لبيك يا الله



حديث قدسىعن رب العزة جلا وعلاعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب عبداً دعا له جبريل، عليه السلام، فقال: إني أحب فلانا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً، دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض”.
المواضيع الأخيرة
كل عام وانتم بخيرالجمعة 23 أبريل - 16:08رضا السويسى
كل عام وانتم بخيرالخميس 7 مايو - 22:46رضا السويسى
المسح على رأس اليتيم و العلاج باللمسالأربعاء 22 أغسطس - 14:45البرنس
(16) ما أجمل الغنائمالجمعة 11 أغسطس - 18:51رضا السويسى
مطوية ( وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)الأحد 9 أغسطس - 19:02عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ)السبت 8 أغسطس - 12:46عزمي ابراهيم عزيز
مطوية ( إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )الأربعاء 5 أغسطس - 18:34عزمي ابراهيم عزيز



اذهب الى الأسفل
رضا السويسى
الادارة
الادارة
رضا السويسى
لبيك يا الله
الرسائل
النقاط
البلد

أزف الرحيل Empty أزف الرحيل {السبت 20 أغسطس - 12:47}

الحمد لله ما أجفلَ الهلالُ وأقبَل ، وَأقبلَ الشَّهرُ وَأجْفَل ، نحمده على نعمة التي لا تُطَالُ فتُرصَدْ ، ولا تَقِلّ فَتنفَدْ ، له الحمدُ مَدادَ الأبْحُر ، وله الشكرُ عِدادَ الأسْطُرْ ، وأشهد أن ألا الله وحده لا شريك له تقدَّست عن الشبيه ذاته ، وتنزَّهت عن سمات الحدوث صفاته ، وشهدت بربوبيته وألوهيته مخلوقاته ، وأذعنت الجبابرة لعزّته وعظيم سلطانه سبحانه من إله اتَّصف بصفات الكمال ، جل عن الند وعن الظهير وعن المثيل وعن النظير ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، أعطى ومَنع ، وخفَضَ ورفَع ، ووصَلَ وقَطَع ، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وأمينهُ على وَحيِه ، والمُبلِّغ عن أمرِهِ وَنَهيِه ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليما كثيرا إلى يوم الدين .
أما بعد : فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل ، والخوف من الجليل والعمل بالتنزيل ، والإستعداد ليوم الرحيل ، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) ، (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم ).
أيها المؤمنون : تسَابقتْ الأيام فانصرَمت ، وَتتَابعَتْ الأنفاسُ واضطربَت ، تَصافَحتْ الأيَادي بالتَهَاني ، وَأضمَرت القُلوب الأمَاني ، قَبلَ البَارِحة أقبلَ رَمَضانُ يَجُرُّ قافِلة الغفران ، وسَحائب الإحسان ، والبارحة نَغُطُّ في نوم عميق ، وأرضُ الدَّمعِ غَبَرا لا تَرَى فيها عِوجاً ولا أمْتَا ، واليوم نفوسٌ عَطْشَى ، وَقُلوبُ حَدبَاء ، وَأرض جَدْبَاء ، فلا تسمعُ إلا هَمسَا ، أزِفَت ساعةُ البَيْن ، ودَنا طيفُ الرحيل ، وأوشَكَت الغَمَامةُ عَلى الإنقِشَاع ، والقومُ صَرْعَى فلا صوتٌ ولا خَبرُ .
عذراً رمضان . وقد فات الأوان ، وَتزَاحَمَت عَلى السَّمَاء أَسمَالُ الهَوان ، عذراً رمضان . فالقلوبُ مازَالتْ تُعاقرُ نزعةَ الشَّهوة ، والأرواحُ تنازِعُ نوبةَ الحسْرَة ، والعقولُ مغيَّبةٌ عن إدراكِ الحقيقة .
وَاحرَّ قَلبَاهُ مِمَّنْ قَلبُهُ شَبِمُ القومُ نَامُوا ونَارُ المَوتِ تَحْتَدِمُ
لهوٌ وَلغوٌ وَتَفْرِيطٌ وَمَهْزَلةٌ الشَّهْرُ يِرْحَلُ وَالآثَامُ تَضْـطَرِمُ
أحسنَ اللهَ عَزَاءكُم وَغفرَ لميِّتكُم ، عَزَاءنَا في لحَظاتٍ فتِئَت أَمامنَا ، فنَكَصْنَا على أدْبَارِنا ، وأبَيْنا
سوى المُكث في مَغَبَّة الدنيا الفانية ، وعُمِّيَت علينا الأنبَاءُ ، وَأطرَقَت الشَّهوات في جَدرانِ الأذهَان ،
وبين رَدَهاتِ العُقول المقتولَة ، ( حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ
عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً..... الآية) ، عزَاءنا في عيونٍ أَجْدَبَت مِن دمُوعِ الحيَاة ، وَأقفرَتْ مِن تِرْيَاقِ القُلوب ، عزاءنا في الفرصة الرَّابحة التي أضْحَت خلف أيَّامنا ، وانصرَفت إلى أمدٍ بعيد ، ما للقوم قد ناموا وغفلوا ، ما للعوالم أمسَتْ في غثيان الغفلة ، أضَمِنُوا دُخولَ الجَنَّة فَنَاموا ؟ أَمْ رَانَتْ عَليهِم الذُّنوبُ فَمَاتوا ؟ أوَّاه من شهرٍ كانَ بين أيدِينا ، واليومَ أبلاه الزَّمانُ ، وارتحلَ إلى ماضٍ أسود.
أوَّاه من نعمة كنَّا فيها فاكهين ، واليوم انتهى كل شيء ومازال الذنب يلازم نفوسنا التي أقمنَا عليها مراسم الدَّفن ، وحتى الآن والذل يُطْبِق فكَّه على هممنا الواهية ، وآمالنا الكاذبة ، وتَوبَتِنَا المَزعُومَة ،
أزف الرَّحيل : وقد عَمِيَت البَصَائرُ عن التحصيل ، وَأبَتْ إلا القَلِيل ، واحسرتنا على ما فرطنا في جنب الله ، يا ابن آدم : لا الدهر يعظك ، ولا الأيَّام تنذرك ، والساعات تعدّ عليك ، والأنفاس تعدّ منك . يا ابن آدم : لو رأيت ما بقى من أجلك ، لزهدت في طول أملك ، ولرغبت في الزيادة في عملك ، وإنما يلقاك ندمك إذا زلّت قدمك ، وأسلَمَكَ أهلُك وحشمك ، وباعَدَك الولدُ القرِيب ورفضَك الولدُ والنَّسيب ، فلا أنت إلى دنياكَ عَائِد ولا في حسناتك زَائِد . يا من معاصيه أكثر من أن تحصى يا من رضي أن يطرد ويقصى يا دائم الزلل وكم ينهى ويوصى يا جهولاً بقدرنا ومثلنا لا يعصى إن كان قد أصابك داء داود فنح نوح نوح تحيا بحياة يحيى ، يا هذا لو علمت ما يفوتك في السحر ما حملك النوم تقدم حينئذ قوافل السهر على قلوب الذاكرين وتحط رواحل المغفرة على رباع المستغفرين من لم يذق حلاوة شراب السحر لم يبلغ عِرفانه بالخير من لم يتفكر في عمره كيف انقرض لم يبلغ من الحزن الغرض . قيل لعطاء السليمي‏:‏ ما تشتهي قال‏:‏ أشتهي أن أبكي حتى لا أَقدر أن أبكي وكان يبكي الليل والنهار وكانت دموعه الدهر سائلة على وجهه . وبكى مالك بن دينار حتى سود طريق الدموع خديه وكان يقول‏:‏ لو ملكت البكاء لبكيت أيام الدنيا‏
معشر المذنبين : لله درُّ أقوامٍ أطارَ ذِكرَ النَّار عنهم النَّوم ، وَطَال اشتياقهم إلى الجنان الصَّوم ، فَنَحلَت أجسَادُهُم وتَغيَّرَت ألوَانُهم ، يا منازل الأحباب ‏:‏ أين ساكنوك ؟ يا بقاع الإِخلاص ‏:‏ أين قاطنوك؟ يا مواطن الأَبرار ‏:‏ أَين عامروك ؟ يا مواضع التهجد‏ :‏ أين زائروك ؟ خَلَتْ والله الدِّيارُ ، وبادَ القوم وارتحلَ أربابُ السَّهر ، وبَقيَ أهلُ النَّوم ، واستبدلَ الزَّمانُ أكلَ الشَّهوات ، يا أهل الصوم ‏:‏ كَفَى حَزَناً بِالوَالِهِ أَن يَرى منازِلَ مَن يَهوى معطَّلة قفراً ، لله درّ أقوام اجتهدوا في الطاعة ، وتاجَروا ربهم فربِحَت البِضَاعة :
لَولا المشَقَة سادَ الناس كُلَهُم الجود يفقر والإِقبالُ قتَّالُ
أيها العبد ‏:‏ إن عزمت فبادر ، وإن هممت فثابر ، واعلم أنه لا يدرك المفاخر ، من كان في الصف الآخر ، إن البكاء معول الأحزان .
جموع الرَّاحلين : مساكين أهل الذنوب أطاعوا الشيطان وعصوا الرحمن مساكين أهل الذنوب جلت كروبهم وعظمت خطوبهم وكبرت عيوبهم وأحصيت عليهم في الكتاب ذنوبهم
مساكين أهل الذنوب عصوا الجبار في الليل والنهار وبذلوا مهجتهم لعذاب النار وسودوا صحفهم بالخطايا والأوزار مساكين أهل الذنوب غفلوا عن الطاعة وخالفوا السنة والجماعة وخسروا أنفسهم قبل قيام الساعة ، يا هذا أمسك ذنبك ، وارجع إلى ربك واعلم بأن الدنيا متاع ، أما يكفيك ألم وحسرة ، أما يكفي ألم وندامة ، أما تكفيك المواعظ والزواجر ، عد إلى ربك ، وانطرح بين يديه ، ونادي في الدياجي : يا خير من أمَّله المؤملون ، ويا رجاء من أهلكته الذنوب ، تجاوز عن الزلل ، واعف واصف عن الخلل ، يا هذا عمرك أنفاس معدودة وعليك رقيب يحصيها لا تنس الموت فإنه لا ينساك .
معاشر التائبين : البدار البدار ، قبل فراق هذه الدَّار ، إنما هي أنفاس لو حُبِسَت عنك لانقطع عنك عملك آخر الأبد ، وخروج نفسك آخر الأمد ، فالله الله يا أعراض المنية ، ويا أبواب الرزية ، لا تنسوا الموت الذي كتبه الله على العباد ، وكونوا منه على حذر واستعداد ، يا أبدان الأسقام .
أيها الناس إنما أنتم في الدنيا أغراض ، تَتَنَصَّلُ فيكم المنايا ، وَنهب للمصائب ، ومَعدن للنوائب ، ألا تنالون نعمة إلا بفراق أخرى ، ولا يعمر فيكم معمر ، وأنتم أعوان الحتوف على أنفسكم ، فأين المهرب مما هو كائن ، فالله الله لا تركنوا إلى طول الأمل ، ولا تنسوا اقتراب الأجل ، فالموت لا بدّ منه ، هل رأيتم أحدا خُلِّد في الدنيا حتى تكونوا مخلَّدين ، أم أنتم من الرحيل إلى الآخرة في شك فتكونوا بالقرآن مفرِّطين ، توبوا وأنيبوا وارجعوا فالباب مفتوح ، والوقت لم يزل في أيدينا ، دع عنك الأماني ، فغدا لا تنفع الأماني ، ودع التسويف والتفريط ، حاسب نفسك ، وتابع خطيئتك ، قيد ذنوبك ، واحزم على كلاب الشهوة ، واحبسها في قفص العبادة ، راجع ذنوب الخلوة ، ونازع خواطر المعصية ، اسلك قلبك في درب العارفين ، واعبر عبر غابة الخشية ففي آخرها المطاف .

:‏ عن عبيد بن عمير قال (ما المجتهد الآن إلا كاللاعب فيما مضى )

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى