لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

في كَـوْمَـةِ شَـوْك! Empty في كَـوْمَـةِ شَـوْك! {الجمعة 22 يوليو - 13:00}


أطْـرَقَت تَسْتمع ـ
كعادتها ـ إلى ابنتها اليافِعَةِ "نـور"
وهي ترتِّـل آياتِ الـذِّكر الحكيم بتجويد مُتقن قُبالة مُعلِّمتها
السَّـيِّدَة "هَناء"، وقد
شَخَصَ بَصَرُها إلى نَـبْتة الصَّـبَّار التي زَرَعَـتْها ذات صَباح جاف
حار، كيفَ تطاوَلَ شَـوْكها؟!



في هذه السَّـاعة التي تقضيها في روضِ القرآن
الكريم، تَشعر وكأن روحها قد غُسِلَت مِن أدرانها، وفِكرها الـمُتعَب قد
اسْتراح، وقلبها الذي تخشى عليه الـمَوات قد دبَّـت فيه الحياة مِن جَديد
فقويَ وانتعش!



لكنَّـها اللَّيلة في وَضْع مُختلف!


فالرُّوح مِنها في غُربة، والفِكر في شُرود،
والقلب أعْياه القَهْر، والجسد أضْنته الخطوب!



لم يَستطعْ صَوت ابنتها العَذب أن يُزيحَ
عنها ما تُلاقيه، لكنَّه اسْتطاع أن يَسْتَدرَّ دَمْعها.. فبَكت!



بَكت دون نَشيج، مُوارِيَـةً دُموعها، فلم
يَشعر بحرارتِها أحَد، ساتِـرَةً وَجَعَها، فلم يَعرف مَكْمَنه سِواها!



قامَت بهدوءٍ تَـنْوي إعداد الضِّيافة
للسَّـيِّدَةِ "هناء"، فقد
شارَفَ الدَّرس على الانتهاء.



بَلَّـلَـت وَجهها بقطراتِ الماء الباردة،
ثـمَّ أخذت نفسًا عميقًا، تَسَرَّبَ إلى الأعماق، مُـنْـتَشِلا الغُـصَص،
ثـمَّ أخْرَجَتْهُ زفيرًا، أطْـلَقَـتْهُ في الهـواء، تَسْتَجْدي شيئًا مِن
هُـدوء قبلَ أن تعودَ محمَّلة بالأطايب إلى مَجلسها.



وَلَجَت حينما كانت السَّـيِّدَةُ "هناء" تخاطِب ابنتها قائلة:
أحسنتِ يا "نـور"، حِفْظك ممتاز،
وقِراءَتك في تحسُّنٍ، ما شاء الله.



- جزاك الله خيرًا يا مُعلِّمتي.


- سنُراجع ما تـمَّ حِفظه بعد غَدٍ ـ إن شاء
الله ـ فاسْتَـعِدِي.



بادَرتْها الأمُّ قائلة: لا تقلقي يا
سيِّدتي، "نـور" فتاة رائعَة، وهي دومًا
على قَـدْرِ المسئولـيَّة.



- وفَّـقها الله، وجعلها قـرَّة عين لكم.


- اللهم آمين.


عادَت الأم إلى كرسيّها بجانب نبتة
الصَّـبَّار، بينما تولَّت "نـور"
مهمَّة صبِّ الشَّاي، وتقديم الفطائر المشكَّلة إلى أمِّـها ومُعلِّمتها،
ثـمَّ جَلست بجانب معلِّمتها في حَيـاءٍ ووقـارٍ.



تهادَى صَوت الأمِّ مُنكسِرًا حَزينًا،
فانْـجابَت سُحُب الصَّمْت التي ظلَّـلَت المكان للحظات: ماذا بَقِيَ للصَّـادقِ الحـرِّ الأبيِّ؟!



دُهِشَت السَّـيِّدَة "هَناء" من سَيْل الحروف الذي سُكِبَ في
أذُنَـيْها دون سابِـق حِـوار، فقالت مُتَسائلة: ما الأَمْـر؟



- يُصَفَّقُ للكاذِبِ، وتُهْدَى الأوسمة
للمُحابي، وتُـفَـتَّـح الأبواب للوصوليّ، وكلّ الأمْكنة مُشَرَّعة أمام
المُراوغ، فماذا بَقِيَ للصَّـادق الـحُـرِّ الأبـيّ؟!

وقبل أن تَـنْبِسَ السَّـيِّدَةُ "هناء" ببِنْتِ شَفَه، جاءَ صَوت "نـور" الـجَـهْـوَرِيّ مُجيبًـا: "قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ
فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
" [ يونس: 58 ].
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى