رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
سمعت أن المرأة المسلمة ستكون بحجاب إسلامي في الجنة أيضاً ،
أم إنها لن تكون قادرة على رؤية الرجال غير المحارم ، كنت أعرف أن النساء تلبس
النقاب والحجاب الإسلامي في الدنيا فقط . من فضلكم أحتاج توضيحاً ، لأن شخصاً
أخبرني بحديث يتعلق بهذه المسألة ؟
سمعت أن المرأة المسلمة ستكون بحجاب إسلامي في الجنة أيضاً ،
أم إنها لن تكون قادرة على رؤية الرجال غير المحارم ، كنت أعرف أن النساء تلبس
النقاب والحجاب الإسلامي في الدنيا فقط . من فضلكم أحتاج توضيحاً ، لأن شخصاً
أخبرني بحديث يتعلق بهذه المسألة ؟
الحمد لله
الجنة دار نعيم وليست دار تكليف ، وقد خلق
الله فيها من النعيم ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، قال
الله تعالى : ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) السجدة/17
فلا ينبغي للمسلم أن يتكلف
السؤال عن تفاصيل ما في الجنة ، مما قد يراه في الدنيا قيدا أو مشقة ، فالجنة عالم
آخر ، ليس في الدنيا منه إلا الأسماء فقط ، وأما حقائق الأمور فتختلف تماما ، فمن
التكلف أن ندقق النظر في كل ما يذكر في الجنة على مثال ما هو في الدنيا .
ومن
أخص ما ورد في العلاقة بين الرجال والنساء غير المحارم غض البصر وقصر النظر عن حظوظ
الآخرين من نعيم الجنة ، قول الله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ
يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ) الرحمن/56 ، ولكنه في وصف الحور
العين ، فهل فيه دلالة على لحوق الأمر باقي النساء ، هذا محل تردد .
يقول الحافظ
ابن كثير رحمه الله :
" ( قاصرات الطرف ) أي غضيضات عن غير أزواجهن ، فلا يرين
شيئا في الجنة أحسن من أزواجهن : قاله ابن عباس ، وقتادة ، وعطاء الخراساني ، وابن
زيد ، وقد ورد أن الواحدة منهن تقول لبعلها : والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك
، ولا في الجنة شيئا أحب إلي منك ، فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك " انتهى.
"تفسير القرآن العظيم" (7/504)
وأما لبس الخمار أو غطاء الرأس فلم نقف فيه
أيضا على خبر يبينه تفصيلا ، وإنما وردت إشارة إليه في حديث أنس بن مالك رضي الله
عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لَرَوْحَةٌ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أَوْ غَدْوَةٌ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَقَابُ قَوْسِ
أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ أَوْ مَوْضِعُ قِيدٍ - يَعْنِي سَوْطَهُ - خَيْرٌ مِنْ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَلَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا
، وَلَنَصِيفُهَا عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ) رواه
البخاري ( حديث رقم/2796) .
قال أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله :
"
النصيف : الخمار " انتهى.
"غريب الحديث" (2/166)
ولكن ذلك غيرُ كافٍ للجزم
بأن نساء الجنة يغطين رؤوسهن لزاما ، لأسباب ثلاثة :
1- تفسير بعض العلماء لكلمة
" نصيف " بأنه العصابة التي تلفها المرأة على استدارة رأسها ، وهذه لا تغطي الرأس ،
وإنما تلبسها المرأة للتجمل والتزين .
2- سياق الحديث لا يسعف في الدلالة على
ذلك ، إذ المقصود من الحديث بيان شدة جمال نساء أهل الجنة والحور العين ، حتى إن
أدنى شيء تلبسه خير من متاع الدنيا كله ، وليس المقصود خصوص " النصيف " بعينه . وقد
وردت رواية أخرى جاء فيها : ( ولتاجها على رأسها ) .
3- ثم إن هذا الذكر العرضي
للنصيف لا يعني لبس جميع النساء له ، وفي جميع الأوقات والأماكن ، وأمام جميع الناس
، وإطلاق ذلك يحتاج دليلا خاصا ، ولا نجده .
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : " وَلَنَصِيفُها " فسر في الحديث بالخِمار ، وهذا التفسير من قتيبة ،
فقد أخرجه الإسماعيلي من وجه آخر عن إسماعيل بن جعفر بدونه .
وقد وقع في رواية
الطبراني : ( وَلَتاجُها على رأسها ) .
وحكى أبو عبيد الهروي أن " النصيف " :
المِعجَر ، وهو ما تلويه المرأة على رأسها .
وقال الأزهري : هو كالعصابة تلفها
المرأة على استدارة رأسها ، واعتجر الرجل بعمامته لفها على رأسه ، ورد طرفها على
وجهه ، وشيئا منها تحت ذقنه " انتهى.
"فتح الباري" (11/442)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى