خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
ظل إبليس يفكر طويلاً كيف يدخل على آدم وروجته ليصدقه ويعصي ربه. فدخل إليه مدخلاً يرفضه أي إنسان، فقال له:{يا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى}[طه:120]؟.. فكل بين آدم يبحثون عن الحياة الطويلة، والقوة الدائمة، والشباب الدائم، والصحة الدائمة، والممتلكات التي لا تفارقهم ولا يفارقونها، لذلك دخل إبليس على آدم من هذا المدخل(شَجَرَةُ الخُلدِ) و(مُلْكٍ لَّا يَبْلَى).. وقد يستغرب الإنسان منا كيف صدق آدمُ إبليس؟ .. والحقيقة أن هذا المدخل الشيطاني ما زال أقوى المداخل في معظم الإعلانات التجارية غير العلمية، حيث النبات الذي يعطيك الحيوية الدائمة والشباب الدائم، والشامبو الذي يعطي شعرك الحيوية الدائمة واللمعان الأبدي، والحبة الزرقاء التي تجعلك في علاقة زوجية سعيدة وقوية وأبدية، والعلاج الفوري والدائم للإمساك، والنبات الشافي من أمراض السكري وضغط الدم والسرطان، والاختراع الذي يعيد الشباب لحياتك الزوجية الخاصة بطريقة فورية وأبدية، وتوليفة الضعف العام وعلاج القرحة وأمراض القولون العصبي، وصالونات التجميل التي تعيد إليك الشباب وتزيل عنك العجز والشيخوخة والتجاعيد ...
وهكذا مسلسل شيطاني رهيب وطويل يستغل فيه حب الدنيا وكراهية العجز والمرض والموت للإثراء الفاحش على حساب السذج والجهلاء واللاهثين خلف كل جديد أو معلن عنه في هذه الحياة.
ماذا لو أن الفرد منا عاش واقعه المعيشي، وذهب إلى طبيبه المتخصص المعتمد من الدولة، وقاطع الخلطات والتوليفات الشيطانية، وآمن بالعلم وبسنة الله في الخلق؟ هل سيجد الدجالون مجالا للإثراء على حساب المرضى والمغفلين والمتعلقين بالأمل الكاذب في هذه الحياة والمنخدعين بتلك الإعلانات الكاذبة ؟!
علينا التوكل على الله، والأخذ بالأسباب العلمية، والرضا بفعل الدهر فينا، والتنبه للمداخل الشيطانية في هذا النوع من الإعلانات التجارية غير العلمية.
إعداد الأستاذ الدكتور نظمى خليل أبو العطا موسى
المرجع
أخبار الخليج 25 بريد القراء.
العدد (10666) – الأربعاء 20 جمادى الأولى 1428هـ - 6 يونيو 2007م.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى