لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
خلود
خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أمهاتنا وأساليبهن التربوية المتميزة Empty أمهاتنا وأساليبهن التربوية المتميزة {الخميس 12 يناير - 23:33}



يقول المثل : التعليم في الصغر كالنقش في الحجر ، ويقول علماء النفس : التكرار يقوي التعلم ويساعد عليه ، ومن أفضل أنواع التعليم ، التعليم بالموافقة والعينات الحية والقدرة الحسنة ، والتعليم في مجموعات ، وهذا ما كانت تطبقه أمهاتنا في تربيتنا سابقات بذلك علماء النفس والتربية والتعليم وجيل العظماء في الأمة هو مخرجات مدرسة الأمومة العربية ، ولقد استخدمت أمهاتنا كل هذه الاساليب في تربيتنا ، ومن المواقف التي لا أنساها هذا الطبق الصيني المشروخ الذي كان يقدم لنا فيه الطعام مع باقي الأطباق ، وكلما وضع هذا الطبق على مائدة الكعام قالت أمي لنا : شرف الإنسان مثل هذا الطبق إذا انشرخ فيتعذر إصلاحه وإذا انكسر فلا يمكن إصلاحه .

ومن العجيب أنها كانت تحتفظ بهذا الطبق وتستخدمه دائماً وتقول نفس العبارات عند كل غداء وعشاء ، وكنت استغرب من هذا التكرار لهذا لدرس العلمي . تعلمت من هذا الدرس أن الإنسان مطالب بالحفاظ على شرفه وعرضه ودينه لأن هذه الأشياء يتعذر إصلاحها وجبرها ولازمني هذا الدرس ، ولازم إخوتي طوال حياتنا ، ومن فضل الله علينا أننا كنا عدداً كبيراً وكلنا تعلمنا هذا الدرس باتقان وبدأنا نعلمه لأبنائنا والحمد لله .

وعندما كبرت ودرست وتعلمت علمت أن المسلمين اهتموا بالأوقاف الإسلامية ومن هذا الأوقاف ، وقف السلطانية أو وقف الزبدية ، الذي كان يتم فيه تبديل الأطباق والسلطانيات ولازبديات الصيني التي يكسرها الخذم حتى لا يتعرضوا للإهانة والضرب من قبل مخدوميهم ، فالخادم الذي يكسر آنية يذهب بها إلى دكان الوقف ليسلم المكسور إلى الموظف ويتسلم مكانه في الحال بديله السليم وهذا من ندرة الأواني الصينية يومها ومن الرحمة العامة بالخدم وبالناس ، وتعلمت من الإسلام أن من اتقى الشبهات فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام .

وتعلمت أهمية الأم في التربية والتعليم فالأم مدرسة إذا أعدتها أعددت شعباً طيب الأعراق .

والله يقول عن الأبوين { وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [الإسراء : 24] ، فالتربية في الصغر مهمة في تعديل السلوك في الكبر ، وهذا ما غفلت عنه التربية الحديثة ، والأمهات المنشغلات بالحياة العصرية ، واللاتي تركن تربية أبنائهن للخادمات الأجنبيات وغير المسلمات . كما أن الدرس الذي تعلمته من والدتي كان يتم جماعياً معي ومع إخوتي الأحد عشر والتربية الجماعية تنمي روح الجماعة ، وتحد من التربية الفردية الأنانية ، وهذا ما قضت عليه عادات الأكل الفردي والعائلي في المطاعم العامة ، مما أفقد الأسر التي تفعل ذلك مواقف التعلم الجماعي على الطعام .

كما أن المجتمع والعائلة والأسرة والمدرسة كانت من أهم وسائط التربية الجماعية فالجار كان مسئولا عن أبناء الفريج والحي يراقبهم في الأماكن العامة والطرقات ، مما يجعل للمتعلم معلمين ومربين بعدد الأفراد الفريج والحي ، أما الآن فالأسرة لا تقبل تدخل الجيران في سلوكيات أبنائهم خارج البيت ، وفي الأماكن العامة والشوارع ، فقدت الأسرة التربية الجماعية المجتمعية وتعذر عليها مراقبة الأولاد خارج البيت وفي الأماكن العامة .

كما فقدت المدرسة دورها التربوي بسبب شكاوي أولياء الأمور على المعلمين والمعلمات أن هم حاولوا التدخل في سلوكيات أبنائهم غير السوية في الصف والمدرسة ، وفتحت الصحف صفحاتها لشكاوي الآباء ، ولذلك تعلم المعلمون والمعلمات أن يعتموا بالتدريس من دون التربية والسلوك ، وهم معذورون في ذلك فسيف الشكاوي مسلط على رؤوسهم .

وساهمت وسائل الإعلام والتفنية الحديثة والبيوت الواسعة المتباعدة ذات الأسوار العالية والغرف الخاصة للأبناء ساهمت في تقطيع أواصر الحياة الجماعية والمشاركة بين الأبناء ، فأصبحنا نرى الأسرة خليطاً عجيباً من الاهتمامات التربية والأفكار والملابس والاتجاهات والمشاعر .

نصيحتي لكل أمٍّ أن تهتم بالتربية الجماعية لأبنائها حتى يتعلموا التضحية والتعاون والترابط والتآزر ، وعلينا استحداث المواقف التربوية التعليمية في تربية أبنائنا وتعلم أبنائنا الاعتماد على أنفسهم في حل مشكلاتهم ، فقد رأيت طفلاً يلعب في سلسلة في البنك بين الحواجز ، فانفكت منه فحاول إرجاعها إلى مكانها وأنا انظر إليه ، وفجأة قال ماما ماما فجاءت أمه وأعادت السلسلة بنفسها إلى ما كانت عليه ، كنت أراقب الموقف وكنت أتمنى أن تتركه يتعلم كيف يتغلب على مشكلاته ولكن للأسف أجهضت الأم هذا الموقف التربوي المميز .

نصيحتي للآباء أن نحاول الاشتراك مع الجيران وأهل الفريج في التربية الجماعية للأبناء ، وانصح بتفعيل دور البراحات الثقافية والتربوية والترفيهية لأبناء الحي الواحد ، وهذا ما تقوم به براحة الغريب في عراد .

نصيحتي للأم ألا تترك تربية أبنائها للخادمات إلا ستدفع الأم الثمن غالياً عندما لا يشعر الأبن بأمومتها التي أهدرتها وقامت بها الخادمة .

نصيحتي للجميع أن نحاول اشراك المعلمين والمعلمات في تربية أبنائنا ، ولا ننصر الأبناء على المعلمين والمعلمات ظالمين ومظلومين .

هذه الكلمات فجرها تذكر نصيحة أمي التي لا أنساها عن الشرف الغالي الذي يصعب إصلاحه وإعادته إلى حالته إذا إنشرخ أو أنكسر وهكذا تربية الأبناء في الصغر .

الأسرة والمجتمع - أخبار الخليج - العدد ( 10366 ) الخميس 16 رجب 1427ه- 10اغسطس 2006م

بقلم : د . نظمي أبو العطا

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى