة
لحرائق أخرى ، مهما زعمت من ندمك وتوبتك على فعلتك السابقة !!
إن
تردد الفتاة على بيتكم خطأ فادح ، لا سيما وأهلها لا يعرفون ؛ فما صفتكم ، وما
علاقتكم الشرعية حتى تتردد عليكم فتاة أجنبية عنكم ، خاصة وقد كان منكما ما كان ،
وما زلتما متعلقين ببعضكما ، ولا قيمة لسماح أمك ولا سماح أبيك لك ببقاء علاقتك مع
هذه الفتاة .
ثانيا :
الواجب عليكما
الآن ، وفورا ، أن تتوقفا عن هذه العلاقة المحرمة ، وهذا من تمام توبتكما ، إن
كنتما صادقين في التوبة حقا ، وأن تطويا صفحة الإثم بتوبة نصوح إلى الله جل جلاله ،
مع الاستكثار من الخيرات ، والأعمال الصالحات : ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ
النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ
ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) هود/114 .
ثالثا :
وأما
بخصوص زواجك بها ، فإن صدقت توبتك وتوبتها : فلا حرج عليكما في بدء صفحة جديدة ،
نظيفة ، بالنكاح الشرعي بينكما ، واعلم أنكما لستما صغيرين على النكاح ، بل
بإمكانكما أن تتزوجا فعلا من الآن ، وهذا لا إشكال فيه من الناحية الشرعية .
وبإمكانكما ـ
أيضا ـ أن تتزوجا فعلا ، حتى قبل أن تجدا ـ أنت وهي ـ عملا تنفقان منه على أنفسكما
، إذا كان هناك من يقوم بكفالتكما ، ويساعدكما في النفقات ؛ فالواقع أن تدبير العمل
لن يكون هو المشكلة الكبيرة التي تواجهكما .
رابعا :
لا
يشترط في زواجك بهذه الفتاة ـ أو غيرها ـ أن يوافق والداك أنت ، وإن كان ذلك أمرا
طيبا مطلوبا ، فالرجل يتولى نكاح نفسه ، ونكاح غيره ، وليس لأبوية ولاية عليه في
النكاح ، متى كان بالغا عاقلا .
لكن
المشكلة ـ حقا ـ هي في موافقة أسرة الفتاة على النكاح ؛ فبدون موافقة والد الفتاة
على النكاح : لن يكون النكاح شرعيا ، ولا مقبولا :
عَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا
فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ )
رواه
أبو داود (2083) والترمذي (1102) وغيرهما ، وصححه الألباني .
وينظر جواب
السؤال رقم (2127) ورقم (20213) .
والواجب عليك
الآن : أن تسعى في إقناع والدها بالموافقة على زواجك من ابنته ، وأن يكون سعي
الشخصيات المتدينة ، والتي أشرت إليها في سؤالك ، من الآن ، وليس بعد سنة ولا سنتين
؛ فإن كان هناك ما يمنع من السعي الآن ، ولم تجد من يؤثر على والد الفتاة لإتمام
الزواج الآن ، أو حتى الخطبة ، فليس عليك إلا أن تصبر مدة أخرى ، حتى يمكن إقناع
أسرتها بذلك .
فإن
تعذر ذلك ، ولم يمكن إقناع أسرتها بالموافقة على زواجك من هذه الفتاة ، فليس لك أن
تعالج خطأك بخطأ آخر فتكون كالمستجير من الرمضاء بالنار!!
يسر
الله لكما ، ولسائر المسلمين ، سبيل التوبة النصوح ، والعمل على مرضاة الله ،
واجتناب ما يسخطه سبحانه .
خامسا :
دعوة
أمك إلى الإسلام هي من أعظم ما يجب عليك تجاهها ، ومن أعظم حقوقها عليك ، وليس هناك
أمر تحسن به إليها ، وتبرها به أعظم من أن تتلطف في دعوتها إلى دين الإسلام ،
والسعي في هدايتها بكل سبيل ، والدعاء لها في صلواتك وكل أوقاتك أن يشرح الله صدرها
للإسلام ، وأن يهدي قلبها له ، فلا تتأخر عن ذلك ، ولا تتكاسل عنه لحظة ، ولا تؤجله
إلى وقت آخر ؛ بل بادر الفرصة قبل فواتها .
والله أعلم .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى