خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السؤال:
أعلم أنه يحرم اقتناء الكلب في المنزل ، ولكن عندي كلب منذ إحدى عشرة سنة ،
ثم اعتنقت الإسلام ، كان الكلب معي قبل اعتناقي الإسلام ، فهل ستقبل صلاتي
، وإذا مات الكلب فلن أُحضر آخر أبدا ؛ لأني علمت الآن أنه حرام ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
مما ينبغي أن يعلم أن الإسلام يعني الاستسلام لأمر الله تعالى ، والانقياد لشرعه ،
والتسليم لحكمته عز وجل ، لأن لب الإسلام يكمن في تحقيق العبودية لله الواحد القهار
، وكلما زاد العبد في عبوديته وفقره إلى الله ، زاد الله في رفعة شأنه ، وتوفيقه ،
وقبوله عنده سبحانه .
وإنما مدار الأمر ـ أيتها السائلة الكريمة ـ على : " حب الله وحب رسله وأنبيائه
عليهم الصلاة والسلام "، كما قال سبحانه وتعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) آل عمران/31.
فالحب قامت عليه السماوات والأرض ، وبه يحيا قلب المسلم وهو يبحث عن مرضاة الله ،
بل هو الفرق بين المسلم وغير المسلم ؛ لأن المسلم ينقاد لشرع الله وقدره محبة
وتعظيما وإجلالا لله تعالى ، وأما غير المسلم فيظن أن " العبودية لله " تعني
الإكراه على اتباع شرائع مجردة ، خالية من الروح والمعنى ، مع أن الله عز وجل يقول
: ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )
البقرة/256 .
ثانيا :
إذا علم المسلم أن محبة الله تعالى يجب أن تتقدم على محبة كل من سواه ، وأن طاعته
مقدمة على كل هوى في النفس ، أو رغبة تخالف مرضاة الله ومحبته ، وأن المحبة
الحقيقية علامتها طاعة الله ، وامتثال أمره ، في كل صغير وكبير : هان عليه أن يخالف
هوى نفسه ، وأن يترك كل شيء من أمور الدنيا ، إذا كان في ذلك الترك مرضاة لرب
العالمين ، وهان عليه أن يبذل نفسه وماله لله جل جلاله ، مادام ذلك البذل محبوبا
لله ، مقربا من مرضاته . قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ
حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ
مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/111 .
ثالثا :
اقتناء الكلب لغير منفعة وفائدة معتبرة من اقتنائه : محرم على المسلم ، ينقص به
أجره ، وإن كان لا يبطل أعماله بالكلية ، ولا ترد بسببه صلاته ، أو غيرها من
الأعمال ؛ لكن أجر عمله ينقص نقصانا عظيما ، يخسره المسلم كل يوم بسبب ذلك .
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا يَنْقُصْ مِنْ عَمَلِهِ
كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ )
رواه البخاري (3324) ومسلم (1575) .
وينظر: جواب السؤال رقم : (69840)
فالحاصل :
أن طول المدة التي اقتنيت فيها الكلب : ليس مبررا للاحتفاظ به ، مع نهي النبي صلى
الله عليه وسلم عن ذلك ، وتحذيره من هذا النقصان العظيم في أجر العبد وعمله بسببه ،
وإن كان لا يمنع صحة الصلاة .
وأما المدة السابقة : فإن كنت لا تعلمين بتحريم اقتناء الكلب في ذلك الوقت : فلا
حرج عليه إن شاء الله ، ولا نقصان من عملك بسبب ذلك .
والله أعلم .
أعلم أنه يحرم اقتناء الكلب في المنزل ، ولكن عندي كلب منذ إحدى عشرة سنة ،
ثم اعتنقت الإسلام ، كان الكلب معي قبل اعتناقي الإسلام ، فهل ستقبل صلاتي
، وإذا مات الكلب فلن أُحضر آخر أبدا ؛ لأني علمت الآن أنه حرام ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
مما ينبغي أن يعلم أن الإسلام يعني الاستسلام لأمر الله تعالى ، والانقياد لشرعه ،
والتسليم لحكمته عز وجل ، لأن لب الإسلام يكمن في تحقيق العبودية لله الواحد القهار
، وكلما زاد العبد في عبوديته وفقره إلى الله ، زاد الله في رفعة شأنه ، وتوفيقه ،
وقبوله عنده سبحانه .
وإنما مدار الأمر ـ أيتها السائلة الكريمة ـ على : " حب الله وحب رسله وأنبيائه
عليهم الصلاة والسلام "، كما قال سبحانه وتعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ
اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) آل عمران/31.
فالحب قامت عليه السماوات والأرض ، وبه يحيا قلب المسلم وهو يبحث عن مرضاة الله ،
بل هو الفرق بين المسلم وغير المسلم ؛ لأن المسلم ينقاد لشرع الله وقدره محبة
وتعظيما وإجلالا لله تعالى ، وأما غير المسلم فيظن أن " العبودية لله " تعني
الإكراه على اتباع شرائع مجردة ، خالية من الروح والمعنى ، مع أن الله عز وجل يقول
: ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )
البقرة/256 .
ثانيا :
إذا علم المسلم أن محبة الله تعالى يجب أن تتقدم على محبة كل من سواه ، وأن طاعته
مقدمة على كل هوى في النفس ، أو رغبة تخالف مرضاة الله ومحبته ، وأن المحبة
الحقيقية علامتها طاعة الله ، وامتثال أمره ، في كل صغير وكبير : هان عليه أن يخالف
هوى نفسه ، وأن يترك كل شيء من أمور الدنيا ، إذا كان في ذلك الترك مرضاة لرب
العالمين ، وهان عليه أن يبذل نفسه وماله لله جل جلاله ، مادام ذلك البذل محبوبا
لله ، مقربا من مرضاته . قال الله تعالى : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ
يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ
حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ
مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) التوبة/111 .
ثالثا :
اقتناء الكلب لغير منفعة وفائدة معتبرة من اقتنائه : محرم على المسلم ، ينقص به
أجره ، وإن كان لا يبطل أعماله بالكلية ، ولا ترد بسببه صلاته ، أو غيرها من
الأعمال ؛ لكن أجر عمله ينقص نقصانا عظيما ، يخسره المسلم كل يوم بسبب ذلك .
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا يَنْقُصْ مِنْ عَمَلِهِ
كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ إِلَّا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ كَلْبَ مَاشِيَةٍ )
رواه البخاري (3324) ومسلم (1575) .
وينظر: جواب السؤال رقم : (69840)
فالحاصل :
أن طول المدة التي اقتنيت فيها الكلب : ليس مبررا للاحتفاظ به ، مع نهي النبي صلى
الله عليه وسلم عن ذلك ، وتحذيره من هذا النقصان العظيم في أجر العبد وعمله بسببه ،
وإن كان لا يمنع صحة الصلاة .
وأما المدة السابقة : فإن كنت لا تعلمين بتحريم اقتناء الكلب في ذلك الوقت : فلا
حرج عليه إن شاء الله ، ولا نقصان من عملك بسبب ذلك .
والله أعلم .
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى