لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

تربية الرجال ... حبيب بن زيد Empty تربية الرجال ... حبيب بن زيد {الجمعة 22 يوليو - 14:55}


تربية الرجال ... حبيب بن زيد










تربية الرجال ... حبيب بن زيد Kasas-shabah1









uploads/kasas-shabah1.gif









تربية الرجال ... حبيب بن زيد
تمت الإضافة بتاريخ : 12/12/2008م
الموافق :
14/12/1429 هـ

ما كاد الظلام يسدل ستائره
الكثيفة ، حتى ابتدأ الرجال يتسللون الواحد تلو الآخر ، ليتجمعوا عند
العقبة ( ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان )
.


إنهم الآن في انتظار رسول الله " صلى الله عليه وسلم " ،
الجميع في شوق إلى لقائه ، جاء النبي " صلى
الله عليه وسلم "
وبصحبته عمه العباس ، ولم يكن عمه قد أسلم بعد .


وبأصوات خافتة ، حتى لا يسمعها هؤلاء الذين
جاءوا ليطوفوا حول البيت العتيق ويتبركوا بالآلهة ، وحسب الاتفاق ، جاء
هؤلاء دون علم أحد .


وأخذ النبي "
صلى الله عليه وسلم "
يتلو عليهم شروط البيعة ، حتى أتمها . ووافق
الجميع ، وأخذ كل واحد يصافح يد النبي " صلى
الله عليه وسلم "
ويشد عليها قائلاً له : ( السمع والطاعة لله وللرسول ) .


بين هذه الأيدي المباركة ، امتدت يد صغيرة
غضة طرية ، واحتضنت اليد الطاهرة الشريفة . ونظر النبي " صلى الله عليه وسلم " إلى صاحب هذه اليد الصغيرة التي
تأخذ البيعة ، وابتسم .


إنه طفل صغير لم يبلغ الحُلم بعد ، لكنه كان
شديد الثقة بنفسه ، مطمئناً لهذا الرسول وما جاء به من الحق .


هو صغير السن ، أخضر القلب ، لكنه كبير العقل
، يمتلئ قلبه بنور الإيمان ، وكيف لا وأسرته كلها جاءت لتبايع النبي " صلى الله عليه وسلم ".


ها هو أبوه ( زيد بن عاصم ) وأخوه ( عبد الله بن زيد ) ، يجلسون بين الرجال ، وقد بايعوا
النبي " صلى الله عليه وسلم " وشدوا على يديه .


ها هي أمه ( أم
عمارة نسيبة بنت كعب
) مع بني مازن بن النجار ، وبجانبها أختها ( أسماء بنت عمرو ) إحدى نساء بني سلمة ،
المرأتان الوحيدتان اللتان حضرتا هذه البيعة .


وتمر الأيام ، ويهاجر النبي " صلى الله عليه وسلم " من مكة إلى المدينة ،
فيستقبله هؤلاء الأنصار على رأس أهل المدينة .


وفي المدينة ، يتجمع الأصحاب حوله ، ليرتشفوا
من فمه الطاهر القرآن الكريم ، والحكمة الشريفة .


والصاحب الصغير لا يفتأ يحضر كل مجالس النور
هذه وينهل منها بقدر ما يستطيع ، وفي البيت يقوم والده بإعداده وتجهيزه
ليكون بطلاً مغواراً يدافع عن الإسلام ، وعن رسول الإسلام ، من أجل رفع
راية التوحيد .


وفي غزة
بدر
، يذهب الصغير ويطلب من النبي " صلى الله عليه وسلم " أن يشارك في هذه
الغزوة ضمن مجموعة من الصغار ، ويرفض النبي "
صلى الله عليه وسلم "
وهو يربت على أكتافهم ووجهه يشع بابتسامة عذبة
.


فهم ما زالوا صغاراً ، والإسلام يحتفظ بهم
حتى يستوي عودهم ويشتد ...


ثم تأتي
عزوة أحد
، ويذهب الصغير مرة أخرى إلى النبي " صلى الله عليه وسلم " ويرجو منه أن يشركه
في هذه الغزوة ، والدموع تتساقط من عينيه ، يستخدم كل مهاراته ، لكي يشارك
في الدفاع عن دين الله ، يرفض النبي " صلى
الله عليه وسلم "
مرة أخرى ، فهو ما يزال صغيراً ، ويعود الصغير إلى
البيت ، وكله شوق لحمل السيف .


وفي البيت ، تلقنه أمه الدروس والعبر ،
فيمتلئ الجسد الغض بالأنوار وتهز كيانه كله .


وتمر الأيام ، وكل يوم يشتد الصغير قوة
وحماسة ، إنه الآن يحمل السيوف ، ويشارك في الغزوات بكل مهارة وشجاعة ، لم
يدع غزوة واحدة تفوته من بعد ( أُحُد
) حتى جاء ذلك اليوم المشهود .


في السنة التاسعة من الهجرة ، كان الإسلام قد
اشتد عوده وقويت شوكته ، فراحت الوفود العربية تأتي إلى المدينة للقاء
النبي " صلى الله عليه وسلم " وإعلان
إسلامها ، ومبايعته على السمع والطاعة .


ضمن هذه الوفود كان وفد ( بني حنيفة ) القادمين من اليمامة ، وأكرمهم
النبي " صلى الله عليه وسلم " كعادته
دائماً ، وراح يغدق عليهم بالهدايا ، وأمر بعطية إلى صاحبهم الذي خلفوه في
رحالهم .


وما كادوا يعودون إلى ( نجد ) حتى ارتد
صاحبهم مسيلمة ابن حبيب الحنفي ، ارتد من فوره عن الإسلام
.


والأدهى من
ذلك
: أنه أدعى أنه نبي ، يُوحى إليه مثل النبي
محمد " صلى الله عليه وسلم " تماماً
بتمام .


والتفت القبائل هناك من حوله ، تتملكهم
العصبية أكثر من الإيمان به ، فهم يعلمون أنه كذاب ، لكن كذاب ربيعة أفضل
عندهم من صادق مضر – على حد زعمهم - ، ويملأ صاحبهم الكبر والغرور ، فيرسل
رسالة إلى النبي يقول فيها : ( من
مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ، سلام عليك . أما بعد : ... فإني قد
أشركت في الأمر معك ، وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشاً
قوم يعتدون
) .


فيجيبه النبي صلى الله عليه وسلم برسالة
قائلاً :


( بسم الله
الرحمن الرحيم ... السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد : فإن الأرض لله
يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين
) .


ويستمر مسيلمة في طغيانه ، ويستشري فساده ،
وتفوح رائحته العطنة ، فيرسل النبي " صلى الله
عليه وسلم "
إلى صاحبه الذي كان بالأمس صغيراً .


لقد جاء اليوم الذي أعده الإسلام له ، وهو في
شوق منذ زمن طويل لهذا اليوم .


وركب الصحابي الجليل صهوة جواده ، حاملاً
رسالة النبي " صلى الله عليه وسلم "
إلى هذا الأفاق الدعي ، فلعله أن يتوب لرشده ويترك هذا الخبل .


ويطير الجواد حتى وصل الشاب المؤمن ديار بني
حنيفة في أعالي نجد ، ودفع الرسالة إلى مسيلمة .


ما إن قرأ مسيلمة الرسالة ، حتى تفجر غيظاً
وغضباً ، وأمر على الفور بتكبيل هذا الشاب ، وجمع الناس ليرونه .


أمر الجلاد ، فوقف من خلفه ، قال له الطاغية :
( أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ ) .


فيبتسم الصحابي المؤمن ، ويقول في ثقة : ( نعم ، أشهد أن محمداً رسول الله ) .

ويحاول الطاغية أن يتمالك نفسه : ( وتشهد أني رسول الله ؟ ) .

فيهز الفتى رأسه في سخرية وتهكم قائلاً : أنا لا أسمع ما تقول .

ويتلون وجه الكذاب ، وتخرج عيناه من وجهه ،
وتبرق ، فيشير للجلاد بيده ، فيهوي بالسيف ويبتر قطعة من جسده ، فتقع على
الأرض ، وتتدحرج لتستقر أمام عينيه .


ويعيد الطاغية السؤال مرة ، ومرة ، ومرات :
أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ نعم ، أشهد أن محمداً رسول الله .


وتشهد أني رسول الله ؟ أنا لا أسمع ما تقول .

ويهوي السيف ليقطع من جسده قطعة وراء قطعة
حتى تكون جسده أمام عينيه ، ولسانه لا يفتأ يشهد شهادة الحق ، والناس من
حوله ينظرون ، وقد أصابهم الذهول والخوف .


ويلفظ الشاب المؤمن أنفاسه الأخيرة ، لكن
الأيام تتسابق متوالية ، وتحدث معركة اليمامة في عهد الخليفة الأول ( أبو بكر الصديق ) رضي الله عنه ،
فينتقم الله من هذا الطاغية ( مسيلمة الكذاب
) ، ويقتل بسيوف المسلمين ، ويُداس عليه بسنابك الخيل والأقدام .




من كتاب : 100 قصة وقصة من قصص الصحابة رضي الله عنهم

إعداد :
محمد عبد الظاهر المطارقي .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى