رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
لما
فتح عمرو بن العاص مصر ، أتى أهلها إليه حين دخل فقالوا له : أيها الأمير
إن لنيلنا هذا سُنة لا يجري إلا بها ، فقال لهم : وما ذاك ؟
قالوا :
إنه إذا كان لثنتي عشرة ليلة تخلو من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من
عند أبويها ، فأرضينا أبويها وأخذناها ، وجعلنا عليها من الحلي والثياب
أفضل ما يكون ، ثم ألقيناها في النيل فيجري .
فقال
لهم عمرو : إن هذا لا يكون في الإسلام ، وإن الإسلام ليهدم ما كان قبله ،
فأقاموا ثلاثة أشهر والنيل لا يجري قليلاً ولا كثيراً حتى هموا بالجلاء .
فلما
رأى عمرو ذلك كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك ، فكتب إليه عمر أن
قد أصبت ، إن الإسلام يهد ما قبله ، وقد بعثت إليك ببطاقة فألقها في داخل
النيل إذا أتاك كتابي .
فلما قدم الكتاب إلى عمرو ، فتح البطاقة فإذا فيها :
من
عبد الله أمير المؤمنين إلى نيل مصر ، أما بعد ، فإن كنت تجري من قبلك فلا
تجر ، وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار
أن جريك !
فعرفهم
عمرو بكتاب أمير المؤمنين وبالبطاقة ، ثم ألقى عمرو البطاقة في النيل يوم
الصليب بيوم ، وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها ، لأنه لا يقوم
بمصلحتهم فيها إلا النيل ، فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله تعالى ستة
عشر ذراعاً في ليلة واحدة ! وقطع تلك السُنة السوء عن أهل مصر .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى