رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
لا إلـه إلا اللــه
التأريخ: 19/2/1428هـ
المكان: جامع أنس بن مالك ا بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
يقف النبي ^ أمام رؤوس الكفر والإلحاد ويقول: يامعشر قريش قلوا كلمة تدين لكم بها العرب والعجم،فيقول: أحدهم: أبوك وألف كلمة. فقال ص: قولوا لا إله إلا اله، فقالوا: إلا هذه.
فامتنع هؤلاء الكفار عن قول كلمة التوحيد لأنهم فهموا معنى هذه الكلمة العظيمة،ومع الأسف أن كثيرا من المسلمين يجهلون معاني هذا الكلمة،ويظنون أنها مجرد كلمة تقال وليس لها تبعات،ولا يتحمل صاحبها المشقات،ولو صح ذلك لما أوذي رسول الله وخليله وصفوة خلقه محمد ص، ولكن تبعات هذه الكلمة كبير جدا،لأن جائزة من قالها بصدق وعمل بمقتضاها جنة الفرودس؛ نسأل الله من فضله العظيم.
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب /: (والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي e بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما يُعبَدُ من دون الله والبراءةُ منه، فإنه لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾.
فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني، والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله)().
وقال الإمام ابن القيم /: (ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق إلا الله وأن الله رب كل شيء ومليكه كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون بل التوحيد يتضمن من محبة الله والخضوع له والذل وكمال الانقياد لطاعته وإخلاص العبادة له وإرادة وجهة الأعلى بجميع الأقوال والأعمال والمنع والعطاء والحب والبغض ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها)().
عباد الله:
إن (العبودية لله وحده هي شطر الركن الأول في العقيدة الإسلامية المتمثل في شهادة: أن لا إله إلا الله. والتلقي عن رسول الله ^ في كيفية هذه العبودية - هو شطرها الثاني، المتمثل في شهادة أن محمدا رسول الله.
والقلب المؤمن المسلم هو الذي تتمثل فيه هذه العبودية بشطريها، لأن كل ما بعدها من مقومات الإيمان، وأركان الإسلام، إنما هو مقتضى لها. فالإيمان بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكذلك الصلاة والزكاة والصيام والحج، ثم الحدود والتعازير والحل والحرمة والمعاملات والتشريعات والتوجيهات الإسلامية... إنما تقوم كلها على قاعدة العبودية لله وحده، كما أن المرجع فيها كلها هو ما بلغه لنا رسول الله ^ عن ربه.
والمجتمع المسلم هو الذي تتمثل فيه تلك القاعدة ومقتضايتها جميعاً().
ومن ثم تصبح شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله قاعدة لمنهج كامل تقوم عليه حياة الأمة المسلمة بحذافيرها، فلا تقوم هذه الحياة قبل أن تقوم هذه القاعدة، كما أنها لا تكون إسلامية إذا قامت على غير هذه القاعدة، أو قامت على قاعدة أخرى معها.
فليس عبدا لله من لا يعتقد بوحدانية الله سبحانه: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ﴾ [النحل:51-52]
ليس عبدا لله وحده من يتقدم بالشعائر التعبدية لأحد غير الله - معه أو من دونه -:
﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162 - 163].
ليس عبدا لله وحده من يتلقى الشرائع القانونية من أحد سوى الله، عن الطريق الذي بلغنا الله به، وهو الرسول ^: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ..﴾ [الشورى:21]
﴿.. وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر:7].
هذا هو المجتمع المسلم. المجتمع الذي تتمثل فيه العبودية لله وحده في معتقدات أفراده وتصوراتهم، كما تتمثل في شعائرهم وعباداتهم، كما تتمثل في نظامهم الجماعي وتشريعاتهم.. وأيما جانب من هذه الجوانب تخلف عن الوجود فقد تخلف الإسلام فقد تخلف الإسلام نفسه عن الوجود، لتخلف ركنه الأول، وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)().
الحمد لله.
عباد الله:
إن لكل أمة حضارةً تقدمها للبشريةِ ومحاسنُ تتباها بها أمام الخلقيةِ، وقد كانت الأمم الغربيةُ تتباهى بالمخترعات الحديثة التي فاقونا بها مرات ويتباهون بالقيم الغربية الحديثة مئات المرات، ولكن تحطمة أكثر تلك القيم التي كانوا يتباهون بها من العدالة والحرية واحترم حقوق الإنسان،وإن (البشرية اليوم على تقف حافة الهاوية.. لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها.. فهذا عَرَضٌ للمرض وليس هو المرض.. ولكن سبب إفلاسها في عالم"القيم"التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نموًا سليمًا وتترقى ترقيًا صحيحًا. وهذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي، الذي لم يعد لديه ما يعطيه للبشرية من "القيم"، بل الذي لم يعد لديه ما يُقنع ضميره باستحقاقه للوجود، بعدما انتهت الديمقراطية فيه إلى ما يشبه الإفلاس إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال.. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية.. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيدا من "القيم" لا يسمح له بالقيادة).
ومن أراد التأكد من إفلاس أمم الغرب فلينظر لما صدر من المؤلفات من قيادات الفكر الغربي، وكذلك لما صدر مؤخرا من المسلمين اللذين كانوا ينافحون عن الغرب أشد من منافحة الغربيين،وهم يؤكدون إفلاس القيم الغربية ويصرخون إن الإسلام قادم بقوة تحركه لا إله إلا الله.
وأنا أنقل جملا من كلام أحد كبار المفكرين الأمريكيين حيث يقول:
(لقد بدا لي دائما أنه من المحتمل أن الإسلام سيبعث مرة أخري وأن أولادنا أو أحفادنا سوف يرون عودة الصراع الضروس بين الحضارة النصرانية وبين أعظم أعدائها لأكثر من ألف عام)().
فبينما تبدوا المسيحية محتضرة في أوروبا فإن الإسلام يظهر ليزلزل القرن الواحد والعشرين كما زلزل القرون السابقة.
و"ليس هناك جيش أقوي من فكرة حان وقتها"()
إن الفكرة التي من أجلها يحاربنا فرقاؤنا لمُقْنِعَةٌ وخلابةٌ حقًا... إنهم يؤمنون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله وأن الإسلام وأن الاستسلام للقرآن هو الطريق الوحيد إلي الجنة وأن مجتمعا سويا يجب أن يحكم بالشريعة قانون الإسلام، ولأنهم جربوا طرقا أخري وفشلت فقد عادوا إلي دارهم الإسلام)().
انتهى كلام هذا الغربي النصراني، ومع الأسف أقول: إن هذا الرجل يفهم الإسلام أكثر مما يفهمه كثير من المسلمين
عباد الله:
تمسكوا بلا إله إلا الله حق التمسك فعند ذلك سنسبق الناس في عالم القيم أولا ثم في العالم المادي ثانياً.
لا إلـه إلا اللــه
التأريخ: 19/2/1428هـ
المكان: جامع أنس بن مالك ا بالدمام
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1] ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
يقف النبي ^ أمام رؤوس الكفر والإلحاد ويقول: يامعشر قريش قلوا كلمة تدين لكم بها العرب والعجم،فيقول: أحدهم: أبوك وألف كلمة. فقال ص: قولوا لا إله إلا اله، فقالوا: إلا هذه.
فامتنع هؤلاء الكفار عن قول كلمة التوحيد لأنهم فهموا معنى هذه الكلمة العظيمة،ومع الأسف أن كثيرا من المسلمين يجهلون معاني هذا الكلمة،ويظنون أنها مجرد كلمة تقال وليس لها تبعات،ولا يتحمل صاحبها المشقات،ولو صح ذلك لما أوذي رسول الله وخليله وصفوة خلقه محمد ص، ولكن تبعات هذه الكلمة كبير جدا،لأن جائزة من قالها بصدق وعمل بمقتضاها جنة الفرودس؛ نسأل الله من فضله العظيم.
قال الشيخ محمد بن عبدالوهاب /: (والكفار الجهال يعلمون أن مراد النبي e بهذه الكلمة هو إفراد الله تعالى بالتعلق به والكفر بما يُعبَدُ من دون الله والبراءةُ منه، فإنه لما قال لهم: قولوا: لا إله إلا الله، قالوا: ﴿أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ﴾.
فإذا عرفت أن جهال الكفار يعرفون ذلك، فالعجب ممن يدعي الإسلام وهو لا يعرف من تفسير هذه الكلمة ما عرفه جهال الكفار، بل يظن أن ذلك هو التلفظ بحروفها من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني، والحاذق منهم يظن أن معناها لا يخلق ولا يرزق إلا الله، ولا يدبر الأمر إلا الله، فلا خير في رجل جهال الكفار أعلم منه بمعنى لا إله إلا الله)().
وقال الإمام ابن القيم /: (ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه لا خالق إلا الله وأن الله رب كل شيء ومليكه كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون بل التوحيد يتضمن من محبة الله والخضوع له والذل وكمال الانقياد لطاعته وإخلاص العبادة له وإرادة وجهة الأعلى بجميع الأقوال والأعمال والمنع والعطاء والحب والبغض ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها)().
عباد الله:
إن (العبودية لله وحده هي شطر الركن الأول في العقيدة الإسلامية المتمثل في شهادة: أن لا إله إلا الله. والتلقي عن رسول الله ^ في كيفية هذه العبودية - هو شطرها الثاني، المتمثل في شهادة أن محمدا رسول الله.
والقلب المؤمن المسلم هو الذي تتمثل فيه هذه العبودية بشطريها، لأن كل ما بعدها من مقومات الإيمان، وأركان الإسلام، إنما هو مقتضى لها. فالإيمان بملائكة الله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وكذلك الصلاة والزكاة والصيام والحج، ثم الحدود والتعازير والحل والحرمة والمعاملات والتشريعات والتوجيهات الإسلامية... إنما تقوم كلها على قاعدة العبودية لله وحده، كما أن المرجع فيها كلها هو ما بلغه لنا رسول الله ^ عن ربه.
والمجتمع المسلم هو الذي تتمثل فيه تلك القاعدة ومقتضايتها جميعاً().
ومن ثم تصبح شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله قاعدة لمنهج كامل تقوم عليه حياة الأمة المسلمة بحذافيرها، فلا تقوم هذه الحياة قبل أن تقوم هذه القاعدة، كما أنها لا تكون إسلامية إذا قامت على غير هذه القاعدة، أو قامت على قاعدة أخرى معها.
فليس عبدا لله من لا يعتقد بوحدانية الله سبحانه: ﴿وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ * وَلَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ وَاصِباً أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ ﴾ [النحل:51-52]
ليس عبدا لله وحده من يتقدم بالشعائر التعبدية لأحد غير الله - معه أو من دونه -:
﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162 - 163].
ليس عبدا لله وحده من يتلقى الشرائع القانونية من أحد سوى الله، عن الطريق الذي بلغنا الله به، وهو الرسول ^: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ..﴾ [الشورى:21]
﴿.. وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [الحشر:7].
هذا هو المجتمع المسلم. المجتمع الذي تتمثل فيه العبودية لله وحده في معتقدات أفراده وتصوراتهم، كما تتمثل في شعائرهم وعباداتهم، كما تتمثل في نظامهم الجماعي وتشريعاتهم.. وأيما جانب من هذه الجوانب تخلف عن الوجود فقد تخلف الإسلام فقد تخلف الإسلام نفسه عن الوجود، لتخلف ركنه الأول، وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله)().
الحمد لله.
عباد الله:
إن لكل أمة حضارةً تقدمها للبشريةِ ومحاسنُ تتباها بها أمام الخلقيةِ، وقد كانت الأمم الغربيةُ تتباهى بالمخترعات الحديثة التي فاقونا بها مرات ويتباهون بالقيم الغربية الحديثة مئات المرات، ولكن تحطمة أكثر تلك القيم التي كانوا يتباهون بها من العدالة والحرية واحترم حقوق الإنسان،وإن (البشرية اليوم على تقف حافة الهاوية.. لا بسبب التهديد بالفناء المعلق على رأسها.. فهذا عَرَضٌ للمرض وليس هو المرض.. ولكن سبب إفلاسها في عالم"القيم"التي يمكن أن تنمو الحياة الإنسانية في ظلالها نموًا سليمًا وتترقى ترقيًا صحيحًا. وهذا واضح كل الوضوح في العالم الغربي، الذي لم يعد لديه ما يعطيه للبشرية من "القيم"، بل الذي لم يعد لديه ما يُقنع ضميره باستحقاقه للوجود، بعدما انتهت الديمقراطية فيه إلى ما يشبه الإفلاس إن قيادة الرجل الغربي للبشرية قد أوشكت على الزوال.. لا لأن الحضارة الغربية قد أفلست ماديًا أو ضعفت من ناحية القوة الاقتصادية والعسكرية.. ولكن لأن النظام الغربي قد انتهى دوره لأنه لم يعد يملك رصيدا من "القيم" لا يسمح له بالقيادة).
ومن أراد التأكد من إفلاس أمم الغرب فلينظر لما صدر من المؤلفات من قيادات الفكر الغربي، وكذلك لما صدر مؤخرا من المسلمين اللذين كانوا ينافحون عن الغرب أشد من منافحة الغربيين،وهم يؤكدون إفلاس القيم الغربية ويصرخون إن الإسلام قادم بقوة تحركه لا إله إلا الله.
وأنا أنقل جملا من كلام أحد كبار المفكرين الأمريكيين حيث يقول:
(لقد بدا لي دائما أنه من المحتمل أن الإسلام سيبعث مرة أخري وأن أولادنا أو أحفادنا سوف يرون عودة الصراع الضروس بين الحضارة النصرانية وبين أعظم أعدائها لأكثر من ألف عام)().
فبينما تبدوا المسيحية محتضرة في أوروبا فإن الإسلام يظهر ليزلزل القرن الواحد والعشرين كما زلزل القرون السابقة.
و"ليس هناك جيش أقوي من فكرة حان وقتها"()
إن الفكرة التي من أجلها يحاربنا فرقاؤنا لمُقْنِعَةٌ وخلابةٌ حقًا... إنهم يؤمنون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسوله وأن الإسلام وأن الاستسلام للقرآن هو الطريق الوحيد إلي الجنة وأن مجتمعا سويا يجب أن يحكم بالشريعة قانون الإسلام، ولأنهم جربوا طرقا أخري وفشلت فقد عادوا إلي دارهم الإسلام)().
انتهى كلام هذا الغربي النصراني، ومع الأسف أقول: إن هذا الرجل يفهم الإسلام أكثر مما يفهمه كثير من المسلمين
عباد الله:
تمسكوا بلا إله إلا الله حق التمسك فعند ذلك سنسبق الناس في عالم القيم أولا ثم في العالم المادي ثانياً.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى