لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

مدرسة العباقرة Empty مدرسة العباقرة {السبت 30 يوليو - 22:19}

" المحادثة تثري الفهم .. ولكن الاعتكاف هو مدرسة العبقرية " ادوارد جيبون ... من المؤكد أن جيبون صادق إلى حد كبير فيما ذهب إليه .. فغالبية المفكرين و القادة الروحيين و الشعراء ينتحون إلى قضاء شطر كبير من وقتهم في خلوة .



ويذهب المؤرخ البريطاني توينبي
إلى اعتبار أن العزلة و الاعتكاف شكلا قانونا نفسيا لاكتشاف الحقائق عند
الأنبياء و المصلحين . هكذا اعتزل نبينا محمد صلى الله عليه و سلم في غار حراء
الليالي ذوات العدد و هكذا انسحب عيسى عليه السلام إلى الخلاء ليصوم
أربعين يوما .. ولم يكن موسى عليه الصلاة و السلام ليرجع إلى فرعون بالحجة
المبينة لولا تلك الرحلة إلى مدين .




ليس من إنسان يستطيع أن يفتق فكره الشخصي ما لم يلون حياته بالاعتكاف من حين لآخر .



ولهذا كان الاعتكاف .. للالتفات للداخل ، لمراجعة الذات ، فالإنسان يتوجه إلى الخارج دوما .. أما الانعكاف على الذات داخليا لاكتشافها فنادر .. إلا في لحظات ثلاث :- الصلاة و الاعتكاف و المحنة .



بداية فكرة العزلة : لقد
حث رسول هذه الأمة على هذه العبادة تاركاً لمن ينتهجون نهجه درساً عظيماً
في أهمية الانقطاع إلى الله ـ تعالى ـ والتحرر من الشواغل والمسؤوليات
كائناً من كان صاحبها في الدعوة والعلم والتربية والجهاد فضلاً عن أمور
الدنيا .. وهنا يقول صاحب الظلال :- « لا بد لأي روح يراد لها أن تؤثر في
واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى، لا بد لهذه الروح من خلوة وعزلة
بعض الوقت » إلى أن يقول :- « فالاستغراق في واقع هذه الحياة يجعل النفس
تألفه وتستنيم له فلا تحاول تغييره، أما الانخلاع منه فترة والانعزال عنه
والحياة في طلاقة كاملة من أسر الواقع الصغير، ومن الشواغل التافهة فهو
الذي يؤهل الروح الكبير لرؤية ما هو أكبر منه، ويدربه على الشعور بتكامل
ذاته بدون حاجة إلى عرف الناس » كتاب فى ظلال القرآن




ويقول
صاحب الرحيق المختوم :- ( وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه العزلة
طرفًا من تدبير الله له، وليكون انقطاعه عن شواغل الأرض وضَجَّة الحياة
وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة نقطة تحول لاستعداده لما ينتظره من
الأمر العظيم، فيستعد لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض، وتعديل خط
التاريخ‏.‏‏.‏‏.‏ دبر الله له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات،
ينطلق في هذه العزلة شهرًا من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما
وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن
الله )




السلف
يحبون العزلة :- وليست العزلة المشروعة لتربية النفس وتهذيبها مقصورة على
سنة الاعتكاف فحسب ؛ بل كان السلف رضي الله عنهم يحثون السالك على اختلاس
أوقات يخلو فيها بنفسه للذكر أو الفكر أو المحاسبة أو غيرها .




قال عمر رضي الله عنه :- ( خذوا بحظكم من العزلة ) ..



وقال مسروق رحمه الله :- ( إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها يتذكر ذنوبه، فيستغفر منها )



ويوصينا ابن الجوزي
رحمه الله بالعزلة فيقول :- ( فيا للعزلة ما ألذها ! فلو لم يكن في العزلة
إلا التفكير في زاد الرحيل ، والسلامة من شر المخالطة كفى ) .. ويقول :- (
ولأن أنفع نفسي وحدي خير لي من أنفع غيري وأتضرر.. الصبر الصبر على ما توجبه العزلة ، فإنه إن انفردْتَ بمولاك فتح لك باب معرفته .. )




مدرسة العباقرة :- تقول الدكتورة ليلى أحمد الأحدب :- يوضح الدكتور ستور
أهمية العلاقات الإنسانية وبخاصة تلك التي تجعل لحياتنا معنى فريداً كشريك
الحياة أو الصديق العزيز , ويمضي في التعريف بالاعتكاف الإجباري :- وهو
الذي يفرض على المرء عزلة إجبارية بسبب السجن أو المعتقل , كما يحكي لنا عن
جوع المخيلة وإثرائها في الخلوة , ويقص علينا كثيرا من مواقف الحداد على
الأعزاء وكيف ترافقت بحالات إبداعية لا مثيل لها, مما يؤكد لنا قول جيبون
:- ( المحادثة تثري الفهم ولكن الاعتكاف هو مدرسة العبقرية ) ؛ وبعيدا عن
الحزن والفقد والوجد والسجن فإن الناس يختلفون في قدراتهم على التوحد كما
يختلفون في أشياء كثيرة , وقد التقيت خلال حياتي بأشخاص لا يستطيعون أن
يختلوا بأنفسهم لفترة طويلة , ومع أن هؤلاء قد يتميزون بجاذبية الشخصية
والقدرة على المؤانسة واختراع الأحاديث وخلق أجواء من المرح لكنهم لا يمكن
أن يصلوا لمرحلة إبداعية دون أن يعتمدوا على غيرهم كما لا يمكن لهم أن
يطوروا أنفسهم , سيما إذا علمنا أن أكثر من
يعارضون تطورنا أو تغيرنا نحو الأفضل هم أقرب المقربين منا وذلك لأنهم
تعودوا على التعامل مع شخصياتنا كما هي فإذا تطورت شخصياتنا فسيكون محتّما
عليهم أن يبذلوا جهدا ليتعاملوا معنا وفق شخصياتنا الجديدة أي أن يتغيروا
هم أيضا. وعموما فإن قدرة المرء على التوحد تعتبر مصدرا عظيم القيمة عندما
يتطلب الأمر إحداث تغييرات في الاتجاه العقلي أو- وهو الأهم- تغييرات على
صعيد الحياة العامة. وأهم ما يقوله الدكتور ستور
عن ضرورة الاعتكاف للتغيير هو :-( لقد أدرك الزعماء الدينيون العظماء أن
الاعتكاف يوفر البصيرة وأيضا التغيير, وقد دأبوا على اعتزال الدنيا قبل أن
يعودوا للمساهمة فيما أوحي به إليهم .. فإن النبي محمد كان يعتزل الناس خلال شهر رمضان من كل عام واعتكف في غار حراء ).




الاعتكاف
المطلوب : يقول الأستاذ :- محمد بن يحيى مفرح :- إن الاعتكاف المطلوب هو
ذلك الذي ينقل المرء إلى مشابهة حياة السلف الصالح في كل همسة ولفتة. نعم
إنه الاعتكاف الذي تسيل فيه دموع الخاشعين المتدبرين، وترفع فيه أكف
الضارعين المتبتلين، ويسعى فيه صاحبه جاهداً لئلا تضيع من ثواني هذه الأيام
لحظة واحدة في غير طاعة؛ إنه الاعتكاف الذي يحقق مفهوم التربية الذاتية
لمشابهة المحسنين يستغله المرء ليصل إلى مرتبة عالية، فيكون لسانه رطباً من
ذكر الله تعالى، ويستعرض كتاب الله تلاوة وتأملاً وتفسيراً، ويصل إلى
المراتب العليا في المحافظة على الصلاة تبكيراً وخشوعاً، ويألف مكابدة قيام
الليل تلذذاً وخشية، إنه الاعتكاف الذي يحرر المرء من كثير من سوالب السمت
والحكمة من فضول كلام، وكثرة هزل، وزيادة خلطة من أعظم مفاسدها أنها تقصر
همة المرء عند همة أصحابه؛ إنه الاعتكاف الذي يربي النفس على التقلل والتزهد في أصناف المطعومات والمشروبات؛ فيوجب رقة القلب، وانكسار النفس، والتحرر من قيود الهوى والدعة والكسل.




قال ابن القيم رحمه الله فى كتاب الفوائد :- « إذا طلع نجم الهمة في ليل البطالة، وردفه قمر العزيمة، أشرقت أرض القلب بنور ربها »



وأخيراً
:- ارحل عن الضجيج لمدة معينة يوميا .. ارتم ساجدا عند خالقك مستشعرا عجزك
و ذلك .. متأملا في عظمته و ضعفك .. اغسل همومك بدعائك و دموعك .. وانضم
لقافلة… رهبان الليل




ولتجتهد
أن تتخرج من مدرسة العباقرة هذا العام .. وليخلو كل واحد منا بنفسه ..
يعوض ما فقده .. ويسارع نحو ربه .. ويستدرك ما نقصه .. ويزيد فى صلته بربه .. ويفتح لنفسه أبواباً للتعبد وللقرب من ربه .. وتقول الدكتورة ليلى أحمد الأحدب :- ( الاعتكاف أخيرا يساعدنا على لملمة ذرات أرواحنا التي تتبعثر منا في زحام الحياة الدنيا, وهذا ما يعبر عنه وورد سورث فيقول: (عندما نبعد عن ذواتنا الحقيقية
لمسافات بعيدة جدا بالدنيا التي تدفعنا دفعا فنسقط, وقد صرنا مرضى
بمشاغلها, ومرهقين بملذاتها, فإننا نجد أن الاعتكاف عندئذ يكون عظيما وعذبا
إلى أقصى حد) ..










الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى