رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
يقول أحد علمائنا وهو يروي لنا هذا الدرس قال سمعت الإمام ذات يوما يقرأ من قوله تعالى في سورة الشورى الآية الخامسة والأربعين " ... وَقَالَ (الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ
وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ
مُقِيمٍ " : فقلت إنه والله لأمر جلل أن يبيع الإنسان نفسه للهوى والشيطان رخيصة ، فيخلد في النار ، ويخسر كل شيء ، وأول ما يخسر نفسه .
قد يخسر الإنسان ماله ، فيعوّضه . وقد يخسر عقاراته ، فيسعى للحصول على غيرها ، وقد يخسر خيوله وأنعامه فيجدّ ويجتهد لتعويض خسارته . كل شيء يمكن أن يُعَوّض ، لكنّ خسارة النفس ، وتضييعها لا يُعوّض أبداً . وهنا الألم القاتل والحسرة الدائمة .. ولات حين مناص.
يطلع المؤمنون - وهم في جنة الله ورضوانه ونعيمه ، وعسانا أن نكون من الوارثين لهذا الفردوس المقيم بفضل الله ورحمته – يطّلعون على الكفار في عذاب النار وألمه الذي لا يُطاق فماذا يقولون :
إن من يدخل النار إما أن يكون أهله معه فيها ، فلا انتفاع بهم .
وإما أن يكونوا في الجنة ، فقد حيل بينه وبينهم ، ونالهم غيره .
أما من يدخل الجنة فإما أن يكون أهله معه ، فيسعد بهم ويزداد سروره بوجودهم معه .
وإما أن يكون أهله في النار فيبدله الله تعالى في الجنة أهلاً خيراً منهم من
الحور العين .
وَفِي سُنَن اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إلا لَهُ منزلان ، مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّة
وَمَنْزِلٌ فِي النَّار فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّار وَرِثَ أَهلُ
الْجَنَّة مَنْزِله )، فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " أُولَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ " )[ الْمُؤْمِنُونَ : 10 ].
وعلى هذا يُضاعف ملكُه في الجنّة فوق حقه هبة وإرثاً بفضل الله تعالى ، يرث ما كان للرجل الكافر لو كان مؤمناً . وَفِي مُسْنَد الدَّارِمِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
مَا مِنْ أَحَد يُدْخِلهُ اللَّه الْجَنَّة إلا زَوَّجَهُ اثنتين
وَسَبْعِينَ زَوْجَة مِنْ الحُور الْعِين وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثه مِنْ
أَهْل النَّار ، .. ) .
قَالَ هِشَام بْن خَالِد : ( مِنْ مِيرَاثه مِنْ أَهْل النَّار )
يَعْنِي رجالاً أُدْخِلُوا النَّار فَوَرِثَ أَهْل الْجَنَّة نِسَاءَهُمْ
كَمَا وَرِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم اِمْرَأَة فِرعَون .
يقول
ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية : إن الخاسر الأكبر لمن ذُهَبَ
بِهِمْ إِلَى النَّار فَعَدِمُوا لذتهم فِي دَار الأبد وَخَسِرُوا أَنفُسهم
، وَفَـُرَّقَ بَينهم وَبَيْن أحبابهم وأصحابهم وأهاليهم وقراباتهم ، فَخَسِرُوهُمْ " ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَاب مُقِيم " دَائِم سرمديّ أبديّ لا خُرُوج لهم منها ، ولا مَحِيد لهم عنها .
ولا يقول المؤمنون هذا القول :
إلا حين يعاينون لذة الجنة ونعيمها ، يقولون ذلك ويحمدون الله تعالى أن
هداهم للإيمان وأكرمهم بالإسلام ، ورزقهم الخلود الأبدي في نعيم لا ينقطع
وسعادة لا تزول ، وخير يتجدد .
واعمل للجنّة في دَأَبٍ *** كي يحلُـوَ فيها مثواكَ
آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ
وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ
مُقِيمٍ " : فقلت إنه والله لأمر جلل أن يبيع الإنسان نفسه للهوى والشيطان رخيصة ، فيخلد في النار ، ويخسر كل شيء ، وأول ما يخسر نفسه .
قد يخسر الإنسان ماله ، فيعوّضه . وقد يخسر عقاراته ، فيسعى للحصول على غيرها ، وقد يخسر خيوله وأنعامه فيجدّ ويجتهد لتعويض خسارته . كل شيء يمكن أن يُعَوّض ، لكنّ خسارة النفس ، وتضييعها لا يُعوّض أبداً . وهنا الألم القاتل والحسرة الدائمة .. ولات حين مناص.
يطلع المؤمنون - وهم في جنة الله ورضوانه ونعيمه ، وعسانا أن نكون من الوارثين لهذا الفردوس المقيم بفضل الله ورحمته – يطّلعون على الكفار في عذاب النار وألمه الذي لا يُطاق فماذا يقولون :
إن من يدخل النار إما أن يكون أهله معه فيها ، فلا انتفاع بهم .
وإما أن يكونوا في الجنة ، فقد حيل بينه وبينهم ، ونالهم غيره .
أما من يدخل الجنة فإما أن يكون أهله معه ، فيسعد بهم ويزداد سروره بوجودهم معه .
وإما أن يكون أهله في النار فيبدله الله تعالى في الجنة أهلاً خيراً منهم من
الحور العين .
وَفِي سُنَن اِبْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَد إلا لَهُ منزلان ، مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّة
وَمَنْزِلٌ فِي النَّار فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّار وَرِثَ أَهلُ
الْجَنَّة مَنْزِله )، فَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى : " أُولَئِكَ هُمْ الْوَارِثُونَ " )[ الْمُؤْمِنُونَ : 10 ].
وعلى هذا يُضاعف ملكُه في الجنّة فوق حقه هبة وإرثاً بفضل الله تعالى ، يرث ما كان للرجل الكافر لو كان مؤمناً . وَفِي مُسْنَد الدَّارِمِيّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (
مَا مِنْ أَحَد يُدْخِلهُ اللَّه الْجَنَّة إلا زَوَّجَهُ اثنتين
وَسَبْعِينَ زَوْجَة مِنْ الحُور الْعِين وَسَبْعِينَ مِنْ مِيرَاثه مِنْ
أَهْل النَّار ، .. ) .
قَالَ هِشَام بْن خَالِد : ( مِنْ مِيرَاثه مِنْ أَهْل النَّار )
يَعْنِي رجالاً أُدْخِلُوا النَّار فَوَرِثَ أَهْل الْجَنَّة نِسَاءَهُمْ
كَمَا وَرِثَ الرسول صلى الله عليه وسلم اِمْرَأَة فِرعَون .
يقول
ابن كثير رحمه الله تعالى في هذه الآية : إن الخاسر الأكبر لمن ذُهَبَ
بِهِمْ إِلَى النَّار فَعَدِمُوا لذتهم فِي دَار الأبد وَخَسِرُوا أَنفُسهم
، وَفَـُرَّقَ بَينهم وَبَيْن أحبابهم وأصحابهم وأهاليهم وقراباتهم ، فَخَسِرُوهُمْ " ألا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَاب مُقِيم " دَائِم سرمديّ أبديّ لا خُرُوج لهم منها ، ولا مَحِيد لهم عنها .
ولا يقول المؤمنون هذا القول :
إلا حين يعاينون لذة الجنة ونعيمها ، يقولون ذلك ويحمدون الله تعالى أن
هداهم للإيمان وأكرمهم بالإسلام ، ورزقهم الخلود الأبدي في نعيم لا ينقطع
وسعادة لا تزول ، وخير يتجدد .
إن كنت إلى خير تسعى *** وافاك الخير ونجّاك
وإلى الفردوس مع النّا *** جين بكل هناء وافـاكَ
يا فرحة قلبك حين ترى *** أحبابَك جـذلى إذْ ذاكَ
والله تعـالـى بالإكـرا *** م وحور الجنّة أرضاك
بل تشـكر ربّك تحمده *** إذ جعـل الجنّـة مأواكَ
وحمــاك بمنّتـه نــاراً *** بلظاها تشوي الأفـّاك
وأعاذك منها ، وحباكَ *** فضلاً ونعيماً يغشـاكَ
وغِراس الجنّة تسبيحٌ *** تهليلٌ ، فالزم ذكـراكَ
وإلى الفردوس مع النّا *** جين بكل هناء وافـاكَ
يا فرحة قلبك حين ترى *** أحبابَك جـذلى إذْ ذاكَ
والله تعـالـى بالإكـرا *** م وحور الجنّة أرضاك
بل تشـكر ربّك تحمده *** إذ جعـل الجنّـة مأواكَ
وحمــاك بمنّتـه نــاراً *** بلظاها تشوي الأفـّاك
وأعاذك منها ، وحباكَ *** فضلاً ونعيماً يغشـاكَ
وغِراس الجنّة تسبيحٌ *** تهليلٌ ، فالزم ذكـراكَ
واعمل للجنّة في دَأَبٍ *** كي يحلُـوَ فيها مثواكَ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى