عبد الرحمن
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا امرأة متزوجة منذ عشر سنوات ، ولدي ولدان وبنت ، لم أتزوج
عن حب ، ولكن أحببت زوجي كثيراً ؛ لأنه كان في بداية زواجنا يقدرني ويناقشني في كل
أموره ، وكان يُسمعني من كلمات الحب والغرام حتى أحببته بكل جوارحي ، وبصراحة كان
يصلى في المسجد ، ويساعدني في كل شيء ، في تربية الأولاد ، وأعمال المنزل ، وبعد
أربع سنوات من عمر الزواج بدأ يكوِّن علاقات مع الشباب ، وصدفة اكتشفت أنه يدخن
الشيشة ، وحزنت كثيراً عندما عرفت ذلك ، ووعدني بأنه لن يفعلها مرة أخرى ، ولكن
للأسف الشديد فهو ما زال يدخن الشيشة وبإدمان لدرجة أنه يذهب إلى المقهى خلال فترة
الصباح لكي يدخنها ، وعندما منعته صرخ في وجهي بأن لا أتدخل في شؤونه ، مع العلم
بأنه مقصِّر في حقي وحق أولاده ، وأصبح مشغولاً جدّاً مع أصدقائه ، لدرجة أنه عندما
يخرج في الصباح لا يرجع إلا آخر الليل ، وحاولت أن أًدخل أهله في الموضوع ، ولكن
دون جدوى ، فهو لا يسمع لأحد . أنا في حيرة من أمري ، فهو عصبي جدّاً معي ، ولكن مع
أصدقائه يضحك ويمرح ، كما أنه عندما أطلب منه أن نخرج معاً لا يرضى ، وإذا خرجنا
فإنه طوال الوقت صامت لا يتكلم ، ويكون مشغولاً بالهاتف ، إما برسائل ، أو الرد على
المكالمات ، لدرجة في بداية الأمر ظننت بأن له علاقة بغيري ، ولكن حسب تصرفاته أراه
فقط مشغولاً بالأصدقاء ، وأنا أحبه وأريده بكل جوارحي . ملاحظات : كان يصلِّي في
المسجد ، والآن تمر عليه صلوات دون أن يصليها ، يُكثر من تجريحي وإهانتي ، يصرخ في
وجهي أمام الأولاد ، وأمام أي شخص دون مراعاة لمشاعري ، كثير الرحلات مع الأصدقاء ،
مدمن الشيشة ، مسرف في ملابسه وأناقته ، ولا يبالي بنواقص واحتياجات المنزل
والأولاد ، كثير الديون ، ولا يملك أي شيء ثمين ، علماً بأني أعمل وأصرف على نفسي ،
وأدفع الإيجار ، وراتب الشغالة ، وكثيراً من مصاريف البيت ، وهو لا يبالى ، فكيف
أتصرف معه ؟ .
أنا امرأة متزوجة منذ عشر سنوات ، ولدي ولدان وبنت ، لم أتزوج
عن حب ، ولكن أحببت زوجي كثيراً ؛ لأنه كان في بداية زواجنا يقدرني ويناقشني في كل
أموره ، وكان يُسمعني من كلمات الحب والغرام حتى أحببته بكل جوارحي ، وبصراحة كان
يصلى في المسجد ، ويساعدني في كل شيء ، في تربية الأولاد ، وأعمال المنزل ، وبعد
أربع سنوات من عمر الزواج بدأ يكوِّن علاقات مع الشباب ، وصدفة اكتشفت أنه يدخن
الشيشة ، وحزنت كثيراً عندما عرفت ذلك ، ووعدني بأنه لن يفعلها مرة أخرى ، ولكن
للأسف الشديد فهو ما زال يدخن الشيشة وبإدمان لدرجة أنه يذهب إلى المقهى خلال فترة
الصباح لكي يدخنها ، وعندما منعته صرخ في وجهي بأن لا أتدخل في شؤونه ، مع العلم
بأنه مقصِّر في حقي وحق أولاده ، وأصبح مشغولاً جدّاً مع أصدقائه ، لدرجة أنه عندما
يخرج في الصباح لا يرجع إلا آخر الليل ، وحاولت أن أًدخل أهله في الموضوع ، ولكن
دون جدوى ، فهو لا يسمع لأحد . أنا في حيرة من أمري ، فهو عصبي جدّاً معي ، ولكن مع
أصدقائه يضحك ويمرح ، كما أنه عندما أطلب منه أن نخرج معاً لا يرضى ، وإذا خرجنا
فإنه طوال الوقت صامت لا يتكلم ، ويكون مشغولاً بالهاتف ، إما برسائل ، أو الرد على
المكالمات ، لدرجة في بداية الأمر ظننت بأن له علاقة بغيري ، ولكن حسب تصرفاته أراه
فقط مشغولاً بالأصدقاء ، وأنا أحبه وأريده بكل جوارحي . ملاحظات : كان يصلِّي في
المسجد ، والآن تمر عليه صلوات دون أن يصليها ، يُكثر من تجريحي وإهانتي ، يصرخ في
وجهي أمام الأولاد ، وأمام أي شخص دون مراعاة لمشاعري ، كثير الرحلات مع الأصدقاء ،
مدمن الشيشة ، مسرف في ملابسه وأناقته ، ولا يبالي بنواقص واحتياجات المنزل
والأولاد ، كثير الديون ، ولا يملك أي شيء ثمين ، علماً بأني أعمل وأصرف على نفسي ،
وأدفع الإيجار ، وراتب الشغالة ، وكثيراً من مصاريف البيت ، وهو لا يبالى ، فكيف
أتصرف معه ؟ .
الحمد لله
أولاً :
مشكلات بيوت الزوجية كثيرة ،
وإذا كانت هذه المشكلات من طرف الزوج : فلا بدَّ للمرأة العاقلة من البحث عن أسباب
تغير معاملة زوجها لها ، وسبب إحداثه المشكلات في حياتها ، فقد تكون مخالِفة
لأوامره ، معاندة في تصرفاتها ، أو مقصرة في طاعته ، أو مهملة في بيتها وتربية
أولادها ، وغير ذلك من الأسباب ، ولا يُتصور وجود حياة زوجية سعيدة ، ثم تنقلب
الأمور فجأة إلى كراهية الزوجة ، وحب السهر خارج البيت ، وشرب الشيشة ، وغيرها إلا
أن تكون ثمة أسباب دفعت هذا الزوج لمثل هذه الأفعال ، وإن كنا نعلم أنه في كثير من
الأحيان لا يكون للزوجة يد في هذه الأسباب ؛ بل تكون انتكاسة ألمت بالرجل بعد
استقامته ، نسأل الله الثبات والهداية ، أو رفقة سوء أحاطت به ، حتى أضلته عن صراط
ربه المستقيم ، ومصالح معاشه ومعاده ، كما هو الظاهر من المشكلة التي أمامنا .
وإذا تبين للزوجة أن لا دخل لها فيما حدث لزوجها من تغيرات : فإنه ابتلاء
من الله لها ، فعليها أن تختار بين الصبر على ما يفعله زوجها ، مع مداومة النصح
والدعاء ، أو طلب الفراق ، إذا لم يمكنها الصبر على أذاه ، أو كانت تخشى على نفسها
أو دينها أو ولدها إذا بقيت معه ، أو وصل في معصيته إلى حد الكفر ، والعياذ بالله .
ثانياً :
على الزوجة أن تبذل وسعها في نصح زوجها ، وتذكيره ، بالتي هي أحسن
، ولا تعنِّف في الكلام ، ولا تعبس في وجهه ، بل تتلطف في اللفظ والمعاملة ، وتخبر
أهلها ليجعلوا أحد المقربين له من أهل الخير ينصحه ويذكره ويوجهه للصواب ، مع حرصها
على الدعاء في سجودها ، وفي آخر الليل أن يهديه ربه ويوفقه .
قال الشيخ صالح
الفوزان – حفظه الله - :
لا يجوز للزوج أن يعامل زوجته معاملة سيئة ؛ لأن الله
تعالى يقول : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) النساء/19 ، ويقول صلى الله عليه
وسلم : ( وإن لزوجك عليك حقًا ) - رواه البخاري من حديث عبد الله بن عمر بن العاص
رضي الله عنهما - ، وإذا أساء عشرتها : فإنه ينبغي لها أن تقابل ذلك بالصبر ، وأن
تؤدي ما له عليها من حق ؛ ليكون لها الأجر في ذلك ، ولعل الله أن يهديه ، قال الله
تعالى : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ
) فصّلت/34 .
" المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان " ( 4 / 177 ) .
وإذا كان
ثمة معاصٍ يرتكبها وتستطيع الزوجة الصبر عليها : فإن تركه للصلاة ليس من هذا الباب
؛ لأن ترك الصلاة كفر وردة ، فلا تمكنه منها إلا أن يرجع لصلاته .
سئل الشيخ
محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
امرأة عند رجل يرتكب بعض المعاصي والآثام
الكبيرة ، كالمخدرات ، ونحو ذلك ، وهي تعاني من هذا الرجل ، وهي امرأة فيها صلاح ،
وإيمان - نحسبها كذلك ، والله حسيبها - ماذا تعمل هذه المرأة وقد نصحت واهتمت لكي
يترك هذا الرجل هذا المحرم ، ويعود إلى الله سبحانه وتعالى ، ولكن بدون جدوى ؟ فما
رأيك ؟ هل تذهب إلى أهلها أو تصبر لعل الله يهديه ؟ وكذلك أبناؤه يمنعهم من الصلاة
.
فأجاب :
هذا الرجل الذي يفعل المحرمات هل يصلي أم لا يصلي ؟ .
السائل :
يصلي بتهاون ، أحياناً في البيت ، وأحياناً في العمل ، وأحياناً يتأخر .
الجواب :
أرى أنها إذا نصحته ولم يستفد : فلها الحق في طلب الفسخ ، ويفسخ
النكاح ، لكن على كل حال مثل هذه الأمور قد يكون هناك أشياء ما تتمكن معها من الفسخ
؛ لأنها معها أولاد ، يحصل مشاكل في الفسخ ، فإذا لم تصل معصيته إلى حد الكفر : فلا
حرج عليها أن تبقى معه ؛ خوفاً من المفسدة ، أما إذا وصلت إلى حد الكفر مثل كونه لا
يصلي : فهذا لا تبقى معه طرفة عين .
" لقاءات الباب المفتوح " ( 13 / السؤال رقم
18 ) .
ثالثاً :
يجب على الأزواج أن يتقوا الله تعالى في زوجاتهم ، ولْيعلموا
أن الله تعالى قد أمرهم بعشرتهن بالمعروف ، وأمرهم بإمساكهن بمعروف ، وأخبرهم أنه
قد يكره الواحد منهم زوجته ويجعل الله فيها خيراً كثيراً ، وهكذا ذكر النبي صلى
الله عليه وسلم ، أنه إن ساءه منها خلُق فليرض بما لها من أخلاق حسنة .
قال
تعالى : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ
تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) النساء/من الآية19
.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً ، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا
رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ - أَوْ قَالَ : غَيْرَهُ - ) . رواه مسلم ( 1469 )
.
وليعلم هؤلاء الأزواج أن قدوتهم هو النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد كان خير
زوج لنسائه .
قال ابن كثير – رحمه الله - :
وقوله : ( وَعَاشِرُوهُنَّ
بِالْمَعْرُوفِ ) أي : طيِّبُوا أقوالكم لهن ، وحَسّنُوا أفعالكم ، وهيئاتكم ، بحسب
قدرتكم ، كما تحب ذلك منها ، فافعل أنت بها مثله ، كما قال تعالى : ( وَلَهُنَّ
مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) البقرة/228 ، وقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأهْلِهِ ، وأنا خَيْرُكُم لأهْلي ) - رواه
الترمذي ( 3892 ) وصححه - ، وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جَمِيل
العِشْرَة ، دائم البِشْرِ ، يُداعِبُ أهلَه ، ويَتَلَطَّفُ بهم ، ويُوسِّعُهُم
نَفَقَته ، ويُضاحِك نساءَه ، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين ؛ يَتَوَدَّدُ
إليها بذلك ، قالت : سَابَقَنِي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَسَبَقْتُهُ ، وذلك
قبل أن أحملَ اللحم ، ثم سابقته بعد ما حملتُ اللحمَ فسبقني ، فقال : ( هذِهِ بتلْك
) – رواه أبو داود ( 2578 ) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " - ، ويجتمع نساؤه
كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيأكل معهن العشاء
في بعض الأحيان ، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها ، وكان ينام مع المرأة من نسائه في
شعار واحد ، يضع عن كَتِفَيْه الرِّداء وينام بالإزار ، وكان إذا صلى العشاء يدخل
منزله يَسْمُر مع أهله قليلا قبل أن ينام ، يُؤانسهم بذلك صلى الله عليه وسلم ، وقد
قال الله تعالى : ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )
الأحزاب/21 .
" تفسير ابن كثير " ( 2 / 242 ) .
ولعل جزءا كبيرا من
العلاج يكمن في إبعاد زوجك عن صحبة السوء التي شغلته عن بيته وأهله ودينه ؛ فإن
أمكن الاستعانة على ذلك برفقة صالحة من أهله تغنيه عن رفقاء السوء الذي أفسدوا حاله
، فهو أمر حسن .
ثم عليك أنت أيضا أن تستعيني بالله في تعويضه عن هذه الرفقة
بالسكن والمودة والرحمة التي تشيعينها في بيتك ، عسى الله أن يجعل لك ولزوجك من ذلك
البلاء فرجا ومخرجا .
ونسأل الله تعالى أن يهدي زوجك ، وأن يوفقه لمرضاته ، وأن
يجمع بينكما على خير .
وانظري جوابي السؤالين ( 45600 ) و ( 9463 ) .
والله الموفق
- زوجها غيور جدّاً يمنعها من الخروج من المنزل، ومن زيارة أهلها، فماذا تصنع؟
- حلف بالطلاق من أمها إن هي لم تخلع نقابها فماذا تصنع ؟
- رأت منكرات على أم زوجها فهل تأثم بإخبار زوجها ؟ وكيف يتصرف معها
- مسلمة عمرها 12 عاماً والدها ملحد وأمها نصرانية يسبَّان ربها ونبيَّها فماذا تصنع
- تفاجأت بعد الدخول أن زوجها رافضي فكيف تصنع ؟
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى