لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

حتمية تجديد النسيج العقلي الفاعل للأمة Empty حتمية تجديد النسيج العقلي الفاعل للأمة {الأحد 15 يناير - 19:29}


من يتابع الحالة المناعية والوظائف والأدائية لأمتنا الإسلامية يجد أن هناك عرضا لمرض عام ينتاب أداء الأمة جماعة وأفرادا ويحدد سلوكها ونتائجه الآنية والمستقبلية ، فقد استغرقنا في الجانب النظري ، وبعدنا عن الجانب العلمي التطبيقي بدرجة خطيرة هدت كيان الأمة ، وقذفت بها من مجرى نهر الحياة المتدفقة والبناءة ، وجرفت التيار إلى المستويات الدنيا من الخطاب النظري والمقدرة على تطويع الآني واستشراف المستقبل ، فترهلت الأمة وتدنت وظائفها الأساسية ففقدت مناعتها الفطرية والمكتسبة السلبية والإيجابية بدرجة جعلتها مطمعا لكل انتهازي وأناني وجاهل وحاقد ومن أعراض هذا المرض العضال أننا نتكلم عن الإنتاج وأهميته وعلى أرض الواقع نحن عالة على غيرنا في الإنتاج الزراعي والصناعي والتقني ، ويندر أن تجد منتجاً تقنياً صنع في ديارنا الإسلامية مترامية الأطراف وساد أسواقنا المنتج التايواني والصيني والأوروبي والأمريكي والهندي ، ونظرنا كثيراً إلى الهيئة العربية للتصنيع ، والسوق العربية المشتركة والوحدة الاندماجية والثوابت العربية والإسلامية وعوامل تجميع الأمة ، وأسباب قوتها وتفوقها وتفردها .

- وفي المجال البيئي نتكلم عن ثراء البيئة العربية والإسلامية بأصولها الوراثية النباتية والحيوانية والطلائعية والأولية وأهمية حماية الحياة الفطرية ، وعقدنا الندوات والمؤتمرات وهذا أمر محمود ومطلوب وأنشأنا بعض المحميات وألفنا المؤلفات ، ولكننا في الواقع أهملنا أصولنا الوراثية عملياً وتقنياً ودرسها غيرنا واحتفظوا في بنوكهم الوراثية والجزيئية ، ثم عملوا على إبادة ما تبقى في بيئاتنا بالقصف المدمر .

- وحديثنا عن الإعلام العلمي يملأ الفضائيات العربية والإسلامية وفي التطبيق تغيب العلمية بحيث أصبحنا توابع للتوجهات غير العربية والإسلامية حتى في المصطلحات الخاصة بنا ، فكثيراً ما نقول عن العمليات "الجهادية" بأنها العمليات الإرهابية .

ونكرر مصطلحات الإسلام غير الصحيح ، والتطرف الإسلامي وتصرف فضائياتنا أوقاتاً في مكرورات إخبارية وأحياناً ننقل الصلاة لساعات طوال وكأن هذه مهمة الإعلام ، وتحولت برامجنا الدينية إلى جلسات فقهية في الغسل والطهارة والطلاق والميراث وأحكام الجنائز ، فضاع وقت التحليل والنقاش والتي دائماًَ ما نقول فيه للمحاور نأسف الوقت يداهمنا ، انتهى الوقت ، ناهيك عن المسلسلات والأفلام المكررة ولقاءات الفنانين والكرويين وبرامج الأدعية والتشنجات الدينية .

- نتكلم عن العدالة والحرية والديمقراطية وعند التطبيق في الوظائف والمكاتب والمصالح تجد المظالم وتعطيل المصالح وانتهاج الأساليب الديكتاتورية .

- نمتلك قوة اقتصادية عظيمة ومع ذلك تعاني الدول الغنية منا من العجز المخيف في الموازنات العامة ، ويندر ألا تجد دولة عربية أو إسلامية لا يهد كيانها وتهددها الديون الداخلية والخارجية والمشكلات الاقتصادية .

- دعاتنا وخطباؤنا في الفضائيات عصبيون يتكلمون بلغة كئيبة مكررة ممقوتة لا تتغير ، لا إبداع ، لا فقه ، لا فهم ، المهم أن يظهر الفرد في الفضائيات وليس المهم أن يقول جديداً أو يثير قضية ، فهذه الأماني ليست في حسبانه وحساباته .

- المعلمون في ديارنا أشرطة تسجيل ومتونه وملخصاته الخارجية التي انتشرت في أسواقنا بطريقة مرضية مخيفة ، الأستاذ أكثر توقعاً لأسئلة الاختبارات هو سيد الموقف في مراجعة ليلة الاختبارات .

كل هذا وغيره شكل النسيج الفعلي الحيوي للعقل العربي والمسلم بطريقة جعلته عاجزاً عن تجديد خلاياه الفاعلة للعمل بالكفاءة المطلوبة هذا واقع لا ينكره عاقل أو عالم . السبب الرئيسي لهذه الحالة المرضية تعود إلى مناهجنا الدراسية والتعليمية التي اهتمت لسنوات طوال بالمتون والمختصرات وشروحها المطولة ، وابتعادها عن إيجابية المتعلم ، وجسدت طرائق التعليم والتعلم هذا الواقع المؤلم وأصبحت قياداتنا التعليمية والتربوية أساتذة في "المصمومات" والمحفوظات والمكرورات وغاب المبدعون وأغلق باب الاجتهاد بغيابهم في شتى مناحي الحياة .

- والحل الوحيد أيضاً إعادة بناء المناهج الدراسية ، وأساليب تنفيذها وتقويم المتعلمين حتى نستطيع تجديد النسيج العقلي ونعيد بناءه ليصبح عقلاً فاعلاً ناقداً مفكراً مبدعاً تواقاً وثاباً قلقاً على المستقبل يستشرق آماله ومتطلباته مع إزالة خلايا المخ الغوغائية والغائبة والديماجوجية ، وبغير ذلك سنظل فريسة للغزو العقلي اليهودي والأوروبي والأمريكي والهندي والصيني والتايواني والياباني فنتحول إلى أيتام على موائد اللئام الذين استخدموا قدراتهم العقلية بطريقة فاعلة إيجابية جعلتهم سادة العالم ونحن إليهم نتطلع ونندم ونتحسر وننبهر .

- يجب ألا نمل من ترداد ذلك وبيانه وإلا جاء اليوم الذي نصبح فيه غير قادرين على الإبانة لدخول نسيجنا الحيوي العقلي في غيبوبة الجهل التي لا يفيق منها الناس بسهولة ويتعذر معها عودتهم سالمين إلى معترك الحياة ومجراها الحيوي المتدفق .

د . نظمي أبو العطا

أخبار الخليج العدد ( 8729 ) الجمعة 3 ذي الحجة 1422 هـ - 15 فبراير 2002 م



الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى