لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الضمير الاجتماعي وحماية الوطن! Empty الضمير الاجتماعي وحماية الوطن! {الخميس 12 يناير - 23:29}

يجمع المربون والخبراء السياسيون والاقتصاديون على إن العامل الرئيس في نجاح التجربة اليابانية هو التربية الجماعية التي أخرجت المجتمع الياباني من الانهيار بعد الحرب إلى النهوض والبناء والصدارة. كما أثبتت وقائع التاريخ البشري أن العمل الجماعي خير من الأعمال الفردية ، وهذا ما تسعى دول العالم الوصول إليه؛ بتوحيد العملة (كاليورو) وتوحيد الجمارك ، وإقامة الأسواق المشتركة ، والتجارة العالمية ، ولأخلاق العسكرية ولسياسية والجغرافية.

ولقد سبقت التربية الربانية الإسلامية كل النظم العالمية الحديثة في التربية الجماعية ، فالمسلم يقول ، حتى لو كان منفرد أن {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } [الفاتحة: 5] {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } [الفاتحة: 6] ، بضيعة الجمع.

كما أرشدنا الرسول الكريم إلى أهمية الجماعة والحفاظ عليه أن إن المسلمين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد ، وهم في تنظيمهم العام كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

ومن نتائج التربية الجماعة تكوين الضمير الاجتماعي العام ، الحامي لبناء المجتمع ونظامه ، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والنبذ الجماعي للخارجين عن النظام العام ، وهذا ما بدا واضحا في مقاطعة المسلمين للمتخلفين عن الجهاد في غزوة تبوك وتخليف الرسول صلى الله عليه وسلم لهلال ابن أمية ، ومرارة بن الربيع ، وكعب بن مالك ، ثم أمر المسلمين بمقاطعتهم؛ فقاطعهم المجتمع ، فلم يكلمهم أو يعاملهم مدة خمسين يوم أن وهجرتهم أزواجهم ، { حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ } [التوبة: 118].

هذه التربية الجموعية ، والضمير الاجتماعي العام الرافض للعصاة ، والمرجفين ، ومثيري الفتن ، أمر حيوي وضروري في حياة الأمم الأجرب ، والمريض بالجذام ، اللذين يتجنبهما الجميع ، ويوم إن كان المجتمع ينبذ العصاة والمجرمين والمخربين ظلت الأمة بخير؛ من هنا وجب علينا بناء الضمير الاجتماعي العام ، والعمل به ، وقد شبهنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوم ركبوا سفينة وأراد بعضهم خرق مكانهم ، فقال للباقين: إن لم تمنعوهم هلكوا وهلكتم ، وإن منعتموهم نجوا ونجوتم.

من هنا وجب علينا تربية انفسنا وأبنائنا على هذه التربية الجموعية ، والرفض الجماعي للمفسدين؛ وعندئذ لن تقف الحكومة أو الدولة وحيدة تدافع عن منجزاتها وشعبه أن ولن يترك الشعب الدولة وحيدة في مواجهة المفسدين ، ولن تتركه الحكومة يجابه مشكلاته وحيدا دون قيادة واعية ، وسنقف كالبنيان المرصوص ، والجسد الواحد أمام كل شاق لوحده المجتمع ، ومكاسب الناس؛ وهذا ما لا حظناه أخيرا عندما وقفت الجمعيات الأهلية ، والنوادي الثقافية ، ضد من يزرعون الفتنة من جديد في ديارنا الأمنة.

وحتى ينمو هذا الضمير الاجتماعي والجماعي العام يجب أن تسود المجتمع المودة ، والرحمة والعدل ، والوعي ، والحب ، وهذا يحتاج إلى التربية والعلم ، العمل ، والإخلاص ، وهنا يأتي دور المؤسسات التربوية ووسائط الثقافية ، ووسائل الإعلام ، والجمعيات السياسية والاجتماعية غير الحكومية ، ودور وزارة التربية والتعليم والجامعة ، ووزارات العدل والإعلام والصحة ، والمجالس الأهلية ، والمآتم ، والمساجد والآباء والأمهات ، والمجالس النيابية والبلدية ، والكتاب والمثقفين ، وعلماء الدين ، والدعاة والمربين ، وبغير ذلك فالمستقبل سيكون صعبا قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً } [الأنفال: 26]

و{تَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } [المائدة: 2].

الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى

إخبار الخليج – قضايا وآراء- العدد (8753) الاثنين 27 ذي الحجة 1422هـ - 11مارس 2002م.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى