عبد الرحمن
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أنا طالبة عمري 14 سنة ، كنت قد نذرت نذرا ، أن أصوم كل خميس
على مدى العمر ، ولكنني لم أفكر فيه جيدا ، مثلا : عندما يأتيني الحيض كيف سأفعل ،
وعند الزواج مثلا هل سيوافق زوجي على ذلك أم لا ، أو عند حدوث أي شيء يمنعني من
الوفاء بنذري ، فهل ينطبق علي قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نذر فيما لا يملك ) ،
فهل في هذه الحالة لا يجب علي الوفاء بنذري لأنه نذر خاطئ من الأساس ؟ في نفس هذا
النذر عند مجيء الخميس وهو اليوم ، كنت ناوية أن أصوم ، ولكنني لم أستأذن من أبي ،
فعندما ضبطت المنبه حتى أقوم للتسحر فلم أستيقظ ، واستيقظت بعد أذان الفجر بنصف
ساعة ، فكنت محتارة أصوم أم لا ، ولكنني قررت الصوم ، ولكن أبي كان غضبان مني ، ولم
يكن موافقا أن أصوم ، لأنني لم أتسحر ، وأنا أصلا جسمي ضعيف ، وكان عندي صداع في
رأسي ، ولكن كان قليلا ، فأفطرت ، وأبي حلف أن لا أصوم أي خميس ؛ لأنه غير موافق ،
فماذا أفعل ؟ هل أكفر عن نذري أم لا ؛ لأن هذا النذر أصلا هل هو صحيح أم خاطئ كما
قلت ؟ هل إذا لم أقدر على وسائل التكفير الأولى مثل إطعام 10 مساكين أو كسوتهم أو
تحرير رقبة: أصوم 3 أيام ؟ علما بأن أبي مثلا إذا لم يوافق على إخراج الكفارة أصوم
3 أيام ، ما هو الرد على ذلك ؟ ملاحظة : لا أعرف عدد أيام الخميس التي مضت حتى
أصومها إذا كان علي صيامها .
أنا طالبة عمري 14 سنة ، كنت قد نذرت نذرا ، أن أصوم كل خميس
على مدى العمر ، ولكنني لم أفكر فيه جيدا ، مثلا : عندما يأتيني الحيض كيف سأفعل ،
وعند الزواج مثلا هل سيوافق زوجي على ذلك أم لا ، أو عند حدوث أي شيء يمنعني من
الوفاء بنذري ، فهل ينطبق علي قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا نذر فيما لا يملك ) ،
فهل في هذه الحالة لا يجب علي الوفاء بنذري لأنه نذر خاطئ من الأساس ؟ في نفس هذا
النذر عند مجيء الخميس وهو اليوم ، كنت ناوية أن أصوم ، ولكنني لم أستأذن من أبي ،
فعندما ضبطت المنبه حتى أقوم للتسحر فلم أستيقظ ، واستيقظت بعد أذان الفجر بنصف
ساعة ، فكنت محتارة أصوم أم لا ، ولكنني قررت الصوم ، ولكن أبي كان غضبان مني ، ولم
يكن موافقا أن أصوم ، لأنني لم أتسحر ، وأنا أصلا جسمي ضعيف ، وكان عندي صداع في
رأسي ، ولكن كان قليلا ، فأفطرت ، وأبي حلف أن لا أصوم أي خميس ؛ لأنه غير موافق ،
فماذا أفعل ؟ هل أكفر عن نذري أم لا ؛ لأن هذا النذر أصلا هل هو صحيح أم خاطئ كما
قلت ؟ هل إذا لم أقدر على وسائل التكفير الأولى مثل إطعام 10 مساكين أو كسوتهم أو
تحرير رقبة: أصوم 3 أيام ؟ علما بأن أبي مثلا إذا لم يوافق على إخراج الكفارة أصوم
3 أيام ، ما هو الرد على ذلك ؟ ملاحظة : لا أعرف عدد أيام الخميس التي مضت حتى
أصومها إذا كان علي صيامها .
الحمد لله
أولا :
لما كان النذر سببا للمشقة والعنت
– لما يترتب عليه من وجوب لم يكن واجباً في الأصل – جاءت الشريعة بالنهي عنه ،
وانظري جواب السؤال (27303)
.
فمن اختار لنفسه بعد ذلك النذرَ وجبَ عليه تحمل ما التزمه ، طاعة لله تعالى ،
يحتسب أجره عنده سبحانه وتعالى .
فمن نذر أن يصوم كل خميس وجب عليه الوفاء به ؛
لأنه نذر قربة وطاعة ، ولا يجوز نقضه والحنث فيه ، لقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ) رواه
البخاري (6696) .
ونقل في "الموسوعة الفقهية" (40/146-147) : اتفاق أهل العلم
على هذا .
فلا يجوز تضييع النذر وعدم الوفاء به من غير عذر ، ولمعرفة عقوبة
إخلاف النذر ؛ يراجع جواب السؤال (42178) .
وليس هناك عذر في تركك الوفاء بالنذر إلا في إحدى حالتين :
1- أن تكوني صبية
غير بالغة ، فشرط صحة النذر البلوغ .
قال النووي في "المجموع" (8/433) :
"
فأما الصبي فلا يصح نذره " انتهى بتصرف .
وقد ذكرت أن عمرك 14 سنة ، فيحتمل أنك
بالغة ، ويحتمل أنك لم تبلغي بعد ، ولمعرفة علامات البلوغ راجعي جواب السؤال رقم
(70425)
.
2- أن يصيبك من الصيام حرج ومرض ومشقة كبيرة غير معتادة بسبب ضعف جسمك ـ كما
ذكرت ـ يقدرها الطبيب المسلم ، فإن قرر أن الصيام يضرك فيجوز لك حينئذ ترك النذر ،
والتكفير عنه بكفارة اليمين ، التي هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة ،
فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام .
قال ابن قدامة في "المغني" (10/72) :
" مَن
نذر طاعة لا يطيقها أو كان قادرا عليها فعجز عنها فعليه كفارة يمين " انتهى
.
أما إذا كانت المشقة التي تلحقك بسبب الصيام مشقة عادية محتملة كالتي تصيب كل
صائم ، فهذا لا يجيز لك تركه .
ثانياً :
وأما بالنسبة لأيام الأعذار : فإذا
كان ترك الصيام بسبب الحيض ، فلا قضاء عليك ولا كفارة ، لأن أيام الحيض تكون
مستثناة من النذر ، لتعذر صيامها شرعاً .
وأما إذا كان ترك الصيام بسبب المرض ،
فقد أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بوجوب قضائه.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=112667
ولا
يجب مع القضاء كفارة يمين لأن فطرك كان بعذر .
وأما إذا كان ترك الصيام بدون عذر
فيجب قضاؤه ، وإخراج كفارة يمين ، لمخالفة النذر بلا عذر .
قال الشيخ ابن
عثيمين في امرأة نذرت أن تصوم كل يوم اثنين وخميس ثم تركت ذلك :
"يجب عليها أن
توفي بالنذر تصوم الاثنين والخميس ، وهذا لا يضر إن شاء الله ، لأنهما يومان في
الأسبوع ، وما مضى فإنها تقضيه وتكفر كفارة يمين عن فوات الزمن الذي عينته ، فإذا
كان مضى عليها أربعون اثنين وأربعون خميس ، وجب أن تقضي ثمانين يوما مع كفارة
اليمين ، لفوات الوقت الذي عينته ثم تستقبل أمرها فتصوم كل يوم اثنين وخميس" انتهى
.
فعلى هذا ؛ فما مضى من الأيام لم تصوميها ، عليك أن تجتهدي في معرفة
عددها ، وتقضيها ، وعليك مع ذلك كفارة يمين .
ثالثاً :
ليس للوالد أن يمنع
ولده من صوم النذر ، بل ولا صوم التطوع إذا كان مستطيعا ولا يضره الصوم ، ويتأكد
هذا في صوم النذر لأنه صوم واجب .
وأما الزوج ففي حالتك ليس له المنع أيضاً ،
لأن النذر كان سابقاً على حقه ، لأنه كان قبل الزواج .
قال الحافظ العراقي في
"طرح التثريب" (4/141) :
" لا يحتاج في صوم رمضان إلى إذنه – يعني الزوج - ولا
يمتنع بمنعه ، وفي معنى صوم رمضان كل صوم واجب مضيَّق : كقضاء رمضان ، أو نذرت قبل
النكاح أو بعده بإذنه صيام أيام بعينها " انتهى .
وقد نقلنا في جواب السؤال رقم
(105285) فتوى الشيخ صالح الفوزان فيمن نذرت قبل الزواج أن تصوم تسع ذي الحجة ، أنه
ليس لزوجها أن يمنعها من هذا الصوم .
رابعاً :
كفارة اليمين هي : إطعام
عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة ، أي خصلة من هذه الخصال فعلتها أجزأ ذلك عنك
، فإن عجزت عن الخصال الثلاثة فإنك تصومين ثلاثة أيام ، فإذا كان الصوم يضرك بسبب
ضعف جسمك ، فلا شيء عليك وتسقط عنك الكفارة لعدم الاستطاعة ، ولا يجب على والدك أن
يخرج الكفارة عنك ، بل الكفارة واجبة عليك أنت .
والله أعلم .
نسأل الله
تعالى أن يوفقك لكل خير .
والله أعلم .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى