لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

عبادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم  Empty عبادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم {الأربعاء 17 أغسطس - 16:27}

بسم الله الرحمن الرحيم
عبادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
التأريخ: 28 /4/1430هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:102]
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71]. أما بعد:فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
إن السير إلى الله تعالى في هذه الحياة لابد أن يكون بإيمان قوي نقي، ولهذا شرع الله تعالى لنا العبادات المختلفة رأفة ورحمة بنا لنحسن السير إلى ربنا.
ولقد ضرب النبي ص أروع الأمثلة في العبودية الحق لربه جل شأنه وتقدست أسماؤه وتعالت صفاته، فلعلنا أن نحلّق قليلا في رياض الحضرة النبوية الشريفة ونرشف من رحيقه الطاهر ونستنشق عبيره الزكي.
فأول عبودية نقف معها هي عبودية الذل والمسكنة ودوام الإفتقار لله تعالى، قال الإمام ابن القيم رحمه الله: قال ابن القيم رحمه الله:"فأكمل الخلق أكملهم عبودية وأعظمهم شهودًا لفقره وضرورته وحاجته إلى ربه وعدم استغنائه عنه طرفة عين، ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:"أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، ولا إلى أحد من خلقك".
وكان يدعو:"يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، فهو يعلم صلى الله عليه وسلم أن قلبه بيد الرحمن عز وجل لا يملك منه شيئًا، وأن الله سبحانه يُصَرفه كما يشاء، وهو يتلو قوله تعالى: ((ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلاً))، فضرورته صلى الله عليه وسلم إلى ربه وحاجته إليه بحسب معرفته به وحسب قربه منه ومنزلته عنده، ولهذا كان أقرب الخلق إلى الله وسيلة وأعظمهم جاهًا وأرفعهم عنده منزلة لتكميله مقام العبودية والفقر إلى ربه، وذكره الله سبحانه بِسِمَة العبودية في أشرف مقاماته، مقام الإسراء، ومقام الدعوة، ومقام التحدي، وفي حديث الشفاعة:"أن المسيح يقول لهم: اذهبوا إلى محمد عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فنال ذلك المقام بكمال عبوديته لله وبكمال مغفرة الله له() .
أما عبوديته بالدعاء فلا تكاد تعد ولا تحصى، وحاله حال الخائف الوجل والحب المشتاق قال أنس بن مالك واصفا حال النبي ص في الدعاء:أَنَّهُ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ، وتكرر هذا في أكثر من موضع، أما عند الأزمات فكانت عبوديته أظهر ففي يوم بدر أظهر كمال الذل والحاجة مع أنه قد أوحي إليه أنه منتصر فقد استقبل نبى الله ص القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه « اللهم أنجز لى ما وعدتنى اللهم آت ما وعدتنى اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد فى الأرض ». فمازال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه. وقال يا نبى الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك.
وإذا نظرت يا أُخيّ المسلم إلى عبادة النبي ص وجدتَ الكمال والإتقان وتمام المعرفة بالله الرحمن، ولقَدْ تَغَلْغَلَ حُبُّ العِبادَةِ وتَرسَّخَ في قَلْبِهِ إلى مَدًى لا يعلَمُهُ إلّا اللهُ سبحانَه وإنَّ أعْظَمَ مَظْهرٍ لِعبادَتِهِ ص أنَّه كانَ مُسْلِماً وَجْهَهُ للهِ تعالَى في جَميعِ أحوالِهِ, يُطِيلُ القُنوتَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ، ويتَوَكَّلُ عليْهِ، ويُفَوِّضُ أَمْرَهُ إليهِ، ومَعَ ضَماناتِ اللهِ تعالَى له بِتَمامِ المغْفِرَةِ والنُّزُلِ الكَريمِ الدَّائِمِ؛ إلاّ أنَّه ص كانَ يَتعبَّدُ رَبَّهُ ويُصَلِّي مِنَ اللّيلِ حتَّى تَنْتَفِخَ قَدَماهُ، وكانَ ص يستغفِرُ اللهَ بُكْرَةً وعَشِيّاً، ويقولُ:"واللهِ إنِّي لَأَستغفِرُ اللهَ وأتوبُ إليهِ في اليومِ أكْثَرَ مِنْ سبعينَ مَرَّةً.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان رسول الله إذا صلى قام حتى تتفطر رجلاه، فقالت له عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، أتصنع هذا وقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال: ((يا عائشة، أفلا أكون عبداً شكوراً)) أخرجه مسلم في الصحيح.
إنه مقام عظيم لا يصله أي إنسان تتشقق الرجل وهو لا يشعر بها إنها حالٌ ترقى بالإنسان إلى درجة أنه يتلذذ بالعبادة ولا يشعر بالألم، لو تفطرت القدمان لا يشعر بهما؛ لأن قلبه متصلٌ بالخالق، إن الجسد على الأرض وإن الروح في السماء، يطير في الملكوت الأعلى، قلبه تحت العرش، كيف يتألم من هذا حاله؟!
لقد كانت عبادة الله تعالى عند رسول الله تعني السكينة والطمأنينة، كان يقول لمؤذنه بلال: (أرحنا بالصلاة) أرحنا من عناء الدنيا وهمومها وسقمها بالصلاة فقد كانت سعادته فيها.
و كان إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة لكمال معرفته ص بربه، وذلك الذي جعله يتلذّذ بالعبادة ومناجاة ربه سبحانه وتعالى.
وهذا الصحابي الجليل عبد الله بن رواحة رضى الله عنه يفخر بقيام الليل وبصلاة الفجر ويصف عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول:
وَفِينَا رَسُولُ اللَّهِ يَتْلُو كِتَابَهُ إِذَا انْشَقَّ مَعْرُوفٌ من الْفَجْرِ سَاطِعُ
أَرَانَا الْهُدَى بَعْدَ الْعَمَى فَقُلُوبُنَا بِهِ مُوقِنَاتٌ أَنَّ مَا قَالَ وَاقِعُ
يَبِيتُ يُجَافِي جَنْبَهُ عَنْ فِرَاشِهِ إِذَا اسْتَثْقَلَتْ بِالْكَافِرِينَ الْمَضَاجِعُ
فإذا كان أصحاب البلادة من الخلق ينامون فى شخير وغفلة فإن محمدا ص كان يرتقب ساعة النداء الإلهي لينهض (هل من داع فأجيبه هل من سائل فأعطيه..).
وهذا صاحب السر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يصف لنا شيئا من عبادة حبيبنا ص فيقول: (في ليلة من الليالي صليت وراءه فاستفتح سورة البقرة، يقول: فقلت سوف يركع عند المائة فأكمل، قلت: عند المائة الثانية فأكمل، حتى ختم سور البقرة بركعة، يقول: ثم ركع فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم رفع رأسه نحواً من ركوعه -وفي رواية-: أنه قرأ البقرة والنساء وآل عمران والمائدة والأنعام في أربع ركعات).
وهذا مؤذن رسول الله الصابر في ذات الله بلال بن رباح يدخل على النبي ص في ليلة من الليالي وقد قام حتى تفطرت قدماه، فقال: (يا رسول الله! تفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا أكون عبداً شكوراً، لقد أنزلت عليَّ الليلة آيات، ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)).
وهذه قصة أخرى يرويها ابن عمّ رسول الله زوج فاطمة البتول علي بن أبي طالب فيقول: [ولقد رأيتنا يوم بدر وما فينا إلا نائم غير رسول الله عليه الصلاة والسلام فإنه كان تحت شجرة يصلي ويبكي حتى الصباح].نام الصحابة كلهم إلا هو، قائمٌ تحت شجرة يقرأ القرآن ويصلي حتى أصبح الصباح، أرأيت؟ نعم غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولكنها العبودية الحقة.
أما البكاء من خشية الله فهو رفيقه فكم سالت دموعه الطاهرة على خده الشريف قال ابن مسعود: (بأبي أنت وأمي يا رسول الله! قمت الليل بآية واحدة إلى الصباح تبكي وترددها، لو فعلها واحدٌ منا لوجدنا عليه -أي: حزنا عليه، ليلة كلها تقوم بهذه الآية؟: ((إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) [المائدة:118] يبكي الليل كله ويقومه بآية إنها العبودية.
وكانَ نبيُّنا ص كَثيرَ الذِّكْرِ لربِّهِ سبحانَه، يَذْكُرُ اللهَ قائِماً وقاعِداً وعَلَى جَنْبٍ، فقَدْ أخرجَ مسلمٌ في صحيحِهِ عَنِ الأَغَرِّ المُزَنِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قالَ:"إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي، وَإِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ"، و"يُغانُ"؛ بمَعْنَى: يُغْشَى، والمرادُ: السَّهْوُ؛ لأنَّه ص لا يَزالُ في مَزيدٍ مِنَ الذِّكْرِ ودَوامِ المُرَاقَبَةِ، فإذا سَهَا عَنْ شَيْءٍ مِنْها في بَعْضِ الأَوْقاتِ أوْ نَسِيَ؛ عَدَّهُ ذَنْباً وفَزِعَ إلى الاسْتغْفارِ.
وأمَّا خَوْفُ النَّبيِّ ص مِنَ اللهِ تعالَى واجتهادُهُ في ذلِكَ؛ فَقدْ بَلَغَ حَدّاً لَمْ يَبْلُغْهُ أَحَدٌ مِنَ الخَلِيقَةِ، فصَلَّى ص حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَماهُ كما تقدم، وصامَ والرَّمْضاءُ مُحْرِقةٌ لا يُطِيقُها الجَلْدُ مِنَ النَّاسِ، وكانَتْ عِبادتُهُ دائِمةً، وبها أَرْشَدَ أُمَّتَهُ؛ فقالَ ص:"سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنْ لَنْ يُدْخِلَ أَحَدَكُمْ عَمَلُهُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ"[أخرجَهُ البخاريُّ]؛ فكانَ - صلى الله عليه وسلم - لا يُضَيِّعُ شَيْئاً مِمَّا كَلَّفَهُ رَبُّهُ؛ خَوْفاً مِنْهُ وتَعْظيماً لأَمْرِهِ.
ومِنْ مَظاهِرِ خَوْفِهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنَ اللهِ تعالَى: أنَّه كانَ دائِمَ التَّعْظيمِ لِجَنَابِ رَبِّهِ سبحانَه؛ لا يَأْمَنُ سَطْوَتَهُ، ولا يَسْتَبْعِدُ بَطْشَهُ ونِقْمَتَهُ، ومِصْداقُ ذَلِكَ ما أخرجَهُ مسلمٌ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ص أَنَّهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُسْتَجْمِعاً ضَاحِكاً حَتَّى أَرَى مِنْهُ لَهَوَاتِهِ، إِنَّمَا كَانَ يَتَبَسَّمُ، قَالَتْ: وَكَانَ إِذَا رَأَى غَيْماً أَوْ رِيحاً عُرِفَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَرَى النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْغَيْمَ فَرِحُوا رَجَاءَ أَنْ يَكُونَ فِيهِ الْمَطَرُ، وَأَرَاكَ إِذَا رَأَيْتَهُ عَرَفْتُ فِي وَجْهِكَ الْكَرَاهِيَةَ، قَالَتْ: فَقَالَ:"يَا عَائِشَةُ مَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ فِيهِ عَذَابٌ. قَدْ عُذِّبَ قَوْمٌ بِالرِّيحِ، وَقَدْ رَأَى قَوْمٌ الْعَذَابَ فَقَالُوا: ((هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا)) {سورة الأحقاف:24}.
أيُّها المسلمونَ:
لَقَدْ كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - خاشِعاً، دائِمَ الفِكْرَةِ في اللهِ تعالَى، وكانَتْ دَمْعَتُهُ خَلْفَ كَلِمَةِ القُرآنِ إذا قَرَأَها أَوْ قُرِئَتْ عَلَيْهِ، وقَدْ ثَبتَ في الصَّحيحينِ وَاللَّفْظُ لمسلمٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مسعودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -:"اقْرَأْ عَلَيَّ الْقُرْآنَ"قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ. أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ! قَالَ:"إِنِّي أَشْتَهِي أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي"؛ فَقَرَأْتُ النِّسَاءَ حَتَّى إِذَا بَلَغْتُ: ((فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا)) [النّساء:41] رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ دُمُوعَهُ تَسِيلُ.
أما عبوديته في الصدقة فلا يطيقها أحد من البشر فقد كان يتصدق بكل ما معه، وقد كان - صلى الله عليه وسلم- لا يرد سائلاً وهو واجد ما يعطيه، فقد سأله رجل حلةً كان يلبسها، فدخل بيته فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه إياها.
وفي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: ما سُئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً على الإسلام إلا أعطاه، سأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فأتى الرجل قومه، فقال لهم: (يا قوم أسلموا فإن محمداً يُعطي عطاء من لا يخشى الفاقة) مسلم
وفي الخبر أيضا انه حملت إليه ص تسعون ألف درهم فوضعت على حصير، ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلاً حتى فرغ منها.
هو البحرُ من أيِّ النَّواحي أتيتهُ فَلُجَّتهُ المعروفُ والجودُ ساحلُهْ
تعوَّدَ بسطَ الكفِّ حتَّى لوَ انَّهُ دعاها لقبضٍ لم تُجِبْهُ أناملُهْ
تَراهُ إِذا ما جِئْتَهُ مُتَهَلِّلاً كأَنَّكَ تُعْطِيهِ الذي أَنتَ سائِلُهْ
ولو لم يكن في كفِّهِ غيرُ نفسهِ لجادَ بها فليتَّقِ الله سائلُهْ







الحمد لله الذي أمر بالرحمة وهو أرحم الراحمين، وحرم الظلم على ذاته المقدسة وحرمه على عباده المؤمنين، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين، أما بعد:
فقد كثر في الآونة الأخير الحديث عن عضل البنات، سواء قام به أب ظالم أو أخ غاشم، وهذا من الظلم البين والظلم ظلمات يوم القيامة، والواجب على المجتمع كله أن يشارك في رفع هذا الظلم عن البنات الضعيفات، فلا يجوز للولي أن يمنع موليته من الزواج من الرجل الكفأ، وألا يخشى الأب أنه لو منع ابنته أن تهرب من بيته أو تقع فيما حرم الله جل شأنه؟
أما الأخوات المكلومات المظلومات فلهن أن يتقدمن للقضاء بالشكوى، ولقد تم سحب ولاية أكثر من أب بسبب منعه ابنته من الزواج، وعلى من عرف أن له قريبة مظلومة أن يسعى في رفع الظلم عنها ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران:104]
وفي الخبر: والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، أو نقسرنه على الحق قسرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعننكم كما لعن بني إسرائيل.
فاليبادر كل واحد منّا بإنكار هذا المنكر وليساهم كل واحد منّا برفع هذا الظلم.

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى