لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

الثلاثة الذين تكلموا في المهد Empty الثلاثة الذين تكلموا في المهد {الخميس 18 أغسطس - 16:27}

بسم الله الرحمن الرحيم
الثلاثة الذين تكلموا في المهد
التأريخ: 15/10/1418هـ
الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ.
وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران:102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد ص وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
عباد الله:
إن في القصص لعبرة و هذه قصة نبيوية ذكرها النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - ليضرب بها
المثل، و ليعتبر بها أولى الأبصار، و لتبق إلى يوم القيامة يحدث بها و يستخرج منها الفوائد والحكم، إنها قصة ثلاثة نفر تكلموا في المهد، من هم؟ و ما أخبارهم؟ و لماذا أنطقهم الله؟ ولماذا يذكرهم سيد ولد آدم - صلى الله عليه و آله و سلم -؟ و إن تعجب فعجب لبقاء قصتهم إلى هذا الزمان و هم كانوا في فغابر التأريخ و قبل آلاف السنوات.
و هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه و مسلم في صحيحه و أحمد، و هذه القصة بسند مسلم / قال مسلم: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ^ قَالَ لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلا ثَلاثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلاً عَابِدًا فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يـَا جُرَيْجُ. فَقَالَ: رَبِّ أُمِّي وَصَلاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاتِهِ فَانْصَرَفَتْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ فَقَالَ: يا ارَبِّ أُمِّي وَصَلاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاتِهِ فَانْصَرَفَتْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ. فَقَالَ أَيْ رَبِّ أُمِّي وَصَلاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاتِهِ فَقَالَتِ: اللَّهُمَّ لا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ. فَتَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا فَقَالَتْ: إِنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ، قَالَ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ، فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ قَالُوا زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ، فَقَالَ: أَيْنَ الصَّبِيُّ، فَجَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: دَعُونِي حَتَّى أُصَلِّيَ، فَصَلَّى فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِيَّ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ، وَقَالَ: يَا غُلَامُ مَنْ أَبُوكَ قَالَ فُلانٌ الرَّاعِي، قَالَ: فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ لا أعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ فَفَعَلُوا وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ، فَقَالَتْ: أمُّهُ اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ، - قَالَ: فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، آله وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ فَجَعَلَ يَمُصُّهَا - قَالَ: وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَتْ: أُمُّهُ اللَّهُمَّ لا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ فَقَالَتْ: حَلْقَى مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ فَقُلْتَ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا فَقُلْتَ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا، قَالَ: إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا فَقُلْتُ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ وَلَمْ تَزْنِ وَسَرَقْتِ وَلَمْ تَسْرِقْ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا"
عباد الله:
بعد أن ذكرنا القصة فهذه بعض الفوائد:
أن الذي تكلم في المهد أربعة هؤلاء الثلاثة و صاحب يوسف . و قيل تكلم غيرهم و كانوا صغاراً و لم يكونوا في المهد.
أن جريج ا كان من أتباع عيسى .
عظم حق الأبوين قال الحافظ - / -: (و في الحديث إيثار إجابة الأم على صلاة التطوع لأن الإستمرار فيها نافلة و إجابة دعوة الأم واجب، حيث أنها كانت تشتاق إليه فتأتيه ليكلمها، و قد قال النبي - صلى الله عليه و آله و سلم -:"لو كان جريج فقيهاً لعلم أن إجابة أمه أولى من عبادة ربه").بل إن إجابة الأم عبادة. فكيف ببعض الناس الذين لا يجيبون أمهاتهم و لا يشغلهم إلا اللعب و اللهو و بعضهم شقي يهين أمه بل مجرم عدو لله يضربها.
أن الفسقة دائما و أبدا يحرصون على غواية المؤمنين و على عداء أولياء الله الصالحين، و قد تعددة القصص في ذلـك و هم يظيقون ذرعاً بهم، قال تعالى:"أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون.!! أفيخرج المتطهر، و يترك الفاسق الماجن؟!!
أن دعاء الوالدين مستجاب و قد يتأخر.
أن أم جريج - رحمها الله - لو دعت عليه بأكثر من ذلك لوقع عليه.
أن الناس دائما تغرهم الإشاعة و يقعون في أعراض بعضهم من غير تثبت و لا تبين قال تعالى:"إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ".
أن التعفف و التنزه سنة لهذه الأمه بدئها الكريم يوسف و لا تنتهي إن شاء الله تعالى، و قد واصل عدد من الناس ذلك العفاف حتى يصلون لمرضات الله و يستظلون بظله يوم لا ظل إلا ظله.
أن العاصي لا قيمة له عند الناس و لو أظهرو له الحب و الاحترام.
أن الصلاة هي مفزع المبتلين و نجاة الخائفين و جنة المؤمنين، فكيف بمن لا يرفع بالصلاة رأساً و لا يقيم لها وزنـاً.
أن الدعاء سلاح المؤمن في مواجهة الصعاب صغيرها و كبيرها يدعوا الله صباح مساء حتى ينجيه، و لكن بعض الناس لا يعرف الله إلا إذا و قع في المصيبة، أما في الرخاء و هو بين الأولاد و الزوجات فلا يعرف إلا الشيطان بل هو شيطان، ثم إذا أتت المصيبة رفع يديه و قال يارب و قد لبس الحرام و غذي بالحرام فكيف يستجاب له؟.
بعد أن حلت المصيبة قال آمنت بالله و اتبعت الرسول قال تعالى:"آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ"؟. لا أدعوا أحداً من الناس لترك الدعاء، و لكن لابد من التفريق
بين الذي يدعوا الله في كل و قت، و بين الذي لا يذكره إلا في المصائب، لذلك لما وقع يونس في المصيبة و دعا ربه قالت الملائكة دعاء معروف من عبد معروف، فأنجاه الله تعالى من الكرب
أن بعض الناس يدعون الله و قد لا يستجيب و هم يعاهدون الله كما فعل الذين من قبلهمقال تعالى:"فَإِذَا رَكبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ"، و لو أن الله تعالى أنجاهم مما هم فيه لعادوا لما كانوا فيه قبل البلاء من الفساد، قال تعالى:"وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ"و كثير منهم لو انقضى البلاء يعود لسابق عهده فيبدأ بلحيته فيحلقها و صلاته فيتركها و الذنوب صغيرها وكبيرها فيرتكبها فهذا بقائه في المحنة خير له.
أن الله تعالى يجعل لأوليائه عند إبتلائهم مخرجاً، و من همهم فرجاً، و إنما قد يتأخر ذلك عن بعضهم في بعض الأوقات تهذيباً لهم و زيادة في الثواب فيكون لطفاً، فكم بقي محمد - صلى الله عليه و آله و سلم - في مكة يضرب و يهان؟ و كم بقي الإمام أحمد - ا - في السجن يعذب؟ و كم و كم بقي و سيبقى المؤمنون منذ أول الخليقة إلى قيام الساعة؟
أن لصالحين كرامات، و لكن حتى تكون كرامة فلا بد أن يقترن معها عمل صالح.
أن حسن الرجاء بالله و سلامة التوكل عند جريج - / - هو الذي أنطق الطفل.
أن العبادة هي سلاح المؤمن في هذه الدنيا و هي زاده في الآخرة فيكف يعيش إنسان بلا سلاح و لا زاد؟!.
أن النظر في وجيه الصالحين يزيد الإيمان و كذا النظر في وجيه الفاسقين يذهب الإيمان و الخشوع.
أن المرأة على حسنها و جمالها لم تقدر على الإيمان المترسخ في نفس جريج - / - و الذي بلغ منه ما بلغ، و كل فتنة لا تقف مع الإيمان.
و في بعض الروايات أن الطفل لما تكلم سبّح الناس و هذا الواجب عندما ترى كل عجيب فقل: سبحان الله.
أقول قولي هذا و استغفر الله لي و لكم فاستغفروه
الخطبة الثانية:
عباد الله:
و هذه فوائد أخرى من قصة الصبي:
أن الناس دائماً يغرهم المال و الجاه و ينسون ما عند الله.
أنه لا يجوز للمؤمن أن يدعوا أن يكون مثل الجبابرة و قد قال أصحاب قارون لما نظروا له و عليه كل زينة:"فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ"، و بعد أن شاهدوا مصرعه و نهايته قالوا:"وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ"فكان الجواب من الله تعالى:"تـلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".
أن عيسى × لما تكلّم تكلّم دفاعاً عن مريم العذراء، دفاعاً عن عرضها، و كذلك صاحب جريج - / - تكلّم دفاعاً عن عرض جريج، و الطفل كذلك تكلّم دفاعاً عن عرض الأمه فقد قال:"و لم تزن". فيا عظم العرض عند الله و يا عظم غيرة الله، و يا ما أهونه عند كثير من الناس فهم يظيعون أعراضهم و يقعون في الحرام، و يقع معهم نسائهم و أهليهم و لا حول ولا قوة إلا بالله.
و هذا الرجل الجاهلي الكافر و الذي هو في النار و هو عبد الله بن عبد المطلب والد النبي - صلى الله عليه و آله و سلم - لما دعته إمرأة لزنى قال لها:
أما الحرام فالممات دونه و الحل لا حل فأستبينه
يحمي الكريم عرضه و دينه فكيف بالأمر تبغينه
قال النووي /: (أنه لما قال"اللهم اجعلني مثلها"أي سالماً من المعاصي كما هي سالمة، و ليس المراد مثلها في النسبة للباطل) فلا يجوز للمسلم أن يتمنى وقوع البلاء عليه.
أن البشر طبعوا على إيثار الأولاد على النفس بالخير.
على المؤمن إذا أبتلى أن يقول حسبي الله و نعم الوكيل.
اللهم صلى على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد و بارك على محمد و على آل محمد كمت بتاركت على إبراهيم و آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى