رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله
الرحمن الرحيم
المصنفات في علم المواريث
الرحمن الرحيم
المصنفات في علم المواريث
الشيخ: عبد الكريم الخضير
التصنيف في
الفرائض على وجهين، الوجه الأول: التصنيف على ما جاء في القرآن بذكر الوارثين، وما
يستحقه كل وارث، وهذه طريقة القرآن، والتي مشى عليها الإمام --رحمه الله- تعالى- في
الموطأ، والطريقة الثانية بذكر الفرائض، الأنصبة، النصف ونصفه ثم نصف نصفه،
والثلثان ونصفهما ثم نصف نصفهما، نصف الربع الثمن، ثم يذكر أصحاب النصف بشروطهم، ثم
ينتقل إلى أصحاب الربع بشروطهم، ثم ينتقل إلى أصحاب الثمن بشروطهم، ثم الثلثان، ثم
الثلث، ثم السدس، هذه أيضاً طريقة، وهي التي مشى عليها كثير ممن ألف في هذا الفن،
والكتاب المطروق في هذا الباب في كثير من الأمصار هو المنظومة الرحبية، منظومة سهلة
وميسرة ومختصرة، ومؤلفها شافعي المذهب، وتصلح لجميع المذاهب؛ لأن الخلاف بين
العلماء يسير، يمكن الإشارة إليه، والإحاطة به، وبعضهم يقدم البرهانية لكن الأكثر
على الرحبية، والمؤلفات في هذا الفن كثيرة جداً، ومحتواها ومضمونها يكاد أن يكون
واحداً، الخلاف بينها يسير، إنما تختلف بالسعة والاختصار، بالبسط والإيجاز، بكثرة
الأمثلة، بكثرة الإيضاحات، فتجد مثلاً الباجوري على الشنشوري مجلد كبير، وتجد
السبيكة الذهبية على المنظومة الرحبية خمس ورقات شرح، في خمس ورقات، فبين إطالة
زائدة مثل الباجوري هذا على الشنشوري، ومثل العذب الفائض على ألفية الفرائض، مجلد
كبير، ومثل شرح الترتيب كتب كثيرة في هذا الباب، مطولات، تعد هي في مجلد واحد،
لكنها مطول بالنسبة لهذا العلم، وتجد المختصرات، ومن أنفع ما يستفاد منه في هذا
الباب على اختصاره المباحث الجلية، أو الفوائد الجلية في المباحث الفرضية، للشيخ
ابن باز -رحمه الله-، ألفه قديم قديم جداً، ألفه وعمره لا يزيد على الخمسة والعشرين
سنة، أو ستة وعشرين سنة، يعني ألفه سنة ست وخمسين، أو سبع وخمسين قديم، ومع ذلك
كتاب نفيس وجامع، ومختصر جداً، وواضح، نعم؟
طالب:.......
لا بعد، لا هو في السابعة عشرة أصيب، وهذا بعد، يعني سنة سبع وأربعين أصيب، وهذا
بعده، المقصود أن هناك المؤلفات المطولة التي يُعنى بها أهل الاختصاص، هناك ألفية
الفرائض، وهناك أيضاً نصيب الفرائض من منظومة ابن عبد القوي، وهي أكثر من ألفية،
نظم موسع ومطول، وفيه تفاصيل كثيرة، وعلى طالب العلم أيضاً أن يعنى به، وهناك أيضاً
المنظومات المختصرة، كما هو معلوم مما أشرنا إليه، فهذه طريقة من طرق التصنيف في
هذا الفن، يُذكر فيها الوارثين، على حسب ما جاء في القرآن، ونصيب كل وارث بالتفصيل،
أو العكس، يذكر فيها الأنصباء، ومن يرث هذه الأنصباء من الوارثين بشروطهم.
يعني هذه قريبة جداً من التصنيف في أصول الفقه، على طريقة المتكلمين، أو على طريقة
الحنفية، يعني هناك من يعنى بالأصول بعد ذكر الفروع والنظائر، ثم يستنبط الأصل،
ومنهم من يعكس، وطالب العلم يعتني بهذا وهذا، يستفيد من هذا وهذا، وتقليب العلم من
جهة إلى أخرى نافع جداً لطالب العلم، يعني لو إنسان رتب الرحبية على طريقة القرآن،
أو العكس جاء بالآيات ورتبها على طريقة الرحبية استفاد كثيراً، يستفيد طالب العلم،
وهذا يذكرنا بطريقة الطبري في كتبه، أبو جعفر ذكر صاحب معجم الأدباء، في ترجمته
المطولة لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري المفسر المؤرخ، يقول: كتبه عن يمينه، كتبه
ما هي بمؤلفاته، الكتب مكتبة عن يمينه، يقرأ مجلد ويضعه عن يساره، إلى أن تنتهي من
جهة اليمين، ثم يردها من اليمين إلى اليسار، هذا التقليب ينفع طالب العلم، ويستفيد
منه كثيراً، والله المستعان، لكن أكثر طلاب العلم إنما يتخذون الكتب زينة، يعني هذه
حقيقتهم، وقراءتها والإفادة منها قليلة، يعني نحتاج إلى بحث مسألة وإلا يمكن يمر
السنة ما فُتح الكتاب، والله المستعان.
المصدر: شرح: الموطأ – كتاب الفرائض (5)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى