خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
حضرت المحاضرة التي أعدها وألقاها الأستاذ الدكتور محمد جابر الأنصاري في متحف البحرين والوطني يوم الثلاثاء 10/2/1998م ، وخرجت من المحاضرة بالعديد من الأفكار والأطروحات القيمة والمفيدة ، والتي أوافق الدكتور الأنصاري عليها تماما ، وهذه كما نعلم طبيعة العلم ، وحيوية العقول ، وسنة الله في الخلق وهذا الخلاف كما يقولون: لا يفسد للود والتقدير والاحترام والحب قضية.
وفي يوم الجمعة 20/2/1998م ، قرأت في أخبار الخليج مقالا للأستاذ عبد الرحمن فلاح بعنوان رؤية قرآنية لإشكالية حضارية ، وقد اطمأنت نفسي وأصلح بالي بهذا المقال ، حيث علمت أن في الحاضرين من خرج بنفس ملاحظاتي التي خرجت بها تقريبا ، ومن هنا فقد كفاني الأستاذ فلاح مؤنة مناقشة هذه الأفكار والتي ناقشها والحمد لله بأسلوب علمي متميز.
وبالأمس الخميس 19/2/1998م قرأت في أخبار الخليج مقالا للأستاذ الدكتور علي خليل يناقش فيه بعض أفكار المحاضرة وعناصرها ، ومن هنا عنونت لمقالي بكلمة ثالثة في ( غرب منحط ) كيف يسود العالم؟!
ومما أثلج صدري في محاضرة الدكتور الأنصاري غيرته على الإسلام ، دين الله الحنيف ، وتفرقته الواضحة بين الإسلام في سموه والمسلمين وواقعهم المؤسف ، وعندما قال كلمة تمس الإسلام ، تدارك الأمر في الحال وقال آسف أعني المسلمين وليس الإسلام ، وهذا المنحى الطيب ، والوعي العميق ، والفهم الصحيح يفتقده العديد من المثقفين والباحثين ، وأساتذة الجامعة المسلمين هذه الأيام فكثيرا ما نسمعهم يخلطون بين الإسلام دين الله الحنيف ، وبين تخلف المسلمين في الوقت الحاضر ، وبهذا يحملون الإسلام وزر أناس هجروا الإسلام ولم يعد يعملون به ، وكل ما عندهم هذه ألافتة القديمة على ألديارهم والمكتوب عليها بخط باهت مسلمون ، ذلك اللقب الذي ورثوه عن أجدادهم ، وما رعوه حق رعايته وما فهموه كما يجب ، ويعمل بعضهم جاهدا لطمس هذا الاسم من حياة المسلمين.
- غرب منحط كيف يقود العالم:
وأنا أقول كيف يكون في الغرب إسلاما؟! هذه مغالطة ومخالفة عقائدية كبر ، نعم في الغرب مدينة مادية وتقنية عظيمة ، وبعض السلوكيات الاجتماعية الممتازة ، والتي قد لأنجدها في ديارنا حاليا.
ولكن عقيدة الغرب فاسدة ، وحضارته كحضارة عاد وثمود وفرعون التي غلبت عليها المدنية المادية ، وغابت منها العقيدة الصحيحة ، والتشريع الإلهي ، ومن هنا عاب الله هذه لحضارة وأبادها. فالغرب منحط عقائديا ، ومنحط تشريعيا ، ومنحط خليقا ، حتى لو عانقت ناطحاته السحاب ، ورست سفنه على المريخ ، وضربت صواريخه الموجهة أهدافها الأرضية بمساعدة الأقمار الصناعية في تصويب علمي دقيق وفريد ونسخ من الخلايا أفرادا متطابقة.
- الغرب ليس جمعية خيرية ولكن.. . !!
وإذا كان الدكتور الأنصاري قد ذكر أكثر من مرة أن الغرب ليس جمعية خيرية ، فأنا أوافقه على ذلك تماما ، ولكن في الوقت نفسه الغرب بالنسبة لنا وكرا لعصابات مسلحة ، استغلت قوتها وحقدها وانقضت على خلافتنا الإسلامية المرئضة قبل أن تسلم الراية كعادتها إلى خلافة أخرى قوية فتية كما حدث بين الخلافة الإسلامية الأموية ، والعباسية ، والفاطمية ، والمملوكية والعثمانية وغيرها كما استغل الغرب ضعفنا وغيبوبتنا وسلم الراية الإسلامية للعلمانيين ، والعملاء ، واحتل ديارنا ، ونهب ثروتنا ، وزرع الفتن الحدودية بيننا ، وربى أجيالا من بني جلدتنا سلمها الراية قبل رحيله العسكري عن ديارنا كما قلنا سابقا ، وما زال الغرب يسرق خيراتنا ويقف بشدة ضد تقدمنا ، وما حدث للعراق عند مساعدته على حرب إيران ، وإعطائه الضوء الأخضر لغزو الكويت ، ثم الانقضاض عليه في الكويت ، وتدمير قوته ، ونهب الغرب للديار الإسلامية بأسلوب زعيم العصابات المحترف ، خير دليل على ذلك ، ومثل ذلك ما يحدث هذه الأيام( فبراير 1998م) من حشود غربية للقضاء على أسلحة العرب ، وعلماء العرب ، ونساء العرب ، وأطفال العرب ، مع ترك إسرائيل ، والسفاح المدلل ، تعربد وتنهب وتسرق بطريقة أسياده رعاة البقر ، الذين جربوا نفس السياسة مع الهنود الحمر ، ومع المسلمين في أسبانيا ، فإذا كان الغرب ليس بجمعية خيرية كما قال الدكتور الأنصاري فهو كما يثبت تاريخنا عصابة من للصوص والقراصنة التي سرقت كل خيراتنا ، ووصلت أيديهم حتى إلى الأصول الو راثية لنباتاتنا البرية الصحراوية.
- مشروعنا الحضاري الإسلامي:
إذا زاوجنا بين علم الأستاذ الدكتور محمد جابر الأنصاري ، وأرائه الإصلاحية التقدمية والتيار الذي يمثله ، وعلم الأستاذ عبد الرحمن علي فلاح وإذا جاز لغير المسلمين الخلط بين تخلفنا والإسلام ، فلهم عذرهم ، فهم لا يعرفون الإسلام ولكنهم يعلمون الكثير عن تخلفنا وانحطاطنا ، ومن يتعرف منهم الإسلام ينبهر به ، وقد يسلم الوجه لله ، ويدافع عن الإسلام حق الدفاع ، كما هو الحال عند جارودي وغيره.
- الندوي وانحطاط المسلمين:
وهنا انتهز هذه المناسبة لأقول إذا كان معظمنا يعتقد أن الغرب منحط في الخلق ، ومتقدم في التقنية ، فأنا شخصيا ، ومعي العديد من المسلمين نؤمن أننا منحطون في السلوك ومتخلفون في التقنية معا ، وهذا الاعتقاد ليس من عندي فقد سبق إليه العلامة الأستاذ أبو الحسن الندوي الذي ألف منذ أكثر من ربع قرن ، كتابه المشهور: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟
- ألنورسي وتخلف المسلمين:
وإذا كان الواعون منا ، والعالمون يعلمون أن تخلفنا التقني مرده إلى بعدنا عن العلم النافع ، وعدم تسخيرنا نواميس الكون ، فقد سبقهم إلى ذلك المصلح التركي المسلم الأستاذ سعيد ألنورسي ، رحمه الله ، والذي كتب منذ أكثر من ستين عاما توضيحا بليغا لهذه الإشكالية في رسائل النور قائلا: إن في دساتير الكون ونواميس الوجود شريعة إلهية أخرى لا تقل عن شريعة الإيمان والإسلام ، فكما أن المسلم الذي يخالف شريعة قرآنه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ويتهاون فيها ، ويخرق دساتيرها ، وينال عقابه الأليم على ذلك في الآخرة ، فكذلك مخالفة الشريعة الكونية ، والنواميس الوجودية وخرقها وعدم فهمها ، والالتزام بها ، ولا تجاوب معها يعاقب (المسلم) عليها في الدنيا بالهزيمة عند واحدة من الشريعتين وإغفال الأخرى هو واحد من أسباب الانكسار الذي عرفه المسلمون ( انتهى كلام ألنورسي رحمه الله ).
- خطأ شائع عن محمد عبده:
ولي توضيح آخر على ما قاله الدكتور الأنصاري والدكتور على خليل ، وما يتناقله الناس من إن الشيخ محمد عبده قال: رأيت في الغرب إسلاما ولم أجد مسلمين. وقال أخبرنا الأستاذ محمد عماره أثناء عودتنا معه إلى الفندق من محاضره له بنادي العروبة في البحرين يوم 22/5/1996م ، أخبرنا أنه حقق جميع أعمال محمد عبده ولم يعثر على تلك المقولة الشائعة عن الشيخ محمد عبده.
4- الفلسطينيون وظلم أولي القربى:
المتعاقدون من الأخوة والزملاء الفلسطينيين ، الذين لسنوات عدة يخدمون في وزارة التربية والتعليم ، فوجئوا بقرار إنهاء خدمتهم والذي وقع على بعضهم كالصاعقة ، مما أدى ببعضهم إلى الانهيار العصبي ، فأين يذهب هذا المتعاقد الفلسطيني الذي قضى زهرة شبابه في الأحضان الدافئة لأهل البحرين ، ووجد فيهم الأهل والعشيرة؟ أين يذهب هذا المسلم وقد سلب اليهود دياره وبيته وممتلكاته فلجا إلى أخوته هربا من ظلم الظالمين؟ هذه قضية إسلامية عربية تستحق الرعاية والحل من القائمين على أمر التربية والتعليم ، ونحن على ثقة تامة أن المسئولين في وزارة التربية والتعليم ، ويعتبرون الفلسطينيين جزءا لا يتجزأ من شعب البحرين ، ويقدرون الظروف القاسية التي تحكم هؤلاء الإخوة والذين احتضنتهم دولة البحرين من أول يوم وطأت أقدامهم فيها هذا البلد الطيب أهله ، الرشيد حكومته ، وإنهاء عقودهم بهذه الطريقة لا يليق خاصة والألم يعتصر قلوب هؤلاء في الذكرى الخمسين الاغتصاب ديارهم ، والتي مازالوا يحملون مفاتيحها في جيوبهم لم تصدأ ولم يطل عليها الأمد.
جنسيات لا يشملها قرارات الإنهاء المفاجئ للعقود وهذا أمر طيب:
قليل من الجنسيات العربية نراها لا يشملها قرارات الإنهاء المفاجئ للعقود ، لدرجة أنهم بقوا وحدهم في بعض أقسام إدارات التربية والتعليم ، وهذا ليس معناه حرصنا على إنهاء عقود هؤلاء الأخوة ، فهم أكفاء ويعملون بإخلاص في البحرين ، ونحن نحب لهم الخير من كل قلوبنا ، ولكن أتينا بهم أنموذجا طيبا للتعامل بين العرب والمسلمين ، فهذا هو الأصل ، وما يحدث مع الجنسيات العربية الأخرى هو الخروج عن قاعدة الأخوة العربية الإسلامية ، وأن من يطبق قرار ألإخوة على بعض الأخوة ، بقادر على تطبيق نفس القرارات على باقي الأخوة.
- أبناء المصريين واختلاف نظام التعليم بين البحرين ومصر:
لم تراع وزارة التربية والتعليم ظروف أبناء المصريين المقيدين في الصف الثاني الثانوي ، كلنا يعلم أن الطالب المصري الذي يترك البحرين في نهاية الصف الثاني الثانوي ، عليه أن يعيد في مصر الصف الثاني الثانوي ، مما يترك أثارا سلبية على نفوس هؤلاء الأبناء ، وإحقاقا للحق نقول: لقد راعت وزارة التربية والتعليم في العام الماضي ظروف بعض هؤلاء الطلبة ، ولكن للأسف لم تراع ظروف البعض الأخر في نفس العام ، فأين العدالة بين أبناء الجنسية الواحدة ؟ فبعض أبناء المصريين أستشنوا والبعض الأخر لم يشمله الاستثناء؟
ولماذا لا تضع وزارة التربية والتعليم في حساباتها مصلحة الأبناء عند إنهاء التعاقد ، وتدرس هذه الحالات قبل الإقدام على إنها العقود ، حتى لا تضطر إلى التفريق بين الناس ، والرجوع في بعض قراراتها ، مما يعرض قرارات الوزارة للنقض والنقد.
- البحرين في قلوبنا:
في الختام أقول أن البحرين بلد متحضر ، ومن يعش فيه لا يشعر بالغربة ، ويتمتع بالأمن والأمان ، فهي لا تفرق بين الوافدين وأبنائها في الخدمات والرعاية والحب ، ومن هنا أحب كل من عاش في البحرين ، والبحرين ، وأهل البحرين ، وحكومة البحرين ، وأمير البحرين ، فالبحرين في قلوبنا ، خاصة أننا قضينا أحلى أيام عمرنا بين أهلها الطيبين والله على ما أقول شهيد ، فهل تستجيب وزارة التربية والتعليم؟!
يبحثون عن وظيفة وظروفهم قاسية ، في الوقت الذي يشغل هذه الوظيفة من هم أقل منهم علما وإخلاصا.
وعلى الجانب الأخر هل يعقل أن تدفع الدولة راتبا مرتفعا وهناك من يقبل التعاقد والعمل في نفس الوظيفة بأقل من نصف الراتب؟
- إخلاص السواد الأعظم من المتعاقدين:
لقد أدى السواد الأعظم من المربين المتعاقدين العرب واجبهم في البحرين بأمانة وإخلاص ، فمعظمهم وفي بعقده أمام الله ، وقام بواجبه أمام المسئولين ، وهذا ما تسجله إنجازات هؤلاء المتعاقدين الشرفاء ، وتحمله تقارير أدائهم الوظيفي ، وقد ضحى كثير منهم من أجل البحرين وأبنائها ، وهذا ما يشكره لهم من تعلموا منهم ، وعملوا معهم ، ومازالوا أوفياء لهم.
- بعض الضوابط لتنظيم إبرام العقود وإنهائها:
ولكن كعادة البشر ، خاصة عندما يغيب المنهج العلمي في تسيير الأمور واتخاذ القرارات أو عندما تتشابك الظروف ، أو تتدخل الأهواء والمصالح الشخصية ، أو تقل ألخبره ، أو تنعدم البيانات الصحيحة والدقيقة عن المتعاقدين ، تقع بعض التجاوزات والأخطاء المقبولة أدائيا ، ولكن لتعقد طبيعة النفسية البشرية ، تترك تلك القرارات ندبا سوداء في نفوس المخلصين من المتعاقدين ، ولذلك رأيت أن من واجبي أن أقترح بعض الضوابط لتنظيم علمية التعاقد مستقبلا ، ولا أدعي أني جئت بالجديد ، فمن يعمل لمدة عام في وزارة التربية والتعليم قادر على اقتراح نفس الضوابط ، ولكنها ذكرى للمؤمنين ، ومعذرة إلى ربنا ، ولعلهم يتقون:
1- يجب تحديد الحد الأقصى للتعاقد منذ اليوم الأول لتوقيع العقد ، وألا يترك الباب مفتوح لأصحاب المصالح الشخصية والأهواء النفسية ، وهذا ما لجأت إليه المملكة العربية السعودية الشقيقة في السنوات الأخيرة حيث حددت مدة التعاقد الشخصي بحد أقصى غير قابل للتجديد ، وهذا ما أقره سعادة وزير التربية والتعليم في دولة البحرين ، ونشر في أخبار الخليج يوم 7/5/1998م ، في العنوان الرئيس للجريدة ، لذا وجب علينا أن نسجل الشكر لوزارة التربية والتعليم في دولة البحرين على ذلك.
2- على وزارة التربية والتعليم أن تبلغ المتعاقدين معها بعزمها على إنهاء تعاقداتهم قبل اتخاذ القرار بعام ، أسوة بما تقوم به وزارة الصحية في دولة البحرين ، حيث يعلم الطبيب بميعاد إلغاء العقد قبل إنهائه بعام على الأقل ، مما يحفظ على الأطباء كرامتهم ، ويتيح لهم الفرصة لتدبير أمورهم الخاصة المترتبة على وجودهم في البحرين ، ولا يغادرون البلاد بطريقة الصدمات الكهربائية التي تتبعها وزارة التربية والتعليم ، مما يترتب عليه القلق الدائم للمربي ، والتأثير على أدائه الوظيفي ، ويشوه صورة المربي في عيون طلابه ، ويكسر المثل العليا في نفوس أبنائنا عندما يرون أساتذتهم في مواقف لا يحسدون عليها بسبب القرار المفاجئ لإنهاء الخدمة أو الخوف الدائم منه.
3- يستثنى من شروطنا السابقة واللاحقة بعض المتعاقدين الذين احتلوا ويحتلون وظائف منذ سنوات عدة ، ولم يقدموا للبحرين ما يوجب مد تعاقدهم ، وخاصة أن بعض هؤلاء المتعاقدين يقومون بوظائف عادية معظمها روتينية ، ولا تتفق بأي حال من الأحوال مع مؤهلاتهم العلمية ، ويستطيع أي بحريني يحمل الشهادة الإعدادية العامة القيام بمهامهم الوظيفية في سهولة ويسر ، والجميع في وزارة التربية والتعليم ، ومنذ سنوات يرى العديد من هذه النماذج ، ومن هنا وجب دراسة مثل هذه الحالات ، والحمد لله فقد شاء وحده أن تنتهي عقود بعض هذه النماذج ، ولكن مازال هناك من تحتاج حالاتهم إلى قرار من قبل المسئولين في الوزارة لإنهاء عقودهم.
- الآن وقد خربتم أفغانستان من قبل ؟!!
اليوم 11/12/2001م أعلنت أمريكا أنها حصلت على شريط فيديو في أحد مقار ابن لأدن يثبت أنه مدين في أحداث 11/9/2001م أي بعد ثلاثة أشهر من الإحداث التي أعلنوا فورا إدانة ابن لأدن فيها ، وبعد حوالي(65) يوما من القصف الوحشي على أفغانستان البلد المسلم الضعيف والمتهالك ، الآن وبعد قتل النساء والأطفال والشيوخ تعلم أمريكا أنها ستعرض الشريط علينا بعد مراجعته امنيا ، لقد طالبنا أمريكا بالدليل فادعت أنها اطلعت الحكومات عليه ، واليوم تقول سأعرض عليكم الشريط هذا المسلك يدلل على أن أمريكا لو كانت تملك الدليل المقنع على إدانة ابن لأدن لعرضته عينا.
أمريكا اتهمت المسلمين بلا دليل وجيشت الجيوش لإحراق أفغانستان وقتل المسلمين دون دليل مقنع ، وماذا لو تحصل أمريكا على هذا الدليل؟! إلى هذه الدرجة استهانت أمريكا بالمسلمين ودمائهم وأرواحهم وممتلكاتهم نحن في انتظار عرض الشريط لنرى مدى صدقه من كذبه ، ومدى اصالته من فبركته. إن ما قامت به أمريكا في أفغانستان مسلك دولي خطير. ولماذا لم تقدم أمريكا الدليل إلى قائد طالبان الذي طالب أمريكا بالدليل المقنع وه يسلمون أسامة بن لأدن إليهم يحاكمونه ويعلنون على العالم أدانته.
بوش يداعب أبناء اليهود في احتفال لهم ولا يعبا بنيا أبناء فلسطين وأفغانستان والعراق الذي يموتون من جراء سياسة أمريكا في ديارنا. وأمريكا تجيش الجيوش ألان لضرب الصومال البلد المسلم الضعيف المهالك الذي خططت أمريكا للقضاء عليه من اجل مصالح أمريكا واليهود. أمريكا تتبع سياسة الأرض المحروقة للقضاء على تنظيم القاعدة وأعضائه في الوقت الذي تذرف الدمع على اليهود الذي يقتلون في العمليات الفدائية في فلسطين هذه الازدواجية هي الوقود الحيوي الذي تقدمه أمريكا لإنشاء التنظيمات الإرهابية وتفعيل دورها في القضاء على أمريكا وهي لا تدري.
أمريكا هي التي أعطت الضوء الأخضر لبعض الدول الإسلامية لتجنيد شبابها للجهاد ضد الشيوعيين في أفغانستان وهي التي أهملت أفغانستان بعد هزيمة الاتحاد السوفيتي ، وهي التي آوت المعارضين من ديار المسلمين ، وهي التي أعطت الضوء الأخضر لصدام حسين لاحتلال الكويت ، وهي التي تركت الرئيس صدام حسين الآن ، وأنشأت المعارضة العراقية حتى إذا نجحت في القضاء على بن لأدن وأفغانستان والصومال وتقبل المسلمون الوضع انتقلت إلى العراق وأمريكا تدعي أن أسامة بن لأدن خرج من أفغانستان لتتخذ ذلك ذريعة للبحث عنه بطريقتها الخاصة في كل مكان تدعي أنه وصل أليه.
لقد قلنا في مقال سابق أما أن نردع أمريكا وإما أن تفسد الأرض.
لقد أن الأوان إن تقف الشعوب العربية والإسلامية وقفة شجاعة ومصرية بقيادة حكوماتها الحالية ضد هذا الدمار في الديار الإسلامية وألا هدمت أمريكا كل الديار الإسلامية. واستبدلت حكامنا بحكام آخر لا يرقبون في مؤمن الاولا ذمة.
الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى
أخبار الخليج – الملحق الإسلامي – العدد (8750) الجمعة 24ذي الحجة 1422هـ -8 مارس 2002م.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى