رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحمد لله أنعم علينا بالتوحيد والأمن والإيمان أحمده سبحانه وأشكره على جزيل نعمائه وسابغ فضله وعطائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته وأشهد أن محمد عبده ورسوله إمام الموحدين وقائد الغر المحجلين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام وسلم تسليما كثير إلى يوم الدين
أما بعد
فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي أمنكم وأمانكم وراحتكم وإطمئنانكم ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ....)
أيها الناس من تفكر في نعم الله وفضله علينا وجد أن نعمه لا تُحصى وهي علينا تترى .
( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) فكم نعصيه ويُنعم وكم نُخطئ ويستر .
أيها المؤمنون في هذه النعم التي نعيشها في بلادنا بعد وجود نعمة التوحيد ولاة الأمر الموحدون الذين يأمروننا بالمعروف وينهوننا عن المنكر وينظمون مصالح المسلمين وطرقاتهم ، نجد أننا نعيش في نعمة ميزنا الله بها على غيرنا وهي نعمة الأمن ومن عظيم هذه النعمة وجود أنظمة لكل جهاز أمني، ومن هذه الأجهزة جهاز المرور الذي ينظم حركة السيارات ووضع الأنظمة التي تنظم الطرق ، وتحافظ على أرواح الناس ومعلوم أن أي نظام يضعه ولي الأمر وفي مصلحة للمسلمين يكون مشروعا كما قال ابن القيم في كتابه الطرق الحكمية : (وقال ابن عقيل في الفنون جرى في جواز العمل في السلطنة بالسياسة الشرعية أنه هو الحزم ولا يخلو من القول به إمام .
فقال شافعي لا سياسة إلا ما وافق الشرع
فقال ابن عقيل السياسة ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه الرسول صلى الله عليه و سلم ولا نزل به وحي .
فإن أردت بقولك إلا ما وافق الشرع أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح وإن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة فقد جرى من الخلفاء الراشدين من القتل والتمثيل ما لا يجحده عالم بالسنن ولو لم يكن إلا تحريق عثمان المصاحف فإنه كان رأيا اعتمدوا فيه على مصلحة الأمة
وتحريق علي رضي الله عنه الزنادقة في الأخاديد وقال ... لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أججت ناري ودعوت قنبرا ...
ونفى عمر لنصر بن حجاج
وهذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام وهو مقام ضنك ومعترك صعب فرط فيه طائفة فعطلوا الحدود وضيعوا الحقوق وجرءوا أهل الفجور على الفساد وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة إلى غيرها وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق والتنفيذ له وعطلوها مع علمهم وعلم غيرهم قطعا أنها حق مطابق للواقع ظنا منهم منافاتها لقواعد الشرع
ولعمر الله إنها لم تناف ما جاء به الرسول وإن نافت ما فهموه من شريعته باجتهادهم .
والذي أوجب لهم ذلك نوع قصير في معرفة الشريعة وتقصير في معرفة الواقع وتنزيل أحدهما على الآخر .
فلما رأى ولاة الأمور ذلك وأن الناس لا يستقيم لهم أمرهم إلا بأمر وراء ما فهمه هؤلاء من الشريعة أحدثوا من أوضاع سياساتهم شرا طويلا وفسادا عريضا فتفاقم الأمر وتعذر استدراكه وعز على العالمين بحقائق الشرع تخليص النفوس من ذلك واستنقاذها من تلك المهالك
وأفرطت طائفة أخرى قابلت هذه الطائفة فسوغت من ذلك ما ينافي حكم الله ورسوله
وكلتا الطائفتين أتيت من تقصيرها في معرفة ما بعث الله به رسوله وأنزل به كتابه
فإن الله سبحانه أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان فثم شرع الله ودينه والله سبحانه أعلم وأحكم وأعدل أن يخص طرق العدل وأماراته وأعلامه بشيء ثم ينفي ما هو أظهر منها وأقوى دلالة وأبين أمارة فلا يجعله منها ولا يحكم عند وجودها وقيامها بموجبها
بل قد بين سبحانه بما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة العدل بين عباده وقيام الناس بالقسط فأي طريق استخرج بها العدل والقسط فهي من الدين وليست مخالفة له
فلا يقال إن السياسة العادلة مخالفة لما نطق به الشرع بل هي موافقة لما جاء به بل هي جزء من أجزائه ونحن نسميها سياسة تبعا لمصطلحهم وإنما هي عدل الله ورسوله ظهر بهذه الأمارات والعلمات )()
إخوة الدين
إذا تقرر ذلك تبين لنا أن كل أنظمة المرور مشروعة ويجب علينا التقيد بها وعدم مخالفتها؛ لأن ذلك معصية لله وللرسول؛ ولأن طاعة ولي الأمر في المعروف واجبة .
أيها الأحبة
مما يلاحظ على بعض الناس يتهاون في إشارة المرور، ويقوم بقطعها ويظن أن الأمر جائز لافضاضة فيه وهو لايعلم أنه بقطع الإشارة عاص لله ولرسوله لمخالفته أنظمة ولي الأمر،بل يظن بعض الجهال أن الإشارة ليست مشروعة ولم تأتي في الشريعة فإذا لايترتب عليها حكم شرعي ، ولعل بيان ابن القيم رحمه الله يُجلي العمى ويفتح القلوب .
وكما يُقال لا تقطع الإشارة ولو لم يكن في الدنيا إلا أنت والإشارة ، فكم من نفس قتلت بسبب قطع الإشارة ؟، وكم من خصومة حدثت عند الإشارة؟، وكم تُزاد السرعة عند الإشارة، وكم تكون الأرواح رخيصة عند الإشارة؟، وكم تُضيع الأمانة ولا يُعطى الطريق حقه ؟وكم نؤذي المسلمين ونظن أننا على صواب ؟؟
فعلينا جميعا طاعة ولاة الأمر والتعاون في حفظ الأرواح وصيانتها .
قاله
سعد بن عبدالله السبر
الجمعة 4 محرم 1427 هـ
أما بعد
فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي أمنكم وأمانكم وراحتكم وإطمئنانكم ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ....)
أيها الناس من تفكر في نعم الله وفضله علينا وجد أن نعمه لا تُحصى وهي علينا تترى .
( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) فكم نعصيه ويُنعم وكم نُخطئ ويستر .
أيها المؤمنون في هذه النعم التي نعيشها في بلادنا بعد وجود نعمة التوحيد ولاة الأمر الموحدون الذين يأمروننا بالمعروف وينهوننا عن المنكر وينظمون مصالح المسلمين وطرقاتهم ، نجد أننا نعيش في نعمة ميزنا الله بها على غيرنا وهي نعمة الأمن ومن عظيم هذه النعمة وجود أنظمة لكل جهاز أمني، ومن هذه الأجهزة جهاز المرور الذي ينظم حركة السيارات ووضع الأنظمة التي تنظم الطرق ، وتحافظ على أرواح الناس ومعلوم أن أي نظام يضعه ولي الأمر وفي مصلحة للمسلمين يكون مشروعا كما قال ابن القيم في كتابه الطرق الحكمية : (وقال ابن عقيل في الفنون جرى في جواز العمل في السلطنة بالسياسة الشرعية أنه هو الحزم ولا يخلو من القول به إمام .
فقال شافعي لا سياسة إلا ما وافق الشرع
فقال ابن عقيل السياسة ما كان فعلا يكون معه الناس أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد وإن لم يضعه الرسول صلى الله عليه و سلم ولا نزل به وحي .
فإن أردت بقولك إلا ما وافق الشرع أي لم يخالف ما نطق به الشرع فصحيح وإن أردت لا سياسة إلا ما نطق به الشرع فغلط وتغليط للصحابة فقد جرى من الخلفاء الراشدين من القتل والتمثيل ما لا يجحده عالم بالسنن ولو لم يكن إلا تحريق عثمان المصاحف فإنه كان رأيا اعتمدوا فيه على مصلحة الأمة
وتحريق علي رضي الله عنه الزنادقة في الأخاديد وقال ... لما رأيت الأمر أمرا منكرا ... أججت ناري ودعوت قنبرا ...
ونفى عمر لنصر بن حجاج
وهذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام وهو مقام ضنك ومعترك صعب فرط فيه طائفة فعطلوا الحدود وضيعوا الحقوق وجرءوا أهل الفجور على الفساد وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة إلى غيرها وسدوا على نفوسهم طرقا صحيحة من طرق معرفة الحق والتنفيذ له وعطلوها مع علمهم وعلم غيرهم قطعا أنها حق مطابق للواقع ظنا منهم منافاتها لقواعد الشرع
ولعمر الله إنها لم تناف ما جاء به الرسول وإن نافت ما فهموه من شريعته باجتهادهم .
والذي أوجب لهم ذلك نوع قصير في معرفة الشريعة وتقصير في معرفة الواقع وتنزيل أحدهما على الآخر .
فلما رأى ولاة الأمور ذلك وأن الناس لا يستقيم لهم أمرهم إلا بأمر وراء ما فهمه هؤلاء من الشريعة أحدثوا من أوضاع سياساتهم شرا طويلا وفسادا عريضا فتفاقم الأمر وتعذر استدراكه وعز على العالمين بحقائق الشرع تخليص النفوس من ذلك واستنقاذها من تلك المهالك
وأفرطت طائفة أخرى قابلت هذه الطائفة فسوغت من ذلك ما ينافي حكم الله ورسوله
وكلتا الطائفتين أتيت من تقصيرها في معرفة ما بعث الله به رسوله وأنزل به كتابه
فإن الله سبحانه أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي قامت به الأرض والسموات فإذا ظهرت أمارات العدل وأسفر وجهه بأي طريق كان فثم شرع الله ودينه والله سبحانه أعلم وأحكم وأعدل أن يخص طرق العدل وأماراته وأعلامه بشيء ثم ينفي ما هو أظهر منها وأقوى دلالة وأبين أمارة فلا يجعله منها ولا يحكم عند وجودها وقيامها بموجبها
بل قد بين سبحانه بما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة العدل بين عباده وقيام الناس بالقسط فأي طريق استخرج بها العدل والقسط فهي من الدين وليست مخالفة له
فلا يقال إن السياسة العادلة مخالفة لما نطق به الشرع بل هي موافقة لما جاء به بل هي جزء من أجزائه ونحن نسميها سياسة تبعا لمصطلحهم وإنما هي عدل الله ورسوله ظهر بهذه الأمارات والعلمات )()
إخوة الدين
إذا تقرر ذلك تبين لنا أن كل أنظمة المرور مشروعة ويجب علينا التقيد بها وعدم مخالفتها؛ لأن ذلك معصية لله وللرسول؛ ولأن طاعة ولي الأمر في المعروف واجبة .
أيها الأحبة
مما يلاحظ على بعض الناس يتهاون في إشارة المرور، ويقوم بقطعها ويظن أن الأمر جائز لافضاضة فيه وهو لايعلم أنه بقطع الإشارة عاص لله ولرسوله لمخالفته أنظمة ولي الأمر،بل يظن بعض الجهال أن الإشارة ليست مشروعة ولم تأتي في الشريعة فإذا لايترتب عليها حكم شرعي ، ولعل بيان ابن القيم رحمه الله يُجلي العمى ويفتح القلوب .
وكما يُقال لا تقطع الإشارة ولو لم يكن في الدنيا إلا أنت والإشارة ، فكم من نفس قتلت بسبب قطع الإشارة ؟، وكم من خصومة حدثت عند الإشارة؟، وكم تُزاد السرعة عند الإشارة، وكم تكون الأرواح رخيصة عند الإشارة؟، وكم تُضيع الأمانة ولا يُعطى الطريق حقه ؟وكم نؤذي المسلمين ونظن أننا على صواب ؟؟
فعلينا جميعا طاعة ولاة الأمر والتعاون في حفظ الأرواح وصيانتها .
قاله
سعد بن عبدالله السبر
الجمعة 4 محرم 1427 هـ
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى