رضا السويسى
الادارة
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد المجيب المغيث المُحيي المميت به يُستعان وعليه التكلان أحمد سبحانه وأشكره على جزيل نعمائه وسابغ عطائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له في أُلوهيته وفي ربوبيته وفي أسمائه وصفاته جل عن الند وعن الشبيه وعن المثيل وعن النظير ليس كمثله شئ وهو السميع البصير وأشهد محمدا عبده ورسوله دعا إلى التوحيد وحذّر الشرك وأهله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير إلى يوم الدين أما بعد فأُوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل فهي أمانكم وفوزكم وربحكم وخسارتكم ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون ) سورة آل عمران آية 102
أيها المسلمون أفضل النعم بعد نعمة الخلق نعمة التوحيد لأنه غاية الخلق وإيجاد العبيد
وبه الفوز بالجنة والنجاة من مقامع الحديد ,والتوحيد ثلاثة أقسام بالإستقراء والتتبع والفحص لنصوص شريعة رب العبيد , فكل القرآن والسنة توحيد أُلوهيةِ أو توحيد ربوبيةِ أو توحيد أسماء وصفات , ومن تأمل القرآن الكريم والسيرة النبوية وأحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام وأحوال الأمم عرف ذلك، وقد علم مما سبق أن أقسام التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. قال ابن أبي العز الحنفي: ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه نوعان:1/ توحيد في الإثبات والمعرفة. 2/ وتوحيد في الطلب والقصد. فالأول هو: إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه ليس كمثله شيء في ذلك كله، كما أخبر عن نفسه، وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أفصح القرآن عن هذا كل الإفصاح، كما في أول (الحديد، وطه، وآخر الحشر، وأول آلم تنزيل السجدة، وأول آل عمران، وسورة الإخلاص بكاملها) وغير ذلك. والثاني: وهو توحيد الطلب والقصد، مثل ما تضمنته سورة(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) و( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)، وأول تنزيل الكتاب وآخرها، وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها، وأول سورة الأعراف وآخرها، وجملة سورة الأنعام. وهؤلاء أدخلوا توحيد الأسماء والصفات ضمن توحيد الربوبية، والذين أفردوه إنما أفردوه لأهميته وكثرة من ضل فيه من الطوائف المنحرفة كالمعتزلة والأشاعرة والمفوضة وغيرهم، كما أفرد بعض العلماء توحيد الحاكمية في هذا العصر، وهو جزء من توحيد الربوبية لأهميته وكثرة من نازع الله فيه في هذا العصر، كأصحاب المجالس التشريعية، وأرباب القوانين الوضعية، وأدلة هذه الأقسام كثيرة.
أيها الإخوة دليل توحيد الربوبية والأولوهية قد سبق في كلام ابن أبي العز رحمه الله، ودليل توحيد الأسماء والصفات قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11
ودليل توحيد الحاكمية قوله تعالى: ) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ( فتوحيد الربوبية هو الإيمان بأفعال الرب سبحانه وأنه فعال لما يريد، وأنه الخلاق الرزاق، وهذا القسم ما أنكره المشركون بل أقروا به، وهو يستلزم توحيد العبادة ويلزمهم بذلك، فمن كان بهذه الصفة من كونه هو الخلاق، الرزاق، المحيي، المميت، ومدبر الأمور، ومصرف الأشياء وجب أن يعبد وأن يخضع له فإنه يقول سبحانه: ( قُلْ من يَّرزقُكُم مِّن السّماء والأرض أمَّن يملك السَّمع والأبصار ومن يخرج الحيَّ من الميّت ويُخرج الميِّت من الحيِّ ومن يُدبِّرُ الأمرَ فسيقولون الله فقل أفلا تتَّقون (يونس:31 والمعنى ما دمتم تعلمون أن هذا الله أفلا تتقون الله في توحيده والإخلاص له، وترك الإشراك به، وهم مقرون بهذا يعلمون أنه ربهم وخالقهم ورازقهم، ولكنهم اعتقدوا أن تقربهم إليه بعبادة الأوثان والأصنام أنه شيء يرضيه، كما قال الله سبحانه( ويعبدون من دون الله ما لا يضرُّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شُفعاؤنا ) يونس:18 وهذا اعتقادهم الباطل( إنهم اتَّخَذوا الشَّياطين أولياء من دون الله ويحْسبون أنَّهم مُّهتدون (الأعراف:30
أيها الأحبة والمقصود من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم صان هذا التوحيد وحماه، وبين أن الواجب على الأمة إخلاص العبادة لله وحده، وأن يتوجهوا إليه جلّ وعلا بقلوبهم وأعمالهم في عبادتهم، وألا يعبدوا معه سواه لا نبياً ولا ملكاً ولا جنِّياً ولا شمساً ولا قمراً ولا غير ذلك. والله سبحانه وتعالى أوجب على عباده ذلك في كتابه الكريم، وعلم الأمة ذلك أن يعبدوه وحده، ويتوجهوا إليه وحده، والرسول صلى الله عليه وسلم أكمل ذلك وبلغ البلاغ المبين، وحمى حمى التوحيد، وحذر من وسائل الشرك، فوجب على الأمة أن تخلص لله تعالى العبادة، فالعبادة حق لله وحده وليس لأحد فيها نصيب، كما قال الله سبحانه( فاعبُدِ الله مخلصاً له الدِّين . ألا للهِ الدِّينُ الخالصُ) الزمر:2-3] ، وقال سبحانه: ( فادْعوا الله مخلصين له الدِّين ولو كرهَ الكافرون ) غافر:14]، وقال سبحانه( وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلا إيَّاه [الإسراء:23، وقال تعالى: { إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين } [الفاتحة:5]، وقال جلّ وعلا: { وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدِّين حُنفاء } [البينة:5]. والآيات في هذا المعنى كثيرة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً » [البخاري، ومسلم]. متفق على صحته. وهذا أمر معلوم بالنصوص من الكتاب والسنة وبالضرورة، ولهذا يجب على علماء الحق أن يبذلوا وسعهم في تبين هذا الحق بالكتب والرسائل ووسائل الإعلام، والخطب والمواعظ، وبسائر الوسائل الممكنة، لأنه أعظم حق وأعظم واجب، ولأنه أصل الدين وأساسه وهو توحيد العبادة، وهو تخصيص الله بالعبادة الذي هو معنى: "لا إله إلا الله"، ومعناها: لا معبود حق إلا الله، وهذا معنى قوله سبحانه في سورة الحج: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [(62) سورة الحـج]. ومعنى قوله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [(5) سورة البينة]. ومعنى قوله: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ [(2) سورة الزمر]. ومعنى قوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [(23) سورة الإسراء]. ومعنى قوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [(5) سورة الفاتحة]. لابد من هذا، وهذا هو الذي جحده المشركون وأنكروه ، وجادلوا دونه وصارت بينهم وبين الرسل العداوة والشحناء ، وهدى الله من هدى له ممن سبقت له السعادة، وهو الإيمان بأنه لا معبود حق إلا الله، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، أي لا معبود حق إلا الله، قال جل وعلا: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [(163) سورة البقرة]. وقال سبحانه: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ [(19) سورة محمد]. وقال جل وعلا عن المشركين: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ [سورة الصافات [(35)(36)]. وقال في سورة ص عن الكفرة أنهم قالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [(5) سورة ص]. فالمشركون أنكروا هذا، لأنهم اعتادوا عبادة الأصنام والشمس والقمر والنجوم. الكفار أقسام: الكفار العرب اعتادوا عبادة الأصنام والأموات والأحجار والأشجار؛ كما قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى [(19- 23) سورة النجم]. فاللات رجل صالح كان يلت السويق للحاج، كان .... الحجاج ، ويلت لهم السويق، فعبدوه وعبدوا صخرته التي كان يلت عليها. والعزى شجرة بين الطائف ومكة كانوا يعبدونها، تعبدها قريش وتدعوها، وكان فيها جني يلبسون عليهم ، ويتكلمون من داخلها. ومناة صخرة بالمشلل عند قديد في طرق المدينة كان يعبدها الأوس والخزرج وغيرهم ، فأنزل الله فيها ما أنزل وأبطلها ، وكان حول الكعبة حين دخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وفتح الله عليه ثلاثمائة وستون صنما، كلها حول الكعبة، منها هبل الذي يعظمونه ، والذي قال فيه أبو سفيان يوم أحد: اعلوا هبل، قال الرسول لهم: قولوا: الله أعلى وأجل. قال: لنا العزى ولا عزى لكم. قال الرسول لهم يوم أحد: (قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. فهذه الآلهة التي يعبدونها من دون الله كلها باطلة ، سواء كانت من الشجر أو من الحجر أو من الأموات أومن الكواكب أو غير هذا، وهذا يسمى توحيد الإلهية ، وهو معنى لا إله إلا الله، وهو الذي أنكره المشركون ، وجالدوا دونه ، وقاتلوا ، وجاءت به الرسل، ودعت إليه الرسل، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [(36) سورة النحل]. وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [(25) سورة الأنبياء]. ولابد مع هذا التوحيد من الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم-، والشهادة بأنه رسول الله ، وأنه خاتم الأنبياء، لابد من هذا، ولابد أيضاً من الإيمان بجميع ما أخبر الله به ورسوله مما كان وما يكون ، لا يتم التوحيد والإيمان إلا بهذا، يعني لابد من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله في القرآن أو في السنة الصحيحة، من أمر الآخرة ، والجنة والنار، والحساب والجزاء والصراط ، وغير ذلك، ولابد من الإيمان بأن الله أرسل الرسل، وأنزل كتب ، كما بين في كتابه العظيم، كالتواراة والإنجيل والزبور ، وصحف إبراهيم وموسى كل هذا لابد منه ، الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله
أيها المسلمون أفضل النعم بعد نعمة الخلق نعمة التوحيد لأنه غاية الخلق وإيجاد العبيد
وبه الفوز بالجنة والنجاة من مقامع الحديد ,والتوحيد ثلاثة أقسام بالإستقراء والتتبع والفحص لنصوص شريعة رب العبيد , فكل القرآن والسنة توحيد أُلوهيةِ أو توحيد ربوبيةِ أو توحيد أسماء وصفات , ومن تأمل القرآن الكريم والسيرة النبوية وأحوال الرسل عليهم الصلاة والسلام وأحوال الأمم عرف ذلك، وقد علم مما سبق أن أقسام التوحيد ثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات. قال ابن أبي العز الحنفي: ثم التوحيد الذي دعت إليه رسل الله، ونزلت به كتبه نوعان:1/ توحيد في الإثبات والمعرفة. 2/ وتوحيد في الطلب والقصد. فالأول هو: إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه ليس كمثله شيء في ذلك كله، كما أخبر عن نفسه، وكما أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، وقد أفصح القرآن عن هذا كل الإفصاح، كما في أول (الحديد، وطه، وآخر الحشر، وأول آلم تنزيل السجدة، وأول آل عمران، وسورة الإخلاص بكاملها) وغير ذلك. والثاني: وهو توحيد الطلب والقصد، مثل ما تضمنته سورة(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) و( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ)، وأول تنزيل الكتاب وآخرها، وأول سورة يونس وأوسطها وآخرها، وأول سورة الأعراف وآخرها، وجملة سورة الأنعام. وهؤلاء أدخلوا توحيد الأسماء والصفات ضمن توحيد الربوبية، والذين أفردوه إنما أفردوه لأهميته وكثرة من ضل فيه من الطوائف المنحرفة كالمعتزلة والأشاعرة والمفوضة وغيرهم، كما أفرد بعض العلماء توحيد الحاكمية في هذا العصر، وهو جزء من توحيد الربوبية لأهميته وكثرة من نازع الله فيه في هذا العصر، كأصحاب المجالس التشريعية، وأرباب القوانين الوضعية، وأدلة هذه الأقسام كثيرة.
أيها الإخوة دليل توحيد الربوبية والأولوهية قد سبق في كلام ابن أبي العز رحمه الله، ودليل توحيد الأسماء والصفات قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11
ودليل توحيد الحاكمية قوله تعالى: ) إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ( فتوحيد الربوبية هو الإيمان بأفعال الرب سبحانه وأنه فعال لما يريد، وأنه الخلاق الرزاق، وهذا القسم ما أنكره المشركون بل أقروا به، وهو يستلزم توحيد العبادة ويلزمهم بذلك، فمن كان بهذه الصفة من كونه هو الخلاق، الرزاق، المحيي، المميت، ومدبر الأمور، ومصرف الأشياء وجب أن يعبد وأن يخضع له فإنه يقول سبحانه: ( قُلْ من يَّرزقُكُم مِّن السّماء والأرض أمَّن يملك السَّمع والأبصار ومن يخرج الحيَّ من الميّت ويُخرج الميِّت من الحيِّ ومن يُدبِّرُ الأمرَ فسيقولون الله فقل أفلا تتَّقون (يونس:31 والمعنى ما دمتم تعلمون أن هذا الله أفلا تتقون الله في توحيده والإخلاص له، وترك الإشراك به، وهم مقرون بهذا يعلمون أنه ربهم وخالقهم ورازقهم، ولكنهم اعتقدوا أن تقربهم إليه بعبادة الأوثان والأصنام أنه شيء يرضيه، كما قال الله سبحانه( ويعبدون من دون الله ما لا يضرُّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شُفعاؤنا ) يونس:18 وهذا اعتقادهم الباطل( إنهم اتَّخَذوا الشَّياطين أولياء من دون الله ويحْسبون أنَّهم مُّهتدون (الأعراف:30
أيها الأحبة والمقصود من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم صان هذا التوحيد وحماه، وبين أن الواجب على الأمة إخلاص العبادة لله وحده، وأن يتوجهوا إليه جلّ وعلا بقلوبهم وأعمالهم في عبادتهم، وألا يعبدوا معه سواه لا نبياً ولا ملكاً ولا جنِّياً ولا شمساً ولا قمراً ولا غير ذلك. والله سبحانه وتعالى أوجب على عباده ذلك في كتابه الكريم، وعلم الأمة ذلك أن يعبدوه وحده، ويتوجهوا إليه وحده، والرسول صلى الله عليه وسلم أكمل ذلك وبلغ البلاغ المبين، وحمى حمى التوحيد، وحذر من وسائل الشرك، فوجب على الأمة أن تخلص لله تعالى العبادة، فالعبادة حق لله وحده وليس لأحد فيها نصيب، كما قال الله سبحانه( فاعبُدِ الله مخلصاً له الدِّين . ألا للهِ الدِّينُ الخالصُ) الزمر:2-3] ، وقال سبحانه: ( فادْعوا الله مخلصين له الدِّين ولو كرهَ الكافرون ) غافر:14]، وقال سبحانه( وقضى ربُّك ألا تعبدوا إلا إيَّاه [الإسراء:23، وقال تعالى: { إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين } [الفاتحة:5]، وقال جلّ وعلا: { وما أُمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدِّين حُنفاء } [البينة:5]. والآيات في هذا المعنى كثيرة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: « حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً » [البخاري، ومسلم]. متفق على صحته. وهذا أمر معلوم بالنصوص من الكتاب والسنة وبالضرورة، ولهذا يجب على علماء الحق أن يبذلوا وسعهم في تبين هذا الحق بالكتب والرسائل ووسائل الإعلام، والخطب والمواعظ، وبسائر الوسائل الممكنة، لأنه أعظم حق وأعظم واجب، ولأنه أصل الدين وأساسه وهو توحيد العبادة، وهو تخصيص الله بالعبادة الذي هو معنى: "لا إله إلا الله"، ومعناها: لا معبود حق إلا الله، وهذا معنى قوله سبحانه في سورة الحج: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ [(62) سورة الحـج]. ومعنى قوله: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء [(5) سورة البينة]. ومعنى قوله: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ [(2) سورة الزمر]. ومعنى قوله: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ [(23) سورة الإسراء]. ومعنى قوله سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [(5) سورة الفاتحة]. لابد من هذا، وهذا هو الذي جحده المشركون وأنكروه ، وجادلوا دونه وصارت بينهم وبين الرسل العداوة والشحناء ، وهدى الله من هدى له ممن سبقت له السعادة، وهو الإيمان بأنه لا معبود حق إلا الله، وهذا هو معنى لا إله إلا الله، أي لا معبود حق إلا الله، قال جل وعلا: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [(163) سورة البقرة]. وقال سبحانه: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ [(19) سورة محمد]. وقال جل وعلا عن المشركين: إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ* وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ [سورة الصافات [(35)(36)]. وقال في سورة ص عن الكفرة أنهم قالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ [(5) سورة ص]. فالمشركون أنكروا هذا، لأنهم اعتادوا عبادة الأصنام والشمس والقمر والنجوم. الكفار أقسام: الكفار العرب اعتادوا عبادة الأصنام والأموات والأحجار والأشجار؛ كما قال تعالى: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى * أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنثَى * تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى * إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى [(19- 23) سورة النجم]. فاللات رجل صالح كان يلت السويق للحاج، كان .... الحجاج ، ويلت لهم السويق، فعبدوه وعبدوا صخرته التي كان يلت عليها. والعزى شجرة بين الطائف ومكة كانوا يعبدونها، تعبدها قريش وتدعوها، وكان فيها جني يلبسون عليهم ، ويتكلمون من داخلها. ومناة صخرة بالمشلل عند قديد في طرق المدينة كان يعبدها الأوس والخزرج وغيرهم ، فأنزل الله فيها ما أنزل وأبطلها ، وكان حول الكعبة حين دخلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وفتح الله عليه ثلاثمائة وستون صنما، كلها حول الكعبة، منها هبل الذي يعظمونه ، والذي قال فيه أبو سفيان يوم أحد: اعلوا هبل، قال الرسول لهم: قولوا: الله أعلى وأجل. قال: لنا العزى ولا عزى لكم. قال الرسول لهم يوم أحد: (قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. فهذه الآلهة التي يعبدونها من دون الله كلها باطلة ، سواء كانت من الشجر أو من الحجر أو من الأموات أومن الكواكب أو غير هذا، وهذا يسمى توحيد الإلهية ، وهو معنى لا إله إلا الله، وهو الذي أنكره المشركون ، وجالدوا دونه ، وقاتلوا ، وجاءت به الرسل، ودعت إليه الرسل، قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ [(36) سورة النحل]. وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [(25) سورة الأنبياء]. ولابد مع هذا التوحيد من الإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم-، والشهادة بأنه رسول الله ، وأنه خاتم الأنبياء، لابد من هذا، ولابد أيضاً من الإيمان بجميع ما أخبر الله به ورسوله مما كان وما يكون ، لا يتم التوحيد والإيمان إلا بهذا، يعني لابد من الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله في القرآن أو في السنة الصحيحة، من أمر الآخرة ، والجنة والنار، والحساب والجزاء والصراط ، وغير ذلك، ولابد من الإيمان بأن الله أرسل الرسل، وأنزل كتب ، كما بين في كتابه العظيم، كالتواراة والإنجيل والزبور ، وصحف إبراهيم وموسى كل هذا لابد منه ، الإيمان بكل ما أخبر الله به ورسوله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى