خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
منذ صغري وأنا مولعة بالدين ، كثيرة الصلاة ، دائمة التعبد ،
لدرجة الإدمان ، لكن بعد زواجي تركت الصلاة لكثرة الجماع ومشقة الغسل ، وقد مرَّ
على زواجي 6 سنوات ، وأصبح لي بنتان ، وكثرت المسؤولية ، وكرهت نفسي ، لا تعلم كم
أنا ضائعة ، أستحلفك بالله أن تساعدني . جزاك الله خيراً .
منذ صغري وأنا مولعة بالدين ، كثيرة الصلاة ، دائمة التعبد ،
لدرجة الإدمان ، لكن بعد زواجي تركت الصلاة لكثرة الجماع ومشقة الغسل ، وقد مرَّ
على زواجي 6 سنوات ، وأصبح لي بنتان ، وكثرت المسؤولية ، وكرهت نفسي ، لا تعلم كم
أنا ضائعة ، أستحلفك بالله أن تساعدني . جزاك الله خيراً .
الحمد لله
بل نعلم كم أنتِ ضائعة ! ونعلم أنكِ أوبقتِ
نفسك ، وسلكتِ طريق المهالك ، ولا ندري كيف وصل الحال بك لهذا وأنت تصفين نفسك
بأنكِ كنتِ مولعة ! بالدين ، ومدمنة ! على العبادة ، والأصل فيمن كان هذا حاله أن
يزداد قرباً من ربه ، وأن يتعلق قلبه بالإسلام أكثر ، وأن يصبح ويمسي وهو يشتاق
للجنة ولقاء الله تعالى ، لا أن ينقلب على عقبيه ، وينتكس بعد الهداية .
وما
تذكرينه من أعذار ليس بشيء ، فكثرة الجماع والاغتسال لا تمنع من إقامة الصلاة ،
وكثرة المسئوليات لا تجعل المرء يرضى لنفسه الخروج من الإسلام لأجل تحملها ، ولو
تأملتِ في النساء حولك لرأيت من عندها عشرة من الأولاد أو أقل أو أكثر ، ولم يعقها
ذلك عن إقامة الصلاة ، والقيام بحقوق الزوج ، وتربية أولادها ، والأمر يرجع إلى
الإنسان نفسه ، فأي طريق رضي سلوكها فقد رضيها طريقاً ، ورضي بعواقبها ، وهل كنتِ
تعتقدين أن من ترك الصلاة أنه سيثاب ، ويُعان ، وتَدخل السعادة لحياته ؟! بل لا
ينتظر هذا إلا الشقاء والبؤس والحرمان من السعادة والتخلي عن إعانته ، ولن يكون
مصيره في الآخرة إذا مات على هذا إلا النار – والعياذ بالله - .
إنهما صورتان
متضادتان ، في الفعل ، وفي الحكم ، الأولى : لمن آمن وعمل صالحاً ، والثانية لمن
أعرض عن ذكر الله ، فالأولى : وعد الله تعالى أصحابها بالحياة الطيبة في الدنيا
والآخرة ، والثانية : توعَّد الله تعالى عليها بالشقاء والضنك في الدنيا والآخرة
.
في الأولى قال ربنا تبارك وتعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ
أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/ 97
وفي الثانية قال
ربنا تبارك وتعالى : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً
ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه/ 124 .
وأنتِ قد اخترتِ
بملء إرادتك الطريق الثانية ، فرأيتِ الضياع ، والضنك ، وهذا كله يهون في مقابل ما
توعدك الله عليه في الآخرة !
قال ابن القيم – رحمه الله - :
والمقصود : أن
الله سبحانه أخبر أن من أعرض عن ذكره - وهو الهدى الذي من اتبعه لا يضل ولا يشقى -
: بأن له معيشة ضنكاً ، وتكفل لمن حفظ عهده أن يحييه حياة طيبة ، ويجزيه أجره في
الآخرة ، فقال تعالى : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة
ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) فأخبر سبحانه عن فلاح من تمسك بعهده علما
وعملا ، في العاجلة بالحياة الطيبة ، وفي الآخرة بأحسن الجزاء ، وهذا بعكس من له
المعيشة الضنك في الدنيا ، والبرزخ ، ونسيانه في العذاب بالآخرة ، وقال سبحانه : (
ومَن يَعشُ عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين . وإنهم ليصدونهم عن السبيل
ويحسبون أنهم مهتدون ) فأخبر سبحانه أن من ابتلاه بقرينه من الشياطين ، وضلاله به :
إنما كان بسبب إعراضه وعشوه عن ذكره الذي أنزله على رسوله ، فكان عقوبة هذا الإعراض
أن قيَّض له شيطاناً يقارنه ، فيصده عن سبيل ربه ، وطريق فلاحه ، وهو يحسب أنه مهتد
، حتى إذا وافى ربه يوم القيامة مع قرينه ، وعاين هلاكه وإفلاسه : قال : ( يا ليت
بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين ) وكل مَن أعرض عن الاهتداء بالوحي الذي هو
ذكر الله : فلا بدَّ أن يقول هذا يوم القيامة .
" مفتاح دار السعادة " ( 1 / 43
، 44 ) .
فها هما الطريقان أمامكِ ، اختاري أيهما شئتِ ، وعلى حسب اختيارك تكون
العاقبة ، في الدنيا والآخرة .
واعلمي أن ترك الصلاة كفر مخرج من الملة ، ويترتب
على ذلك فسخ عقد الزوجية ، وعدم توريثك من أهلك المسلمين شيئاً ، وعدم الصلاة عليكِ
بعد الموت ، ولا دفنك في مقابر المسلمين ، نعم ، هذه هي أحكام المرتدين ، الذين
أنعم الله عليهم بالهداية للإسلام ، فذاقوا طعم الإسلام ، وحلاوة الإيمان ، ثم رضوا
لأنفسهم بالكفر والردة عن الدين .
ولا نجد ما ننصحك به إلا سلوك طريق الإيمان ،
وهو طريق السعادة في دنياكِ وأخراكِ ، واستعيني بالله تعالى على القيام بواجباتك
تجاه زوجك وأسرتك ، ونظمي مع زوجك أوقات الجماع ، وارجعي لسالف عهدك من الطاعة
والعبادة ، قبل أن يُختم لك بشر خاتمة ، فتلقي ربك تعالى وأنت بأسوأ حال – والعياذ
بالله - ، وهو ما لا نتمناه لكِ .
واعلمي ـ أنت وهو ، يا أمة الله ـ أن الحياة
الزوجية ليست انهماكا في شوات البطن والفرج ، كما قد يظن بعض الغافلين ، بل هي
زيادة أعباء ، وتحمل أمانات ، والموفق من يُعان على الموازنة بين الحقوق ، وإعطاء
كل ذي حق حقه .
آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ
سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ ، فَرَأَى
أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً ، فَقَالَ لَهَا : مَا شَأْنُكِ ؟
قَالَتْ :
أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا !!
فَجَاءَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا ، فَقَالَ [ يعني : قال : سلمان لأبي
الدرداء ] : كُلْ !!
قَالَ [ أبو الدرداء ] : فَإِنِّي صَائِمٌ !!
قَالَ :
مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ ؛ قَالَ : فَأَكَلَ !!
فَلَمَّا كَانَ
اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ ، قَالَ : نَمْ ، فَنَامَ !! ثُمَّ
ذَهَبَ يَقُومُ ، فَقَالَ : نَمْ ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ
سَلْمَانُ : قُمْ الْآنَ ، فَصَلَّيَا .
فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : إِنَّ
لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ
حَقًّا ، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ !!
فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَدَقَ سَلْمَانُ )
رواه البخاري (1986)
وانظري – للأهمية – جواب السؤال رقم ( 14296 ) ، ورقم
(82866) .
والله الموفق
- كانت متدينة فتزوجت وانقلب حالها فتركت الصلاة !
- إذا كانت الدعوة للطعام قدم -عليه الصلاة والسلام- الطعام وإذا كانت للصلاة قدم الصلاة
- يجب على المرأة ستر بدنها في الصلاة وإن كانت وراء زوجها
- يجب على المرأة ستر بدنها في الصلاة وإن كانت وراء زوجها
- سيدة الستين التي كانت لا تعرف الصلاة تحفظ القرآن وتستعد لتصميم موقع على الإنترنت
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى