رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
حجاب المرأة المسلمة - 1
التأريخ: 20/3/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق ا بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ القائل: ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [النور:31] وأصلي وأسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم أما بعد:
نحن الآن يا عباد الله في زمن خلخلة أصول الإسلام وضرب عقائد الأمة الراسخة في قلبها، ومع استمرار تلك الضربات الموجعات تتراجع الأمة عن الأصل الأصيل الذي أمرها بها ربها جل وعلا خطوة بعد خطوة، ولن ترضى عنا اليهود ولا النصارى حتى نتبع دينهم وندخل خلفهم من جحر ضب إلى جحر ضب آخر.
إن من هذه المسلمات حجاب المرأة المسلمة والذي تلقت الأمة ضربات وما زالت تتلقى حتى تتخلى عن هذا الأصل الأصيل والمعلم الجليل الجميل، ومسألة الحجاب مسألة عقدية قبل أن تكون مسألة فقهية.
وحديثي في هذه الخطبة عن الحجاب الذي هو تغطية شعر المرأة وجسدها كله برداء فضفاض من غير ملابسها، وهذا محل اتفاق أهل العلم.
فمن أجاز للمرأة المسلمة كشف شعرها أمام غير المحارم بغير عذري شرعي فقد خلع ربقة الإسلام وانتحل نحلة أخرى غير دين المسلمين، لأن هذا من المعلوم بالضرورة.
وواقع الناس يوم في كثير من البلاد الإسلامية هو على عدم الإنكار على من خلعت الحجاب، فتجد أن الرجل ينظر للمرأة التي أظهرت شعرها وكأنها لم تقع فيما حرم الله، بل حتى هي تخرج حاسرة عن شعرها وهي لا تشعر أنها وقعت فيما أجمع المسلمون على تحريمه!!.
ومن وبلغ به الأمر هذا المبلغ فعليه مراجعة إسلامه والعودة إلى دينه لعل الله أن يغفر له، فإنه لا خلاف معتبر في وجوب ستر شعر المرأة ونحرها، كما أنه لا خلاف في أن الظهر أربع ركعات ولا خلاف على مشروعية الزواج. فهذه أمور مجمع عليها فمن قال بخلافها فقد فارق جماعة المسلمين، ولهذا قلت: الحجاب مسألة عقدية قبل أن تكون مسألة فقهية، وأقصد به الجزء المجمع عليه.
ولعلنا نحاول أن نتعرف على بداية إفساد المجتمع من خلال خلع الحجاب، وقبل بدأية القصة المؤلمة لابد من ملاحظة الدور الإستعماري وأن أصحاب هذه الدعوات مدعومين من الغرب الكافر، وكانت البداية من مصر:
وبكتاب تحرير المرأة تأليف قاسم أمين، نشره عام 1899م، بدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول، وأحمد لطفي السيد. زعم في أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال: إن الدعوة إلى السفور ليست خروجاً على الدين ـ.
ثم كتاب: المرأة الجديدة تأليف قاسم أمين أيضاً - نشره عام 1900م يتضمن نفس أفكار الكتاب الأول ويستدل على أقواله وادعاءاته بآراء الغربيين.
سبق سفور المرأة المصرية، اشتراك النساء بقيادة هدى شعراوي (زوجة علي شعراوي) في ثورة سنة 1919م فقد دخلن غمار الثورة بأنفسهن، وبدأت حركتهن السياسية بالمظاهرة التي قمن بها في صباح يوم 20 مارس سنة 1919م.
وحتى نتعرف أكثر على الدور الإنجليزي في خلع الحجاب نقترب أكثر (فقد كانت الثورة المصرية قد قامت, وملأت المظاهرات شوارع القاهرة وغيرها من المدن تهتف ضد الإنجليز، وتطالب بالجلاء التام أو الموت الزؤام، ويطلق الإنجليز الرصاص من مدافعهم الرشاشة علي المتظاهرين فيسقط منهم كل يوم قتلي بلا حساب.وفي وسط هذه المظاهرات الجادة قامت مظاهرة النسوة وعلي رأسها صفية هانم زغلول زوجة سعد زغلول وتجمع النسوة أمام ثكنات قصر النيل، وهتفن ضد الإحتلال ثم بتدبير سابق، ودون مقدمات ظاهرة، خلعن الحجاب، وألقين به في الأرض، وسكبن عليه البترول، وأشعلن فيه النار.. وتحررت المرأة!!! سمي ميدان الإسماعلية الذي تحللت فيه المرأة من حجابها الإسلامي ميدان"التحرير" "تخليداً" لهذه الذكري الأثيمة!.ويعجب الإنسان الآن للمسرحية وخلوها من المنطق، فما علاقة المظاهرة القائمة للاحتجاج علي وجود الاحتلال الانجليزي، والمطالبة بالجلاء عن مصر.. ما علاقة هذا بخلع الحجاب وإشعار النار فيه؟!.
هل الإنجليز هم الذين فرضوا الحجاب علي المرأة المصرية المسلمة من باب العسف والظلم، فجاء النسوة يعلن احتجاجهن علي وجود الإنجليز في مصر، ويخلعن في الوقت ذاته ما فرضه عليهن الإنجليز من الحجاب؟) ()
كانت هدى شعراوي بنت محمد باشا سلطان أحد باشوات ذلك العصر، !سافرت إلى فرنسا لتتعلم وسافرت محجبة. ولكنها حين عادت كانت سافرة. وكان أبوها يستقبلها في ميناء الإسكندرية ومعه مجموعة من أصدقائه، فلما نزلت من الباخرة احمر وجهه خجلا وغضبا، وأشاح بوجهه عنها وانصرف دون أن يحييها. ولكن ذلك لم يردعها عن صنيعها، ولم يردها عن غيها الذي عادت به من فرنسا.
يقول الدكتور محمد محمد حسين /: (جاء هؤلاء الذين أوحى إليهم شياطين الإنس والجن في باريس - من أمثال قاسم أمين - فانتكس تفكيرهم بين معاهدها ومباذلها وقد بُعثوا لينقلوا إلينا الصالح والنافع من علومها وصناعاتها، فضلوا الطريق، وعادوا إلينا بغير الوجه الذي بُعثوا به - جاء هؤلاء بعد ثلاثة عشر قرناً من نزول القرآن الكريم، ليضربوا بإجماع المسلمين، في الأجيال المتعاقبة والقرون المتطاولة عرض الحائط، ويبتدعوا دعوة تحرير المرأة في ظل الاحتلال الانجليزي، ويزعموا لها حقوقاً، ويجعلوا أكبر همهم مصروفاً إلى إثبات أن المرأة تستطيع القيام بأعمال الرجل، وأنها إنسان مثله، لا فرق بين عقلها وعقله)
فظهر لنا مما سبق أن دعاة خلع الحجاب في مصر كانوا أبواقا بيد الإنجليز والفرنسين، وكذا كان في باقي الدول الإسلامية ونأخذ مثلا في الجزائر: (حدث هذا في مثل هذا الشهر من سنة 1958: يوم الاثنين 27 ماي.. فقد وقف أحد الخطباء وقال:"أيتها المرأة، اعلمي أن الوقت قد حان لتلعبي دورك في تاريخ الجزائر الجديدة.. أيتها الفرنسية اعلمي أنك شريكة الرجل في الحياة، وفي المجتمع الإنساني، أنك تقاسمينه الآلام والأفراح، سعادته وتعاسته.
لقد أقامت الديانة الإسلامية العدالة بينك وبين الرجل، هو أخوك في التكاليف والعلاقات الإنسانية، ..، إنك سيدة بيتك وسيدة في الشارع وفي تربية الأجيال، ..، حطمي أغلالك بمطارق من حديد. إن هذا الحجاب الخيالي الزائد لا علاقة له بالإسلام، إن العفة والأخلاق الحسنة ليست أبداً خلف هذا الحجاب الشفاف والمخادع، إن أفضل حجاب هو الصفات الدينية والخلقية الحسنة، إننا نريد يا أختنا العزيزة أن تثوري بشدة ضد مبادئ عصور مضت في إطار الدين، وتشاركي الرجل في الوجود.
إلى هنا ينتهي قول إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ ابن باديس أمام نحو 100 ألف شخص بحضور سوستيل وسالان. (الجنرالان الفرنسيان!)
وبعد قليل تصعد فتاة جزائرية مسلمة إلى الميكروفون لتقول:"لقد سمعنا صوتاً من أكثر الأصوات المأذونة في الإسلام يدعو إلى التجديد الذي يجب أن نحمله في تحررنا الغالي، لا ندع الفرصة تضيع، إنها الفرصة الوحيدة التي تُمنح لنا للسير في طريق التحرير الكامل والمطلق، ..، أطلب منكن أن تفعلن مثلي". و نزعت الآنسة بنت الباشا آغا حائكها الأبيض ثم حجابها، ورمت الكل من الشرفة وسط دوي من التصفيق والصياح:
هورا!! هورا!! برافو!! برافو!!
وتتبعها فتيات أخريات.. تنـزعن أحجبتهن وتطلقن الصيحات المدويات وسط دوي آخر من الصياح: هورا! هورا! برافو! برافو!
وتكرر هذا المشهد في عدة مدن في الجزائر.
وكذا يتكرر مشهد أذناب المحتلين ففي العراق بدأت الدعوة إلى السفور في العراق بواسطة الشاعر جميل الزهاوي، وهو القائل يمدح الإنجليز المحتلين:
تبصر أيها العربي واتـركْ ولاء الترك من قــوم لئـام
ووالِ الإنجليز رجال عدلٍ وصدق في الفعال وفي الكلام
أحبُ الإنجليز وأصطفيهم لمرضيّ الإخاء من الأنــام
وقال في دعوى خلع الحجاب:
أخر المسلمين عن أمم الأرض حجاب تشقى به المسلـمات
وقوله:
مزقي ياابنة العراق الحجابا واسفري فالحياة تبغي انقلابا
فهذا الحجاب آذى أسياده المستعمرين الإنجليز
لكن دعوة الزهاوي باءت بالفشل، وقابلها المسلمون بالإنكار؛ إلى أن قام الإنجليز بدعم القضية.وقد ذكر الأستاذ أنور الجندي أن حركة السفور في العراق – بعد هذا - تأخرت (حتى عام 1921 عندما حمل الإنجليز لواءها على يد الإنجليزية"المس كلي"حيث أسست أول مدرسة للبنات 19/1/1920 احتفل بها العميد البريطاني)!
ثم انتقلت معركة السفور إلى الجامعات فالبداية في المدارس والمعركة في الجامعات (وتعترف المنصّرة (آنا ميلغان): بأنه ليس هناك طريق إلى حصن الإسـلام أقصر مسافة من كلية البنـات بالقاهرة، هؤلاء البنات اللاتي ينتمين إلى أسر الباشوات والبكوات، وليس ثمة مكان آخر يمكن أن يجتمعن فيه بمثل هذا العدد تحت النفوذ المسيحي) هكذا قالت.
عباد الله: وبعد هذا العرض التأريخي أحب أن أبين أن قاسم أمين هو أشد من حمل لواء الدعوة إلى خلع الحجاب وإن كان عمرو بن لحي هو أول من أدخل عبادة الأصنام على العرب وغير ملة إبراهيم؛، فإن قاسم أمين هو من أول من ادخل السفور على المسلمين وسأذكر بعض دعواه حتى نعلم أن ما نراه في صحفنا اليوم هو اجترار لكلام هذا الرجل:
المسواة بين الرجل والمرأة:
يقول قاسم: (سبق الشرع الإسلامي كل شريعة سواه في تقرير مساواة المرأة للرجل، فأعلن حريتها واستقلالها يوم كانت في حضيض الانحطاط عند جميع الأمم…الخ).
التضجر من اعتزاز المسلمين بدينهم، وأن الله قد أكمله وارتضاه لهم:
يقول قاسم: (العار أن نظن في أنفسنا الكمال وننكر نقائصنا، وندعي أن عوائدنا هي أحسن العوائد في كل زمان ومكان)
التدرج في التحرر: ويقول: (أنا لا أقصد رفع الحجاب الآن دفعة واحدة).
الحجاب عادة وليس عبادة:يقول قاسم: (إن الحجاب الموجود عندنا ليس خاصاً بنا، ولا أن المسلمين هم الذين استحدثوه، ولكنه عادة، معروفة عند كل الأمم تقريباً)
الهجوم على الحجاب وتشويهه: يقول قاسم: (إن الحجاب على ما ألفناه مانع عظيم يحول بين المرأة وارتقائها، وبذلك يحول بين الأمة وتقدمها) ويقول: (إن الضرر في الحجاب عظيم)
استغلال عواطف الناس (لاسيما النساء!):يقول: (جرنا حبنا لحجاب النساء إلى إفساد صحتهن؛ فألزمناهن القعود في المساكن، وحرمناهن الهواء والشمس وسائر أنواع الرياضة البدنية والعقلية)
ترشيد الإنفاق: يقول قاسم: (انظر إلى الواحد منا نجد مسكنه لابد أن يكون قسمين قسم للرجال وآخر للنساء، فإن أراد أن يبني بيتاً فعليه أن يهيئ ما يكفي لبناء بيتين في الحقيقة، وإذا استأجر بيتاً فهو إنما يستأجر في الواقع بيتين، ويتبع ذلك ما يلزم لكل منهما من الأثاث والفرش، ولابد له من فريقين من الخدم، فريق يخدم الرجال في القسم المختص به، والآخر يختص بخدمة النساء داخل البيت، وهو مضطر لأن يزيد في النفقة للطعام؛ لأنه إذا أتى ضيف واحد، رجلاً كان أو امرأة، وجب تحضير مائدتين بدل واحدة كانت تكفي، وهكذا ترى نفقات ضائعة وثمرات كسب مستهلكة ولا سبب لها إلا تشديد الحجاب على النساء).لماذا لا نرشد الإستهلاك في كرة القدم مثلا خاصة وأننا نهزم دائما بنصف درزن وزيادة؟!.
حسب تقاليدنا الإسلامية السمحة!! (إننا نتمسك بعوائدنا الإسلامية ونحترمها). (السعي لدى الحكومة في إصدار القوانين التي تضمن للمرأة حقوقها؛ بشرط أن لا تخرج في شيء من ذلك عن الحدود الشرعية) ما أكثر ما نرى مثل هذه العبارات في كتابات المتحررين عندما يطالبون بأمر من الأمور:
حسب عاداتنا وتقاليدنا!
مع مراعاة أحكام الشريعة السمحة!
وفق تعاليم عقيدتنا!
الخطبة الثانية:
أما بعد: فهذه هي الفضيلة لنساء المؤمنين، وهذه هي الأصول التي تقوم عليها وتحرسها من العدوان عليها، لكن بعض مَن في قلوبهم مرض يأبون إلا الخروج عليها، بنداءاتهم المعلنة في ذلك، فمعاذ الله أن يَمُرَّ على السمع والبصر، إعلان المنكر والمناداة به، وهضم المعروف والصدّ عنه، ولا يكون للمصلحين مِنَّا في وجه هذا العدوان صَوتٌ جَهيزٌ بإحسان يَبْلُغُ الحاضر والباد، إقامة لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي به يُنافَحُ عن الدين، ويُنصح للمسلمين عن الترذي في هوة صيحات العابثين، وبه تُحْرَسُ الفضائل، وتكبت الرذائل، ويؤخذ على أيدي السفهاء، ومعلوم أن فشُوَّ المنكرات يكون بالسكوت عن الكبائر والصغائر، وبتأويل الصغائر، لا سيما ونحن نُشاهد كظيظاً من زِحام المعدومين المجهولين من أهل الرَّيب والفتن، المستغربين الـمُسَيَّرين بحمل الأقلام المتلاعبة بدين الله وشرعه، يختالون في ثياب الصحافة والإعلام، وقد شرحوا بالمنكر صدراً، فانبسطت ألسنتهم بالسوء، وجَرَت أقلامهم بالسُّوأَى، وجميعها تلتئم على معنى واحد: التطرف الجنوني في مزاحمة الفطرة، ومنابذة الشريعة، وجرِّ أذيال الرذائل على نساء المسلمين، وتفريغهن من الفضائل، بدعوتهم الفاجرة في بلاد الإسلام إلى: حرية المرأة و المساواة بين المرأة والرجل في جميع الأحكام، للوصول إلى: جريمة التبرج والاختلاط و خلع الحجاب.
ونداءاتهم الخاسرة من كل جانب بتفعيل الأسباب لخلعه من البقية الباقية في نساء المسلمين، اللائي أسلمن الوجه لله تعالى، وسلَّمن القيادة لمحمد بن عبدالله e.
نسأل الله لنا ولهن الثبات، ونبرأ إلى الله من الضلالة، ونعوذ بالله من سوء المنقلب.
حجاب المرأة المسلمة - 1
التأريخ: 20/3/1426هـ
المكان: جامع أبي بكر الصديق ا بالقطيف
الْحَمْدُ لِلَّهِ القائل: ((وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [النور:31] وأصلي وأسلم على عبده ورسوله محمد وآله وسلم أما بعد:
نحن الآن يا عباد الله في زمن خلخلة أصول الإسلام وضرب عقائد الأمة الراسخة في قلبها، ومع استمرار تلك الضربات الموجعات تتراجع الأمة عن الأصل الأصيل الذي أمرها بها ربها جل وعلا خطوة بعد خطوة، ولن ترضى عنا اليهود ولا النصارى حتى نتبع دينهم وندخل خلفهم من جحر ضب إلى جحر ضب آخر.
إن من هذه المسلمات حجاب المرأة المسلمة والذي تلقت الأمة ضربات وما زالت تتلقى حتى تتخلى عن هذا الأصل الأصيل والمعلم الجليل الجميل، ومسألة الحجاب مسألة عقدية قبل أن تكون مسألة فقهية.
وحديثي في هذه الخطبة عن الحجاب الذي هو تغطية شعر المرأة وجسدها كله برداء فضفاض من غير ملابسها، وهذا محل اتفاق أهل العلم.
فمن أجاز للمرأة المسلمة كشف شعرها أمام غير المحارم بغير عذري شرعي فقد خلع ربقة الإسلام وانتحل نحلة أخرى غير دين المسلمين، لأن هذا من المعلوم بالضرورة.
وواقع الناس يوم في كثير من البلاد الإسلامية هو على عدم الإنكار على من خلعت الحجاب، فتجد أن الرجل ينظر للمرأة التي أظهرت شعرها وكأنها لم تقع فيما حرم الله، بل حتى هي تخرج حاسرة عن شعرها وهي لا تشعر أنها وقعت فيما أجمع المسلمون على تحريمه!!.
ومن وبلغ به الأمر هذا المبلغ فعليه مراجعة إسلامه والعودة إلى دينه لعل الله أن يغفر له، فإنه لا خلاف معتبر في وجوب ستر شعر المرأة ونحرها، كما أنه لا خلاف في أن الظهر أربع ركعات ولا خلاف على مشروعية الزواج. فهذه أمور مجمع عليها فمن قال بخلافها فقد فارق جماعة المسلمين، ولهذا قلت: الحجاب مسألة عقدية قبل أن تكون مسألة فقهية، وأقصد به الجزء المجمع عليه.
ولعلنا نحاول أن نتعرف على بداية إفساد المجتمع من خلال خلع الحجاب، وقبل بدأية القصة المؤلمة لابد من ملاحظة الدور الإستعماري وأن أصحاب هذه الدعوات مدعومين من الغرب الكافر، وكانت البداية من مصر:
وبكتاب تحرير المرأة تأليف قاسم أمين، نشره عام 1899م، بدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول، وأحمد لطفي السيد. زعم في أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال: إن الدعوة إلى السفور ليست خروجاً على الدين ـ.
ثم كتاب: المرأة الجديدة تأليف قاسم أمين أيضاً - نشره عام 1900م يتضمن نفس أفكار الكتاب الأول ويستدل على أقواله وادعاءاته بآراء الغربيين.
سبق سفور المرأة المصرية، اشتراك النساء بقيادة هدى شعراوي (زوجة علي شعراوي) في ثورة سنة 1919م فقد دخلن غمار الثورة بأنفسهن، وبدأت حركتهن السياسية بالمظاهرة التي قمن بها في صباح يوم 20 مارس سنة 1919م.
وحتى نتعرف أكثر على الدور الإنجليزي في خلع الحجاب نقترب أكثر (فقد كانت الثورة المصرية قد قامت, وملأت المظاهرات شوارع القاهرة وغيرها من المدن تهتف ضد الإنجليز، وتطالب بالجلاء التام أو الموت الزؤام، ويطلق الإنجليز الرصاص من مدافعهم الرشاشة علي المتظاهرين فيسقط منهم كل يوم قتلي بلا حساب.وفي وسط هذه المظاهرات الجادة قامت مظاهرة النسوة وعلي رأسها صفية هانم زغلول زوجة سعد زغلول وتجمع النسوة أمام ثكنات قصر النيل، وهتفن ضد الإحتلال ثم بتدبير سابق، ودون مقدمات ظاهرة، خلعن الحجاب، وألقين به في الأرض، وسكبن عليه البترول، وأشعلن فيه النار.. وتحررت المرأة!!! سمي ميدان الإسماعلية الذي تحللت فيه المرأة من حجابها الإسلامي ميدان"التحرير" "تخليداً" لهذه الذكري الأثيمة!.ويعجب الإنسان الآن للمسرحية وخلوها من المنطق، فما علاقة المظاهرة القائمة للاحتجاج علي وجود الاحتلال الانجليزي، والمطالبة بالجلاء عن مصر.. ما علاقة هذا بخلع الحجاب وإشعار النار فيه؟!.
هل الإنجليز هم الذين فرضوا الحجاب علي المرأة المصرية المسلمة من باب العسف والظلم، فجاء النسوة يعلن احتجاجهن علي وجود الإنجليز في مصر، ويخلعن في الوقت ذاته ما فرضه عليهن الإنجليز من الحجاب؟) ()
كانت هدى شعراوي بنت محمد باشا سلطان أحد باشوات ذلك العصر، !سافرت إلى فرنسا لتتعلم وسافرت محجبة. ولكنها حين عادت كانت سافرة. وكان أبوها يستقبلها في ميناء الإسكندرية ومعه مجموعة من أصدقائه، فلما نزلت من الباخرة احمر وجهه خجلا وغضبا، وأشاح بوجهه عنها وانصرف دون أن يحييها. ولكن ذلك لم يردعها عن صنيعها، ولم يردها عن غيها الذي عادت به من فرنسا.
يقول الدكتور محمد محمد حسين /: (جاء هؤلاء الذين أوحى إليهم شياطين الإنس والجن في باريس - من أمثال قاسم أمين - فانتكس تفكيرهم بين معاهدها ومباذلها وقد بُعثوا لينقلوا إلينا الصالح والنافع من علومها وصناعاتها، فضلوا الطريق، وعادوا إلينا بغير الوجه الذي بُعثوا به - جاء هؤلاء بعد ثلاثة عشر قرناً من نزول القرآن الكريم، ليضربوا بإجماع المسلمين، في الأجيال المتعاقبة والقرون المتطاولة عرض الحائط، ويبتدعوا دعوة تحرير المرأة في ظل الاحتلال الانجليزي، ويزعموا لها حقوقاً، ويجعلوا أكبر همهم مصروفاً إلى إثبات أن المرأة تستطيع القيام بأعمال الرجل، وأنها إنسان مثله، لا فرق بين عقلها وعقله)
فظهر لنا مما سبق أن دعاة خلع الحجاب في مصر كانوا أبواقا بيد الإنجليز والفرنسين، وكذا كان في باقي الدول الإسلامية ونأخذ مثلا في الجزائر: (حدث هذا في مثل هذا الشهر من سنة 1958: يوم الاثنين 27 ماي.. فقد وقف أحد الخطباء وقال:"أيتها المرأة، اعلمي أن الوقت قد حان لتلعبي دورك في تاريخ الجزائر الجديدة.. أيتها الفرنسية اعلمي أنك شريكة الرجل في الحياة، وفي المجتمع الإنساني، أنك تقاسمينه الآلام والأفراح، سعادته وتعاسته.
لقد أقامت الديانة الإسلامية العدالة بينك وبين الرجل، هو أخوك في التكاليف والعلاقات الإنسانية، ..، إنك سيدة بيتك وسيدة في الشارع وفي تربية الأجيال، ..، حطمي أغلالك بمطارق من حديد. إن هذا الحجاب الخيالي الزائد لا علاقة له بالإسلام، إن العفة والأخلاق الحسنة ليست أبداً خلف هذا الحجاب الشفاف والمخادع، إن أفضل حجاب هو الصفات الدينية والخلقية الحسنة، إننا نريد يا أختنا العزيزة أن تثوري بشدة ضد مبادئ عصور مضت في إطار الدين، وتشاركي الرجل في الوجود.
إلى هنا ينتهي قول إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ ابن باديس أمام نحو 100 ألف شخص بحضور سوستيل وسالان. (الجنرالان الفرنسيان!)
وبعد قليل تصعد فتاة جزائرية مسلمة إلى الميكروفون لتقول:"لقد سمعنا صوتاً من أكثر الأصوات المأذونة في الإسلام يدعو إلى التجديد الذي يجب أن نحمله في تحررنا الغالي، لا ندع الفرصة تضيع، إنها الفرصة الوحيدة التي تُمنح لنا للسير في طريق التحرير الكامل والمطلق، ..، أطلب منكن أن تفعلن مثلي". و نزعت الآنسة بنت الباشا آغا حائكها الأبيض ثم حجابها، ورمت الكل من الشرفة وسط دوي من التصفيق والصياح:
هورا!! هورا!! برافو!! برافو!!
وتتبعها فتيات أخريات.. تنـزعن أحجبتهن وتطلقن الصيحات المدويات وسط دوي آخر من الصياح: هورا! هورا! برافو! برافو!
وتكرر هذا المشهد في عدة مدن في الجزائر.
وكذا يتكرر مشهد أذناب المحتلين ففي العراق بدأت الدعوة إلى السفور في العراق بواسطة الشاعر جميل الزهاوي، وهو القائل يمدح الإنجليز المحتلين:
تبصر أيها العربي واتـركْ ولاء الترك من قــوم لئـام
ووالِ الإنجليز رجال عدلٍ وصدق في الفعال وفي الكلام
أحبُ الإنجليز وأصطفيهم لمرضيّ الإخاء من الأنــام
وقال في دعوى خلع الحجاب:
أخر المسلمين عن أمم الأرض حجاب تشقى به المسلـمات
وقوله:
مزقي ياابنة العراق الحجابا واسفري فالحياة تبغي انقلابا
فهذا الحجاب آذى أسياده المستعمرين الإنجليز
لكن دعوة الزهاوي باءت بالفشل، وقابلها المسلمون بالإنكار؛ إلى أن قام الإنجليز بدعم القضية.وقد ذكر الأستاذ أنور الجندي أن حركة السفور في العراق – بعد هذا - تأخرت (حتى عام 1921 عندما حمل الإنجليز لواءها على يد الإنجليزية"المس كلي"حيث أسست أول مدرسة للبنات 19/1/1920 احتفل بها العميد البريطاني)!
ثم انتقلت معركة السفور إلى الجامعات فالبداية في المدارس والمعركة في الجامعات (وتعترف المنصّرة (آنا ميلغان): بأنه ليس هناك طريق إلى حصن الإسـلام أقصر مسافة من كلية البنـات بالقاهرة، هؤلاء البنات اللاتي ينتمين إلى أسر الباشوات والبكوات، وليس ثمة مكان آخر يمكن أن يجتمعن فيه بمثل هذا العدد تحت النفوذ المسيحي) هكذا قالت.
عباد الله: وبعد هذا العرض التأريخي أحب أن أبين أن قاسم أمين هو أشد من حمل لواء الدعوة إلى خلع الحجاب وإن كان عمرو بن لحي هو أول من أدخل عبادة الأصنام على العرب وغير ملة إبراهيم؛، فإن قاسم أمين هو من أول من ادخل السفور على المسلمين وسأذكر بعض دعواه حتى نعلم أن ما نراه في صحفنا اليوم هو اجترار لكلام هذا الرجل:
المسواة بين الرجل والمرأة:
يقول قاسم: (سبق الشرع الإسلامي كل شريعة سواه في تقرير مساواة المرأة للرجل، فأعلن حريتها واستقلالها يوم كانت في حضيض الانحطاط عند جميع الأمم…الخ).
التضجر من اعتزاز المسلمين بدينهم، وأن الله قد أكمله وارتضاه لهم:
يقول قاسم: (العار أن نظن في أنفسنا الكمال وننكر نقائصنا، وندعي أن عوائدنا هي أحسن العوائد في كل زمان ومكان)
التدرج في التحرر: ويقول: (أنا لا أقصد رفع الحجاب الآن دفعة واحدة).
الحجاب عادة وليس عبادة:يقول قاسم: (إن الحجاب الموجود عندنا ليس خاصاً بنا، ولا أن المسلمين هم الذين استحدثوه، ولكنه عادة، معروفة عند كل الأمم تقريباً)
الهجوم على الحجاب وتشويهه: يقول قاسم: (إن الحجاب على ما ألفناه مانع عظيم يحول بين المرأة وارتقائها، وبذلك يحول بين الأمة وتقدمها) ويقول: (إن الضرر في الحجاب عظيم)
استغلال عواطف الناس (لاسيما النساء!):يقول: (جرنا حبنا لحجاب النساء إلى إفساد صحتهن؛ فألزمناهن القعود في المساكن، وحرمناهن الهواء والشمس وسائر أنواع الرياضة البدنية والعقلية)
ترشيد الإنفاق: يقول قاسم: (انظر إلى الواحد منا نجد مسكنه لابد أن يكون قسمين قسم للرجال وآخر للنساء، فإن أراد أن يبني بيتاً فعليه أن يهيئ ما يكفي لبناء بيتين في الحقيقة، وإذا استأجر بيتاً فهو إنما يستأجر في الواقع بيتين، ويتبع ذلك ما يلزم لكل منهما من الأثاث والفرش، ولابد له من فريقين من الخدم، فريق يخدم الرجال في القسم المختص به، والآخر يختص بخدمة النساء داخل البيت، وهو مضطر لأن يزيد في النفقة للطعام؛ لأنه إذا أتى ضيف واحد، رجلاً كان أو امرأة، وجب تحضير مائدتين بدل واحدة كانت تكفي، وهكذا ترى نفقات ضائعة وثمرات كسب مستهلكة ولا سبب لها إلا تشديد الحجاب على النساء).لماذا لا نرشد الإستهلاك في كرة القدم مثلا خاصة وأننا نهزم دائما بنصف درزن وزيادة؟!.
حسب تقاليدنا الإسلامية السمحة!! (إننا نتمسك بعوائدنا الإسلامية ونحترمها). (السعي لدى الحكومة في إصدار القوانين التي تضمن للمرأة حقوقها؛ بشرط أن لا تخرج في شيء من ذلك عن الحدود الشرعية) ما أكثر ما نرى مثل هذه العبارات في كتابات المتحررين عندما يطالبون بأمر من الأمور:
حسب عاداتنا وتقاليدنا!
مع مراعاة أحكام الشريعة السمحة!
وفق تعاليم عقيدتنا!
الخطبة الثانية:
أما بعد: فهذه هي الفضيلة لنساء المؤمنين، وهذه هي الأصول التي تقوم عليها وتحرسها من العدوان عليها، لكن بعض مَن في قلوبهم مرض يأبون إلا الخروج عليها، بنداءاتهم المعلنة في ذلك، فمعاذ الله أن يَمُرَّ على السمع والبصر، إعلان المنكر والمناداة به، وهضم المعروف والصدّ عنه، ولا يكون للمصلحين مِنَّا في وجه هذا العدوان صَوتٌ جَهيزٌ بإحسان يَبْلُغُ الحاضر والباد، إقامة لشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذي به يُنافَحُ عن الدين، ويُنصح للمسلمين عن الترذي في هوة صيحات العابثين، وبه تُحْرَسُ الفضائل، وتكبت الرذائل، ويؤخذ على أيدي السفهاء، ومعلوم أن فشُوَّ المنكرات يكون بالسكوت عن الكبائر والصغائر، وبتأويل الصغائر، لا سيما ونحن نُشاهد كظيظاً من زِحام المعدومين المجهولين من أهل الرَّيب والفتن، المستغربين الـمُسَيَّرين بحمل الأقلام المتلاعبة بدين الله وشرعه، يختالون في ثياب الصحافة والإعلام، وقد شرحوا بالمنكر صدراً، فانبسطت ألسنتهم بالسوء، وجَرَت أقلامهم بالسُّوأَى، وجميعها تلتئم على معنى واحد: التطرف الجنوني في مزاحمة الفطرة، ومنابذة الشريعة، وجرِّ أذيال الرذائل على نساء المسلمين، وتفريغهن من الفضائل، بدعوتهم الفاجرة في بلاد الإسلام إلى: حرية المرأة و المساواة بين المرأة والرجل في جميع الأحكام، للوصول إلى: جريمة التبرج والاختلاط و خلع الحجاب.
ونداءاتهم الخاسرة من كل جانب بتفعيل الأسباب لخلعه من البقية الباقية في نساء المسلمين، اللائي أسلمن الوجه لله تعالى، وسلَّمن القيادة لمحمد بن عبدالله e.
نسأل الله لنا ولهن الثبات، ونبرأ إلى الله من الضلالة، ونعوذ بالله من سوء المنقلب.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى