لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

ذكر الله - العمل في الأيام المعلومات Empty ذكر الله - العمل في الأيام المعلومات {الخميس 18 أغسطس - 16:02}

بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الله - العمل في الأيام المعلومات
التأريخ: 7/12/1429هـ
المكان: جامع الإمام مالك بن أنس / بالدمام
الحمد لله الشاملة رأفته العامة رحمته الذي جازى عباده عن ذكرهم بذكرهم فقال تعالى (فاذكروني أذكركم)ورغبهم في السؤال والدعاء بأمره فقال:(ادعوني أستجب لكم) فأطمع المطيع والعاصي والداني والقاصي في الانبساط إلى حضرة جلاله برفع الحاجات والأماني بقوله (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعانِ)، والصلاة على محمد سيد أنبيائه وخير أصفيائه، الذي ذكر ربه سرا وجهرا، ليلا ونهارا، وما زاده الذكر إلا ذكرا، وعلى آله وسلم تسليما كثيرا:
أما بعد: فيا عباد الله ذكر الله دواء القلوب وغذاء الأرواح وهواء الأبدان، وبه النجاة يوم الكرب العظيم، فأكثروا من ذكر الله يا عباد الله، واذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة، فإن يونس × كان يذكر الله تعالى فلما وقع في بطن الحوت قال الله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، وإن فرعون كان طاغياً ناسياً لذكر الله، فلما أدركه الغرق قال: آمنت. فقال الله تعالى: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}.
ألا وإن ذكر الله جل شأنه من أجلّ القربات وأعظم الطاعات قال ص: (ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، و أرفعها في درجاتكم، و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق، و خير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم، و يضربوا أعناقكم؟ قالوا ما ذاك يا رسول الله؟فقال: ذكر الله) صححه الألباني
وروي: (إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد قالوا: وما جلاؤها يا رسول الله؟قال: ذكر الله)()
وعن عبدالله بن بسر المازني أن أعرابيا جاء إلى رسول الله وقال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فهل تأمرني بشيء أتشبث به، قال: لا يزال لسانك رطباً بذكر الله"حسنه ابن حجر()، وقيل لأبي الدرداء ا إن رجلا أعتق مائة نسمة، فقال: إن مائة نسمة من مال رجل لكثير وأفضل من ذلك إيمان ملزوم بالليل والنهار وأن لا يزال لسان أحدكم رطبا من ذكر الله"حسّن إسناده المنذري ().
قال بعض السلف: ذهب الذاكرون بالخير كله، وقال ابن القيم /: سمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله تعالى روحه يقول: الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟ ا.هـ
عباد الله:
الحياة الحقيقة تكمن في ذكر الله، والموت الحق الغفلة عن ذكر الله وفي الحديث {مَثَلُ البيت الذي يُذْكر الله فيه والبيت الذي لا يُذْكر الله فيه مثل الحي والميت} كما في صحيح مسلم، شبهه هنا بالبيت الخرب، بل الذي لا يذكر الله لهو ميت بحق وفي البخاري {مَثَل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحيِّ والمَيْت) وكل البؤس والبوار لمن حرم ذكر الله تعالى قال ص: (الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذِكر الله وما وَالاه، وعالِماً أو متعلِّماً} إسناده صحيح
والعلم الشرعي من أعظم ذكر الله ففي الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم: (..وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده...)
ياعباد الله ينبغي لنا أن نعمر قلوبنا بذكر الله، بالليل والنهار (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً *وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً )) [الأحزاب41، 42] وعلينا أن نذكر الله على كل أحوالنا اقتداء بحبيبينا وسيدنا محمد ص ففي مسلم من حديث عائشة ل (كان النبي T يذكر الله على كل أحيانه) قال تعالى: (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ... )) [آل عمران:191]، ولنحذر من صفات المنافقين عافانا الله وإياكم فقد قال تعالى: {وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:142].
وإن أردت الأسوة الحسنة برسول الله فعليك بذكر الله (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )) [الأحزاب:21]
وإياك وطريق التائهين الضالين الملعونين (( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) [الزمر:22]
فينبغي على المسلم أن يعّود لسانه دائماً ذكر الله، يذكر الله Q في جميع أحيانه وأحواله، كما كان عليه الصلاة والسلام.
فذكر الله Q أمره عظيم، لكن تقصيرنا فيه شديد عجيب غريب، وذكر الله من أفضل ما يعمر القلوب بالإيمان، لكننا في غفلة شديدة نسأل الله أن يسامحنا وأن يغفر لنا ((.. رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا.. )) [البقرة:286]
إنَّه يا عباد الله ليس أنفع في جلاء القلوب واطمئنانها من ذكر الله ومناجاته، وذكر الله يُرَقّق المشاعر، ويُوقظ القلوب والضمائر، ويُرهِف الإحساس، ويشرح الصدور، ويسمو بالنفوس ويزكيها، ويترفع بها عن شهواتها، ويملك جِمَاحها، ويرفع الدرجات، ويكفِّر السيئات -ومع ذا- خفيف على اللسان، ثقيل في الميزان، حبيب إلى الرحمن.
وارعني سمعك يا أخيا فسأتلو عليك من كتاب ربنا جل شأنه حيث يقول:
(( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )) [الأنفال:2] فهل أنت من هؤلاء؟
(( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) [الرعد:28] أو هل أنت من هؤلاء؟
(( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ )) [النور:37] أو هل أنت من هؤلاء؟
وإذا لم تذكر الله الآن فمتى ستذ كره؟
(( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ )) [الحديد:16]
واحذر أن تكون ممن قال فيهم ربنا تقدست أسماؤه وتعالت صفاته: (( وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ )) [الزمر:45]
(( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ )) [المجادلة:19]
وإن أعظم هدف لإبليس هو صدك يا عبدالله عن ذكر ربك جل وعلا وتقدس (( إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ )) [المائدة:91] وإن الشيطان ليحاول أن يغوي المؤمن فإذا ذكر الله خنس وتوارى، وإذا غفل برز فوسوس له وأغواه.
أما درجات ذكر الله فهي ثلاثة:
أولا: الذكر باللسان بدون استحضار القلب: وهو أول درجات الذكر، ولمن ذكره تعالى الأجر، قال تعالى: (( فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ.. )) [الأنعام:118] والمراد التسمية عند الذبح فسماه ذكرا، وقال تعالى: ((.. وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ.. )) [الكهف:24] والمراد به قول: إن شاء الله.
ثانيا: ذكر الله بالقلب فقط: وهذه منزلة عظيمة فيها إخبات وانكسار للعظيم الجبار: قال تعالى: (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ )) [آل عمران:135]، وقال تعالى: (( الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) [آل عمران:191]
إنها صورة القلب الخائف الوجل، الذي يذكر الله ولا ينساه في سراء ولا ضراء؛ والذي يعيش حياته على الأرض في حذر من الآخرة؛ وفي تطلع إلى رحمة ربه وفضله؛ وفي اتصال بالله ينشأ عنه العلم الصحيح المدرك لحقائق الوجود:
والحديث القدسي: قال الله Q، و عزتي لا أجمع لعبدي أمنين و لا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي، و إن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي"... صححه الألباني ()
ثالثاً: الذكر باللسان والقلب:
وهي المنزلة العليا، والدرجة الكبرى، نسأل الله من فضله العظيم، (( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ))[الأنفال:2] ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ)) [الأعراف:205] فإن ذكر الله ليس مجرد الذكر بالشفة واللسان. ولكنه الذكر بالقلب والجنان. فذكر الله إن لم يرتعش له الوجدان، وإن لم يخفق له القلب، وإن لم تعش به النفس.. إن لم يكن مصحوباً بالتضرع والتذلل والخشية والخوف.. لن يكون ذكراً [كاملا].. بل قد يكون سوء أدب في حق الله سبحانه. [فالذكر] إنما هو التوجه إلى الله بالتذلل والضراعة، وبالخشية والتقوى.. إنما هو استحضار جلال الله وعظمته، واستحضار المخافة لغضبه وعقابه، واستحضار الرجاء فيه والالتجاء إليه.. حتى يصفو الجوهر الروحي في الإنسان، ويتصل بمصدره اللدني الشفيف المنير..()
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي شرع وأمر وحكم بذكره وتسبيحه وتهليله وتحميده في هذه العشر المباركات فقال: ((..وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ..)) [الحج:28] والصلاة والسلام على عبده ورسوله وآله أما بعد:
فقد أخرج البخاري في صحيحه أن النبي ص قال:"ما العمل في أيام أفضل منها في هذه"قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:"ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل، يخرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء". وفي لفظ أحمد: فأكثروا فيهم من التهليل والتكبير والتحميد.
وأخرج البخاري تعليقا ابْنُ عُمَرَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ يَخْرُجَانِ إِلَى السُّوقِ فِي أَيَّامِ الْعَشْرِ يُكَبِّرَانِ وَيُكَبِّرُ النَّاسُ بِتَكْبِيرِهِمَا، وقال: كَبَّرَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ خَلْفَ النَّافِلَةِ.
فهذه العشر موسم من مواسم ذكر الله فأروا الله من أنفسكم ما يحب، وأكثروا من قول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر والله أكبر ولله الحمد
في الشوارع والأسواق والبيوت وغيرها

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى