ام كلثوم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن من أكبر نم الله علينا أن هدانا لهذا الدين – دين الإسلام ؛ الذي هو
أفضل الأديان وأقومها ، وقد بعث الله محمداً –صلى الله عليه وسلم – متمماً
لمكارم الأخلاق داعياً إليها بكل وسيلة ، وهادماً لمساوئ الأخلاق محذراً
منها بكل وسيلة ، وأن من المكارم التي بعث بها عليه الصلاة والسلام خلق
الحياء ؛ والذي هو شعبة من شعب الإيمان .
وقد كان المضرب الأعلى في
الحياء ، وكان أشد حياءاً من العذراء في خدرها ، وإن من الحياء المأمور به
شرعاً وعرفاً احتشام المرأة وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتن
ومواضع الريب .
ومن تأمل ما وقع فيه بعض النساء هداهن الله من التهاون
في ستر الوجه والذي أدى في النهاية إلى أن تتهاون فيما وراءه حيث تكشف
رأسها وذراعيها وعنقها ونحرها وتمشي في الأسواق دون مبالاة في بعض البلاد
الإسلامية . علم علماً يقينياً بأن الحكمة تقتضي أن على النساء ستر وجوههن .
وأن يتحجبن الحجاب الواجب الذي لا تكون معه فتنة . وذلك بتغطية جميع البدن
عن غير المحارم ، قال تعالى : {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} [النور
: 31] ,
ويقول عليه الصلاة والسلام : (( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) [ رواه مسلم ] .
أيتها المسلمة : فلا تحسبي التساهل في الحجاب وذهابك إلى الأسواق متبرجة
متكشفة متزينة هيناً ، بل هو عصياناً وفسوقاً ومخالفة لله تعالى ولرسوله
عليه الصلاة والسلام .
فإسقاط الحجاب وإبداء الزينة للأنظار مجاهرة
بالعصيان وإثارة للفتن وكسر لحياء وتشبه بالنساء الكافرات . (( من تشبه
بقوم فهو منهم )) . وإن معنى الحجاب والستر أعظم مما يدل عليه واقع كثير من
النساء ممن تظن أن الحجاب هو مجرد عادة من عادات المجتمع بل إن الحجاب
والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز
وجل .
وإن المتأمل لحال بعض نساء اليوم يجد أنهن مع كل أسف يترقبن
تلك اللحظة التي يخرجن فيها من بيوتهن إلى الأسواق سافرات متبرجات متزينات
قد رمين بثياب الستر والحشمة ، وخلعن ثوب الحياء فيخرجن نحورهن وسواعدهن
وأرجلهن على حال من التبرج والزينة والطيب وإظهار المفاتن ومخالطة الرجال –
يقول تعالى : { )وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [ الأحزاب : 33 ] .
وما فتح العباءات في
الطرقات ، وكشف الوجوه ، وتجسيم الأكتاف ؛ إلا من مظاهر التبرج الجديد في
صورة حجاب جديد ، فالعبث بالحجاب بث بالعرض والشرف ، فلا تبيعي نفسك رخيصة
للفساق في الطرقات وعلى عتبات الأسواق .
أصون عرضي بمالي لا أضيعه لا بارك الله بعد العرض في المال
أحتال للمال إن ضاع فأرجعه ولست للعرض إن ضاع بمحتال
ولا شك أن السوق تجَمّع أقيم رعاية لمصالح العباد من البيع والشراء وقضاء
الحوائج ، ولا شك أيضاً أنه لا يخلوا من الفتن والمغريات والملهيات ، فهو
سباق على الدنيا ن لذلك كان من أبغض الأماكن عند الله في الأرض .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( أحب البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها )) [ رواه مسلم ] .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا تكن أول من يدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ؛ فيها باض الشيطان وفرخ )) .
وتذكري أختي المسلمة وأنت ذاهبة إلى الأسواق أن الشطان ينصب رايته ،
وقدَّمي رضا الله على هوى نفسك ورغاباتها ؛ فهوى النفس كمين لا يؤمن ،
واحذري الإكثار من الخروج إليها بدون حاجة ، فما أكثر الحوادث الفظيعة
والمحزنة التي حصلت وكانت نقطة البداية في الأسواق ، واحذري من التهاون في
الحجاب عند الأجانب ، وعليك الحرص على الستر والحشمة عند خروجك لأي مكان .
وعلى الفتاة المسلمة أن تلتزم بالحجاب والستر وتتجنب الزينة لأن ذلك عفة
وكرامة وشرف لها ، وأي ثمرة يمكن أن تكون أغلى وأعزّ من العرض والشرف ، لذا
وجب عليها أن تحافظ على نفسها بالحجاب والستر والعفاف ، وإنك يا أمة الله
حين تلتزمين بذلك تقومين بامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى الذي له ما في
السموات والأرض ، وتقومين بعبادة خالقك ، وأنت تمارسين عبادة ؛ كالُمصَلِية
في محرابها ، وإذا خرجت إلى السوق فاخرجي متحجبة متحشمة متسترة ولا تخرجي
إلا معك محرم خاصة في الأسواق المختلطة .
ومن هنا كان التسوق المحمود
هو ما روعيت فيه الآداب الواجبة على المرأة خارج بيتها ، ولئن كان مطلوباً
فيها الحرص على تلك الآداب عموماً . إلا أنها تكون في الأسواق أشدُّ طلباً
من غيرها من الأماكن ؛ لا سيما في أسواق هذا العصر الذي تزامنت فيه الفتن
والمغريات مع نزع ثوب الحياء وضيعت فيها الأخلاق .
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خيرٌ ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت : (( انطلقت يوماً إلى أرض الزبير لأعمل بها
فحملت النوى على رأسي ، وقفلت راجعة إلى الدار ، وفي الطريق قابلت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم – ومعه نفر من الأنصار ، ورأى النبي - صلى الله
عليه وسلم – حملي فنادني وأناخ بعيره ليحملني فاستحييت أن أركب معه وأن
أسير مع الرجال ، وتذكرت غيرة الزبير فعرف ذلك رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ومضى وتركني ، ومضيت أنا حتى بلغت الدار )) .
فانظري أختي
المسلمة إلى عظم حياءها ، وأنها لم ترض أن تركب مع رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهو أطهر الخلق وأشرفهم وأكرمهم ، ومعه الصحابة الذين هم أفضل
الأمة بعده -صلى الله عليه وسلم- ، وانظري إلى نساء السلف الصالح في شدة
حيائهن وقوة تمسكهن بدينهن .
انظري يا من تتهاون بالحجاب ، يا من تلبس
البرقع والنقاب وقصير الثياب ، أو تضع الزينة لتفتن بها العباد ، وتخرج
إلى الأسواق ، وتخلو مع السائق ، والخلوة به لا تجوز وفيها مخالفة لأوامر
الله ورسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول : (( ألا لا يخلون رجل
بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما )) [ رواه الترمذي ] .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
والله سبحانه وتعالى يقول : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً
فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
وَقُلُوبِهِنَّ } [ الأحزاب : 53 ] .
تخرج متطيبة بعطر قوي الرائحة
يفتن كل من في قلبه مرض . قال -صلى الله عليه وسلم- : (( إن المرأة إذا
استعطرت فمرّت بالمجلس فهي كذا وكذا )) يعني : زانية .[ رواه الترمذي ] .
وقال -صلى الله عليه وسلم- إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تمس طيباً )) [ رواه الترمذي ] .
تدخل السوق بزينتها وبألبسة مغرية ، إما قصيرة وإما طويلة ليس فوقها إلا
عباءة قصيرة ، تخرج بخمار تستر به وجهها لكنه أحياناً يكون رقيقاً يصف لون
وجهها أو تشده شداً على وجهها تبرز معالم الوجه ، أو أنه حجاب قصير تبرز
نحرها وما عليها من زينة .
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ
لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ
عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا
يُؤْذَيْنَ } [ الأحزاب : 59 ] .
وقال تعالى : {وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [ النور : 31 ] .
قوله تعالى : ( إلاّ ما ظهر
منها ) : وهي التي لا بد أن تظهر كظاهر الثياب والعباءة .. وأنه سبحانه
وتعالى لم يقل : إلا ما أظهرن منها لأن ذلك يكون بقصد منها .
وبعضهن
تلبس الكعب العالي . أو تضع الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به الأرجل لتلفت لها
الانتباه وتجذب عقول المارّة . يقول تعالى : {وَلا يَضْرِبْنَ
بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ } [ النور :
31 ] .
يلبسن النقاب أو اللثام أو البرقع ذا الفتحات الواسعة , وتلك
هي الفتنة ولا سيما أن كثيراً من النساء يتكحلن عند لبسه ويطلقن لبصرهن
العنان في النظر إلى الحرام ، وما أتت به الحضارة الغربية من ( موديلات )
وقد قيل أن أعرابياً ضاق ذرعاً بما تلبسه النساء من البراقع في الجاهلية
فقال : .
جزى الله البراقع من ثياب عن الفتيان شراً ما بقينا
يوارين الحسان فلا نراها ويسترن القباح فتزدرينا
تنظر إلى هذا وذاك ، تلتفت يمنة ويسرة تبحث عن ضالتها التي لم تجدها ،
تنظر إلى البائع وكأن عيناها تعاتبانه ، يبادلها النظر ، ثم يشاركها في
البحث عن ما تريد لعله يجدها فيرضي رغباتها يعطيها ثوباً قصيراً أو يعطيها
ملابس داخلية . تقيسها بلا خجل ولا مبالاة على صدرها أمام البائع ! أما
تسمعين وتقرئين قوله تعالى : {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [ النور : 31 ] .
ضحكاتها
تتعالى في الأسواق مع رفيقاتها أو مع الباعة .. تخضع في القول .. وتتكسر في
كلامها وتتفنج فيه .. تتكلم بكلام مسموع .. تسأل البائع عن المحل الذي تجد
طلبها عنده .. وتظهر اللين في كلامها ..يقول المولى جل وعلا : {فَلا
تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ
قَوْلاً مَعْرُوفاً } [ الأحزاب: 32 ].
واعلمي أن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- يقول : (( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد – وذكر – نساء
كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنام البخت المائلة لا يدخلن الجنة
ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) [ رواه مسلم ] .
وصفهن عليه السلام بأنهن ( كاسيات ) أي : عليهن كسوة فهي كاسية من النعمة (
عاريات ) من الحياء لأن هذه لا تستر إما لخفتها أو لضيقها أو قصرها .
فمن هنا تعلمي أن التبرج حرام في كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام وإجماع المسلمين .
* وعليك عند خروجك إلى السوق بما يلي :
1- عليك بدعاء الخروج من المنـزل : ( بسم الله ، توكّلت على الله ، ولا
حول ولا قوة إلا بالله ) [ رواه أبو داود ] . يقال لمن قالها : كُفيت
ووقُيت ، وتنحى عنه الشيطان .
( اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل ، أو أَزل أو أُزل ، أو أظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل عليَّ )) [ رواه الترمذي ] .
والإكثار من التسبيح وقول : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ، وقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .
2- احذري من إظهار الزينة والسفور وعليك بالحجاب الشرعي . أثناء خروجك إلى
السوق أو المدرسة أو ذهابك إلى المتنزهات .. وغيرها {وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} .
3- تجنبي الخلوة بالسائق بالركوب من دون محرم مهما كان الأمر فإن الشيطان ثالث هذه الخلوة وهو الذي يأمر بالسوء والفحشاء .
4- تجنبي لبس البرقع أو النقاب أو لبس الحذاء وكل ما له صوت يلفت الأنظار إليك.
5- احذري شراء وإقتناء الملابس الضيقة أو القصيرة أو شبه العارية لك
ولبناتك حتى لا تكوني متشبهة بنساء الكفار .. (( من تشبه بقوم فهو منهم )) [
أخرجه أبو داود والطبراني ] .
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على نبينا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فإن من أكبر نم الله علينا أن هدانا لهذا الدين – دين الإسلام ؛ الذي هو
أفضل الأديان وأقومها ، وقد بعث الله محمداً –صلى الله عليه وسلم – متمماً
لمكارم الأخلاق داعياً إليها بكل وسيلة ، وهادماً لمساوئ الأخلاق محذراً
منها بكل وسيلة ، وأن من المكارم التي بعث بها عليه الصلاة والسلام خلق
الحياء ؛ والذي هو شعبة من شعب الإيمان .
وقد كان المضرب الأعلى في
الحياء ، وكان أشد حياءاً من العذراء في خدرها ، وإن من الحياء المأمور به
شرعاً وعرفاً احتشام المرأة وتخلقها بالأخلاق التي تبعدها عن مواقع الفتن
ومواضع الريب .
ومن تأمل ما وقع فيه بعض النساء هداهن الله من التهاون
في ستر الوجه والذي أدى في النهاية إلى أن تتهاون فيما وراءه حيث تكشف
رأسها وذراعيها وعنقها ونحرها وتمشي في الأسواق دون مبالاة في بعض البلاد
الإسلامية . علم علماً يقينياً بأن الحكمة تقتضي أن على النساء ستر وجوههن .
وأن يتحجبن الحجاب الواجب الذي لا تكون معه فتنة . وذلك بتغطية جميع البدن
عن غير المحارم ، قال تعالى : {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى
جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} [النور
: 31] ,
ويقول عليه الصلاة والسلام : (( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) [ رواه مسلم ] .
أيتها المسلمة : فلا تحسبي التساهل في الحجاب وذهابك إلى الأسواق متبرجة
متكشفة متزينة هيناً ، بل هو عصياناً وفسوقاً ومخالفة لله تعالى ولرسوله
عليه الصلاة والسلام .
فإسقاط الحجاب وإبداء الزينة للأنظار مجاهرة
بالعصيان وإثارة للفتن وكسر لحياء وتشبه بالنساء الكافرات . (( من تشبه
بقوم فهو منهم )) . وإن معنى الحجاب والستر أعظم مما يدل عليه واقع كثير من
النساء ممن تظن أن الحجاب هو مجرد عادة من عادات المجتمع بل إن الحجاب
والتستر كان من عادة نساء الصحابة الذين هم خير القرون وأكرمها على الله عز
وجل .
وإن المتأمل لحال بعض نساء اليوم يجد أنهن مع كل أسف يترقبن
تلك اللحظة التي يخرجن فيها من بيوتهن إلى الأسواق سافرات متبرجات متزينات
قد رمين بثياب الستر والحشمة ، وخلعن ثوب الحياء فيخرجن نحورهن وسواعدهن
وأرجلهن على حال من التبرج والزينة والطيب وإظهار المفاتن ومخالطة الرجال –
يقول تعالى : { )وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى } [ الأحزاب : 33 ] .
وما فتح العباءات في
الطرقات ، وكشف الوجوه ، وتجسيم الأكتاف ؛ إلا من مظاهر التبرج الجديد في
صورة حجاب جديد ، فالعبث بالحجاب بث بالعرض والشرف ، فلا تبيعي نفسك رخيصة
للفساق في الطرقات وعلى عتبات الأسواق .
أصون عرضي بمالي لا أضيعه لا بارك الله بعد العرض في المال
أحتال للمال إن ضاع فأرجعه ولست للعرض إن ضاع بمحتال
ولا شك أن السوق تجَمّع أقيم رعاية لمصالح العباد من البيع والشراء وقضاء
الحوائج ، ولا شك أيضاً أنه لا يخلوا من الفتن والمغريات والملهيات ، فهو
سباق على الدنيا ن لذلك كان من أبغض الأماكن عند الله في الأرض .
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( أحب البلاد إلى الله مساجدها ، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها )) [ رواه مسلم ] .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا تكن أول من يدخل السوق ، ولا آخر من يخرج منها ؛ فيها باض الشيطان وفرخ )) .
وتذكري أختي المسلمة وأنت ذاهبة إلى الأسواق أن الشطان ينصب رايته ،
وقدَّمي رضا الله على هوى نفسك ورغاباتها ؛ فهوى النفس كمين لا يؤمن ،
واحذري الإكثار من الخروج إليها بدون حاجة ، فما أكثر الحوادث الفظيعة
والمحزنة التي حصلت وكانت نقطة البداية في الأسواق ، واحذري من التهاون في
الحجاب عند الأجانب ، وعليك الحرص على الستر والحشمة عند خروجك لأي مكان .
وعلى الفتاة المسلمة أن تلتزم بالحجاب والستر وتتجنب الزينة لأن ذلك عفة
وكرامة وشرف لها ، وأي ثمرة يمكن أن تكون أغلى وأعزّ من العرض والشرف ، لذا
وجب عليها أن تحافظ على نفسها بالحجاب والستر والعفاف ، وإنك يا أمة الله
حين تلتزمين بذلك تقومين بامتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى الذي له ما في
السموات والأرض ، وتقومين بعبادة خالقك ، وأنت تمارسين عبادة ؛ كالُمصَلِية
في محرابها ، وإذا خرجت إلى السوق فاخرجي متحجبة متحشمة متسترة ولا تخرجي
إلا معك محرم خاصة في الأسواق المختلطة .
ومن هنا كان التسوق المحمود
هو ما روعيت فيه الآداب الواجبة على المرأة خارج بيتها ، ولئن كان مطلوباً
فيها الحرص على تلك الآداب عموماً . إلا أنها تكون في الأسواق أشدُّ طلباً
من غيرها من الأماكن ؛ لا سيما في أسواق هذا العصر الذي تزامنت فيه الفتن
والمغريات مع نزع ثوب الحياء وضيعت فيها الأخلاق .
إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء
فلا والله ما في العيش خيرٌ ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
وعن أسماء بنت أبي بكر قالت : (( انطلقت يوماً إلى أرض الزبير لأعمل بها
فحملت النوى على رأسي ، وقفلت راجعة إلى الدار ، وفي الطريق قابلت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم – ومعه نفر من الأنصار ، ورأى النبي - صلى الله
عليه وسلم – حملي فنادني وأناخ بعيره ليحملني فاستحييت أن أركب معه وأن
أسير مع الرجال ، وتذكرت غيرة الزبير فعرف ذلك رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- ومضى وتركني ، ومضيت أنا حتى بلغت الدار )) .
فانظري أختي
المسلمة إلى عظم حياءها ، وأنها لم ترض أن تركب مع رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وهو أطهر الخلق وأشرفهم وأكرمهم ، ومعه الصحابة الذين هم أفضل
الأمة بعده -صلى الله عليه وسلم- ، وانظري إلى نساء السلف الصالح في شدة
حيائهن وقوة تمسكهن بدينهن .
انظري يا من تتهاون بالحجاب ، يا من تلبس
البرقع والنقاب وقصير الثياب ، أو تضع الزينة لتفتن بها العباد ، وتخرج
إلى الأسواق ، وتخلو مع السائق ، والخلوة به لا تجوز وفيها مخالفة لأوامر
الله ورسول الهدى -صلى الله عليه وسلم- الذي يقول : (( ألا لا يخلون رجل
بإمرأة إلا كان الشيطان ثالثهما )) [ رواه الترمذي ] .
وقال عليه الصلاة والسلام : (( لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم )) [ رواه البخاري ومسلم ] .
والله سبحانه وتعالى يقول : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً
فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
وَقُلُوبِهِنَّ } [ الأحزاب : 53 ] .
تخرج متطيبة بعطر قوي الرائحة
يفتن كل من في قلبه مرض . قال -صلى الله عليه وسلم- : (( إن المرأة إذا
استعطرت فمرّت بالمجلس فهي كذا وكذا )) يعني : زانية .[ رواه الترمذي ] .
وقال -صلى الله عليه وسلم- إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تمس طيباً )) [ رواه الترمذي ] .
تدخل السوق بزينتها وبألبسة مغرية ، إما قصيرة وإما طويلة ليس فوقها إلا
عباءة قصيرة ، تخرج بخمار تستر به وجهها لكنه أحياناً يكون رقيقاً يصف لون
وجهها أو تشده شداً على وجهها تبرز معالم الوجه ، أو أنه حجاب قصير تبرز
نحرها وما عليها من زينة .
قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ
لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ
عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا
يُؤْذَيْنَ } [ الأحزاب : 59 ] .
وقال تعالى : {وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ
عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [ النور : 31 ] .
قوله تعالى : ( إلاّ ما ظهر
منها ) : وهي التي لا بد أن تظهر كظاهر الثياب والعباءة .. وأنه سبحانه
وتعالى لم يقل : إلا ما أظهرن منها لأن ذلك يكون بقصد منها .
وبعضهن
تلبس الكعب العالي . أو تضع الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به الأرجل لتلفت لها
الانتباه وتجذب عقول المارّة . يقول تعالى : {وَلا يَضْرِبْنَ
بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ } [ النور :
31 ] .
يلبسن النقاب أو اللثام أو البرقع ذا الفتحات الواسعة , وتلك
هي الفتنة ولا سيما أن كثيراً من النساء يتكحلن عند لبسه ويطلقن لبصرهن
العنان في النظر إلى الحرام ، وما أتت به الحضارة الغربية من ( موديلات )
وقد قيل أن أعرابياً ضاق ذرعاً بما تلبسه النساء من البراقع في الجاهلية
فقال : .
جزى الله البراقع من ثياب عن الفتيان شراً ما بقينا
يوارين الحسان فلا نراها ويسترن القباح فتزدرينا
تنظر إلى هذا وذاك ، تلتفت يمنة ويسرة تبحث عن ضالتها التي لم تجدها ،
تنظر إلى البائع وكأن عيناها تعاتبانه ، يبادلها النظر ، ثم يشاركها في
البحث عن ما تريد لعله يجدها فيرضي رغباتها يعطيها ثوباً قصيراً أو يعطيها
ملابس داخلية . تقيسها بلا خجل ولا مبالاة على صدرها أمام البائع ! أما
تسمعين وتقرئين قوله تعالى : {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ
أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ } [ النور : 31 ] .
ضحكاتها
تتعالى في الأسواق مع رفيقاتها أو مع الباعة .. تخضع في القول .. وتتكسر في
كلامها وتتفنج فيه .. تتكلم بكلام مسموع .. تسأل البائع عن المحل الذي تجد
طلبها عنده .. وتظهر اللين في كلامها ..يقول المولى جل وعلا : {فَلا
تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ
قَوْلاً مَعْرُوفاً } [ الأحزاب: 32 ].
واعلمي أن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- يقول : (( صنفان من أهل النار لم أرهما بعد – وذكر – نساء
كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنام البخت المائلة لا يدخلن الجنة
ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا )) [ رواه مسلم ] .
وصفهن عليه السلام بأنهن ( كاسيات ) أي : عليهن كسوة فهي كاسية من النعمة (
عاريات ) من الحياء لأن هذه لا تستر إما لخفتها أو لضيقها أو قصرها .
فمن هنا تعلمي أن التبرج حرام في كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام وإجماع المسلمين .
* وعليك عند خروجك إلى السوق بما يلي :
1- عليك بدعاء الخروج من المنـزل : ( بسم الله ، توكّلت على الله ، ولا
حول ولا قوة إلا بالله ) [ رواه أبو داود ] . يقال لمن قالها : كُفيت
ووقُيت ، وتنحى عنه الشيطان .
( اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل ، أو أَزل أو أُزل ، أو أظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل عليَّ )) [ رواه الترمذي ] .
والإكثار من التسبيح وقول : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ، وقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .
2- احذري من إظهار الزينة والسفور وعليك بالحجاب الشرعي . أثناء خروجك إلى
السوق أو المدرسة أو ذهابك إلى المتنزهات .. وغيرها {وَلا يُبْدِينَ
زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} .
3- تجنبي الخلوة بالسائق بالركوب من دون محرم مهما كان الأمر فإن الشيطان ثالث هذه الخلوة وهو الذي يأمر بالسوء والفحشاء .
4- تجنبي لبس البرقع أو النقاب أو لبس الحذاء وكل ما له صوت يلفت الأنظار إليك.
5- احذري شراء وإقتناء الملابس الضيقة أو القصيرة أو شبه العارية لك
ولبناتك حتى لا تكوني متشبهة بنساء الكفار .. (( من تشبه بقوم فهو منهم )) [
أخرجه أبو داود والطبراني ] .
ام كلثوم
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
- لا تخرجي
إلى السوق والتردد عليها بدون حاجة ؛ طاعة لله ورسوله ..{ وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} أو
حتى لحاجة يسيرة يمكن أن يأتي بها أحد المحارم أو الأبناء .
7- لا تكوني أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، صيانةً لنفسك ودينك وعرضك من الابتذال ، والامتهان .
بيدي العفاف أصون عزَّ حجابي
وبعصمتي أعلوا على أترابي
8- لا تتركي ابنتك مع السائق لوحدها حتى ولو كنتي لن تتأخري أو بإرسال
الابن أو البنت مع السائق بالسيارة لإحضار بعض طلبات المنزل ( باسم الثقة
من قبل الأب أو الأم بهذا السائق ) فكم ضاعت فلذات أكباد بسبب هذه الثقة
العمياء بهؤلاء السائقين .
9- لا تعودي أولادك علر الخروج معك إلى
الأسواق وإلباسهم الملابس العارية أو شبه العارية أو ما فيها تشبه بالكفار (
كلبس القبعات ونحوها ) .
10- لا تصغي لكلمات الإعجاب أو الغزل من بعض
الشباب ( ذئاب البشر ) ولا تستجيبي لها فتقعي فريسة سهلة بين أيديهم ،
وتجني بعدها الحسرة والندامة .
11- تجنبي فضول النظر فهو يدعو إلى
الاستحسان ، ووقوع صورة المنظور في قلب الناظر فيحدث أنواعاً من الفساد في
قلب العبد .. (( يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك
الآخرة )) .
لأن الأولى كانت من غير قصد حيث أمر الرسول -صلى الله
عليه وسلم- أحد الصحابة عندما سأله عليه السلام عن نظر الفجاءة بأن يصرف
بصره عنها .
12- تجنبي رفيقات السوء وصحبة الأشرار فهن السم الناقع
والبلاء الواقع . قال -صلى الله عليه وسلم – (( المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل )) .
13- تذكري أن الأسواق منطلق الانحراف ، والضياع
والفتن ، فلا تضيعي نفسك ووقتك فيها ، فإن وقتك هو عمرك ؛ لهذا يشير الرسول
-صلى الله عليه وسلم- إلى أهميته ويحذر من إهماله فيقول : (( نعمتان مغبون
فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ )) .
14- لا تضيعي مالك في اقتناء الملابس الثمينة ، لتفتخري بها أمام صديقاتك وزميلاتك.
يقول -صلى الله عليه وسلم- (( من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم
القيامة )) فقالت أم سلمة : فكيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال : (( يرخينه
شبراً )) قالت : إذاً تنكشف أقدامهن . قال: (( يرخينه ذراعاً لا يزدن عليه
)) [ رواه البخاري ومسلم وغيرهما ] .
فكيف بمن تلبس الضيق والقصير وتخرج إلى الأسواق ؟ .
واحذري من ثوب الشهرة والذي قال عنه -صلى الله عليه وسلم- : (( من لبس ثوب
شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة )) [ رواه أحمد وأبو داود
] .
15- لا تخرجي لوحدك إلى السوق ، واحرصي أن يصحبك أحد محارمك أو من تثقين بها من الأخوات الصالحات .
16- احذري من تأخير الصلاة عن وقتها والتهاون في هذا الأمر عند الذهاب
للسوق .. قال تعالى : {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ
صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[ الماعون : 4-5] .
وقال تعالى : {فَإِذَا
قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى
جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ
الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [ النساء :
103] . أي : مفروضاً في أوقات محددة . وخاصة تأخير صلاة المغرب عن وقتها .
17- لا تقيسي الملابس التي تشترينها من المحل على نفسك أمام البائع أو في
مكان آخر من السوق ، وإن كان لابدّ من القياس ففي زاوية لا يراك فيها
الرجال عموماً والبائع خصوصاً .
18- احرصي على لبس الجوارب والقفازين عند خروجك من المنزل ولا تتحرجي من هذا . ولك في نساء الصحابة القدوة والأسوة الحسنة .
19- لا تكثري الإلحاح على البائع لتخفيض سعر البضاعة وعرضها وكثرة السؤال
والتدقيق عن أسعارها فيضطر للحلف كاذباً من أجل ترويج بضاعته بل خذي حاجتك
واخرجي ولا تمكثي في المحل طويلاً .
20- إذا وجدت منكراً في السوق
فغيريه بلسانك عن طريق النصيحة والدعوة ، فإن لم تستطيعي فبلغي رجال الهيئة
عنه ولا تتركينه وتسكتي عن هذا الأمر .
21- لا تمشي في سوط الطريق بل
عليك بحافته . قال -صلى الله عليه وسلم- : (( ليس للنساء وسط الطريق )) [
رواه ابن حبان ] . هذا عند الخروج من المسجد ، فكيف في الأسواق ؟
22-
احذري أن تخرجي بحجابك وسترك وعفافك ودينك وحيائك ، وترجعي وقد تلطخت بما
يسيء لذلك من خلال كلمة أو ابتسامة كاذبة خادعة أوقعت بك ، فعدت إلى بيتك
قد دنست عرضك نتيجة استجابتك لهؤلاء الذئاب وعدت تحملين العار والدمار .
قال الشاعر :
إن الرجالَ الناظرينَ إلى النساء
مثل السباع تطوف بالحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها
أكلت بلا عوض ولا ثمان
23- تجنبي الاختلاط بالرجال داخل المحلات ، أو في الأسواق أو في قارعة
الطريق . فعن أبي أسيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في
الطريق : (( استأخرن ، فليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق ،
فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من شدة لصوقها به
)) [ رواه أبو داود ].
وإذا نظرنا لحال كثير من نساء اليوم وما هن عليه
من السفور والتبرج في الأسواق وغيرها وكشف إحداهن وجهها للرجال الأجانب
وعند غير محارمها والخلوة مع السائق ، أو مع أخو الزوج والخروج معه ،
والذهاب معه في السيارة ومحادثته وممازحته ومضاحكته وتوصيلها إلى المدرسة
أو المستشفى بحجة أنه أخو زوجها ولا حرج في ذلك .. إن اختلاطك أو خلوتك
بأقارب الزوج وخاصة الحمو محرم وهو من أخطر الأمور التي حذر الله سبحانه
وتعالى ونبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- منها المسلمين ، وهو من أكبر
الأسباب الميسرة للفاحشة والزنا والعياذ بالله .
وقد قال -صلى الله
عليه وسلم- : (( إيّاكم والدخول على النساء ! )) فقال رجل من الأنصار :
أفرأيت الحمو ؟ قال : (( الحمو : الموت )) [ متفق عليه ] .
والحمو : قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وعمه .. أي : جميع أقارب الزوج الذي هم ليسوا بمحرم لها .
إلى السوق والتردد عليها بدون حاجة ؛ طاعة لله ورسوله ..{ وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} أو
حتى لحاجة يسيرة يمكن أن يأتي بها أحد المحارم أو الأبناء .
7- لا تكوني أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، صيانةً لنفسك ودينك وعرضك من الابتذال ، والامتهان .
بيدي العفاف أصون عزَّ حجابي
وبعصمتي أعلوا على أترابي
8- لا تتركي ابنتك مع السائق لوحدها حتى ولو كنتي لن تتأخري أو بإرسال
الابن أو البنت مع السائق بالسيارة لإحضار بعض طلبات المنزل ( باسم الثقة
من قبل الأب أو الأم بهذا السائق ) فكم ضاعت فلذات أكباد بسبب هذه الثقة
العمياء بهؤلاء السائقين .
9- لا تعودي أولادك علر الخروج معك إلى
الأسواق وإلباسهم الملابس العارية أو شبه العارية أو ما فيها تشبه بالكفار (
كلبس القبعات ونحوها ) .
10- لا تصغي لكلمات الإعجاب أو الغزل من بعض
الشباب ( ذئاب البشر ) ولا تستجيبي لها فتقعي فريسة سهلة بين أيديهم ،
وتجني بعدها الحسرة والندامة .
11- تجنبي فضول النظر فهو يدعو إلى
الاستحسان ، ووقوع صورة المنظور في قلب الناظر فيحدث أنواعاً من الفساد في
قلب العبد .. (( يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك
الآخرة )) .
لأن الأولى كانت من غير قصد حيث أمر الرسول -صلى الله
عليه وسلم- أحد الصحابة عندما سأله عليه السلام عن نظر الفجاءة بأن يصرف
بصره عنها .
12- تجنبي رفيقات السوء وصحبة الأشرار فهن السم الناقع
والبلاء الواقع . قال -صلى الله عليه وسلم – (( المرء على دين خليله فلينظر
أحدكم من يخالل )) .
13- تذكري أن الأسواق منطلق الانحراف ، والضياع
والفتن ، فلا تضيعي نفسك ووقتك فيها ، فإن وقتك هو عمرك ؛ لهذا يشير الرسول
-صلى الله عليه وسلم- إلى أهميته ويحذر من إهماله فيقول : (( نعمتان مغبون
فيهما كثير من الناس : الصحة ، والفراغ )) .
14- لا تضيعي مالك في اقتناء الملابس الثمينة ، لتفتخري بها أمام صديقاتك وزميلاتك.
يقول -صلى الله عليه وسلم- (( من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم
القيامة )) فقالت أم سلمة : فكيف يصنع النساء بذيولهن ؟ قال : (( يرخينه
شبراً )) قالت : إذاً تنكشف أقدامهن . قال: (( يرخينه ذراعاً لا يزدن عليه
)) [ رواه البخاري ومسلم وغيرهما ] .
فكيف بمن تلبس الضيق والقصير وتخرج إلى الأسواق ؟ .
واحذري من ثوب الشهرة والذي قال عنه -صلى الله عليه وسلم- : (( من لبس ثوب
شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة )) [ رواه أحمد وأبو داود
] .
15- لا تخرجي لوحدك إلى السوق ، واحرصي أن يصحبك أحد محارمك أو من تثقين بها من الأخوات الصالحات .
16- احذري من تأخير الصلاة عن وقتها والتهاون في هذا الأمر عند الذهاب
للسوق .. قال تعالى : {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ
صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[ الماعون : 4-5] .
وقال تعالى : {فَإِذَا
قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى
جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ
الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [ النساء :
103] . أي : مفروضاً في أوقات محددة . وخاصة تأخير صلاة المغرب عن وقتها .
17- لا تقيسي الملابس التي تشترينها من المحل على نفسك أمام البائع أو في
مكان آخر من السوق ، وإن كان لابدّ من القياس ففي زاوية لا يراك فيها
الرجال عموماً والبائع خصوصاً .
18- احرصي على لبس الجوارب والقفازين عند خروجك من المنزل ولا تتحرجي من هذا . ولك في نساء الصحابة القدوة والأسوة الحسنة .
19- لا تكثري الإلحاح على البائع لتخفيض سعر البضاعة وعرضها وكثرة السؤال
والتدقيق عن أسعارها فيضطر للحلف كاذباً من أجل ترويج بضاعته بل خذي حاجتك
واخرجي ولا تمكثي في المحل طويلاً .
20- إذا وجدت منكراً في السوق
فغيريه بلسانك عن طريق النصيحة والدعوة ، فإن لم تستطيعي فبلغي رجال الهيئة
عنه ولا تتركينه وتسكتي عن هذا الأمر .
21- لا تمشي في سوط الطريق بل
عليك بحافته . قال -صلى الله عليه وسلم- : (( ليس للنساء وسط الطريق )) [
رواه ابن حبان ] . هذا عند الخروج من المسجد ، فكيف في الأسواق ؟
22-
احذري أن تخرجي بحجابك وسترك وعفافك ودينك وحيائك ، وترجعي وقد تلطخت بما
يسيء لذلك من خلال كلمة أو ابتسامة كاذبة خادعة أوقعت بك ، فعدت إلى بيتك
قد دنست عرضك نتيجة استجابتك لهؤلاء الذئاب وعدت تحملين العار والدمار .
قال الشاعر :
إن الرجالَ الناظرينَ إلى النساء
مثل السباع تطوف بالحمان
إن لم تصن تلك اللحوم أسودها
أكلت بلا عوض ولا ثمان
23- تجنبي الاختلاط بالرجال داخل المحلات ، أو في الأسواق أو في قارعة
الطريق . فعن أبي أسيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في
الطريق : (( استأخرن ، فليس لكن أن تحققن الطريق ، عليكن بحافات الطريق ،
فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من شدة لصوقها به
)) [ رواه أبو داود ].
وإذا نظرنا لحال كثير من نساء اليوم وما هن عليه
من السفور والتبرج في الأسواق وغيرها وكشف إحداهن وجهها للرجال الأجانب
وعند غير محارمها والخلوة مع السائق ، أو مع أخو الزوج والخروج معه ،
والذهاب معه في السيارة ومحادثته وممازحته ومضاحكته وتوصيلها إلى المدرسة
أو المستشفى بحجة أنه أخو زوجها ولا حرج في ذلك .. إن اختلاطك أو خلوتك
بأقارب الزوج وخاصة الحمو محرم وهو من أخطر الأمور التي حذر الله سبحانه
وتعالى ونبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- منها المسلمين ، وهو من أكبر
الأسباب الميسرة للفاحشة والزنا والعياذ بالله .
وقد قال -صلى الله
عليه وسلم- : (( إيّاكم والدخول على النساء ! )) فقال رجل من الأنصار :
أفرأيت الحمو ؟ قال : (( الحمو : الموت )) [ متفق عليه ] .
والحمو : قريب الزوج كأخيه وابن أخيه وعمه .. أي : جميع أقارب الزوج الذي هم ليسوا بمحرم لها .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى