الرئيسية
أحدث الصور
التسجيل
دخول
رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس
التأريخ:18/12/1428هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الحمد لله الذي أمرنا بالاستمساك بدينه القويم والاستعاذة من اليهود والنصارى فقال:
وبيّن سبحانه كفرهم فقال: والصلاة والسلام على عبده ورسوله الذي حكم على اليهود والنصارى بالنار: « وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ »
أما بعد:
فيا أيها المسلمون:
استبشرت عدد من الصحف المحلية والخليجية والعربية يوم الأربعاء المنصرم بالبيان () الذي صدر عن 126 شخص يهنئون فيه النصارى بعيد مولد المسيح عيسى بن مريم ÷!!
وسنتحدث في عجالة عن حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ثم نعرج بالتعليق على هذا البيان النكد.
يا أمة محمد ص:
إن الـصراعَ بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهــلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاءِ طائفةٍ على الحقِ رغمَ الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سـبـيـل الـضالين؛ وفـي حديث أبي ثعلبة الخشني الصحيح أن النبي ^ قال: (فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. قال عبد الله بن المبارك: وزادني غير عتبة: قيل: يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم). ولسوف يكون من أمة محمد ص أقوام ينحرفون عن الحقِ صوبَ الباطل يغيرون ويبدلون.
ومن أعظم مظاهر التغيير والتبديل، والتنكر لدين محمد ^ اتِّباع أعداء الله في كل كبيرة وصغيرة، باسم الرقي والتقدم، والحضارة والتطور، وتحت شعارات التعايش السلمي والأُخوة الإنسانية، والنظام العالمي الجديد والعولمة، وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة. وإن المسلم الغيور ليلحظ هذا الداء الوبيل في جماهير الأمة إلا من رحم الله حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع.
واسمع بقلبك أيها المسلم لقول عمر بن الخطاب ?"لا تَعَلَّـمـوا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم؛ فإن السخطة تنزل عليهم"()
وهذا عبد الله بن عمرو ? يقول: "من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة"()
وقـال الإمام مالك ?: "يـكـــره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم"()
وقـال الإمام الذهبي /: "فـــإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم"()
هذه هي أقوال بعض علماء أهل السنة السابقين،وأنقل فتوى لعالمين جليلين أولهما هو الإمام عبدالعزيز ابن باز / حيث قال: لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك) ().
والثاني الشيخ العلامة محمد بن عثيمين / حيث قال: (تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم / في كتابه"أحكام أهل الذمة"حيث قال: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه"().وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضا به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك،ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة، أو تودداً، أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب، لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. ()
عباد الله:
لنا وقفات سريعة خاصة بهذا البيان المنحرف المنسوب للمسلمين النحل
الوقفة الأولى: أن الصحف وصفته ببيان العلماء،وهذا البيان يشمل علماء ومثقفين وعوام،يجمعهم الخنوع والذل للغرب الصليبي. ثم إنهم خليط عجيب لم يجتمع إلا على الخور والضعف أمام الغرب،فمنهم السني،والصوفي الخرافي،والرافضي،والخارجي الإباضي،وليت شعري كيف اجتمعوا؟!!
الوقفة الثانية:أن هذه التهنئة النكدة الباطلة بدأت بالسلام عليكم! ولا أدري بأي حجة نطق هؤلاء بالسلام على أمة كافرة،والسلام شعار الإسلام والمسلمين فقط،ألم يطلع هؤلاء على ما رواه البيهقي وغيره عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الشَّامِ فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ بِصَوَامِعَ فِيهَا نَصَارَى، فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبِي لا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلامِ، فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ^، قَالَ: لا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلامِ...) الحديث
ولما كتب النبي ^ إلى هرقل ملك الروم و هو في الشام لم يبدأه بالسلام، و إنما قال فيه: سلام على من اتبع الهدى، وهناك أدلة أخرى نتركها لضيق المقام. ()
الوقفة الثالثة: قالوا: (رسالة شكر مسلمة وتهنئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.. إلى.. جيراننا المسحيين في جميع أرجاء العالم..، راجين لكم جميعا عيد ميلاد مجيد مزدان بالبهجة والسلام بمناسبة ذكرى ميلاد عيسى المسيح ÷. ()
الوقفة الرابعة: أن هذه التهنئة الخانعة الظالمة تزامنت مع استعلاء الصليبيين فتدمير وتشريد وسجن واغتصاب في أفغانستان والعراق والصومال والشيشان،وحصار ظالم غاشم في فلسطين ومساندة مطلقة لليهود.
الوقفة الخامسة: أن هؤلاء الخانعين الخاضعين للصليبيين نسوا أو تناسوا ما فعله القساوسة من سب للدين والقرآن الحكيم بل لسيد الناس أجمعين محمد ص،فهذا بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان الحالي يقول في محاضرة (): إن النبي محمد لم يأت إلى العالم إلا بأمور"شريرة ولا إنسانية".
ولقد طالبه عدد كبير من المنظمات الإسلامية بالاعتذار فرفض رفضا باتا.
وهذا زكريا بطرس القس القبطي يتهم أم الرسول ^ بالزنا،وهي تهمة لم يجرؤ عليها أبو لهب أو أبو جهل ولاصناديد الكفر.
وهذا القس جيري فالويل يهاجم النبي ص في برنامج تلفزيوني حيث يقول"[(أنا أعتقد أن محمدا كان إرهابيا، في اعتقادي.. المسيح وضع مثالا للحب كما فعل موسى، وأنا أعتقد أن محمدا وضع مثالا عكسيا، وإنه كان لصا وقاطع طريق)] () وعدد آخر كثير من كبارهم ولهم كلام والله لا أقدر أن أقوله،ولا يمكن أن ننسى الصور الخبيثة التي رسمت في حق النبي ص.
عباد الله:
لو أن الله تعالى أباح تهنئة الكفار لما وسع أهل الكرامة والمبادئ أن يهنؤهم في هذه الحملة الصليبية الظالمة وتحت وابل القنابل والصواريخ،واغتصاب الحرائر، بل بعد هذه السباب للقرآن والنبي ص، ولكن غاب الدين وذبحت الكرامة فركض هؤلاء خلف أسيادهم الصليبين،ونحن نصرخ بأعلى صوتنا:الله مولانا ولا مولا لكم، الله مولانا ولا مولا لكم،و ﰔ ﰕ ﰖﰗ ﰘ ﰙ ﰚ. ()
الحمد لله القائل: ﭼ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله أما بعد:
فياعباد الله:
اسمسكوا أيها المسلمون بالكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة فهم والله سفينة النجاة، قال ^: ألا إنها ستكون فتنة، قال علي بن أبي طالب ? فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا يزيغ به الأهواء)
وقال ^: (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين) وقال ^: « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » وقال ص: (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر"()
وقال عبد الله بن مسعود ?: (لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر وإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة)
(اللَّهُمَّ رَبَّ جبرائيل وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْت تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا أَخْتَلِفُ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك ; إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس
التأريخ:18/12/1428هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الحمد لله الذي أمرنا بالاستمساك بدينه القويم والاستعاذة من اليهود والنصارى فقال:
وبيّن سبحانه كفرهم فقال: والصلاة والسلام على عبده ورسوله الذي حكم على اليهود والنصارى بالنار: « وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَسْمَعُ بِى أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِىٌّ وَلاَ نَصْرَانِىٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِى أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ »
أما بعد:
فيا أيها المسلمون:
استبشرت عدد من الصحف المحلية والخليجية والعربية يوم الأربعاء المنصرم بالبيان () الذي صدر عن 126 شخص يهنئون فيه النصارى بعيد مولد المسيح عيسى بن مريم ÷!!
وسنتحدث في عجالة عن حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ثم نعرج بالتعليق على هذا البيان النكد.
يا أمة محمد ص:
إن الـصراعَ بين الحق والباطل دائم ما دامت الدنيا، واتباع فئام من الأمة المحمدية أهــلَ الباطل في باطلهم من يهود ونصارى ومجوس وعباد أوثان وغيرهم، وبقاءِ طائفةٍ على الحقِ رغمَ الضغوط والمضايقات، كل ذلك سنن كونية مقدرة مكتوبة، ولا يعني ذلك الاستسلام وسلوك سـبـيـل الـضالين؛ وفـي حديث أبي ثعلبة الخشني الصحيح أن النبي ^ قال: (فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. قال عبد الله بن المبارك: وزادني غير عتبة: قيل: يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم). ولسوف يكون من أمة محمد ص أقوام ينحرفون عن الحقِ صوبَ الباطل يغيرون ويبدلون.
ومن أعظم مظاهر التغيير والتبديل، والتنكر لدين محمد ^ اتِّباع أعداء الله في كل كبيرة وصغيرة، باسم الرقي والتقدم، والحضارة والتطور، وتحت شعارات التعايش السلمي والأُخوة الإنسانية، والنظام العالمي الجديد والعولمة، وغيرها من الشعارات البراقة الخادعة. وإن المسلم الغيور ليلحظ هذا الداء الوبيل في جماهير الأمة إلا من رحم الله حتى تبعوهم وقلدوهم في شعائر دينهم وأخص عاداتهم وتقاليدهم كالأعياد التي هي من جملة الشرائع.
واسمع بقلبك أيها المسلم لقول عمر بن الخطاب ?"لا تَعَلَّـمـوا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم؛ فإن السخطة تنزل عليهم"()
وهذا عبد الله بن عمرو ? يقول: "من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة"()
وقـال الإمام مالك ?: "يـكـــره الركوب معهم في السفن التي يركبونها لأجل أعيادهم لنزول السخطة واللعنة عليهم"()
وقـال الإمام الذهبي /: "فـــإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم"()
هذه هي أقوال بعض علماء أهل السنة السابقين،وأنقل فتوى لعالمين جليلين أولهما هو الإمام عبدالعزيز ابن باز / حيث قال: لا يجوز للمسلم ولا المسلمة مشاركة النصارى أو اليهود أو غيرهم من الكفرة في أعيادهم بل يجب ترك ذلك لأن من تشبه بقوم فهو منهم والرسول عليه الصلاة والسلام حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك) ().
والثاني الشيخ العلامة محمد بن عثيمين / حيث قال: (تهنئة الكفار بعيد الكريسماس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق، كما نقل ذلك ابن القيم / في كتابه"أحكام أهل الذمة"حيث قال: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه"().وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضا به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك،ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة، أو تودداً، أو حياءً أو لغير ذلك من الأسباب، لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم. ()
عباد الله:
لنا وقفات سريعة خاصة بهذا البيان المنحرف المنسوب للمسلمين النحل
الوقفة الأولى: أن الصحف وصفته ببيان العلماء،وهذا البيان يشمل علماء ومثقفين وعوام،يجمعهم الخنوع والذل للغرب الصليبي. ثم إنهم خليط عجيب لم يجتمع إلا على الخور والضعف أمام الغرب،فمنهم السني،والصوفي الخرافي،والرافضي،والخارجي الإباضي،وليت شعري كيف اجتمعوا؟!!
الوقفة الثانية:أن هذه التهنئة النكدة الباطلة بدأت بالسلام عليكم! ولا أدري بأي حجة نطق هؤلاء بالسلام على أمة كافرة،والسلام شعار الإسلام والمسلمين فقط،ألم يطلع هؤلاء على ما رواه البيهقي وغيره عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الشَّامِ فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ بِصَوَامِعَ فِيهَا نَصَارَى، فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبِي لا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلامِ، فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ^، قَالَ: لا تَبْدَؤُوهُمْ بِالسَّلامِ...) الحديث
ولما كتب النبي ^ إلى هرقل ملك الروم و هو في الشام لم يبدأه بالسلام، و إنما قال فيه: سلام على من اتبع الهدى، وهناك أدلة أخرى نتركها لضيق المقام. ()
الوقفة الثالثة: قالوا: (رسالة شكر مسلمة وتهنئة بمناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية.. إلى.. جيراننا المسحيين في جميع أرجاء العالم..، راجين لكم جميعا عيد ميلاد مجيد مزدان بالبهجة والسلام بمناسبة ذكرى ميلاد عيسى المسيح ÷. ()
الوقفة الرابعة: أن هذه التهنئة الخانعة الظالمة تزامنت مع استعلاء الصليبيين فتدمير وتشريد وسجن واغتصاب في أفغانستان والعراق والصومال والشيشان،وحصار ظالم غاشم في فلسطين ومساندة مطلقة لليهود.
الوقفة الخامسة: أن هؤلاء الخانعين الخاضعين للصليبيين نسوا أو تناسوا ما فعله القساوسة من سب للدين والقرآن الحكيم بل لسيد الناس أجمعين محمد ص،فهذا بندكت السادس عشر بابا الفاتيكان الحالي يقول في محاضرة (): إن النبي محمد لم يأت إلى العالم إلا بأمور"شريرة ولا إنسانية".
ولقد طالبه عدد كبير من المنظمات الإسلامية بالاعتذار فرفض رفضا باتا.
وهذا زكريا بطرس القس القبطي يتهم أم الرسول ^ بالزنا،وهي تهمة لم يجرؤ عليها أبو لهب أو أبو جهل ولاصناديد الكفر.
وهذا القس جيري فالويل يهاجم النبي ص في برنامج تلفزيوني حيث يقول"[(أنا أعتقد أن محمدا كان إرهابيا، في اعتقادي.. المسيح وضع مثالا للحب كما فعل موسى، وأنا أعتقد أن محمدا وضع مثالا عكسيا، وإنه كان لصا وقاطع طريق)] () وعدد آخر كثير من كبارهم ولهم كلام والله لا أقدر أن أقوله،ولا يمكن أن ننسى الصور الخبيثة التي رسمت في حق النبي ص.
عباد الله:
لو أن الله تعالى أباح تهنئة الكفار لما وسع أهل الكرامة والمبادئ أن يهنؤهم في هذه الحملة الصليبية الظالمة وتحت وابل القنابل والصواريخ،واغتصاب الحرائر، بل بعد هذه السباب للقرآن والنبي ص، ولكن غاب الدين وذبحت الكرامة فركض هؤلاء خلف أسيادهم الصليبين،ونحن نصرخ بأعلى صوتنا:الله مولانا ولا مولا لكم، الله مولانا ولا مولا لكم،و ﰔ ﰕ ﰖﰗ ﰘ ﰙ ﰚ. ()
الحمد لله القائل: ﭼ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله أما بعد:
فياعباد الله:
اسمسكوا أيها المسلمون بالكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة فهم والله سفينة النجاة، قال ^: ألا إنها ستكون فتنة، قال علي بن أبي طالب ? فقلت: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا يزيغ به الأهواء)
وقال ^: (تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين) وقال ^: « خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ » وقال ص: (اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر"()
وقال عبد الله بن مسعود ?: (لا يقلدن أحدكم دينه رجلا فإن آمن آمن وإن كفر كفر وإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة)
(اللَّهُمَّ رَبَّ جبرائيل وميكائيل وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْت تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا أَخْتَلِفُ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِك ; إنَّك تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
(يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى