رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
ثناء علماء أهل السنة على آل البيت رحمهم الله
التأريخ: 10/8/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائل: (أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي)، أَمَّا بَعْدُ:
فحديثا هذه الخطبة أيها الأحبة عن علاقة الصحابة بآل بيت رسول الله ص وإن كنا نعتقد أن آل البيت اللذين رأو النبي ص صحابة وكل آية في الثناء على الصحابة فهم أولى بها من غيرهم سوى الشيخين، ونعتقد كذلك أنهم المقصودين بالدعاء في كل تشهد عند قولنا:(اللهم صلى على محمد وآله)،ونبدأ بثناء علماء أهل السنة،وهذا الثناء نقله العلماء عن الصحابة، وسأذكر الأحاديث مع الإشارة لمن أخرجه من أهل العلم.
أولا: الثناء على آل البيت أخرج البخاري
عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.
وقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لأن أصل قرابة رسول الله غ أحبّ إليّ من أن أصل قرابتي.
ثانيا: الثناء على علي بن أبي طالب:
لعلي بن أبي طالب فضائل كثيرة وآثار على الإسلام جليلة،فهو ممن بادر لدخول الإسلام،وفدى رسول الله بنفسه يوم الهجرة،وأعظم فضل له ما ثبت في البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ النَّبِيَّ غ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ ِ غ يوم خيبر: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَوْ قَالَ لَيَأْخُذَنَّ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ قَالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ) وأي فضل أعظم من أن يحبه الله ورسوله ص.
ثالثا: الثناء على فاطمة الزهراء ل
أخرج الترمذي عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ غ
وأخرج البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْحَبًا بِابْنَتِي ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ فَقُلْتُ لَهَا لِمَ تَبْكِينَ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي فَبَكَيْتُ فَقَالَ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ)
فانظر يا عبدالله لما كان بينهما من الحب والألفة ب
أما الثناء على الحسن والحسين ب
أخرج البخاري عن أَنَسٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ غ مِنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
وأخرج كذلك عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا)
وأخرج البخاري كذلك عن ابْنَ عُمَرَ أنه قال: قَالَ النَّبِيُّ غ عن الحسن والحسين: (هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا)
وهذا أبو بكر الصديق يلاعب الحسن بن علي ي بحضور أبيه، فقد أخرج البخاري عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الْعَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي فَرَأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَقَالَ بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لَا شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ)
وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ غ يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَضُمُّهُمَا ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا)
فهذه جملة من الأحاديث التي تثبت أن الصحابة ي كانوا يتناقلون فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين ي.
ولكن ما موقف علي بن أبي طالب من الصحابة؟
أنا أزعم هنا أنه كان يحبهم ويجلهم ولذلك أدلة كثيرة أذكر منها دليلين فقط:
الأول: أنه سمى أبنائه بأسماء الخلفاء الثلاثة اللذين سبقوه، ولولا محبته لهم لم يفعل ذلك وهم:
أبو بكر بن علي بن أبي طالب: شهيد كربلاء مع أخيه الحسين ي
عمر بن علي بن أبي طالب: شهيد كربلاء مع أخيه الحسين ي
عثمان بن علي بن أبي طالب: شهيد كربلاء مع أخيه الحسين ي
وكذلك فعل أبنائه من بعده فقد سمى الحسن أولاده بأبي بكر بن الحسن، وبعمر بن الحسن، وطلحة بن الحسن، وكلهم شهدوا كربلاء مع عمهم الحسين ي
وكذلك الحسين سمى ولده عمر بن الحسين ب.
وكذلك سيد التابعين علي بن الحسين زين العابدين سمى ابنته عائشة، وسمى عمر وله ذرية من بعده.
وكذا فعل موسى الكاظم بن جعفر سمى أحد أبنائه بأبي بكر.
الثاني: إن الأمر تعدى مجرد التسمية إلى ما هو أكبر منه وهو المصاهرة،ومن أمثلة ذلك أن عليا زوج ابنته أم كلثوم شقيقة الحسن والحسين بنت فاطمة الزهراء لعمر بن الخطاب ي.
وتزوجت فاطمة بنت الحسين بعبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان ي
وتزوجت أم الحسن بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بعبد الله بن الزبير يوبقيت معه حتى مات عنها وبعد قتله أخذها أخوها زيد معه
وتزوجت رقية بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بعمرو بن الزبير بن العوام ي
وتزوج الحسين الأصغر بن زين العابدين بخالدة بنت حمزة بن مصعب ابن الزبير ي
هذا هو حال الصحابة مع علي وأولاده وحال الصحابة كذلك مع علي وأولاده،فما بال أقوام يدعون أنهم كانوا أعداء.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين و آله وسلم تسليما كثيرا وبعد:
يدعي كثير من الناس أن علماء أهل السنة والجماعة يسبون آل بيت رسول الله ص وهذا من الكذب المبين، وأكثر من يدعون عليه ذلك هو شيخ الإسلام ابن تيمة والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله؛لذا سأنقل عن هذين الإمامين ما أثبت به خلاف ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمة:: (فضل علي وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم ولله الحمد من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني) ()
وقال أيضا: علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله و يحبه الله ()
وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءه بذكر فضائله ومناقبه وبذم الذين يظلمونه من جميع الفرق وهم ينكرون على من سبه.. وكلهم متفقون على أنه أجل قدرا وأحق بالإمامة وأفضل عند اله وعند رسوله وعند المؤمنين من معاوية وأبيه وأخيه الذي كان خيرا منه وعلى أفضل ممن هو أفضل من معاوية رضي الله عنه فالسابقون الأولون الذين بايعوا تحت الشجرة كلهم أفضل من الذين أسلموا عام الفتح) ()
وقال أيضا: (لا ريب أن عليا كان من شجعان الصحابة وممن نصر الله الإسلام بجهاده ومن كبار السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله وممن قتل بسيفه عددا من الكفار)
أما الإمام محمد بن عبدالوهاب فقد سمى أبنه الأكبر عليا،وسمى كذلك الحسن والحسين
وأما ثناءه على آل بيت رسول الله فكثير ومنه قوله: (أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم ويظن أنه من التوحيد بل هو من الغلو)
وقال أيضا: (لآله صلى الله عليه وسلم على الأمة حق لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة مالا يستحق سائر قريش..)
ونختم بثناءه على فاطمة الزهراء ل حيث قال: (وقد كان غ يقوم لفاطمةل سروراً بها، وتقوم له كرامة)
هذا هو موقف أهل السنة والجماعة قاطبة من آل بيت رسول الله ص فهم يحبونهم ويثنون عليهم،ويأمنون أن عليا وزوجته فاطمة والحسن والحسين كلهم في الفردوس الأعلى من الجنة،ولا يسبون أحدا منهم،ومن سبهم فقد أعظم الفرية.
ثناء علماء أهل السنة على آل البيت رحمهم الله
التأريخ: 10/8/1425هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائل: (أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي)، أَمَّا بَعْدُ:
فحديثا هذه الخطبة أيها الأحبة عن علاقة الصحابة بآل بيت رسول الله ص وإن كنا نعتقد أن آل البيت اللذين رأو النبي ص صحابة وكل آية في الثناء على الصحابة فهم أولى بها من غيرهم سوى الشيخين، ونعتقد كذلك أنهم المقصودين بالدعاء في كل تشهد عند قولنا:(اللهم صلى على محمد وآله)،ونبدأ بثناء علماء أهل السنة،وهذا الثناء نقله العلماء عن الصحابة، وسأذكر الأحاديث مع الإشارة لمن أخرجه من أهل العلم.
أولا: الثناء على آل البيت أخرج البخاري
عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ.
وقال أبو بكر رضي الله عنه: والله لأن أصل قرابة رسول الله غ أحبّ إليّ من أن أصل قرابتي.
ثانيا: الثناء على علي بن أبي طالب:
لعلي بن أبي طالب فضائل كثيرة وآثار على الإسلام جليلة،فهو ممن بادر لدخول الإسلام،وفدى رسول الله بنفسه يوم الهجرة،وأعظم فضل له ما ثبت في البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ النَّبِيَّ غ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ ِ غ يوم خيبر: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ أَوْ قَالَ لَيَأْخُذَنَّ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَوْ قَالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ) وأي فضل أعظم من أن يحبه الله ورسوله ص.
ثالثا: الثناء على فاطمة الزهراء ل
أخرج الترمذي عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ غ
وأخرج البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْحَبًا بِابْنَتِي ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ فَقُلْتُ لَهَا لِمَ تَبْكِينَ ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهَا فَقَالَتْ أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي فَبَكَيْتُ فَقَالَ أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ)
فانظر يا عبدالله لما كان بينهما من الحب والألفة ب
أما الثناء على الحسن والحسين ب
أخرج البخاري عن أَنَسٌ قَالَ: لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ غ مِنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ
وأخرج كذلك عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَبُوهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا)
وأخرج البخاري كذلك عن ابْنَ عُمَرَ أنه قال: قَالَ النَّبِيُّ غ عن الحسن والحسين: (هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا)
وهذا أبو بكر الصديق يلاعب الحسن بن علي ي بحضور أبيه، فقد أخرج البخاري عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الْعَصْرَ ثُمَّ خَرَجَ يَمْشِي فَرَأَى الْحَسَنَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَحَمَلَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَقَالَ بِأَبِي شَبِيهٌ بِالنَّبِيِّ لَا شَبِيهٌ بِعَلِيٍّ وَعَلِيٌّ يَضْحَكُ)
وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ل كَانَ رَسُولُ اللَّهِ غ يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَضُمُّهُمَا ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا)
فهذه جملة من الأحاديث التي تثبت أن الصحابة ي كانوا يتناقلون فضائل علي وفاطمة والحسن والحسين ي.
ولكن ما موقف علي بن أبي طالب من الصحابة؟
أنا أزعم هنا أنه كان يحبهم ويجلهم ولذلك أدلة كثيرة أذكر منها دليلين فقط:
الأول: أنه سمى أبنائه بأسماء الخلفاء الثلاثة اللذين سبقوه، ولولا محبته لهم لم يفعل ذلك وهم:
أبو بكر بن علي بن أبي طالب: شهيد كربلاء مع أخيه الحسين ي
عمر بن علي بن أبي طالب: شهيد كربلاء مع أخيه الحسين ي
عثمان بن علي بن أبي طالب: شهيد كربلاء مع أخيه الحسين ي
وكذلك فعل أبنائه من بعده فقد سمى الحسن أولاده بأبي بكر بن الحسن، وبعمر بن الحسن، وطلحة بن الحسن، وكلهم شهدوا كربلاء مع عمهم الحسين ي
وكذلك الحسين سمى ولده عمر بن الحسين ب.
وكذلك سيد التابعين علي بن الحسين زين العابدين سمى ابنته عائشة، وسمى عمر وله ذرية من بعده.
وكذا فعل موسى الكاظم بن جعفر سمى أحد أبنائه بأبي بكر.
الثاني: إن الأمر تعدى مجرد التسمية إلى ما هو أكبر منه وهو المصاهرة،ومن أمثلة ذلك أن عليا زوج ابنته أم كلثوم شقيقة الحسن والحسين بنت فاطمة الزهراء لعمر بن الخطاب ي.
وتزوجت فاطمة بنت الحسين بعبد الله بن عمرو بن عثمان ابن عفان ي
وتزوجت أم الحسن بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بعبد الله بن الزبير يوبقيت معه حتى مات عنها وبعد قتله أخذها أخوها زيد معه
وتزوجت رقية بنت الحسن بن علي بن أبي طالب بعمرو بن الزبير بن العوام ي
وتزوج الحسين الأصغر بن زين العابدين بخالدة بنت حمزة بن مصعب ابن الزبير ي
هذا هو حال الصحابة مع علي وأولاده وحال الصحابة كذلك مع علي وأولاده،فما بال أقوام يدعون أنهم كانوا أعداء.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين و آله وسلم تسليما كثيرا وبعد:
يدعي كثير من الناس أن علماء أهل السنة والجماعة يسبون آل بيت رسول الله ص وهذا من الكذب المبين، وأكثر من يدعون عليه ذلك هو شيخ الإسلام ابن تيمة والإمام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله؛لذا سأنقل عن هذين الإمامين ما أثبت به خلاف ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمة:: (فضل علي وولايته لله وعلو منزلته عند الله معلوم ولله الحمد من طرق ثابتة أفادتنا العلم اليقيني) ()
وقال أيضا: علي رضي الله عنه فلا ريب أنه ممن يحب الله و يحبه الله ()
وكتب أهل السنة من جميع الطوائف مملوءه بذكر فضائله ومناقبه وبذم الذين يظلمونه من جميع الفرق وهم ينكرون على من سبه.. وكلهم متفقون على أنه أجل قدرا وأحق بالإمامة وأفضل عند اله وعند رسوله وعند المؤمنين من معاوية وأبيه وأخيه الذي كان خيرا منه وعلى أفضل ممن هو أفضل من معاوية رضي الله عنه فالسابقون الأولون الذين بايعوا تحت الشجرة كلهم أفضل من الذين أسلموا عام الفتح) ()
وقال أيضا: (لا ريب أن عليا كان من شجعان الصحابة وممن نصر الله الإسلام بجهاده ومن كبار السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ومن سادات من آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله وممن قتل بسيفه عددا من الكفار)
أما الإمام محمد بن عبدالوهاب فقد سمى أبنه الأكبر عليا،وسمى كذلك الحسن والحسين
وأما ثناءه على آل بيت رسول الله فكثير ومنه قوله: (أوجب الله لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس حقوقاً فلا يجوز لمسلم أن يسقط حقهم ويظن أنه من التوحيد بل هو من الغلو)
وقال أيضا: (لآله صلى الله عليه وسلم على الأمة حق لا يشركهم فيه غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة مالا يستحق سائر قريش..)
ونختم بثناءه على فاطمة الزهراء ل حيث قال: (وقد كان غ يقوم لفاطمةل سروراً بها، وتقوم له كرامة)
هذا هو موقف أهل السنة والجماعة قاطبة من آل بيت رسول الله ص فهم يحبونهم ويثنون عليهم،ويأمنون أن عليا وزوجته فاطمة والحسن والحسين كلهم في الفردوس الأعلى من الجنة،ولا يسبون أحدا منهم،ومن سبهم فقد أعظم الفرية.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى