رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
نحدثكم اليوم عن كتاب تشريح العين وأشكالها وأعلالها تأليف علي إبراهيم بن بختيشوع الكفرطابي المتوفي بعد سنة 460 هجرية، والذي قال المؤلف في سبب تآليفه للكتاب:
ـ رأيت كل مؤلف كتاب ومصنف آداب له سبب حثه عليه، وغرض يقصد إليه، وللعلوم أوائل وأصول وللحكم حقائق ومحصول، سيما علم الطب وصناعته لشرف موضوعه وجلالته، إذ كان علماً قياسياً وأصلاً عقلياً وتجارياً وحيلاً وفصولاً وجملاً وقد أجمع كافة الناس على اختلاف الأجناس أن جالينيوس تمم هذه الصناعة وأكملها، وأبان غامضها ومشكلها وقرر لها أصولاً وجعل لها فصولاً تقرأ على ترتيب ونظام وقربها إلى الإفهام فجميع المصنفين من بعده مقصرون وفي إثره مجتهدون وأفضلهم من بيَّن في تصنيفه فهم كلامه وسلك طرق قوانيه فلما رأيت ذلك عدلت إلى تشجيع ألفاظه وتطبيقها ونقلها على معانيها وتحقيقها وما قد صح عند أتباعه، وتقرر في كتب أشياعه ورأيت في ذلك معنى لطيفاً وفناً شريفاً وهو تسهيل حفظه على الطالبين وتقريب فهمه من قلوب المتعلمين وأتميز به عن تصنيفهم وأبين به من تأليفهم فبدأت من الرأس بأشرف الحواس وهي العين وأعلالها وتشرحها وأشكاها وما تدعو الضرورة إلى معرفته لمن قصد هذا العلم على حقيقته.
المؤلف:
مؤلف كتابنا هذا كما قال المحققون للكتاب طبيب مغمور لم يتحدث عنه المؤرخون ولم يعرفوه إلا من خلال كتابه هذا الذي بين أيدينا ولم تتوافر لهم من المعلومات عنه غير ما استخلصوه من هذا الكتاب أنه علي بن إبراهيم بن بختيشوع الكفرطابي نشأ في بلدة كفرطاب بدمشق ثم رحل إلى مصر ومارس فيها مهنة طب العيون وجرب الكحل الذي ركبه عيسى الكحال لأكثر أمراض العين، ويرجح المحققون أنه رحل إلى اليمن وتعلم صناعة الكحل من أحد أطباء الهند هناك.
ـ وكان والده إبراهيم بن بختيشوع طبيباً للعيون وكان ابنه عليماً ينقل رأيه في بعض الأدوية في طب العيون.
ـ وكانت أسرة بختيشوع أسرة علم وطب اشتهرت هذه الأسرة بعلم الطب فتوارثه فيها الأبناء عن الآباء وأصل هذه الأسرة يعود إلى الطبيب النسطوري جرجس بن بختيشوع المتوفى سنة 155 هجرية والذي كان يعمل طبيباً في جنديسابور فذاع صيته هناك فاستدعاه الخليفة العباسي المنصور ليكون طبيبه الخاص.
ـ ثم خلفه في علم الطب ابنه بختيشوع بن جردس وكان طبيباً للرشيد ثم توالت الأسرة في خدمة الخلفاء طبياً لعلمهم ومهارتهم.
وأسرة بختيشوع كانت سريانية ولكن اسم مؤلفنا علي هو اسم إسلامي صرف وهذا يدل على تحول فروع الأسرة إلى الإسلام.
علي إبراهيم بختيشوع وماكس مايرهوف:
في مقدمة كتاب العشر مقالات في العين الذي عرضناه سابقاً عندما تحدث الدكتور ماكس مايرهوف طبيب العيون بالقاهرة عن كتاب تركيب العين وأشكاها ومداواة علمها قال عن علي بن بختيشوع: « إذ لم يكن مؤلفه أخصائياً في طب العيون بل متطبباً عاماً يتعاطى صناعته في كفر طاب (سوريا) ».
ـ وهنا فقد استهان مايرهوف ببلدة كفر طاب واستهان بعلي إبراهيم بن بختيشوع الكفرطابي مؤلف كتاب تشريح العين وأشكالها ومداواة أعلالها.
والمعلوم تاريخياً أن بلدة كفرطاب رغم ضغرها إلا أنها كما قال المحققون للكتاب كانت بلدة معطاء أخرجت لنا من الأدباء والشعراء والمحدثين والأطباء من سجل التاريخ اسمهم وحفظ لهم ذكرهم فأخرجت من المحدثين أحمد بن علي بن الحسن بن الفضل الكفرطابي المتوفى سنة 45 هجرية.
ومن اللغويين: أخرجت البلدة أبو الخير سلامة بن عياض بن أحمد المتوفي سنة 534 هجرية وله كتاب التذكرة في النحو في عشرة مجلدات وكتاب ما تلحن فيه العامة وكتاب فضل العربية.
ومن الأدباء: أخرجت كفرطاب أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عمر المتوفي سنة 533 هجرية وله كتاب غريب القرآن ونقد الشعر وبحر النحو وقد نقضي في هذا الكتاب مسائل كثيرة من مسائل النحويين كما قال المحققون للكتاب.
ـ وقد استهان مايرهوف بالمؤلف وادعى أنه متعاطي مهنة الطب وتاريخ أسرة الطبيب علي بن إبراهيم بن بختيشوه الكفرطابي يثبت عكس ما ادعى مايرهوف.
وقد تصدى محققو كتاب تشريح العين لهذا الادعاء ودافعوا عن المؤلف دفاعاً علمياً فقالوا:
ـ وما ندري من أين أتى مايرهوف بهذه المعلومات وأغلب الظن أن مايرهوف استنبط معلوماته هذه استنباطاً لأنه رأي أن مؤلفنا يتحدث في أول كتابه عن تركيب جسم الإنسان وعظامه وعضلاته وأعصابه وغير ذلك ورآه في آخر كتابه يذكر أدوية لأمراض لا علاقة لها بالعين كذكره دواء للأسنان وآخر للثة وآخر لمنع تحلب المواد من الدماغ إلى الصور وآخر للبواسير والحقيقة أن ما يرهوف قد غلط مرتين:
الأولى: عندما قال أن علي بن إبراهيم بختيشوع لم يكن أخصائياً في طب العيون، وما استند إليه في دعواه هذه لا يصلح مستنداً لأنه غاب عن ذهن مايرهوف أن العلماء يشترطون لمن يريد أن يكون متخصصاً في طب العيون أن يتقن الطب العام أولاً، ثم يتخصص في طب العيون لأن لعض أمراض العين سببه من الجسم وبعض أمراض العين يسبب مرضاً في الجسم... ومؤلفنا قد مهر في الطب العام بدليل ما قدمه لنا من معلومات في الطب العام والتشريح في كتابه هذا، ومهر في طب العيون ولا أول عندي على تخصثه في طب العيون ومهارته فيه، وممارسته له من أن جميع ما أورده من الأدوية لجميع أمراض العين في كتابه تشريح العين وأشكالها ومداواة أعلالها قد جربه على مرضاه وثبت له فاعليته وجدواه ومن العمليات الجراحية التي عملها في العين بنفسه فضلاً عن التي وصف عملها وصفاً دقيقاً فخو أذن متخصص وممارس لطب العيون.
نماذج من محتوى الكتاب:
ـ عن أمراض العين قال المؤلف رحمه الله:
ونبتدىء بأمراض الأجفان لما كانت بادية للأعيان وهي خمسة عشر مرضاً ونذكر أعراضها عرضاً عرضاً فمنها: الجرب والبرد والالتصاق والتحجر والشترة والشرناق والسعيرة والشعر الزائد وانتشار الهدب والقمل في الأجفان والسلاق والحكة والوردينج، والتوتة والدمل في أطراف الجفون وأطراف المآق وبعده مرض الماقين وهي ثلاثة أمراض: الغرب والغدة والسيلان.
ـ وأمراض الملتحمة عشرة أمراض: الانتفاخ والرمد والجسا المنعقد، والسبل والطرفة والظفرة والحكة والودقة والدبيلة والدمعة.
ـ وأمراض القرنية سبعة أمراض: القروح والأثر والسلخ والبثر والسرطان والحفر وتغير لونها عن القدر.
ـ وأمراض العنبية أربعة أنواع: فمنه ما يعرض في ثقبها من الاتساع، أو السدة أو الضيق ومنها ما يعرض من سوء المزاج مقل الزرقة بعد السواد لغلبة البرد والفساد، والجحوظ لكثرة المواد والصغر لليُبْس والجماد.
وقال: ونذكر ذلك على الاجتهاد:
ـ أما الاتساع: فمنه طبيعي ويكون لكثرة الروح الباصر أو لتغميض الواحدة فيتسع الناظر ويكون الاتساع أيضاً في الظلام وهذه كلها ليست من الأسقام وأما الآلام فيكون الاتساع تابعاً للشقيقة لمشاركة العضو الألم على الحقيقة ويكون أيضاً مع نزول الماء ويزول بزواله فيما يمكن قدحه وانحلاله.
ـ وأما الضيق: فيكون لبعض الأورام ويكون للخروج إلى الوضوء من الظلام ويكون لفرط اليبس والالتئام.
وعن الرطوبة البيضاء قال: والرطوبة البيضاء هي علة واحدة من رطوبة جامدة تجمد في الحدقة وهي بها ملتصقة ويعرف بالماء النازل والمرض الهائل وهي سبعة ألوان تشاهد بالعيان فمنها ما يشبه الماء ومنه ما يشبه لون السماء ومنها ما يشبه الزجاج ومنه أصغر كالعاج ومنه ما لونه يشبه الزرقة كاللازورد ومنه ما لونه أحمر كالورد ومنه ما لونه أخضر مجمد.
وهكذا أبدع المؤلف والطبيب علي بن إبراهيم بن بختيشوع الكفر طابي المتوفي بعد سنة 460 هجرية.
وإذا كان علي رحمه الله قد صرح في هذا الكتاب بأن الطب قد اكتمل على يد جالينوس وأنه لن يأتي في كتابه هذا بشيء من الإضافات غير تنميق العبارة وجمال الصنعة إلا أن المؤلف كما قال المحقق وكما رأينا في الكتاب أضاف لطب العيون الجديد من الناحية الأكاديمية.
بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين
ـ رأيت كل مؤلف كتاب ومصنف آداب له سبب حثه عليه، وغرض يقصد إليه، وللعلوم أوائل وأصول وللحكم حقائق ومحصول، سيما علم الطب وصناعته لشرف موضوعه وجلالته، إذ كان علماً قياسياً وأصلاً عقلياً وتجارياً وحيلاً وفصولاً وجملاً وقد أجمع كافة الناس على اختلاف الأجناس أن جالينيوس تمم هذه الصناعة وأكملها، وأبان غامضها ومشكلها وقرر لها أصولاً وجعل لها فصولاً تقرأ على ترتيب ونظام وقربها إلى الإفهام فجميع المصنفين من بعده مقصرون وفي إثره مجتهدون وأفضلهم من بيَّن في تصنيفه فهم كلامه وسلك طرق قوانيه فلما رأيت ذلك عدلت إلى تشجيع ألفاظه وتطبيقها ونقلها على معانيها وتحقيقها وما قد صح عند أتباعه، وتقرر في كتب أشياعه ورأيت في ذلك معنى لطيفاً وفناً شريفاً وهو تسهيل حفظه على الطالبين وتقريب فهمه من قلوب المتعلمين وأتميز به عن تصنيفهم وأبين به من تأليفهم فبدأت من الرأس بأشرف الحواس وهي العين وأعلالها وتشرحها وأشكاها وما تدعو الضرورة إلى معرفته لمن قصد هذا العلم على حقيقته.
المؤلف:
مؤلف كتابنا هذا كما قال المحققون للكتاب طبيب مغمور لم يتحدث عنه المؤرخون ولم يعرفوه إلا من خلال كتابه هذا الذي بين أيدينا ولم تتوافر لهم من المعلومات عنه غير ما استخلصوه من هذا الكتاب أنه علي بن إبراهيم بن بختيشوع الكفرطابي نشأ في بلدة كفرطاب بدمشق ثم رحل إلى مصر ومارس فيها مهنة طب العيون وجرب الكحل الذي ركبه عيسى الكحال لأكثر أمراض العين، ويرجح المحققون أنه رحل إلى اليمن وتعلم صناعة الكحل من أحد أطباء الهند هناك.
ـ وكان والده إبراهيم بن بختيشوع طبيباً للعيون وكان ابنه عليماً ينقل رأيه في بعض الأدوية في طب العيون.
ـ وكانت أسرة بختيشوع أسرة علم وطب اشتهرت هذه الأسرة بعلم الطب فتوارثه فيها الأبناء عن الآباء وأصل هذه الأسرة يعود إلى الطبيب النسطوري جرجس بن بختيشوع المتوفى سنة 155 هجرية والذي كان يعمل طبيباً في جنديسابور فذاع صيته هناك فاستدعاه الخليفة العباسي المنصور ليكون طبيبه الخاص.
ـ ثم خلفه في علم الطب ابنه بختيشوع بن جردس وكان طبيباً للرشيد ثم توالت الأسرة في خدمة الخلفاء طبياً لعلمهم ومهارتهم.
وأسرة بختيشوع كانت سريانية ولكن اسم مؤلفنا علي هو اسم إسلامي صرف وهذا يدل على تحول فروع الأسرة إلى الإسلام.
علي إبراهيم بختيشوع وماكس مايرهوف:
في مقدمة كتاب العشر مقالات في العين الذي عرضناه سابقاً عندما تحدث الدكتور ماكس مايرهوف طبيب العيون بالقاهرة عن كتاب تركيب العين وأشكاها ومداواة علمها قال عن علي بن بختيشوع: « إذ لم يكن مؤلفه أخصائياً في طب العيون بل متطبباً عاماً يتعاطى صناعته في كفر طاب (سوريا) ».
ـ وهنا فقد استهان مايرهوف ببلدة كفر طاب واستهان بعلي إبراهيم بن بختيشوع الكفرطابي مؤلف كتاب تشريح العين وأشكالها ومداواة أعلالها.
والمعلوم تاريخياً أن بلدة كفرطاب رغم ضغرها إلا أنها كما قال المحققون للكتاب كانت بلدة معطاء أخرجت لنا من الأدباء والشعراء والمحدثين والأطباء من سجل التاريخ اسمهم وحفظ لهم ذكرهم فأخرجت من المحدثين أحمد بن علي بن الحسن بن الفضل الكفرطابي المتوفى سنة 45 هجرية.
ومن اللغويين: أخرجت البلدة أبو الخير سلامة بن عياض بن أحمد المتوفي سنة 534 هجرية وله كتاب التذكرة في النحو في عشرة مجلدات وكتاب ما تلحن فيه العامة وكتاب فضل العربية.
ومن الأدباء: أخرجت كفرطاب أبو عبد الله محمد بن يوسف بن عمر المتوفي سنة 533 هجرية وله كتاب غريب القرآن ونقد الشعر وبحر النحو وقد نقضي في هذا الكتاب مسائل كثيرة من مسائل النحويين كما قال المحققون للكتاب.
ـ وقد استهان مايرهوف بالمؤلف وادعى أنه متعاطي مهنة الطب وتاريخ أسرة الطبيب علي بن إبراهيم بن بختيشوه الكفرطابي يثبت عكس ما ادعى مايرهوف.
وقد تصدى محققو كتاب تشريح العين لهذا الادعاء ودافعوا عن المؤلف دفاعاً علمياً فقالوا:
ـ وما ندري من أين أتى مايرهوف بهذه المعلومات وأغلب الظن أن مايرهوف استنبط معلوماته هذه استنباطاً لأنه رأي أن مؤلفنا يتحدث في أول كتابه عن تركيب جسم الإنسان وعظامه وعضلاته وأعصابه وغير ذلك ورآه في آخر كتابه يذكر أدوية لأمراض لا علاقة لها بالعين كذكره دواء للأسنان وآخر للثة وآخر لمنع تحلب المواد من الدماغ إلى الصور وآخر للبواسير والحقيقة أن ما يرهوف قد غلط مرتين:
الأولى: عندما قال أن علي بن إبراهيم بختيشوع لم يكن أخصائياً في طب العيون، وما استند إليه في دعواه هذه لا يصلح مستنداً لأنه غاب عن ذهن مايرهوف أن العلماء يشترطون لمن يريد أن يكون متخصصاً في طب العيون أن يتقن الطب العام أولاً، ثم يتخصص في طب العيون لأن لعض أمراض العين سببه من الجسم وبعض أمراض العين يسبب مرضاً في الجسم... ومؤلفنا قد مهر في الطب العام بدليل ما قدمه لنا من معلومات في الطب العام والتشريح في كتابه هذا، ومهر في طب العيون ولا أول عندي على تخصثه في طب العيون ومهارته فيه، وممارسته له من أن جميع ما أورده من الأدوية لجميع أمراض العين في كتابه تشريح العين وأشكالها ومداواة أعلالها قد جربه على مرضاه وثبت له فاعليته وجدواه ومن العمليات الجراحية التي عملها في العين بنفسه فضلاً عن التي وصف عملها وصفاً دقيقاً فخو أذن متخصص وممارس لطب العيون.
نماذج من محتوى الكتاب:
ـ عن أمراض العين قال المؤلف رحمه الله:
ونبتدىء بأمراض الأجفان لما كانت بادية للأعيان وهي خمسة عشر مرضاً ونذكر أعراضها عرضاً عرضاً فمنها: الجرب والبرد والالتصاق والتحجر والشترة والشرناق والسعيرة والشعر الزائد وانتشار الهدب والقمل في الأجفان والسلاق والحكة والوردينج، والتوتة والدمل في أطراف الجفون وأطراف المآق وبعده مرض الماقين وهي ثلاثة أمراض: الغرب والغدة والسيلان.
ـ وأمراض الملتحمة عشرة أمراض: الانتفاخ والرمد والجسا المنعقد، والسبل والطرفة والظفرة والحكة والودقة والدبيلة والدمعة.
ـ وأمراض القرنية سبعة أمراض: القروح والأثر والسلخ والبثر والسرطان والحفر وتغير لونها عن القدر.
ـ وأمراض العنبية أربعة أنواع: فمنه ما يعرض في ثقبها من الاتساع، أو السدة أو الضيق ومنها ما يعرض من سوء المزاج مقل الزرقة بعد السواد لغلبة البرد والفساد، والجحوظ لكثرة المواد والصغر لليُبْس والجماد.
وقال: ونذكر ذلك على الاجتهاد:
ـ أما الاتساع: فمنه طبيعي ويكون لكثرة الروح الباصر أو لتغميض الواحدة فيتسع الناظر ويكون الاتساع أيضاً في الظلام وهذه كلها ليست من الأسقام وأما الآلام فيكون الاتساع تابعاً للشقيقة لمشاركة العضو الألم على الحقيقة ويكون أيضاً مع نزول الماء ويزول بزواله فيما يمكن قدحه وانحلاله.
ـ وأما الضيق: فيكون لبعض الأورام ويكون للخروج إلى الوضوء من الظلام ويكون لفرط اليبس والالتئام.
وعن الرطوبة البيضاء قال: والرطوبة البيضاء هي علة واحدة من رطوبة جامدة تجمد في الحدقة وهي بها ملتصقة ويعرف بالماء النازل والمرض الهائل وهي سبعة ألوان تشاهد بالعيان فمنها ما يشبه الماء ومنه ما يشبه لون السماء ومنها ما يشبه الزجاج ومنه أصغر كالعاج ومنه ما لونه يشبه الزرقة كاللازورد ومنه ما لونه أحمر كالورد ومنه ما لونه أخضر مجمد.
وهكذا أبدع المؤلف والطبيب علي بن إبراهيم بن بختيشوع الكفر طابي المتوفي بعد سنة 460 هجرية.
وإذا كان علي رحمه الله قد صرح في هذا الكتاب بأن الطب قد اكتمل على يد جالينوس وأنه لن يأتي في كتابه هذا بشيء من الإضافات غير تنميق العبارة وجمال الصنعة إلا أن المؤلف كما قال المحقق وكما رأينا في الكتاب أضاف لطب العيون الجديد من الناحية الأكاديمية.
بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس
ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى