لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الإيدز بين الواقع الأليم والحلول المفقودة الكـاتب : عماد أبو الرُّب Empty الإيدز بين الواقع الأليم والحلول المفقودة الكـاتب : عماد أبو الرُّب {الجمعة 20 يناير - 20:51}

• حقائق مذهلة حول الإيدز

- رغم أن مرض الإيدز لم يعرف إلا من حوالي 25 سنة حيث وجد عام 1979م واكتشف عام 1981م في أمريكا - إلا أنه قضى على أكثر من 35 مليون إنسان حتى الآن، ويتوفى سنوياً بسببه حوالي 5 ملايين إنسان والنسبة قابلة للزيادة.

- تشير التقارير الصحية إلى إصابة حوالي 50 مليون شخص بالإيدز حالياً معظمهم من النساء خاصة في أفريقيا والهند، بينما توجد أكثر نسبة انتشار للمرض في أفريقيا التي تصل نسبة المرضى فيها إلى واحد من كل أربعة عشر شخصاً بالغاً، ويكثر انتشاره في روسيا وأوروبا الشرقية وشرق وجنوب آسيا.

- تسبب الإيدز بوجود أكثر من 15 مليون طفل يتيم منذ اكتشافه، كما تسبب بإصابة حوالي 10 ملايين طفل به حتى الآن.

• ما هو الايدز؟

هو فيروس يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسئولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة وأنواع معينة من السرطان، ويسمى هذا الفيروس "فيروس نقص المناعة البشري" Human Immune-deficiency Virus أو اختصارا HIV.

والاسم العلمي لمرض الإيدز هو "متلازمة العوز المناعي المكتسب" أو "متلازمة نقص المناعة المكتسب" Acquired Immune Deficiency Syndrome أو اختصارا AIDS. ولا يوجد إلى الآن علاج يشفي هذا المرض لذلك الإصابة به تستمر مدى الحياة.

• أسباب مرض الإيدز

1 الممارسة الجنسية:

حيث تؤكد الدراسات أنها من أهم الأسباب المؤدية للمرض سواء كانت بين رجل وامرأة أو بين رجل ورجل أو امرأة وامرأة.

وقد استطاع الإسلام من خلال تحريمه للزنا ومقدماته، ولفعل قوم لوط أن يقي المجتمع المسلم من هذا المرض الفتاك، وفي هذا تأكيد على أن الإسلام يعمل على الوقاية قبل أن يتحدث عن العلاج.

2 بواسطة الدم:

سواء ما كان عند نقل الدم من مريض لآخر، أو بسبب المخدرات كون مدمنيها يستعملون الحقن الوريدية التي تخترق الجلد، ومن المعروف طبياً أن استخدام الحقن من شخص لآخر تتسبب في انتقال المرض بنسبة من 2-5 %.

3 من الأم للجنين أو الطفل الرضيع:

حيث ثبت علمياً أن الأم الحامل تنقل المرض لجنينها، بل إن إرضاعه كذلك يتسبب في نقل المرض إليه بنسبة تتراوح بين 25% إلى 50%.

4- كما ينتقل الإيدز بطرق أخرى بنسب أقل:

مثل (نقل الدم أدوات ثقب الجلد الملوثة بالفيروس مثل أدوات ثقب الأذن وأدوات الحلاقة والحجامة والوشم الغير معقمة - وفرشاة الأسنان التي يستخدمها المصابون خاصة إذا كانت هناك جروح أو تقرحات على الأغشية المخاطية أو الجلد...الخ).

ملاحظة:

لم تؤكد الدراسات العلمية انتقال الإيدز عن طريق (الجهاز التنفسي الأمعاء الحشرات الطعام والماء المراحيض حمامات السباحة أو الأمور المشتركة مثل المقاعد والملابس وأجهزة الهاتف والحلاقة)

• آثار مرض الإيدز:

يعتبر الإيدز وباءً مدمراً للجنس البشري وصفه بعضهم أنه أكثر فتكاً من مرض الطاعون، وصنف عالمياً من منظمة الصحة العالمية أنه ثاني أكثر مرض معدي بعد أمراض الجهاز التنفسي. وتشير الدراسات العلمية إلى أن عدد الوفيات بسببه سيصل إلى 120 مليون حالة وفاة بسبب الإيدز حتى عام 2025م.

كما أن له آثاراً سلبية كبيرة على الأمن الغذائي نظراً لتأثيره على الإنتاج الغذائي. كما يؤثر على الإنتاج والعمالة، ويستنزف الخدمات الصحية والاجتماعية إضافة لتوسيع دائرة الفقر كون المريض بالإيدز تقل ساعات عمله في الحالات المبكرة للمرض وتنعدم بالحالات المتقدمة والتي تنتهي بالوفاة مما يجعل أسرته تعيش بلا معين ولا معيل.

وللتأكيد على هذه الآثار وتأثيرها على دخل الأسرة وميزانية الدول يذكر الكاتب علي عبد العزيز في مقالته (الإيدز ومحرقة الصحة والأموال) في موقع إسلام أون لاين: (يتراوح ثمن الأدوية التي يتعاطها مريض الإيدز من (10) إلى (20) ألف دولار سنويًّا، وتصل هذه التكلفة إلى (155) ألف دولار سنويًّا في مراحل متقدمة من المرض، وتفرض هذه التكاليف أعباء إضافية مرهقة على ميزانية الدولة، وتعجز الدولة في كثير من الأحيان عن الوفاء بها).

علاج الايدز يشهد تطورا بمضي الوقت

ويعتبر البعض أن الإيدز مشكلة اجتماعية أكثر من كونه مشكلة طبية أو اقتصادية كونه ناتج عن اقتراف بعض المحرمات والتي تؤدي لتفكك الأسرة وفقرها ناهيك عن انتشار المخدرات والجرائم خاصة إذا تملك المصاب بالإيدز دافع الانتقام من الآخرين فيعمل جاهداً على أن ينقل لهم المرض بأي شكل من الأشكال.

وبشكل عام للإيدز التأثير السلبي الكبير على عملية التنمية العامة التي تسعى لها الدول والشعوب في مجتمعاتها كونها توجه الكثير من الإمكانات المادية لعلاج هذا المرض الفتاك الذي يكلف الكثير بدل أن تصرف الأموال على معالجة الفقر وتوفير الخدمات الأساسية الضرورية للشعوب.

• الوقاية الآمنة من الإيدز:

للأسف الشديد أن المؤتمرات العلمية الدولية التي ترعاها الأمم المتحدة أو تنشط فيها بعض المؤسسات الاجتماعية لا تضع يدها على الأسباب الحقيقية للوقاية وربما لا تريد.

وكم تألمت وأنا أتابع كل عام هذه المؤتمرات فأجدها تحاول أن تتعامل مع المرض كأنه أمر طبيعي لا ضير في وجوده وما علينا إلا أن نقلل من نسبته.

ولذلك نلحظ أنهم لا يقننوا القوانين التي تمنع الإباحية ومقدماتها، كما يهدموا رابطة الأسرة والتي تعتبر اللبنة الأساس في المجتمع من خلال إجازة المعاشرة الجنسية عند توفر الواقي من حدوث المرض، بل تعدى الأمر كل ذلك حينما سمحوا بزواج الشواذ، والزنى بالتراضي، وغضوا الطرف عن بيوت الدعارة، بل سنوا لها من القوانين ما يحميها على اعتبار أنها مهنة.

وهكذا مضوا إلى دائرة الضياع بالقيم والمثل الإنسانية مما ينذر بمصائب دنيوية وعواقب أخروية.

إن الإسلام يُعتبر أكبر صمام أمان للأسرة من التفكك وللمجتمع من الانهيار من خلال تشريعاته وأحكامه والتي تلتزم بالأمر الرباني وتوافق الفطرة وتحاكي العقل وتعامل الإنسان بتوازٍ يغطي حاجاته الجسدية والروحية والعقلية. حيث أقر الإسلام بوجود الرغبة الجنسية واعتبرها من فطرة البشر ولم يطلب من الإنسان أن يكبتها - كبعض الشرائع التي حرّمت الزواج ولم يطلق لها العنان بشكل يخرج الإنسان من إنسانيته ويجعله أقرب للنزعة الحيوانية، وهذا مصداقاً، لقوله - تعالى -: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ آل عمران 14].

ومن أهم ما يراه الإسلام في ذلك:

1. التأكيد على خلق العفة وتجنب الوقوع في الفاحشة:

يقول الحق تبارك في علاه: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء 32]، وهذا يعني تجنب الاقتراب من مقدمات الزنى، والتي يدخل فيها الاختلاط الماجن، والمقابلات الغرامية، والأفلام الجنسية، والمواقع الإباحية، والمجلات الخلاعية، والكليبات السافرة، والتبرج والنظر إلى العورات، وغيرها الكثير.

كما وحثّ الإسلام على تجنب المجاهرة في المعصية حتى يبقى المرتكب لها منزوي خجل من نفسه مرفوض من مجتمعه، وهذا مصداقاً لقول رب البرية جل شأنه: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [النور 19].

ويقول النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - في ذلك: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم) رواه ابن ماجه.

وها نحن نشهد واقعاً يصدق حديث نبينا محمد - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - حيث أصبح لممارسي الفاحشة نوادي مرخصة، وجمعيات معلنة، وحقوق تضمن لهم الحماية من أن ينبذوا من قبل المجتمع ما دام أن هذه الممارسات لا تمارس مع القواصر أو بالإكراه، وتناسى المشرعون لهذه القوانين أن الاعتداء على القواصر بات هاجساً يخشاه كل أب وأم لكثرة الحوادث التي نسمعها بين الحين والآخر، بل وصل الأمر لبعض رجال الدين في الكنيسة للوقوع في هذا الجرم الخطير والفعل القبيح.

2. تسهيل الزواج:

فهو من أهم الوسائل المعينة في الوقاية من هذا المرض الخطير كونه وسيلة الاتصال الجنسي الوحيد الآمن والذي لا يحتاج فيه المرء لواقيات أو عوازل. كما أنه يقوي المجتمع عندما تتماسك الأسرة وتنعدم ظاهرة الخيانات الزوجية والتي لم تعد محصورة على الرجال فقط. كما لا بد من التشجيع على الزواج من خلال الحكومات والمؤسسات الاجتماعية وقد ظهرت بوادر إيجابية في عدة دول إسلامية من خلال إنشاء مؤسسات تعين على الزواج الجماعية وتقدم للعروسين كامل تكاليف الزواج بما فيها تأثيث البيت ونفقات الحفلة والكسية اللازمة. وسبحان من قال في كتابه العزيز: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الروم 21].

3. تقديم برامج توعوية ومفيدة للشباب:

حيث أن ملء وقت الشاب في برامج تنمي وازعه لديني، وأنشطة تغطي مواهبه وميوله كالرياضة والرحلات والمخيمات والمسابقات والدورات العلمية والثقافية كل هذا يسهم في إبعاد الشباب والذين هم أكبر شريحة تتعرض للإيدز عن هذا المرض الخبيث.

4- تحريم كل ما يضر بالإنسان:

حيث شرّع الخالق ذلك في قوله: وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ [البقرة 195]، والمخدرات التي تعتبر ثاني أهم سبب لانتقال الإيدز محرّمة في الإسلام لضررها المحقق، وتأثيرها السلبي الكبير على الإنسان، ودوره في المجتمع.

إن الشريعة الإسلامية وضعت ضوابط للمحافظة على الضرورات الخمس، وهي الدين والنفس والعقل والنسل والمال.

والمخدرات كما الخمر تضيع العقل وتذهبه ويقول في ذلك النبي محمد - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- : "ألا إن كل مسكر حرام وكل مخدر حرام، وما أسكر كثيره حرم قليله، وما خمر العقل فهو حرام".

لذلك بتحريم المخدرات تعاطياً أو بيعاً وشراءً يحفظ الإسلام الإنسان والمجتمع من الوقوع في تبعات هذا التعاطي والإدمان الذي يهلك النفس والعقل والنسل والمال، ومن قبل كل ذلك يخالف الدين.

5- تقديم الدعم المعنوي والتوعية الدينية للمصابين بالمرض خاصة الذين انتقل لهم المرض بغير جرم اقترفوه، ويكون ذلك حرصاً على توبتهم وتركهم ما هم فيه، إضافة لتجنب قيام البعض منهم بمحاولة نشر المرض رغبة في الانتقام من المجتمع الذي نبذه ورفضه.

6- ترغيب الإنسان بالطاعة وتحذيره من الوقوع في المعصية: ومن جميل ما قرأت لابن القيم - رحمه الله - حول المعصية التي تحدث بسبب الشهوة قوله: (الصبر على الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة، فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة.. وإما أن تقطع لذة أكمل منها.. وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة.. وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه.. وإما أن تذهب مالا بقاؤه خير من ذهابه.. وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه.. وإما أن تسلب نعمة بقاؤ ها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة.. وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك.. وإما أن تجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة.. وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة.. وإما أن تشمت عدواً وتحزن ولياً.. وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة.. وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول.. فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق).

هذا بعض ما استحضرته أمام هذا المرض الوبائي، وأناشد العقلاء وأصحاب القيم والمثل ومن بيدهم صناعة القرار أن يعملوا جادين على وقاية المجتمعات من هذا الوباء الفتّاك، وأذكرهم أنهم كما أجادوا وأبدعوا في صناعة التكنولوجيا الصناعية والإلكترونية والمادية وهذا لا ضير فيه لابد لهم أن يعملوا الآن بجد ومثابرة لصناعة تكنولوجيا القيم والمبادئ الإنسانية النابعة من الشرائع السماوية والأحكام الربانية حتى يَسعدوا ويُسعدوا البشرية جمعاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى