خلود
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
السؤال:
ما هي الأساليب الحكيمة في دعوة زوجي للخير ، وحثه على الطاعة ، وكذلك في الإنكار عليه فيما يُنكر .
آمل ذكر ما يدل على ذلك من الكتاب والسنَّة ، ومن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بإحسان .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
قد أحسنت الأخت السائلة في اختيار موضوع سؤالها ، وإن دلَّ هذا على شيء فيدل على
اهتمام بالغ منها بأسرتها وعلى رأسهم رب البيت الأب ، ونود من أخواتنا النساء أن
يكون في بالهن وفي واقعهن مثل هذا الأمر الجليل وهو البحث عن الطرق والأساليب
والوصايا في دعوة النساء – أمّاً وزوجة وأختاً وابنةً – أفراد أسرهن ، فهنَّ على
ثغرة عظيمة ، فلتتق الله فيها ، ولتحذر أن يدخل الشر أو الفساد من ناحيتها .
ثانياً:
مما نوصي به الزوجات الفضليات في دعوة أزواجهن إلى الخير وإنكارهن عليهم ما يرينه
من معصية وسوء أشياء نرجو أن تكون موضع الاهتمام والتنفيذ ، ومنها :
فما تراه الزوجة من زوجها من تقصير في طاعة ، أو وقوع في مخالفة : لن يكون حلُّه
بكلمة يسمعها من زوجته أو بموقف عملي تظهره أمامه ؛ فإن اتباع الهوى والشهوات
يستعصي على العبد أن يكون حله بتلك السهولة التى تظنها كثيرات ، بل يحتاج الأمر من
أخواتنا الزوجات إلى صبر على ما يسمعنه ويرينه من أزواجهن من تقصير في طاعة أو
مخالفة لشرع ربنا تبارك وتعالى ، والتعجل في الفراق من أجل هذا أو وقوع الهجر
والصدام بين الزوجين : لن يجدي نفعاً ، فلتصبر ولتتحمل حتى يجعل الله تعالى لأمرها
فرَجاً .
وكثير من أخواتنا الزوجات تستهين إحداهن بالدعاء فلا تقوم به أصلاً ، وكثيرات يدخل
في قلوبهن اليأس إذا لم يرين استجابة الدعاء في واقع حالها مباشرة ، والواجب على
المرأة المسلمة أن يكون عندها الثقة المطلقة بربها تعالى ، وأنه تعالى يستجيب لها
في كل الأحوال إما تحقيقاً لطلبها أو دفعاً لسوء عنها أو تأخيراً للثواب يوم تلقاه
، ويجب أن يكون للدعاء في حياتها أهمية بالغة ؛ فهو عبادة جليلة بين العبد وربه لا
شك أنه كان له الأثر البالغ في صلاح كثيرين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
والمسلمون فى مشارق الارض ومغاربها قلوبهم واحدة ، موالية لله ولرسوله ولعباده
المؤمنين ، معادية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين ، وقلوبهم الصادقة
وأدعيتهم الصالحة هي العسكر الذي لا يُغلب والجند الذي لا يخذل .
" مجموع الفتاوى " ( 28 / 644 ) .
وقد كانت العرب توصي بناتِها بما يوجب الأُلْفة والمودة ، فتقول الأم لابنتها : "
كوني له أرْضاً يكن لك سماءً " .
فلا ينبغي للزوجة أن تكون جبلاً ، ولا وادياً ، بل لتكن أرضاً منبسطة ، هينة لينة ،
يسهل التعامل معها ، ليكون الزوج سماء يظلها بسقفه فيحميها ، وبمثل هذا تصلح البيوت
، وبمثل هذا تستقيم الحياة ويكون لها طعم رائق حتى كأن الزوج يدخل في جنة الأرض
تنتظره الحور العين بجمالها وبهائها وطيب ريحها وحسن تبعلها وجمال منطقها .
إن من شأن هذا أن يؤثر تأثيراً بالغاً على الزوج العاقل ، ولا ننتظر من الزوجة أن
تلقى زوجها بوجه عبوس قمطرير ، بل تلقاه بخير ما تلقى به الزوجة الحنون زوجها الذي
أوجب الله تعالى عليها طاعته وجعل له حقّاً عظيماً ، ومن شأن حسن التبعَُّل والسمع
والطاعة أن يوجد لهذه الزوجة الفاضلة في قلبه مكاناً عالياً ومكانة رفيعة ، ومن
ثَمَّ فإنه يكون لكلامها ونصحها ووعظها أثر بالغ في استقامة ترجوها منه أو مخالفة
يتركها حياء منها واحتراماً لأخلاقها وسلوكها .
ويمكن للمرأة العاقلة أن توصل رسائل بالغة الأهمية لزوجها عن طريق حسن تربية
أبنائها وبناتها ، فتجعل من حسن أخلاقهم طريقاً تصل به ليترك تقصيراً في طاعة فيجد
ويجتهد ، وليدع معصية يكون متلبساً بها ، فالمرأة العاقلة الحكيمة يمكنها جعل
أولادها قدوات لزوجها المقصِّر أو العاصي إذا أحسنت توجيه رسائل النصح والوعظ عن
طريقهم ، فقد يستحيي هو أن يعصي ربَّه أمامهم إذا أراد التدخين – مثلاً – وهم الذين
عرفوا حرمته وأنكروه على غيرهم ، ويستحيي أن ينظر إلى قناة فضائية فيها منكرات
مسموعة ومرئية وهم الذين قد غضوا أبصارهم وأسماعهم عند سماعها ، وهكذا تكون تربيتها
وتعليمها لأولادها طريقاً سلساً قريباً للإنكار على زوجها ولوعظه ودعوته .
وتستطيع الزوجة شراء كتب سهلة الأسلوب قليلة الصفحات لتضعها في أرجاء بيتها ليطلع
عليها زوجها أثناء فراغه ، وتستطيع برمجة اللاقط على فضائيات إسلامية فيها برامج
نافعة هادفة يكفونها عناء النصح والتوجيه والإرشاد ، فقد يأتي الشيطان أحد الرجال
ويجعله يأبى نصح النساء ! فإذا ما جاءه الوعظ والإرشاد من شيخ فاضل من أهل السنة لم
يجد مانعاً من قبول كلامه ، والزوجة العاقلة لا يهمها أن تكون هي السبب المباشر في
إصلاح زوجها وإنما سكون همها صلاحه وتكون سعادتها غامرة حينما ترى حاله تغيَّر
للأفضل .
وإذا علمت الزوجة العاقلة الحكيمة وجود أحد من أولئك من أهل الخير والفضل ولها
تأثير على الناس أكثرت من دعوته وزوجته إلى بيتها ليكثر الجلوس مع زوجها ، ولعلَّ
ذلك أن يكون سبباً في هدايته وصلاحه .
فإن من شأن ذلك أن يجرح كرامته ، وأن يجعل ذلك عذراً له في رفض كلامها ومنعها من
تكرار التحدث به ، بل وقد يسبب ذلك من بعض السفهاء ضربها أمام أولادها فلا تستفيد
تغييراً لوضعه ولا ترى صلاحاً لحاله .
1. الصبر والتحمل .
2. الدعاء .
3. السمع والطاعة وطيب الألفة وحسن العشرة .
4. حسن تربية الأولاد .
5. الكتب والأشرطة والفضائيات .
6. أصحابه وأصدقاؤه وأقرباؤه .
7. مما ينبغي للزوجة العاقلة الحكيمة استعماله ليكون لها مكانة في قلب زوجها :
إكرام أهله والعناية بهم ، فتكثر من إقامة الدعوات في بيتها وتتفقدهم بالهدايا ،
ومن شأن ذلك أن يوجد لها قبولاً عندهم ومن ثمَّ عند زوجها ، ويمكنها استثمار ذلك في
نصح توجهه ، أو موعظة تبلغها ، أو حكم توقفه عليه ، ولهلَّ ذلك أن يكون له أثر طيب
عليه .
9. تجنب النصح والوعظ أمام أولاده .
ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يريهم
الحق حقّاً ويرزقهم اتباعه ، ويريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه .
والله أعلم
ما هي الأساليب الحكيمة في دعوة زوجي للخير ، وحثه على الطاعة ، وكذلك في الإنكار عليه فيما يُنكر .
آمل ذكر ما يدل على ذلك من الكتاب والسنَّة ، ومن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن تبعه بإحسان .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
قد أحسنت الأخت السائلة في اختيار موضوع سؤالها ، وإن دلَّ هذا على شيء فيدل على
اهتمام بالغ منها بأسرتها وعلى رأسهم رب البيت الأب ، ونود من أخواتنا النساء أن
يكون في بالهن وفي واقعهن مثل هذا الأمر الجليل وهو البحث عن الطرق والأساليب
والوصايا في دعوة النساء – أمّاً وزوجة وأختاً وابنةً – أفراد أسرهن ، فهنَّ على
ثغرة عظيمة ، فلتتق الله فيها ، ولتحذر أن يدخل الشر أو الفساد من ناحيتها .
ثانياً:
مما نوصي به الزوجات الفضليات في دعوة أزواجهن إلى الخير وإنكارهن عليهم ما يرينه
من معصية وسوء أشياء نرجو أن تكون موضع الاهتمام والتنفيذ ، ومنها :
فما تراه الزوجة من زوجها من تقصير في طاعة ، أو وقوع في مخالفة : لن يكون حلُّه
بكلمة يسمعها من زوجته أو بموقف عملي تظهره أمامه ؛ فإن اتباع الهوى والشهوات
يستعصي على العبد أن يكون حله بتلك السهولة التى تظنها كثيرات ، بل يحتاج الأمر من
أخواتنا الزوجات إلى صبر على ما يسمعنه ويرينه من أزواجهن من تقصير في طاعة أو
مخالفة لشرع ربنا تبارك وتعالى ، والتعجل في الفراق من أجل هذا أو وقوع الهجر
والصدام بين الزوجين : لن يجدي نفعاً ، فلتصبر ولتتحمل حتى يجعل الله تعالى لأمرها
فرَجاً .
وكثير من أخواتنا الزوجات تستهين إحداهن بالدعاء فلا تقوم به أصلاً ، وكثيرات يدخل
في قلوبهن اليأس إذا لم يرين استجابة الدعاء في واقع حالها مباشرة ، والواجب على
المرأة المسلمة أن يكون عندها الثقة المطلقة بربها تعالى ، وأنه تعالى يستجيب لها
في كل الأحوال إما تحقيقاً لطلبها أو دفعاً لسوء عنها أو تأخيراً للثواب يوم تلقاه
، ويجب أن يكون للدعاء في حياتها أهمية بالغة ؛ فهو عبادة جليلة بين العبد وربه لا
شك أنه كان له الأثر البالغ في صلاح كثيرين .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
والمسلمون فى مشارق الارض ومغاربها قلوبهم واحدة ، موالية لله ولرسوله ولعباده
المؤمنين ، معادية لأعداء الله ورسوله وأعداء عباده المؤمنين ، وقلوبهم الصادقة
وأدعيتهم الصالحة هي العسكر الذي لا يُغلب والجند الذي لا يخذل .
" مجموع الفتاوى " ( 28 / 644 ) .
وقد كانت العرب توصي بناتِها بما يوجب الأُلْفة والمودة ، فتقول الأم لابنتها : "
كوني له أرْضاً يكن لك سماءً " .
فلا ينبغي للزوجة أن تكون جبلاً ، ولا وادياً ، بل لتكن أرضاً منبسطة ، هينة لينة ،
يسهل التعامل معها ، ليكون الزوج سماء يظلها بسقفه فيحميها ، وبمثل هذا تصلح البيوت
، وبمثل هذا تستقيم الحياة ويكون لها طعم رائق حتى كأن الزوج يدخل في جنة الأرض
تنتظره الحور العين بجمالها وبهائها وطيب ريحها وحسن تبعلها وجمال منطقها .
إن من شأن هذا أن يؤثر تأثيراً بالغاً على الزوج العاقل ، ولا ننتظر من الزوجة أن
تلقى زوجها بوجه عبوس قمطرير ، بل تلقاه بخير ما تلقى به الزوجة الحنون زوجها الذي
أوجب الله تعالى عليها طاعته وجعل له حقّاً عظيماً ، ومن شأن حسن التبعَُّل والسمع
والطاعة أن يوجد لهذه الزوجة الفاضلة في قلبه مكاناً عالياً ومكانة رفيعة ، ومن
ثَمَّ فإنه يكون لكلامها ونصحها ووعظها أثر بالغ في استقامة ترجوها منه أو مخالفة
يتركها حياء منها واحتراماً لأخلاقها وسلوكها .
ويمكن للمرأة العاقلة أن توصل رسائل بالغة الأهمية لزوجها عن طريق حسن تربية
أبنائها وبناتها ، فتجعل من حسن أخلاقهم طريقاً تصل به ليترك تقصيراً في طاعة فيجد
ويجتهد ، وليدع معصية يكون متلبساً بها ، فالمرأة العاقلة الحكيمة يمكنها جعل
أولادها قدوات لزوجها المقصِّر أو العاصي إذا أحسنت توجيه رسائل النصح والوعظ عن
طريقهم ، فقد يستحيي هو أن يعصي ربَّه أمامهم إذا أراد التدخين – مثلاً – وهم الذين
عرفوا حرمته وأنكروه على غيرهم ، ويستحيي أن ينظر إلى قناة فضائية فيها منكرات
مسموعة ومرئية وهم الذين قد غضوا أبصارهم وأسماعهم عند سماعها ، وهكذا تكون تربيتها
وتعليمها لأولادها طريقاً سلساً قريباً للإنكار على زوجها ولوعظه ودعوته .
وتستطيع الزوجة شراء كتب سهلة الأسلوب قليلة الصفحات لتضعها في أرجاء بيتها ليطلع
عليها زوجها أثناء فراغه ، وتستطيع برمجة اللاقط على فضائيات إسلامية فيها برامج
نافعة هادفة يكفونها عناء النصح والتوجيه والإرشاد ، فقد يأتي الشيطان أحد الرجال
ويجعله يأبى نصح النساء ! فإذا ما جاءه الوعظ والإرشاد من شيخ فاضل من أهل السنة لم
يجد مانعاً من قبول كلامه ، والزوجة العاقلة لا يهمها أن تكون هي السبب المباشر في
إصلاح زوجها وإنما سكون همها صلاحه وتكون سعادتها غامرة حينما ترى حاله تغيَّر
للأفضل .
وإذا علمت الزوجة العاقلة الحكيمة وجود أحد من أولئك من أهل الخير والفضل ولها
تأثير على الناس أكثرت من دعوته وزوجته إلى بيتها ليكثر الجلوس مع زوجها ، ولعلَّ
ذلك أن يكون سبباً في هدايته وصلاحه .
فإن من شأن ذلك أن يجرح كرامته ، وأن يجعل ذلك عذراً له في رفض كلامها ومنعها من
تكرار التحدث به ، بل وقد يسبب ذلك من بعض السفهاء ضربها أمام أولادها فلا تستفيد
تغييراً لوضعه ولا ترى صلاحاً لحاله .
1. الصبر والتحمل .
2. الدعاء .
3. السمع والطاعة وطيب الألفة وحسن العشرة .
4. حسن تربية الأولاد .
5. الكتب والأشرطة والفضائيات .
6. أصحابه وأصدقاؤه وأقرباؤه .
7. مما ينبغي للزوجة العاقلة الحكيمة استعماله ليكون لها مكانة في قلب زوجها :
إكرام أهله والعناية بهم ، فتكثر من إقامة الدعوات في بيتها وتتفقدهم بالهدايا ،
ومن شأن ذلك أن يوجد لها قبولاً عندهم ومن ثمَّ عند زوجها ، ويمكنها استثمار ذلك في
نصح توجهه ، أو موعظة تبلغها ، أو حكم توقفه عليه ، ولهلَّ ذلك أن يكون له أثر طيب
عليه .
9. تجنب النصح والوعظ أمام أولاده .
ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يريهم
الحق حقّاً ويرزقهم اتباعه ، ويريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه .
والله أعلم
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى